تحقيق خمس مسائل في معاملة المبتدعة وتحقيق مذهب الألباني رحمه الله في الهجروبيان
تحقيق خمس مسائل في معاملة المبتدعة وتحقيق مذهب الألباني رحمه الله في الهجروبيان السلام عليكم ورحمة الله هذه بعض المسائل المتعلقة بالبدع وأهلها فيه التفريق بين منهج أهل السنة ومنهج أهل الأهواء وبيان بعض الفروق الدقيقة التي قد تشكل سواء من كلام أهل العلم أو تصرفاتهم وقد يؤدي عند البعض إما لسوء ظن بهؤلاء العلماء أو زعزعة فكره السلفي وعلى هذا الأمر ركز أبو الحسن المأربي حيث حاول التشكيك ببعض المسلمات السلفية بنقل بعض العبارات والمواقف المحتملة وقد اخترت هنا خمس مسائل:
1- ما هو الأصل في أهل البدع الهجر أم عدمه.
2- من هو الذي لا يهجر عند وجود مصلحة هل هو العالم أم طالب العلم ؟ وفيه تحقيق لكلام الألباني وبيان موافقته لأهل العلم .
3- هل ما ينقل عن بعض أهل العلم من عدم هجرهم لأهل البدع هو عينه ما يحدث من أبي الحسن ومن فهم فهمه من مخالطة المبتدعة ومشاركتهم في الدعوة؟
4- يكثر الكلام بين البعض أن هناك من عقيدته سلفية منهجه إخواني فهل هناك فرق بين العقيدة والمنهج؟ وهل من يفرق بينهما يقول بإمكانية مثل هذه الصورة.
5- بيان أن قواعد أهل السنة مع أهل البدع لا تفرق بين بدعة وبدعة فالكل يهجر كما أن الكل يزجر ..ألخ.
وقد اعتمد في هذا البحث المختصر على النقل عن علماء السنة وأكثرت في هذا حتى تتضح المسائل والله المستعان.
المسألة الأولى:
أن الأصل في أهل البدع الهجر وحكمه الوجوب لكن قد يخرج عن هذا الأصل لمصلحة راجحة أو لدفع مفسدة متحققة ولذا ذكره أهل العلم في اصول عقائدهم كأصول السنة للإمام أحمد رواية عبدوس قال" أصول السنة عندنا.....وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء"ا.هــ وقال ابوزرعة وأبوحاتم في عقيدتهما " حدثنا أبو محمد فال : وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع ويغلظان في ذلك أشد التغليظ"ا.هـ ص59 (مع شرح الجابري), وقال الصابوني "واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع, وإذلالهم, وإخزائهم, وإبعادهم, وإقصائهم, والتباعد منهم, ومن مصاحبتهم, ومعاشرتهم, والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم"ا.هـ ص89, وكذا قال في لمعة الإعتقاد " ومن السنة: هجران أهل البدع, ومباينتهم, وترك الجدال.."ا.هـ ص136 مع شرح العثيمين...أما مطلق المشروعية فلم يخالف فيه أهل الأهواء في هذا الزمان وإنما الخلاف في الوجوب ولذا قال العلامة أبوالحسين محمد بن القاضي أبي يعلى رحمه الله في رسالة "الإعتقاد" له ما نصه :ويجب هجران أهل البدع والضلال كالمشبهة والمجسمة والأشعريةوالمعتزلة والرافضة والمرجئة والقدرية والجهمية والخوارج والسالمية والكراميّة وبقية الفرق المذمومة[1] ا.هــوقد حقق القول بالوجوب الشيخ العثيمين رحمه الله في اللمعة فقال: وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله).ا.هـ
وقال الشيخ صالح آل الشيح حفظه الله في شرح لمعة الإعتقاد : قال-اي ابن قدامة- (من السنة هِجران أهل البدع ومباينتهم) وهذا هو الذي كان أئمة أهل السنة يوصون به من عدم غشيان المبتدعة في مجالسهم ولا مخالطتهم، بل هجرانهم بالكلام، وهجران بالأبدان، حتى تُخمد بدعهم، وحتى لا ينتشر شرهم، فالدخول مع المبتدعة ومساكنتهم، سواء كانت البدع صغيرة أو كبيرة، والسكوت عن ذلك، وعدم هِجرانهم، والاستئناس لهم، وعدم رفع الرأس بحالهم مع بدعهم، هذا من حال أهل الضلال، إذْ أهل السنة تميزوا بأنهم لهم الموقف الأعظم الذي فيه القوة والشدة مع أهل البدع مهما كانت البدع، فيهجرون أهل البدع.
هجر المبتدع من أصول الإسلام، بل من أصول أهل السنة؛ لأن جنس البدع أعظم من الكبائر...-إلى أن قال- ونلاحظ اليوم أنه في هذه المسألة فيه تَرْكٌ لهذا الأصل، فكثير من الناس يُخالط المبتدعة ولا يهجرهم بحجج شتى؛ إمَّا دنيوية، وإما تارة تكون دعوية أو دينية، وهذا مما ينبغي التنبه له والتحذير منه؛ لأن هِجران أهل البدع متعين، فلا يجوز مخالطتهم بدعوى أن ذلك للدعوة، ولا مخالطتهم بدعوى أن ذلك للدنيا، ولا مخالطتهم وعدم الإنكار عليهم بدعوى أن هذا فيه مصلحة كذا وكذا، إلا لمن أراد أن ينقلهم لما هو أفضل لما هم فيه، وأن ينكر عليهم ويغيّر عليهم. ))ا.هـ ص102.
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله في رسالته المسماة "البدعة تعريفها..." ما نصه: تحرم زيارة المبتدع ومجالسته إلا على وجه النصيحة والإنكار عليه"ا.هـ ص41.
وقد سئل الشيخ الجابري حفظه الله:
: أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم. هذا سائل يسأل ويقول:- فضيلة الشيخ: متى يكون الهجر هجراً صحيحا ً، شرعياً لأهل البدع ، وأهل المعاصي؟ متى يكون ذالك حتى يتحقق الغرض الشرعي من هذا الأصل العظيم؟
أولاً: الهجر هو الأصل، ممن قدر عليه، وكان مطاعاً؛ يأتمر الناس بأمره، وينتهي بنهيه.
هجر أهل البدع، وهجر أهل المعاصي- هذا هو الأصل- حتى يعود إلى رشده، ويراجع الحق. ..ا.هــ
المسألة الثانية:
أن ما يذكر عن بعض أهل العلم من عدم هجر أهل البدع في حال تحقق مصلحة راجحة إنما هو في الأقوياء من طلبة العلم والعلماء أما طلبة العلم وعوام أهل السنة وعوام الناس عموما فلا نزاع في وجوب هجرهم لأهل البدع على الإطلاق لعدم أهليتهم للنصيحة والإنكار التي هي المصلحة المرجوة في بعض الحالات وكذا عدم الأمن عليهم من الإنحراف ولم ينازع في هذا حسب علمي أحد بل حتى أبا الحسن عندما أنكر عليه بعض كلامه حول هذه المسألة قال هذا في طلبة العلم الأقوياء والعلماء أما طلبة العلم والعوام فهؤلاء لا نقاش فيهم أو كلمة نحوها.
