حكم هدم الحباب او الاضرحة إلا فراد و الجماعات تغير المنكر باليد

حكم هدم القباب أو الأضرحة للأفراد والجماعات بحجة تغيير المنكر باليد ومعتقد السلفيين في ذلك ..
=====
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
وبعد :
فقد سئل الشيخ مفتي وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد السلام جعفر بن عبد السلام -رحمه الله - هذا السؤال الفتاوى ( ص18) :
مجموعة من الشباب أرادوا تغيير منكر - وهو هدم قبة أو ضريح يأتي الناس إليه ويدعون صاحبه ويطلبون منه الرزق - وقاموا بنبش الضريح فلم يجدوا عظاما ؟
الجواب : دعاء غير الله شرك عظيم ، والاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك عظيم ، والذبح لغير الله شرك عظيم ، والله تعالى يقول : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ )) والآية (116) سورة النساء .
ويقول سبحانه :(( وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ )) (31) الحج.
ورغبتكم أيها الشباب في تغيير هذا المنكر العظيم ، وهو دعوة النساء غير الله وطلبهن من صاحب القبر أن يرزق بناتهن أزواجا وتناسين قول الله :((إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) (17) العنكبوت . وقوله تعالى :(( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) (6) هود .
فتغييركم لهذا المنكر أمر طيب ، ولكن كان عليكم أن تسلكوا منهج الحكمة وأن تستعينوا بشيوخ بلدتكم واعيانها ولا تثيروا الفتنة ، وعليكم أن تقوموا بتوعية الناس دينيا وتعليمهم التوحيد والعقيدة الصحيحة حتى لا يقعوا في أنواع الشرك .
أما نبشكم للقبر والحبث عن عظام المقبور فكان من المفروض أن تستفتوا إماما أو شيخا عالما قبل الإقدام على هذا الفعل بنيتكم الطيبة ، فعودوا إلى عقلاء بلدتكم وأئمتها ليكون التعاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبذاك تحافظون على وحدة مجتمعكم .
أقول : هذا أحد شيوخ العلم والعلماء المعتبرين في الوزارة - رحمه الله واسكنه فسيح جناته -اولا : يعتبر الإتيان إلى القباب والأضراحة وطلب الرزق والحاجات والشفاء وجلب الخير ودفع الضر والشر من أصحابها شرك بالله عظيم ..
ثانيا : وأن دعاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك عظيم ..
ثالثا : وأن الذبح لهؤلاء المقبورين والتقرب إليه بالنذور شرك بالله عظيم ..
واستدل على ذلك بالقرآن الكريم الذي نؤمن به ونتلوه في صلاتنا وخارجها .
رابعا : وأن ما يقوم به تلك النسوة منكر عظيم .. وهو دعوة النسوة غير الله وطلبهن من صاحب القبر الحاجات ..
خامسا : وأن ما قام به أولئك الشباب من تغيير ذلك المنكر العظيم أمر طيب ...
تنبيه مهم : أنا عن نفسي لا أوافقه في ذلك ، فكان ينبغي أن يقول لهم بصراحة : لا ينبغي تغيير منكر بمنكر أكبر منه أو مثله فعملكم ذلك منكر ينبغي الاستغفار منه لأن تغيير ذلك المنكر ليس لكم إنما هو لولاة الأمر فما عليكم إلا أن تغيروا بقلوبكم وألسنتكم وهو أن تبلغوا عنهم المسؤولين وقد براتم ذمتكم ..
سادسا : وأن ما قلته هنا في الخامس يقال في نبشهم للقبر وأنه لا يجوز لهم ذلك ، لثلاثة أمور :
1- : حتى لا يقتدى بهم فيأتي كل من تسول له نفسه تغيير المنكر يأتي وينبش القبور ..
2- : لحرمة الميت فالمسلم له حرمة حيا وميتا ..
3 - : هذا حق لأولياء الميث لا يجوز الاعتداء عليه إلا بالاذن منهم ومن السلطات إذا اقتضت الضرورة .
سابعا : وأن الشيخ وجه الشباب إلى التعامل في مثل هذه الأمور بالحكمة والتعقل وتوعية الناس وتعليمهم التوحيد والعقيدة الصحيحة، وأن لا يسلكوا الطرق الخاطئة التي تجلب الفتنة والاضطرابات في المجتمع ..
وهذا الذي أفتى به الشيخ هو معتقد السلفيين إلا ما علقت عليه من تصرفهم دون الرجوع لاصحاب الحق وولاة الأمر فيما أرى أنه قصر عن مصراحتهم بذلك الخطأ .. غفر الله لنا وله وتجاوز عن وعنه في عباده الصالحين .
مانقول من صفحة الشيخ ابي بكر يوسف لعويسي