الحلقة الثالثة
إرشاد البرية إلى أن الجمعيات وسيلة من وسائل الحزبية
وفيه رد على رسالة ( الجمعيات من وسائل الدعوة إلى الله ) لبن حنفية العابدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد :
قال بن حنفية في ص 14 (و من تأمل مواقف المعترضين وجدها راجعة إلى واحد أو أكثر من أمور:
1- عدم الميل إلى العمل الجماعي لمقتض شخصي .
2- الاستغناء عن الجمعيات بوسائل أخرى يظن أنها كافية, ومنها العمل الفردي وبالتدريس والمحاضرات واستغلال المواقع الإلكترونية وغيرها .
3- الخوف من الوقوع في المحذور الناشئ عن مخالطة المخالفين في المنهج والعقيدة وتزكية عملهم .
4- إيثار السلامة بعدم التعرض للنقد والتشنيع ممن لا يرون المشروعية, ولأن هذا العمل ينجر عنه التفرق و الاختلاف, مع الخوف من أن يقع لهم ما وقع للكثير من الجمعيات في جمع الأموال و إنفاقها.
5- اعتبار تأسيس الجمعيات بدعة, أو حزبية مقنعة.
ولا أشك أن بعض ما تقدم من أوجه الاعتراض مبني على الجهل بحقيقة عمل الجمعيات, وما يمكن أن تحققه من الأعمال, وطريقة تأسيسها, إلى مسائل أخرى لم يحقق مناطها كترك مجالسة المبتدع وهجرانه.)
والجواب على ذلك :
1ــ وجوه الاعتراض التي ذكرها العابدين هي الحق وبيت القصيد وهذا يدل على أن الرجل عرف الحق وتجاهله وتكابر عنه وسعى في كتمانه واتبع هواه وآثر الحياة الحزبية ، فتبرقعت دونه البينات ، واستهوته الشبهات ، فذهبت به إلى حيث (ألقت رحلها أم قشعم) ،و إذ به يفتضح بذكره هذه الاعتراضات ـ التي هي الحق ـ على صفحات رسالته و يزعم بأن القائلين بها قالوها على الجهل وعلى عدم خبرتهم بواقع الجمعيات والجماعات الحزبية ومدى شرها ،وإنها هواجس وظنون كما قال في ص19ـ 20 (لكن بعض إخواننا اعتبره بدعة, ورآه آخرون حزبية مقنعة, أو كونه يلزم منه العمل مع أهل البدع والمناهج الباطلة, والمقام الذي أنا فيه لا يسع الرد على هذه الهواجس والظنون ) كبرت كلمة تخرج من فيه ، فاعتبروا يا أولي الألباب بسلفية الرجل التي يدعها ، فهل بعد هذا الكلام من كلام وأن يشك في حزبية الرجل
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (الداء والدواء) ص 111 المكتبة الشاملة
((وإذا أردت أن تستدل على ما في القلوب فاستدل عليه بحركة اللسان؛ فإنه يطلعك على ما في قلب صاحبه ، قال يحيى بن معاذ: "القلوب كالقدور تغلى بما فيها، وألسنتها مغارفها،. فانظر الرجل حين يتكلم؛ فإن لسانه يغترف لك به مما فى قلبه؛ حلو وحامض وعذب وأُجاج وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه".. أي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدور من الطعام فتدرك العلم بحقيقته؛ كذلك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه. فتذوق ما في قلبه من لسانه كما تذوق ما في القدر بلسانك.)) انتهى
2ـ لايخفى على اللبيب ما في هذه الفقرة من الطعن في مشايخنا أئمة الإسلام ،أهل النصح والصدق الذين أفتوا ببدعية الجمعيات والجماعات الحزبية وعلى عدم الانخراط فيها وأنها شر وكلامهم رحمهم الله مبني على علم وعدل وخبرة ودراية بحال الجماعات الحزبية وجمعياتهم وأنهم على علم بواقعها رغم أنوف الحزبية أهل الجهل والزيغ والتخلف ، لأن من شروط الفتوة والحكم على شيء علم بواقعه وفهمه والحكم على شيء فرع عن تصوره كما هو مقرر في علم الأصول ، وعلمائنا رحمهم الله ورفع قدرهم أهل للفتوة والحكم لما لهم من رسوخ القدم في العلم ومعرفتهم للسنة وكلام الأئمة ممن سبقهم، مع ما يتمتعون به من أهلية الاجتهاد كيف ولا ، وقد استجمعوا آلية الاجتهاد والفطنة والفهم الثاقب قل من يهتدي إليه وهذا لتمسكهم بالسنة ظاهرا وباطنا فكانت النتيجة أنهم نطقوا بالحكمة
((قال أبو عثمان النيسابوري رحمه الله: من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا : نطق بالحكمة ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا : نطق بالبدعة قال الله تعالى : (وإن تطيعوه تهتدوا) النور : 54)) مدارج السالكين - (ج 2 / ص 466) المكتبة الشاملة