ثم وقفت على نص كلامه مرة أخرى بعد طول بحث:
فقال في جلسة مسجد الريان ( 2/أ ) :-
لكن هنا سؤال : منيكلمهم بهذا ( يعني أهل البدع ) من الذي يتعامل معهم بهذا النصح ؟ إنما هم طلابالعلم المتمكنون وأهل العلم أما العامة فليس هم الذين ينصحون . إن قلنا ينصحونيسُتدرجون لأنهم ما يعرفون , فطلبة العلم نحن نقلهم ( هكذا ) إلزموا محاضر السنةولا تشغلوا أنفسكم بالدعوات الأخرى وإنما العلماء وطلاب العلم هم الذين يقومونبواجب النصيحة وبواجب البيان وبواجب الدعوة وإقامة الحجة وإزالة الشبهة هذا أمر مهماهـ
كذلك يتنزل على هذا كلام الشيخ ربيع حفظه الله في رسالته النافعة لفالح الحربي حيث قال:
وقوله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قال:" إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه"(3) على أن شدة هؤلاء ليست هي الشدة التي يتصورها الجهلة إذ هؤلاء معدودون في العلماء العقلاء المتحلين بالأخلاق العالية وكانوا يستخدمون الشدة في موضعها المناسب ، وليست أصلاً في حياتهم ودعوتهم وليست شدتهم على أهل السنة كما يفعله الآن بعض المراهقين المشبوهين .
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران(1) أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة .
فليكن منهج الرسول الحكيم نصب أعيننا "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا "(2) .ا.هــ
فانظر كيف قيد في الحاشية كلامه حول هذه المسألة بالأقوياء والعلماء وعلى هذا يحمل ما قد يقع من بعض اهل العلم- كما ذكره كذلك عن ابن باز- مما قد يشتبه على البعض ومنه كلام العلامة الألباني رحمه الله حيث قال:
فالمبتدع أو العاصي الجاهل بمعصيته في هذا الزمان باعتقادي لا يصلح مقاطعته وهجرهلان الغالب على الناس انهم ليسوا من أهل الخير وانهم لا يتعاونون مع الذي يهجره ولولله فسيجد من يصاحبه ومن يتعاون معه ولو على الشر كثير كثير جدا فحينئذ لا يبالي أيمبالاة بالنسبة لهذا الذي قاطعه في الله تبارك وتعالى ا.هــ
فالشيخ الألباني رحمه الله كغيره من أهل العلم يرجع الأمر للمصالح والمفاسد في الهجر ولكنه يرى أن المصلحة في هذا الزمان لمن كان من طلبة العلم الأقوياء والعلماء عدم هجر أهل البدع بل الإستمرار في النصح لهم وذلك لأن أكثر أهل الزمان من أهل الفسق والبدع ولذلك لا يصح نسبة هذا القول للألباني بإطلاق ويبينه ما يأتي حيث قال في شريط الرد على الأحباش الوجه الثاني ( الشريط 90 دقيقة):
فمنكان عالما بالخير و الشر كحذيفة ابن اليمان و كان بالتالي في هذا الزمان عارفابالسنة فيتبعها و يحض الناس عليها و عالما بالبدعة فيجتنبها و يحذر الناس منها هذاالشخص هو الذي يجوز له أن يجادل أهل البدعة أو المبتدعة أما كما يفعل بعض إخوانناالذين لم يؤتوا من العلم إلا حظاً قيلاً ثم يدخلون في مجادلة من هم أقوى منهم علماو لو كان هذا العلم مشوبا بكثير من البدعة أو علم الكلام كما قلنا آنفا فهؤلاءننصحهمأن ينطووا على أنفسهم بأن يعتزلوا المبتدعة و أن لا يجادلوهم لأنهمسيتأثرون بشبهاتهم كمثل السؤال الذي سمعتم في أول الجلسة و سمعتم الرد عليه أنهميصغون إلى كل ناعق و إلى كل صائح فتتعلق الشبهة في ذهن السامع ثم هات حتى يتيسر لهعالم يتمكن من إزالة هذه الشبهة من نفسه لذلك تكاثرت النصوص من سلفنا الصالح منالعلماء كمالك و أحمد و غيرهم أنهم كانوا كانوا يحذرون الناس ......قطع بسيط ....... بالتحذير من الجلوس مع أهل البدعة بل كانوا يأمروهم بمقاطعتهم خشية أنيتسرب شئ من شبهاتهم إلى نفوسهم(ا.هــ كلامه.
فانظر إلى قوله "فهؤلاننصحهمأن ينطووا على أنفسهم بأن يعتزلوا المبتدعة و أن لا يجادلوهم ", وكذا قال قبل ما سبق نقله حول عدم الهجر في هذا الزمان " لاشك أن هجر المسلم الصالح للمبتدع بل وللعاصي له أصل في السنة وذلك من البغض فيالله ولكن يجب أن نراعي في ذلك مصلحة المهجور في الله تبارك وتعالى فإذا كان يغلبعلى ظن الهاجر لمن يستحق الهجر من مبتدع أو عاص إذا ترتب من وراء الهجر إصلاحا لهفيجوز هجره"ا.هــ فإذا جمعت هذه النصوص تبين أن الشيخ نظر إلى جهتين أولاً: المبتدع فينظر إلى المصلحة والشيخ يغلب أن مصلحة المبتدع في هذا الزمان في عدم هجره وعلل بما سبق نقله.
الجهة الثانية: إلى السني فإن كان من العوام أو طلبة العلم الغير متمكنين في السنة فهذا يزلمه الهجر والإعتزال كما في كلامه في شريط الأحباش ولا يتنزل عليه كلامه في فتواه الأخرى أما من كان عنده علم فهذا الشيخ يرى أن الأصل ألا يهجر أهل الأهواء ويستمر في بذل النصح ولكن قد يكون هناك حالات الهجر فيها هو الأولى حتى عند من هذا حاله كما قال في آخر كلام نقلته ولزيادة البيانهذا جواب الشيخ الحلبي حفظه الله حول هذه المسألة:
في رمضانالسالف بمكة في العشر الأواخر فتكرَم عليَ - حفظه الله - بالإجابة عن بعض المسائلالتي طرحتها عليه , و من تلكم المسائل : كلام العلامة المحدث محمد ناصر الدينالألباني - رحمه الله - حول مسألة الهجر - و كونه - رحمه الله - لا يرى الهجر فيهذا الزمان , فكان جواب الشيخ - حفظه الله - كافيا و شافيا و كيف لا يكون كذلك و قدصدر من أعلم الناس بكلام العلامة الألباني .
- قال - حفظه الله - و الكلام منقولبالمعنى (الشيخ الألباني - رحمه الله - لا يقصد أبدا ما أراده بعض الناس و إنَماأراد - رحمه الله - التضييق في هذا الباب فلا يعقل أن يقال أنَ الشيخ لا يرى الهجركلية في هذا الزمان, و لقد هجر - رحمه الله - الشيخ نسيب الرفاعي و هو أخوه فيالسلفيَة إلى آخر لحظة من حياته) ا.هـ
فبهذا يجتمع كلام أهل العلم وينتهي محل الإشكال[2], ولا يخفى إن شاء الله كلام الشيخ عبيد الجابري حفظه الله لما سئل في زيارته في صنعاء عن كلام الألباني رحمه الله قال: الشيخ أعلم بالوضع في الشام [أي ما ذكره من التعليل بكثرة أهل البدع وأن المصلحة تقتضي هذا على تفصيل سبق] ونحن أعلم بالأوضاع في بلدانناا.هــ والحمدلله وفهم الشيخ الجابري هو الفهم الصحيح لكلام الألباني رحمه الله.
