تنبيه: فرقٌ بين (يا) النداء للاستغاثة والتوسل وبين (يا) النداء للنُّدبة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقع أحيانًا بعض الإخوة في خلطٍ في مسألة مهمة وهي متعلقة بـ (يا) النداء

وللتوضيح أقول وبالله التوفيق:

(يا) النداء لها عدّة استعمالات من أهمها:

1- أن يقصد المنادي بالنداء الاستغاثة, وهذا لا يجوز إلا بالله, مثل: "يا الله أجرني", وأما نداء غير الله للاستغاثة فهو شرك أكبر, كمثل: "يا رسول الله فرّج همّي"..

2- أن يقصد المنادي بالنداء التوسل, وهذا لا يجوز بالمخلوق, كمثل: "يا رسول الله اشفع لي" وهذا من البدع الاعتقادية المكفرة..

3- أن يقصد المنادي بالنداء النُّدْبَة: "ونَدَبَ الميتَ أَي بكى عليه وعَدَّدَ مَحاسِنَه يَنْدُبه نَدْباً والاسم النُّدْبةُ" [لسان العرب], وهذا جائز لا حرج فيه..

كأن تقول: "رحمك الله يا ابن باز ما أحلمك"... ولِمَا ذكرت أدلة منها:

ما رواه البخاري عَنْ أَنَسٍ قَالَ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ - عليها السلام - وَاكَرْبَ أَبَاهُ . فَقَالَ لَهَا «لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ » .

فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ:

" يَا أَبَتَاهْ ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ".

فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ -عليها السلام-: "يَا أَنَسُ ، أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -"

ومثال ذلك أيضًا قول عمر رضي الله عنه بعد موت الصدّيق أبي بكر رضي الله عنه:

"رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك" أخرجه الطبراني ووثق رجاله الهيثمي.


هذا للتنبيه, والله أعلم وأعز وأكرم