قال العلامة المحدث الفقيه الإمام ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه ( فقه الواقع ص 5)
((أن كثيرا من العلماء قد نصوا على أنه ينبغي على من يتولون توجيه الأمة ووضع الأجوبة لحل مشاكلهم : أن يكونوا عالمين وعارفين بواقعهم لذلك كان من مشهور كلماتهم : ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة الواقع المحيط بالمسألة المراد بحثها وهذا من قواعد الفتيا بخاصة وأصول العلم بعامة))أ.هـ
وقال فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف في رسالته( الأصول العامة والقواعد الجامعة للفتاوى الشرعية ص 5) المكتبة الشاملة
((وأعظم أسباب الزلل هو : الفتوى الصادرة عن جهل بالحكم أو بفهم الواقع المراد تنزيل الشريعة عليه ، ولهذا نجد أسباب الانحراف في الأمة هو التصدر للفتوى بلا علم شامل للقضية المطروحة والمشاكل النازلة من جانب وبلا علم صحيح بالحكم الشرعي من جانب آخر .
والعلم المراد في هذه القاعدة نوعان :
الأول : ـ العلم الشرعي المبنى على دليل من القرآن الكريم أو السنة الصحيحة بفهم سليم على مقتضى الاستدلال وأوجهه المذكورة عند العلماء في أصول الفقه ، وعلى مقتضى فهم السلف الصالح .
والثاني : التصور الصحيح للمسألة النازلة والقضية المطروحة تصوراً يحيط بجوانبها ويكشف ملابساتها ، ويتعمق في ظاهرها وباطنها ، ولهذا قال العلماء : الحكم على الشيء فرع عن تصوره (01) . قال ابن القيم : ( ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعيين من الفهم أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علماً . والنوع الثاني :- فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسانه رسوله في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يعدم أجرين أو أجراً فالعالم من يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله ورسوله .. ، ومن تأمل الشريعة وقضايا الصحابة وجدها طافحة بهذا ، ومن سلك غير هذا أضاع على الناس حقوقهم ونسبه إلى الشريعة التي بعث الله بها رسوله ) (02) .
(01) انظر : الفواكه الدواني شرح رسالة أبي زيد القيرواني للنفراوي 1 / 112 ، ومغني المحتاج للشربيني 2 / 363 ، وحواشي الشرواني 1 / 287 ، 6 / 206 ، وحاشية البيجرمي 1 / 9 ، 374 ، 3 / 232 ، 4 / 57 .
(02) انظر : أعلام الموقعين 1 / 87 - 88 .)) أنتهى
ومع هذا لايستغرب هذا من العابدين وأمثاله ممن طلبوا الرياسة وحب الإتباع وجانبوا علماء الأمة وفارقوهم واستقلوا عنهم ،فأردوا الظهور والبروز على قاعدة (خالف تعرف) فخالفوا البراهين وخالفوا الأدلة ورموا العلماء بأبشع الألقاب حتى أصبحت من سماتهم وعلاماتهم الظاهرة البادية
قال شيخ الإسلام أَبو عثمان إِسماعيل الصابوني رحمه الله : (وعَلاماتُ أَهلِ البدَعِ عَلى أَهلها بادية ظاهرة ، وأَظهرُ آياتهم وعَلاماتهم شدَةُ مُعاداتهم لحمَلة أَخبار النبِيِّ- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- واحتقارهم لهُم ، وتَسميتهم حَشويَّة ، وجَهلة ، وظاهرية ، ومُشبهة ؛ اعتقادا منهُم في أَخبار رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أَنَّها بمعزل عن العلم ، وأَن العلم ما يُلقيهِ الشيطانُ إِليهِم من نتائجِ عُقولهم الفاسدة ، ووساوس صُدورهم المُظلِمَة) سل السيوف والأسنة على أهل الهوى وأدعياء السنة لفضيلة الشيخ عبد الله الظفيري ص 62 ط دار المنهاج
3ـــ فهذه بعض فتاوى مشايخنا المعاصرين في حكم إنشاء الجمعيات وما يترتب على إنشائها من الشرور والمفاسد لكي لايقع في شباكها إخواننا فتفترق كلمتهم
فتاوى الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
سئل كما في شريط رقم (792) من سلسلة الهدى والنور:هل الخلاف بين المسلمين وبالخاصة بين السلفيين ناشئ من إنشاء الجمعيات الإسلامية أم من عدم فهم النصوص الشرعية ؟.