المسألة الثالثة:
ما ذكر من كلام الشيخ ربيع حفظه الله السابق من أن بعض أهل العلم كان يرى الهجر على المعنى المبين سابقا لا يتعارض مع كلام الشيخ ربيع في رسالة "انتقاد عقدي ومنهجي لكتاب السراج الوهاج" لأبي الحسن حيث فيه:- في الفقرة (148) من الأصل و(152) من المطبوع(3) قال (أي أبي الحسن) :" وأرى اعتزال أهل البدع وترك المراء والجدال والخصومات في الدين معهم إلا لمن كان إماماً في السنة أو أهلاً لذلك، فيدفع عن المسلمين وعقيدتهم بما يراه نافعاً إما بمناظرتهم عند الحاجة لذلك وبالضوابط الشرعية، أو بالرد عليهم أو نحو ذلك.
وأرى أن بعض الناس لجهلهم قد ينزل نصوص السلف في هجر المبتدع على من ليس كذلك، وإن كان عنده انحراف في أمر من الأمور وقع مثلها من قبل، واحتملها سلفنا من أهلها، وهناك من يقابل هؤلاء بالمبالغة في مدح أهل البدع، والدفاع عنهم، والحق ليس في هذا ولا في ذاك، والواجب أن يعطى كل شيء قدره من المدح والقدح، وأن نعرف نوع الخلاف، ويعامل صاحبه بما يستحق، ويكون ذلك بتجرد وعلم وحلم، ( والمقصود علاج الأمراض داخل الصف وخارجه)، وأضاف على الأصل ( وفرق بين هذا وبين قول أصحاب الموازنة المشؤومة ".
أقول (ربيع): قلت في حين أبديت ملاحظاتي عليه:" ينبغي توضيح الأمور التي وقع فيها الانحراف"، فلم يقم ببيان شيء منها في طبعاته الثلاث، وأقول الآن: من هم الآن أئمة السنة الذين ترى أنهم يصلحون لمناظرة أهل البدع فيدفع عن المسلمين وعقيدتهم..إلخ؟، ومن هم المتأهلون لذلك أيضاً؟.
ما هي الضوابط الشرعية؟.
أرى أنك تحارب السلفيين بما فيهم كبارهم بقولك:" وأرى أن بعض الناس لجهلهم قد ينزل نصوص السلف في هجر المبتدع.." بل أكاد أقطع أنك تقصد الشيخ مقبلاً وكبار تلاميذه لأنهم كانوا ولا يزالون يرون هجر أصحاب الحزبيات والتميز عنهم بل قال الشيخ مقبل:"هذه دعوتي وهذه طريقتي التي تميزني عن هؤلاء الجهلة".
قولك:" والواجب أن يعطى كل شيء قدره من القدح والمدح"، قول بوجوب الموازنة بين الحسنات والسيئات في الكلام على أهل البدع.
وقولك:" وفرق بين هذا وبين قول أصحاب الموازنة المشؤومة"، من التمويه والتلبيس الذي لا ينطلي إلا على الأغبياء، فما هو الفرق الواضح بين إيجابك لمدح أهل البدع وبين قولهم الفرق أنك تصرح ثم تموه وهم يصرحون ولا يموهون.
هل من التجرد والحلم والعلم أن ترمي السلفيين سابقاً ولاحقاً بالبوائق وتشتمهم بأقذع أنواع الشتم وتهيج عليهم بدون ذكر حسناتهم وتتملق أهل البدع وتوجب لأهل البدع ذكر محاسنهم.
كم مريضاً عالجته من البدع فشفاه الله على يديك .
إن المريض لا يستطيع أن يعالج المرضى.ا.هــ
وكذا لا يتعارض مع ما انتقد على أبي الحسن في الشريط (6/أ) من القول الأمين حيث قال : هنا في حكم الهجر هجر الحدادية فأنا دائماً أقولللإخوان لا تتسرعوا في أمر الهجر ولابد أن تعرفوا الداعي منهم والملبس والمصر علىهواه منهموبين الأخ المسكين الذي سمعهم يذكرون انتقادات على أبي الحسن أو على غيره . فرأى أن هذه انتقادات وجيهة والحق أحق أن يتبع وأبو الحسن علينا وإن كان عزيزاًفالحق أعز منه مثل هذا يصبر عليه ويؤخذ بيده ولا يهجر ويغتفر له ما يقول في ذلكوأنا عن نفسي أسامحه أنا عن نفسي أسامحه في هذا لأنه من باب الديانة يفعل ما يفعل.أما صاحب الهوى فهذا يهجر ويُحْذَر ويُحَذَّر منه ولا يُمَكَّن من المسجد ولايُمَكَّن من حلقة علم ولا يُطلب العلم عنده ويعامل معاملة أهل الأهواء هذا من حيثالمعاملة هذا إذا علمنا أنه صاحب هوى وأقيمت عليه الحجة وبين له الحق واستوفى الأمرالشروط في ذلك وانتفت الموانع ويبقى على ما هو عليه فهذه المعاملة عندي له . لأنهذه شعبة من شعب الخوارج شعبة من شعب الخوارج لا الخوارج الذين يكفرون بالمعصية ولاالخوارج الذين يكفرون المصر على المعصية ولكن الخوارج الذين يجعلون لأنفسهم أصلاًمخترعاً ثم يوالون ويعادون على ذلك وهذا قد مر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وهذاعمل الخوارج والجهمية والروافض فأهل البدع هذه أصولهم يخترعون أصلاً ويوالونويعادون عليه فهذا الذي أقوله وليس كل أحد يفعل هذا وليس كل أحد يفعل هذا إنما هذالإخواننا الذين إذا رأوا أن الهجر فيه مصلحة أما إذا رأى أحد أن الهجر ليس فيهمصلحة فلا يهجر هي قواعد نطبقها لنا وعلينا قواعد نطبقها لنا وعلينا فليس الأمر إذاكان لنا نشدد في الكلام ! لا , إذا رأيت أن الهجر لا يأتي بفائدة وربما أتى بشر فلاتهجر وإذا رأيت خلاف ذلك فهذه المسألة اتركها لكل أحد ينظر في المصلحة والمفسدةبحسب اجتهاده وحسب ظروفه في بلده وإن كان ولله الحمد ليس لهم شأن يذكر وإنما هم قلةفي البلاد بفضل الله سبحانه وتعالى اهـ
فما انتقد عليه في هذا المقطع هو الإطلاق ومن ثم روجع فقال أنا كنت أريد طلبة العلم الأقوياء أما العوام فليس لهم مخالطتهم [3]والأمر الثاني ساوى في اشتراط إقامة الحجة على من كان من دعاتهم سواء الصغير أو الكبير من جهة وبين العوام المقلدة المحضة من أهل هذه الأحزاب وقد رد على هذا الشرط الفاسد جماعة ممن ردوا عليه منهم عبدالله البخاري في الفتح الرباني ص56- 57 وللشاطبي في الإعتصام كلام طويل محرر قسم فيه أصحاب الإعتقادات الفاسد والبدع إلى أقسام منهم الداعية والمتبع والمقلد المعرض والمقلد المحض وبين أيهم يشترط فيه قيام الحجة قبل التبديع ووقع الإثم عليه ..الخ من ص193-220 ت الهلالي, وشبيه هذا قوله "كل هذا موجود فتعميم الحكم لا يصح ، يحكم على كل بلد حسب منهجها ويحكم على كل فرد حسب معتقده وعمله " فعلق عليه الشيخ ربيع فقال: هذا تكليف بما لا يطاق ولا يصح نسبته إلى شرع الله ومنهج السلف لا سيما والأفراد راضون بمنهج الإخوان الفاسد وعليه يوالون ويعادون ويحاربون أهل السنة من أجله .
