إشهادُ الرَّسول صلى الله عليه وسلَّم بعد وفاته ! مخالفٌ لعقيدة أهل السنَّة والجماعة (اللجنة الدائمة)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مانح العطاء ،وكاشف الغطاء ,مُبدِئ الآلاء ،دَافِعُ اللأواء ، ناصر أهل السنَّة الأولياء .
وأشهد أن لا اله إلا الله ،وحده لا شريك له ،إله الأرض والسماء ،وأنَّ محمداً عبده ورسوله ،مُبَلِّغ الأنباء ،وخاتم الرُّسُل والأنبياء صلَّى الله وسلَّم عليه ,وعلى آله وصحبه الغُّرِّ النُّجَبَاء أما بعد :



فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية -أعزَّها الله بطاعته- في المجموعة الثانية [2 /17] تحت السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19446 ) ما يلي :

" س 2 : في كتاب ( معارج القبول ) ذكر المؤلف رحمه الله في إحدى الفقرات بعد أن شرح عقيدة أهل السنة والمخالفين ،قال : " ونحن نشهد الله ونشهد رسوله صلى الله عليه وسلم " هل في مثل هذه اللَّفظة بأس ؟

ج 2 : هذه العبارة غلط من الشيخ -عفا الله عنه ورحمه- ، ولا يجوز لأحد أن يشهد الرسول على شيء من عمله بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ؛لأنه لا يعلم الغيب ولا يدري ما فعلته أمته بعده ؛ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « يُذَاد أناس من أصحابي عن حوضي يوم القيامة ،فأقول : أصحابي . فيقال : إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك » (1) الحديث .


وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز


قلت (أبو إسحاق) : وقد سألتُ شيخنا ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- بعد درس ( معارج القبول ) بتعليقاته النافعة -جزاه الله خيراً- عن قول كثير من الخطباء : " وأشهد الله وملائكته والناس أجمعين ... " هل تدخل في هذه ؟ أي في النهي ؟

فأجابني : أي نعم ,لأنَّ الملائكة ليسوا كلُّهم عندك ! ولا النَّاس كلُّهم عندك !!

وقال لي وفقه الله : لو قيَّدها بـ : " بمن حضرني من ملائكة الرحمن " أو " من حضر خطبتي هذه من الناس " لكان جائزاً لا محضور فيه . والله أعلم .


__________


هامش : (1) رواه من حديث عبد الله رضي الله تعالى عنه وأرضاه : أحمد 1\ 384 ، 402 ، 406 ، 439 ، 453 ، 455 ، والبخاري 7\ 206 ، 8\ 87 ، ومسلم 4\ 1796 ، برقم ( 2297 ) ...