فأجاب – عليه رحمة الله – بقوله : لا ليس علاقة الإنشاء في الموضوع , الخلاف جذري عقدي ثم هذا الخلاف ينشأ منه خلاف عملي , والآن بالنسبة إلى الجمعيات أظن أن من المتفق عليه بيننا أن الجمعية الخيرية لا بد أن تكون قائمة على الأحكام الشرعية ,ونحن نسأل الآن وأرجوا أن يكون الجواب واضحاً , هل كل جمعية خيرية في العالم الإسلامي تعتقدون أنها قائمة على الأحكام الشرعية ؟. السائل : يمكن يكون بعضها قائم على الأحكام الشرعية , وبعضها غير قائم !!.
الشيخ : طيب , إذا الجواب أسهل قل : لا وانتهى الأمر , ليس كل .. وإنما هكذا وهكذا ..الآن أليس من الضروري – بالنسبة للقائمين على الجمعيات – أن يكونوا علماء وفقهاء .
السائل : بلى !!. الشيخ : طيب , هل كذلك الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي ؟. السائل : قد يكون بعضها يأخذ بالفتاوى الشرعية ...!!؟. الشيخ : لا , لا , لا !! اسمح لي ؟! قولك : تأخذ بالفتاوى الشرعية هو ليس بجواب لسؤالي.. أنا أريد أن أقول – هذا يذكرني بكلام لابن رشد الأندلسي , قال كلمة في منتهى اللطف والحكمة , قال : مثل المجتهد ومثل المقلد , كمثل الخفَّاف وبائع الخفَاف , الخفَّاف يأتي إليه رجل بقياس رجل غير عادية غير طبيعية ، قصيرة عريضة , فيفصل الخف الذي يناسب هذا القدم . وأما بائع الخفَاف , يذهب هذا الرجل الغريب القدم إلى بائع الخفاف فينظر إلى المعلقات هذه , فيعتذر لا يجد له هذا القياس , أنا أريد من النوع الأول – أعني أنه أي مشكلة تعرض لهذه الجمعية ينبع الجواب والفتوى منها , وليس لترسل إلى دار استفتاء في البلد الفلاني أو المفتي الفلاني فتأخذ كما قلت – بارك الله فيك – بالفتاوى الشرعية , لا أريد تماما كالصراف , الصراف يجب أن يكون عالما بأحكام الصراف و إلا وقع في الربا – صح – هو قد يأخذ بالفتاوى الشرعية , ولكن أين كثرة الأعمال التي تعرض سبيله لا تساعده أن يسأل وأن ينتظر الجواب , لا بد أن ينظر الجواب من نفسه تماما , فالغرض بارك الله فيك في كل من هذا الكلام هو أن الجمعيات الخيرية يجب أن تقوم على الأحكام الشرعية أي من بعض القائمين على هذه الجمعيات , وهذا مع الأسف عزيز جداً اليوم في العالم الإسلامي .
أنا أضرب لكم مثلاً , بعض الجمعيات تخلط أموال الزكاة بأموال الصدقات , وهذا لا بد أنكم تعرفون شيئًا من هذا فتوضع أموال الزكاة في المشاريع العامة مثلًا , كأموال الصدقات بينما الزكوات لها مصاريفها المنصوص عليها في الكتاب والسنة , ولماذا ؟ لأن القائمين عليها من رئيس ومرؤوس هم طلاب خير ـ صح ـ لكن كما قيل :
أوردها سعد وسعد مشتمل ......... ما هكذا يا سعد تورد الإبل
.. وهؤلاء لا بد أن يكونوا علماء , وهذا نحن بحاجة إلى علماء في المسائل التي تعم المسلمين كافة , ولا نجد هؤلاء العلماء إلا القلة مع الأسف الشديد .
الخلاصة هذا البحث طويل ومهم ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما اختلف فيه الناس من الحق وأن يعرفنا به إن شاء الله .
قال أبو مالك شيخنا السؤال الذي سألتموه عن الجمعيات في العالم الإسلامي كلها مقيدة بالأحكام الشرعية .
الشيخ : الله أكبر .