وانظر كيف يلوم الله اليهود ويذمهم على أفعال وتعرفات لم يفعلوها بل فعلها أباؤهم ولكنهم هم راضون عنها فاستحقوا بذلك اللوم والذم واللعن والعذاب وسبب هذه الأحكام هو رضاهم فإن قلت هم مكرهون قلنا لا دليل ولا قرينة على الاكراه بل القرائن والأدلة واضحة قوية على رضاهم وتقريرهم والإخوان المسلمون ليس لهم سللطة على أحد .ا.هـ
والأمر الثالث الذي أنكر على أبي الحسن في هذا الكلام أنه عند قوله لا يهجر حتى يعلم هل هو معاند ..الخ ليس مراده فقط عدم هجره واستمرار بذل النصيحة لا بل مراده أن يشارك مثل هؤلاء في الدعوة إلى الله ومخالطتهم وهذا هو المنكر والبهتان في كلامه ولذا لما ذكر المعاند وصاحب الهوى قال " .أما صاحب الهوى فهذا يهجر ويُحْذَر ويُحَذَّر منه ولا يُمَكَّن من المسجد ولايُمَكَّن من حلقة علم ولا يُطلب العلم عنده ويعامل معاملة أهل الأهواء" ا.هــ مفهومه أن من كان على خلاف هذا وهو معهم ومن طينتهم لكن لم نتحقق من أنه صاحب هوى أو داعية لكن لم تقم عليه الحجة أو كان مقلد معرض فعلى حسب اختيار أبي الحسن فلا بأس بتمكينه المساجد والحلقات ومخالطته وواقعه الحالي يدل على هذا ولذا قال في شريط "جلسة في عدن" : أنا عن نفسي أتعامل مع كل الطوائف وأنصح كل الطوائف وأقبل الحق فلو استطاع طلبة العلم أن يكونوا كذلك...)ا.هـ وإن كان هذا في عام 1416 حيث كان يقول أن الإخوان والتبليغ من أهل السنة ثم لما أنكر عليه مشايخ السنة قال هذا كان قديما بعد أن رجعت من عند الشيخ الألباني رحمه الله فكنت مقلدا له أما الآن فهم ليسوا من أهل السنة للأدلة التي ظهرت لي ا.هـ بمعناه[4], أما أهل العلم ممن سبق ذكر بعضهم كالألباني والمدخلي وقبله الحكمي والقرعاوي رحمة الله عليهم أرادوا بعدم الهجر هو الإستقبال والإستمرار ببذل النصيحة كما أتى موضحا في كلام الشيخين الألباني والمدخلي وذلك لتحصيل المصلحة المرجوة أما المشاركة والمخالطة والمشاركة في النشاطات والدعوة والإنبساط لهم فهذا لم يكن هديهم ولا مرادهم بل هو حرام قال الشيخ الفوزان حفظه الله في رسالته حول البدع ما نصه:
تحرم زيارة المبتدع ومجالسته إلا على وجه النصيحة والإنكار عليه ا.هـ
وقال كذلك كما في الأجوبة المفيدة:
س 8 : هل تُخَالَط الجماعات أم تُهجر ؟ .
جـ / المخالطة إذا كان القصد منها دعوتهم – ممن عندهم علم وبصيرة- ([5]) إلى التمسك بالسنة، وترك الخطأ فهـذا طّيِب، وهو من الدعوة إلى الله، أما إذا كان الاختلاط معهم من أجل المؤانسة معهم، والمصاحبة لهم، بدون دعوة، وبدون بيان؛ فهذا لا يجوز .
فلا يجوز للإنسان أن يخالط المخالفين إلا على وجه فيه فائدة شرعية، من دعوتهم إلى الإسلام الصحيح، وتوضيح الحق لهم لعلهم يرجعون([6])، كما ذهب ابن مسعود – t – إلى المبتدعة الذين في المسجد، ووقف عليهم، وأنكر عليهم بدعتهم .
وابن عباس – رضي الله عنهما – ذهب إلى الخوارج، وناظرهم، ودحض شبههم، ورجع منهم من رجع .
فالمخالطة لهم إذا كانت على هذا الوجه فهي مطلوبة، وإن أصروا على باطلهم وجب اعتزالهم ومنابذتهم، وجهادهم في الله .ا.هــ
بل هذا الفهم المبتدع هو حقيقة قاعدة حسن البنا ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) كما قال الشيخ ربيع في مقالته النافعة "حقيقة المنهج الواسع عند أبي الحسن" فبهذا يتميز الفرق بين كلام أبي الحسن ومنهجه وكلام بعض علماء السنة ومنهجهم ويتمايز الحق من الباطل وما قد يشكل من تصرفات بعض اهل العلم يرجع لما سبق ذكره وكذا لجهل بعض أهل العلم بأحوال المناهج الجديدة ولذا قال الشيخ ربيع في نفس الرسالة السابقة:
الحمد لله في أرض الحجاز وفي أرض نجد وفي كثير من بلاد المسلمين كثير من أهل العلم الأفاضل وليس كل من خالفناه في مسألة بارك الله فيكم نحن نخالفه في السلفية . لا تظنوا أن الخلاف مع رجل يعني عالم من العلماء لم يعرف مثلاً ما عند الأخوان المسلمين من الأخطاء هل [7]نخرجه من السلفية بهذا وهو لا يتكلم إلا بأصول السلفية وبالدعوة السلفية ، إلا أنه يجهل بعض المسائل في بعض الأشخاص أو في الأفراد .ا.هــ
ومن أمثلة هذا تزكية الشيخ ابن باز والشيخ العثمين للإخوان والتبليغ فلا يشكل حينها تعاملهم مع أفراد الجماعة في فترات من عمرهم رحمة الله عليهم ومثله كذلك قول العلامة الغديان حفظه الله لما سئل عن السرورية فقال: ما في شيء اسمه سرورية هذا كلام فاضي أو كلاما نحوه مع أننا نجزم أن الشيخ حفظه الله يقرر أصول السنة بل ويرد وينقض أصول السرورية لكن بكلام عام مؤصل وإن كان لا يعلم أن هناك فرقة قد تبنت هذا المنهج وأنها تسمت بالسرورية..الخ.
المسألة الرابعة:
أن جماعة من أهل العلم ذهبوا إلى أن المنهج أعم من العقيدة ومنهم من قال بل هما سواء, وعلى كلا القولين فهم يقررون أن من عنده خلل في العقيدة فعنده خلل في المنهج والعكس وقد بين هذا جماعة من أهل العلم منهم:
1- الشيخ عبيد الجابري حفظه الله حيث قال جوابا على السؤال التالي:
جزاكـم الله خيراً ، وأحسن الله إليكم ، وهذا سائل يسأل عن الفـرق بين العقيدة ، والمنهج؟. وهل بينهما خصوص ، وعموم ، أم لا ؟.
العقـيدة هي:- ما تعتقده تديناً في الله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخـر، والقدر خيره، وشـره، وما يستــتبع ذالك من تصـديق خبر الله، وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، في الماضي، والمســتقبل، ومن ذالك نعيم القـبر، وعذابه، والحـوض - حوض النـبي صلى الله عليه وسلم - والميـزان، وغـير ذالك، هذه العقيدة، وكذالك يتبع هذا تنزيل الأولياء، والصالحين،الذين هم أولياء لله، متقين لله، أهل سنة، وأئمتهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،وآل البيت منهم خاصة، وأئمة التابعين، ومن بعدهم، فتنزلهم منازلهم من غير غلو، من غير إفراط، ولا تفريط، وتتولاهم؛ محبةً في ذات الله سبحانه وتعالى.
والمنهـج هو:- الطريق الذي يسلكه المرء في دعوة الناس إلى الله عز وجل. وقاعدته: الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح. واعلموا أن العقيدة والمنهج متلازمان، العقيدة والمنهج متلازمان وما أحسن ما قال البربهاري - رحمه الله - [ اعلم أن الإسلام هو السنة ، وأن السنة هي الإسلام ]. فالعقيدة، والمنهج لا يختل أحدهما إلا من خلل في الآخر؛ فالخـوارج لما اختـل منهجهم، وكـفَّروا بالكبيرة وحكموا على مرتكبها في الدنيا بأنه كافر، حلال الدم، والمال، وتوصلوا من هذا إلى سبي نسائهم وذراريـهم من خلل في عقيـدتهم؛ كذَّبوا النصوص الصحيحة الثـابتة عن النـبي صلى الله عليه وسلم في أن المـعاصي لا تسلب الإيمان بالكلية، وإنما تسلب كماله، ولهذا هم ارتكبوا- مع هذا- تكذيباً آخر؛ فكحموا على مرتكب الكبيرة إذا مات بأنه خالد مـخلد في النار. والمعتـزلة قالوا إنه في منزلة بين منزلتين ؛ لا مـؤمن، ولا كافر! خـلاف ما شـهدت به النـصوص من آي التـنزيل وصحـيح السنة عن النبي صلى الله علـيه وسلم، ووافـقوا الخوارج في من مات على كبيرة من الكبائر وهكذا والمرجئة الغلاة الذين يقولون: الإيمان هو مجرد التصديق أو يقولون القول، أو التصديق مع القول، حاصل عقيدتهم، بل هم يقررونه، لايضر مع الإيمان ذنب!، كما لا ينفع مع الكفر طاعة! فانظروا التناقض؛ لا ينفع مع الكفر طاعة هذا صحيح، لكن المَقيس فاسد؛ لايضر مع الإيمان ذنب! إذاً يستوي عندهم السِّكير العِربيد، الفاجر، مع البَر، التقي، الصائب،المصلي!هذا خـلل في العـقيدة وخـلل في المنـهج، فهم يـوالون، ويـعادون في هذه العقائد الفاسدة، وأهل السنة لا يـوالون، ولا يعادون إلا في الله سبحانه وتعالى، فلا تـغرنَّـكم شواذ العبارات، ولا بُنـيَّات الطريق. فالعقيدة والمنهج الذي الذي هو طريق الدعوة إلى الإسلام الخالي من شوب الكفر، ومن شوب البدع، ومن المعاصي،المنهج الصحيح لا يخالف العقيدة الصحيحة أبــداً؛ فالإسلام، أو الدعوة إلى الإسلام على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوم على عقيدة صحيحة ومنهج سديد صحيح.ا.هــ من شريط جلسة مع أهل المغرب.
2- العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله حيث قال جوابا على السؤال التالي:
ما الفرق بين العقيدة وبين المنهج؟
المنهج الطريق والعقيدة هو ما تعتقده في نفسك نحو ربك ودينك ونبيك، أي منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة، فالطريق إلى العقيدة والطريق التي عليه تلك العقيدة لا فرق بينهما هما متلازمان و القول بأن فلانا سلفي العقيدة منهجي الإخوان فلسفة لا معنى لها.ا.هـ وللشيخ أجوبة أخرى مشابهة من سلسلة الأجوب السلفية عدة أشرطة.
3- الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:
هل هناك فرق بين المنهج والعقيدة وإن كان بينهما فرق فهل هناك مدخل لأهل التحزب مدخل من خلال هذا التفريق؟ الجوب:
طبعا المنهج قد كثر الكلام فيه, والحديث عنه في هذا العصر بعكس ما كان عند السلف يذكرون كلمة منهج ومنهاج لكن ما كان عندهم هذا اللهج بالمنهج, لكن لما انتشر اضطر السلفيون أن يقولوا: المنهج المنهج.
أنا سمعت الشيخ ابن باز لا يفرق بين العقيدة والمنهج ويقول: كلها شيء واحد, والشيخ الألباني يفرق[8], وأنا أفرق, أرى أن المنهج أشمل من العقيدة, فالمنهج يشمل العقيدة ويشمل العبادات ويشمل كيف تتفقه ويشمل كيف تنتقد, ويشمل كيف تواجه أهل البدع فالمنهج شامل, منهج أهل السنة في العقيدة, منهجهم في العبادة,منهجهم في التلقي, منهجهم في كذا منهجهم في كذا.
فالمنهج أشمل بلا شك, لكن أهل الأهواء بعضهم يفرق بين العقيدة والمنهج لأهداف حزبية وسياسية, فيحتالون على كثير من السلفيين فيقولون أنت تبقى على عقيدتك ولكن المنهج نحن محتاجون أن نتعاون فيه.
فلا مانع أن تقول: أنا سلفي عقيدة إخواني منهجا, ومعلوم أن من منهج الإخوان حرب العقيدة السلفية, فهذا السلفي الذي يقول أنا سلفي إذا قال أنا سلفي العقيدة إخواني المنهج أو تبليغي المنهج فهو ينادي على نفسه بأنه يحارب المنهج السلفي والعقيدة السلفية.