أبو مالك : السؤال الحقيقة , يعني أنا أقول : ليس هناك جمعية في العالم الإسلامي مقيدة بالأحكام الشرعية لسببين اثنين ؛السبب الأول : جهل السواد الأعظم من القائمين عليها بطبيعة الأحكام الشرعية .
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : والسبب الثاني : الأهم وهو أن الجمعيات الشرعية لا بد أن تتعامل مع الدولة التي تنشأ في ظلها .
الشيخ : أي نعم .
أبو مالك : ولا شك أن هذه الجمعيات بالتعامل مع أنظمة الدولة لا بد أن تزل قدمها , ولا أقول في بعض الأحيان , ولكن في كثير من الأحيان ولذلك رأينا أيضا ـ وهذا السؤال الذي أريد أن أقول : أن يوجه لإخواننا اليمنيين فقط , فنحن قد أبتلينا وأعني نحن السلفيين بأن بعضًا من إخواننا في بعض البلاد أنشئوا هذه الجمعيات , وللأسف الشديد ـ أنه ربما تنشأ جمعيتان في بلد واحد ولا يكون الوفاق بينهما , لماذا ؟ لا أقول لأنهم اختلفوا في المنهج في فهم الشريعة الإسلامية , فكل منهم يقول أنا على الكتاب والسنة ـ كما تفضل شيخنا ـ وعلى منهج السلف الصالح , ولكن كما قلنا في بداية الأمر , وندندن حوله كما ذكر شيخنا وأشار إلى دندنتي , يجب أن تؤخذ الأمور لا بالاعتبار في البداية وإنما يجب أن تقدر تقديرا دقيقا في البدايات والنهايات .
فأنا عندما أضع قدمي على أرض صلبة , يجب أن أقدر أيضًا أن أصل إلى نهاية المشوار إلى الأرض صلبة تمنعني من السقوط , لأصل إلى الغاية التي أريد , ولكن لا تكاد هذه الجمعية أو تلك تنشأ حتى يدب الخلاف , وتنشأ المنازعات بين الإخوان في الجمعيتين معًا , فهذه جمعية وهذه جمعية فلماذا هذا الاختلاف ؟! , هذا رأيناه واقعًا واضحًا في عملنا الإسلامي بين إخواننا الذين هم على منهج الكتاب والسنة , وما هذين السببين إلا للذي ذكرنا , أنه لا يمكن أن يكون هناك في ظل الأنظمة الحاضرة , أن تنشأ جمعية تتحقق المشروعية الكاملة التي تتقيد فيها الجمعية بالأحكام الشرعية .
الشيخ : أنا أريد إذا سمحت أن أضيف ملاحظة أو إضافة حول كلام الأستاذ : هل تتصورون جمعية إسلامية سلفية خيرية يكون لها صندوق لحفظ المال المتوفر لديها , لا يوضع هذا المال في بنك من البنوك ,وهل هذا موجود ؟ أنبئوني بعلم ؟.
السائل : يا شيخ بالنسبة إلى هذا الموضوع لا بد أن يكون موجودًا ... يعني الحكومة تشترط أن يكون رأس المال , أو لها رأس مال في البنك !! بس أقول إن هذا أشار إليه أبو مالك , يسري في بقية الأعمال الخيرية مثلًا , فممكن أن يسري هذا إلى العدل , القضاء , إمامة المساجد , الخطابة , الوعظ , الحج , كل هذه الأمور لا بد أن يتعامل فيها مع الدولة .
الشيخ : ما أظن أن تقول هذه الأمور كلها سواء .
السائل : يعني أن المسألة تكون للقائمين يقدرون المصالح والمفاسد في هذا الموضوع وإلا فينبغي تعميم جميع الأعمال أن لا يتعامل فيها مع الدولة .
الشيخ : لنقف عند كلمتك «القائمين» هؤلاء القائمون هم من أهل العلم والفضل والصلاح والتقوى , نفترض الأمر أنهم كذلك !!. أليس كذلك ... وهم يرون أن إيداع المال الخيري في البنك الذي يتعامل بالربا يجوز ؟!.
السائل : نعم يرون ذلك !!.
الشيخ : وكيف يتأولون قوله عليه السلام ـ حين ذلك ـ :« لعن الله آكل الربا وموكله »
السائل : لا يأكلون الربا !!.
الشيخ : موكله , موكله , موكله : « لعن الله أكل الربا وموكله » , فهم يُؤكلون الربا , وإلا ما تفرق بين الأمرين ؟.
السائل : لا هناك فرق !!.
الشيخ :إذًا ما جوابك فيما تعلم ؟.
السائل : الله أعلم !!!.