فهي من الحيل الحزبية والسياسية التي أشاعها التبليغ والإخوان وفرقوا بين العقيدة والمنهج بعقول السلفيين خاصة.ا.هـ كلام الشيخ من رسالة أجوبة العلامة الشيخ ربيع المدخلي السلفية على أسئلة أبي رواحة المنهجية.ص22
فيتضح مما سبق أن من قال بعدم الفرق بين المنهج والعقيدة أو من فرق أنه يقرر تلازم العقيدة والمنهج فمن خالف أهل السنة من الإخوان والتبليغ[9] وغيرهم في المنهج يلزم منه ولا شك خلل في العقيدة [10]ومصداق هذا ما قرره:
4- علامة الزمان محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله[11] حيث قال كما في الشريط الأول من أسئلة أبي الحسن المنهجية ((نقلا من رسالة البخاري ص208)):
قرر الشيخ الألباني أن قول بعضهم: "نحن نعتقد أو نتبع عقيدة السلف وعلمهم, أما في وسائلهم فلا؟ قال: هذا مخالف جذريا لدعوة السلف الصالح, بل مخالف لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم, الذي اهتم بدعوة التوحيد في العهد المكي. الجماعات الأخرى لا يهتمون بالتوحيد, بل قد يوجد فيهم من يقول: إن هذه الدعوة تفرق ولا تجمع, ولذلك فينبغي إبعادها عن الدعوة. هؤلاء حتما ليسوا سلفيين, فإن وصل بعض الناس إلى هذه مثل هذه المرتبة في الإبتعاد عن السلف الصالح, ولو كان ينتمي في كلامه ودعوته إلى أنه على منهج السلف الصالح, فإنما هي كلمة هو قائلها......-ثم سأله أبو الحسن- شيخنا هذا الكلام منكم يشمل كل من كان يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات, ويفسرها كما يفسرها شيخ الإسلام ابن تيمية, ويدرس في كتب ابن تيمية وابن القيم, هذا الكلام يشمله طالما أنهم يدعون إلى الحزبية. ثم قال: شيخنا هذا لو صرح بأنه حزبي وصرح بأنه يدعو إلى حزبه ويدعو الناس إلى بيعة وإلى كذا, لو لم يصرح بذلك لكن لمس منه هذا الشيء, هل حكمكم يشمل هذا الصنف؟ الشيخ: بلا شك, هو لسان الحال أنطق من لسان المقال, لكن أعلق على كلامك: لا يمكن أن يقال: أنهم يدعون, ممكن أن يقال: إنهم يعتقدون في قرارة نفوسهم, لكن أنهم يدعون, حزبية ودعاة إلى مناهج السلف؟ هذا مش ممكن أبدا, والواقع يشهد بذلك..إلى أن قال: ليتهم يقفون عندها أي عند عدم الدعوة إلى التوحيد, بل يتهمون من يقوم بهذا الواجب الأوجب, بأنهم يفرقون الكلمة.ا.هــ
وممن ذهب كذلك للتفريق الشيخ صالح الفوزان س44 في الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة.
المسألة الخامسة:
أن قواعد أهل السنة مع أهل البدع واحدة لا تختلف من مبتدع لآخر وأدلة هذا كثيرة منها عدم تفريق أهل العلم منذ القدم فيطلقون القول في أهل البدع وأحكامهم[12] وكذا استدلالات العلماء المعاصرين في كتبهم في الردود على أهل البدع الحادثة كالإخوان والتبليغ والجهاديين والسرورية والحزبيين بكلام أهل العلم القدامى أو المعاصرين دون تفريق بين كلام وكلام وهذا ظاهر للناظر وهذا بعض كلام علمائنا في هذا:
1- الشيخ عبدالعزيز البرعي حفظه الله, قال في "تكاتف المتساقطين" في رده على بيان أبي الحسن مع أصحاب الجمعيات:
قولهم في البيان تحت رقم ( 5): الدعوات الموجودة في الساحة ــ وهي منتسبة إلى السنة ــ توزن بميزان الكتاب والسنة، وبقدر قربها أو بعدها من السنة يكون الولاء و البراء مع مراعاة قاعدة " تزاحم المصالح والمفاسد" بضوابط الشريعة، والتأكيد على أن منهج أهل السنة وطريق السلف هو الحق ، فلا بخس لحقوق الناس ، ولا ذوبان في صفوفهم . وأما الفرَق الأخرى كالرافضة و القبورية ونحوهم فموقف السلف منها معروف .أهـ
قوله: "الدعوات الموجودة في الساحة ــ وهي منتسبة إلى السنة " الدعوات الموجودة في الساحة التي يقصدونها هي الإخوان المسلمون ، والتبليغ والجهاد والقطبيين و أصحاب عبد الرحمن عبد الخالق ، وكون هذه الفرق تدعي أنها على سنة فإنه ادعاء باطل؛ كما ادعى الأشاعرة أنهم أهل السنة فلم يقبل منهم ذلك أهل السنة بل حكموا عليهم بأنهم مبتدعة فإقرار أبي الحسن لهذه الفرق على ما ادعوه دليل على أنه يجعلهم أهل سنة فهل يقبل أصحاب أبي الحسن هذا التقرير من شيخهم الآن بعد تهرب طويل حين قرره العلماء بما تضمنه شريط جلسة عدن وأنه يقول عن الإخوان المسلمين بأنهم أهل سنة فقال : هذا كان قديما وقد تراجع عن ذلك وهاهو الآن يعود لما تضمنه شريط جلسة عدن ، ألم أقل لكم من قبل إن أبا الحسن إذا اشتدت عليه الأمور ادعى أنه يتراجع ثم يقرر ما يشاء إذا ذهب زمن الخوف .
قولهم:" توزن بميزان الكتاب والسنة، " هذه هي قاعدة الموازنات برمتها فما هو هذا الوزن ؟ وما هي ثمرته أيـريد أبو الحسن أن نجلس من هذه الفرق مجلس الشيخ من التلميذ والأخ من الأخ وهم أعداء السنة وحربها وهم ما بين صوفي وخارجي وديمقراطي ودعاة التقريب بين السنة والشيعة ودعاة توحيد الأديان وغير ذلك من الضلال الذي عليه هؤلاء المنحرفون .
لقد وزنا هؤلاء بميزان الكتاب والسنة ونظرنا إلى هؤلاء فرأينا قوما منهم من يمجد الصوفية ومنهم من يطعن على أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ومنهم من يكفر بالمعصية ومنهم من يمجد الديمقراطية ومنهم من يقول : عداوتنا لليهود ليست دينية ومنهم من يغبط إسرائيل على عدلها في الانتخابات وأن الله لو عرض نفسه على الخلق ما وجد النتيجة التي وجدها ذلك الإسرائيلي ووجدنا منهم الرفاعية كسعيد حوَّى الذي يقول إن الرجل من أتباع السيد الرفاعي يضرب بالشيش من صدره فيخرج من ظهره فلا يضره ذلك كرامة للسيد الرفاعي ووجدنا منهم من هو معتزلي كأبي غدة وغير ذلك من الضلال والانحراف في أوساط هذه الجماعات، هذا هو وزنهم فما رجحوا بآية ولا بحديث " ومن خفت موازينه فألئك الذين خسروا أنفسهم " فعلى ماذا تتباكون يا أهل البيان لولا ما تجدون بينكم من الروابط والصلات .
قولهم: وبقدر قربها أو بعدها من السنة يكون الولاء و البراء " هذا دليل على أن أصحاب البيان لا يسيرون على منهج السلف في التعامل مع المبتدعة ، وبيان ذلك أن أصحاب البيان يعنون أننا لو وجدنا مبتدعا بدعة خفيفة وآخر عنده بدعة غليظة جعلنا لهذا و لاءا يخصه وهذا و لاءا يخصه كل واحد على حسب بدعته هذا هو معنى كلامهم. ومن المعلوم أن الأشاعرة أقل شرا من المعتزلة ، والمعتزلة أقل شرا من الجهمية ومع ذلك لم يأت السلف بهذا التفصيل الذي جاء به أصحاب البيان ، فهل يقال بعد هذا بأنهم حريصون على منهج السلف الصالح رحمهم الله ؟.
قولهم: " مع مراعاة قاعدة " تزاحم المصالح والمفاسد" بضوابط الشريعة" هذا الكلام يريدون أن يجعلوا لأنفسهم أهمية وأنهم ما دفعهم إلى غض الطرف في التقارب مع المبتدعة إلا قضايا ترجع إلى المصالح والمفاسد وهذا كلام فارغ إنما هو التمييع لباب الولاء و البراء ، وأنهم يشعرون أنهم قد أصبحوا يسيرون مع هذه الفرق المنحرفة في خط واحد ودعوة واحدة فأتوا بهذا الكلام يضحكون به على أتباعهم.
قولهم:" فلا بخس لحقوق الناس" ليت شعري ما هي المحاسن التي لدى الإخوان المسلمين والتبليغ والجهاد و السروريين ثم هل كان السلف يقولون إنهم لا يبخسون المعتزلة و الجهمية و الأشاعرة وغيرهم حقهم أم كانوا يجدون الذم البالغ من علماء أهل السنة ومن المعلوم أن هذه الجماعات من جنس أولئك المبتدعة.
ثم إن هذه هي قاعدة الموازنات برمتها ولكن يأتون بها بمعناها دون لفظها كي لا يثور الناس عليهم إذ قد فضح الله هذه القاعدة المشئومة على أيدي علماء أهل السنة.ا.هــ نقلت الرد بكامله على هذه النقطة لنفاسته.
2- الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
هل هناك بأس في التحذير من هذه الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ؟ .
جـ / نحن نحذِّر من المخالفين عموماً ، ونقول : نلزم طريق أهل السنة والجماعة ونترك من خالف أهل السنة والجماعة، سواء كانت مخالفته كبيرة أو صغيرة..ا.هــ
وكذا كلام أهل العلم في هذا كثر منثور في رسائلهم وردودهم فمنها الصريح ومنها بلسان الحال في ردودهم وأشرطتهم ومن أمثلته عمل الشيخ النجمي في كتاب المورد العذب بعدما رد على الإخوان والتبليغ وأطال النفس وكذا الخوارج وغيرهم ذكر فصل في ذم البدع والمبتدعين وذكر كلام السلف ولم يفصل ويفرق ومثل هذا كثير في كلام الشيخ النجمي في كتاب الأجوبة وكذا الفوزان في كتاب المناهج الجديدة والله اعلم.
هذا بالنسبة للقواعد العامة أما بالنسبة للألفاظ والأوصاف فالأصل أن ينزل الناس منازلهم للأدلة العامة من الكتاب والسنة في لزوم العدل مع القريب والبعيد لكن إن كان على سبيل التنفير فقد يصح في الأشعري ما يصح في الجهمي بل قد يقع في ما دون ذلك ومثاله ما أخرجه البخاري من طريق ابن جبير قال قلت لابن عباس أن نوفاً البكالي و((هو من خيار التابعين[13])) يقول إن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل قال: كذب عدو الله ا.هـ وهذه الكلمة الشديدة قد يفهم منها التكفير قال الحافظ في الفتح " فيه بحث قوله كذب عدو الله قال بن التين لم يرد بن عباس إخراج نوف عن ولاية الله ولكن قلوب العلماء تنفر إذا سمعت غير الحق فيطلقون أمثال هذا الكلام لقصد الزجر والتحذير منه وحقيقته غير مراده قلت ويجوز أن يكون بن عباس اتهم نوفا في صحة إسلامه ا.هــ وكلام ابن التين واضح ونقلت ما بعده عن الحافظ فقط للبيان أن هذه الكلمة يفهم منها التكفير ويشهد لهذا حديث أبي ذر رضي الله عنه في مسلم "ليس من رجل ادعي لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه".
ومن صور التشديد في النكير للمصلحة فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل مع أنه كما ذكر لم يعرف له بدعة واحدة قال الشيخ ربيع في رسالة" قاعدة نصحح ولا نهدم عند أبي الحسن":
4 - أنظر إلى هذا التهوين من البدع والضلالات فيسميها زلة أو زلات فهل هذا منطق السلف .
ولقد كان الرجل يزل زلة واحدة في العقيدة على عهد السلف فيسقطه أئمة السلف والحديث فهل هم هدامون مفسدون أعداء الدعوة السلفية .
ماذا فعل الخلفية الراشد عمر بن الخطاب بصبيغ كم كان عند صبيغ من البدع والأصول الفاسدة لقد جمع له هذا الخليفة الراشد بين عقوبات أربع:
1- السجن .
2- والضرب .
3- والنفي .
4- والأمر بهجرانه سنة حتى ظهر حسن توبته .
فمن أنكر هذا على الخليفة الراشد في العالم الإسلامي من ذلك العهد الراشد إلى يومنا هذا اللهم إلا الروافض الذين يجعلون من فضائل الصحابة مساويءا.هـ وقال في محل آخر "وقصة صبيغ المعلومة المشهورة ، وصبيغ من التابعين لا يعرف ببدعة ومع ذلك عاقبه عمر رضي الله عنه عقوبات شديدة على أسئلته عن المتشابه" ا.هـ ومحل الدلالة ظاهر وفي كتاب إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء للظفيري أمثلة كثيرة ذكرها وفيه كذلك أكبر شاهد على عدم تفريق السلف بين أهل البدع في القواعد العامة وقد قدم له الجابري وزيد المدخلي وربيع المدخلي حفظهم المولى وكذا كتاب الشيخ إبراهيم الرحيلي موقف أهل السنة من أهل البدع والأهواء وهي رسالة جامعية في مجلدين فيها ذكر شامل لقواعد الباب من غير تفريق وكذا في كتاب الشيخ محمد الإمام بداية الإنحراف ونهايته كلام مفيد نافع في هذه المسائل انظر من ص445 إلى آخر الكتاب وكذا ص321 إلى ص 350 وهو من أفضل الكتب المؤلفة -المعاصرة-في قواعد أهل البدع ونقض أصولهم فجزاه الله خيرا وللشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه حكم الإنتماء إلى الفرق والأحزاب درر وكذلك في هجر المبتدع ورسالة الرد على المخالف والله أعلم.
جمعه : أبوصهيب عاصم بن علي الأغبري
الهامش:
[1] منشور في العدد 117 من مجلة الجامعة الإسلامية تحقيق الشيخ محمد الخميس وفقه الله.
(3) أخرجه مسلم كتاب البر والصلة حديث (2594).ا.هـ
(1) أقول هذا لمن كان عالما قوي الشخصية مؤثرا في أهل الأهواء أما الجاهل أو الضعيف الشخصية الذي تخطفه الشبه فعليه أن يبتعد عن أهل البدع ولا سيما دعاتهم حذرا من الوقوع في فتنتهم كما حصل لكثير من ضعفاء النفوس .ا.هـ
(2) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد حديث (3038) ، ومسلم أيضا حديث ( 1733) .ا.هـ هذه الحواشي للشيخ ربيع من أصل الكتاب.
[2] حيث أن بعض الإخوة يصرح بأن كلام الشيخ االألباني رحمه الله خلاف كلام السلف أو يظن أن هجر أهل البدع فيه خلاف بين أهل العلم ويسير سير أهل الأهواء في فهمه والصواب عند الإطلاق أن الهجر هو الأصل سواء من العامي أو من العالم وإن فصل القول فيقول بما ذكرت في الأعلى وإنما الخلاف في رؤية الشيخ الألباني للواقع في بلده وهذا مقتصر على الدعاة والأقوياء من طلبة العلم.
[3]وقد سبق نقل نص كلامه ص2 من هذه الأوراق.
[4]وهذا صرح به في مواضع كثيرة أي تراجعه وإن كان لا يزال يقرر التعاون لكن الحيلة الجديدة أنهم تابوا حيث لما أقيمت عليه الحجة وبين له أصولهم الفاسدة اضطر لإخراجهم من أهل السنة فلجأ إلى هذه الخدعة الجديدة ليبرر منهجه الواسع.
([5]) هذا صحيح بالنسبة للأفراد؛ فيمكن دعوتهم والتأثير عليهم، أما باعتبار تغيير المنهج والتأثير على رموزه فلا يمكن – بالجملة -؛ بل قد يؤثرون على من خالطهم بدلاً من أن يتأثروا .
وهذه الفرق – عموماً – لا تخرج في دعوتها عن تعليمات قادتها كفِرقة الإخوان المسلمين وفرقة التبليغ؛ فكم نصح المخلصون لهم ؟، وكم كُتِبَ فيهم ؟، وإلى الآن ( محلَّك راوِح ) كما يقال .وهاك الدليل على ما أقول :
قال حسن البنا مؤسس فِرقة الإخـوان المسلمـين في كتاب " مجموع الرسـائل " ص:(24)، تحت عنوان : (( موقفنا من الدعوات )) ، يقول :
(( موقفنا من الدعوات المختلفة .. أن نزنها بميزان دعوتنا؛ فما وافقها فمرحبًا وما خالفها فنحن براء منه )) !! .
و أنا أقول : اللهم اشهد أني بريء من دعوة الإخوان المسلمين ومؤسسها، المخالفة للكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة .
وعلى هذا .. فإنهم لن يقبلوا دعوة أحد؛ لأنهم يريدون دعوة غيرهم أن تكون تبعًا لدعوتهم وخاضعة لها . والله أعلم . ا.هــ من كلام جامع كتاب الفتاوى الشيخ جمال الحارثي حفظه الله.
([6]) إذا كان ولا بد من مخالطتهم لدعوتهم وتوضيح المنهج السلفي؛ فلا يكون إلا للعلماء، أو لطلاب العلم؛ المتمكنين من العقيدة الصحيحة، ومن السنة ومنهج السلف الصالح، وإلا فلا .ا.هـ الحارثي
[7] [لعل الصواب "أننا" بدل "هل"].
[8]وجدت كلام الألباني في شريط مسمى "التفريق بين العقيدة والمنهج" ورقمه 609/1 كما في المقدمة وكذلك له كلام صريح في شريط رقم 751 وهذا نص كلامه في الموضعين:
هناك من الدعاة من يفرق بين العقيدة والمنهج في التبني فتجد عقيدته سلفية ومنهجه في الدعوة إلى الله إخوانيا حركيا سياسيا تبليغيا ونحو ذلك, فهل يسعه ذلك؟
الجواب:
لا أعتقد أن سلفيا عقيدة وسلوكا بإمكانه أن يتبنى منهج الإخوان المسملين وأمثالهم نحن نعلم من حياة جماعة الإخوان المسملين الحزبية أنه مضى عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان لم يستفيدوا لذوات أنفسهم شيئا فضلا عن أن يفيدوا غيرهم شيئا ذلك لأنه كما يقال فاقد الشيء لا يعطيه- ثم ذكر كلاما طويلا ثم قال- لا أظن أن جماعة من السلفيين في أي بلد من بلاد الدنيا بإمكانهم أن يتبنوا منهج الإخوان المسملين لأن هذا المنهج كما قلت لكم آنفا قائم على أساس التكتيل ثم [كلمة غير واضحة] والواقع أكبر دليل على ذلك فإذا ما قامت طائفة كبيرة أو صغيرة من السلفيين حقا يتبنون نظام الإخوان المسملين في الدعوة فمصير ذلك ولا {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ }أحد شيئين لا ثالث لهما إما أن يرجعوا رغم أنوفهم إلى أحضان الدعوة السفية وذلك خير لهم وأبقى وإما يضيعوا هذا التراث الذي حصلوه في تلك السنين بسبب اشتغالهم بتطبيق منهج الإخوان المسملين وهو التجميع والتكتيل لا على فكر موحد ..الخ كلامه رحمه الله من شريط رقسم 609 من سلسلة الهدى والنور.
س: ما مدى استقامة قول فلان سلفي العقيدة ولكنه على منهج الإخوان فهل المنهج ليس من العقيدة وهل هذا التقسيم عرف عند السلف فوجد رجلا سلفي المعتقد لكن خلفي المنهج؟
= لا يفترقان يا أخي ولا يمكن أن يكون اخوانيا سلفيا لكن سيكون سلفيا في بعض واخوانيا في بعض أو اخوانيا في بعض وسلفيا في بعض أما أن يكون سلفيا على ما كان عليه أصحاب الرسول عليه السلام فهذا أمر مستحيل الجمع بينهما.
الإخوان المسلمون دعاة طيب إلى ماذا يدعون؟ هل يدعون إلى دعوة السلف الصالح؟ يعني إذا تصورنا اخوانيا سلفيا هل هو يدعو إلى دعوة سلفية الجواب لا فاذا هذا ليس سلفيا لكن في جانب يكون كذلك وفي جانب آخر يكون ليس كذلك.
أحد الحاضرين: اتصلت بك على التلفون سألتك فقلت لي: لا يضرنك أولئك الذين يفرقون بين المنهج السلفي والإخواني فلا صاروا سلفيين ولا إخوانيين.
قال الشيخ: وهو كذلك.ا.هــ من شريط رقم 751 من سلسلة الهدى والنور.
[9]((هذا مع أن عندهم أخطاء عقدية كثيرة بينها الشيخ ربيع في ردوده على أبي الحسن ورسائل أخرى له والنجمي في المورد العذب الزلال و الفتاوى الجلية والفوزان في الأجوبة المفيدة والتويجري في القول البليغ والحصين في عدة كتب ومقالات..الخ))
[10] ومن أمثلته الخروج على الحكام سواء من كان يخرج بالسلاح أو بالقول فكلاهما عند السلف من الخوارج لكن اختص أصحاب القسم الثاني بتسمية "القعدية" كما في الفتح وغيره من كتب العقائد ومن أمثلته أيضا ما قال الشيخ ربيع في رسالة "حقيقة المنهج الواسع عند أبي الحسن": إن عقيدتهم في الأسماء والصفات وغيرها مجرد معرفة فلا ولاء ولا براء عليها ولا دعوة إليها ولا حماس لها ولا اهتمام بها بل هي عندهم أقل شأناً من التمثيليات والأناشيد والذي يقول بسلفيتهم بناء على هذه المعرفة إنما يسير على عقيدة الجهمية في أن الإيمان عندهم هو معرفة الله فيكون إبليس وفرعون وهامان وأمثالهم مؤمنون في ميزان هؤلاء الجهمية ويصير المفلسون من الإخوان المسلمين سلفيين بهذا الميزان الجهمي والسياسي المتلاعب. ا.هـ وقد سمى الشيخ النجمي كتابه المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال" وقد قدم له الفوزان والربيع حفظهم المولى.
[11]يرجع إلى الحاشية السابقة أيضا.
[12]هذا في غير البدع الكفرية.
[13] هذا من كلام الشيخ ربيع حفظه الله.
رد: تحقيق خمس مسائل في معاملة المبتدعة وتحقيق مذهب الألباني رحمه الله في الهجروبيان