الشيخ : هذه المشكلة !!... لذلك نحن بحاجة إلى ما ذكرناه آنفًا , ومن ضرورة إقامة الأحكام الشرعية في كل معاملاتها ومنها الجمعيات الخيرية , على أننا نعود ونذكر بأننا لا ننصح إخواننا طلاب العلم أن يشغلوا أنفسهم بهذا العمل الخيري , لأن لهذا العمل ناسا آخرين , ممن لم يطبعوا على حب العلم , والرغبة في طلب العلم , إذًا لكل مجاله , وما أشار إليه الأستاذ آنفًا من أن الجمعيات تترتب من وراءها بغضاء وشحناء وتعالي ...إلخ . هذا مع الأسف أمر واقع , لكن أنا في اعتقادي أنه لا بد مما ليس منه بد , لابد من تحقيق مخالفة التحذير المضمون في قوله تعالى :﴿ ولا تحاضون على طعام المسكين ﴾ . فيجب أن نتحاضض على طعام المسكين , ومن ذلك هذا التعاون الخيري , ولكن لا يكون خيريا إلا بربط هذا المشروع بالأحكام الشرعية , وأن يقوم به غير طلاب العلم ...إهـ المقصود .
- وسئل – رحمه الله - ( وكان خارجًا من المسجد , وذاهبًا إلى سيارته ) :
قال السائل : ما قولكم في الجمعيات ؟!.
قال الشيخ : أين تضع أموالها ؟؟.
السائل : في البنك !!.
فقال – عليه رحمة الله - : ما بني على باطل فهو باطل .( ثم ركب سيارته) .
* راجع : شريط أسئلة السيارة .
فتاوى شيخنا العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
السؤال : لو قال قائل: إن الجمعيات الدعوية قام مقتضاها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، ولم يقم مانع يمنعها، فإن فعلها بعد النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم من المحدثات، فما صحة هذا القول؟
الجواب : الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد .
السؤال الذي قدم سؤال وجيه ،ومن أجل هذا نحن من زمن قديم نقول : إن ترك الجمعيات خير من وجودها ,لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، كانوا أحوج إلى المال منا، بل كانوا أشد حاجة منا، ومع هذا لم ينشئوا جمعية، وعلى هذا فتركها خير من وجودها، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
دع عنك أنها جمعيات تكون سببا للحزبية ، ومن كان معنا ساعدناه ومن لم يكن معنا لم نساعده ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير : « مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى » وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:« المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا,هذه الجمعيات فرقت شمل المسلمين ، بعض المغفلين يقول : مقبل لا يفرق بين الجماعات والجمعيات ، وهذه الجمعيات لابد أن تكون خاضعة لشؤون الاجتماعية وخاضعة للقوا نين الدولة والعمل الذي يتعلق بالدولة تكون بركته قليلة، إن لم يكن منزوع البركة ، بل الحكومات يعجبهم العمل الميت فيما يتعلق بالإسلام ، وأما ما يتعلق بالتطور والتقدم إلى غير ذلك ، فإذاعتهم تنعى ، وعلى ننصح بترك هذه الجمعيات التي تكون سببا لضياع حق الفقراء ، وذاك الفقير ربما لا يصل إليه شيء كما قيل، ونؤخذ باسمه الدنيا جميعا ، وما من ذلك شيء في يديه ، الذي ينبغي للتجار ننصحهم أن يتولوا توزيع زكواتهم على المحاويج فإنها قد أصبحت سببا للحزبية في كثير من البلاد الإسلامية ، والله المستعان .
من شريط: الغارة الشديدة على الجمعية الجديدة , سجلت ليلة العاشر من صفر1420
وقال ـ رحمه الله ـ :
وتلكم الجمعيات التي لا يؤذن لها إلا بشروط أن تكون تحت رقابة الشئون الاجتماعية، وأن يكون فيها انتخابات، وأن يوضع مالها في البنوك الربوية، ثم يلبّس أصحابها على الناس ويقولون: هل بناء المساجد، وحفر الآبار، وكفالة اليتامى حرام؟ فيقال لهم: يا أيها الملبّسون: من قال لكم: إن هذه حرام؟ فالحرام هي الحزبية، وفرقة المسلمين، وضياع أوقاتكم في الشحاذة، ولقد انقلبت العمرة في رمضان إلى شحاذة:
يا مشعر القراء ويا ملح البلد ............. ما يصلح الملح إذا الملح فسد
المرجع ( ذم المسألة ) ص( 218 ) .
وسئل ـ رحمه الله ـ :
هناك من يقول إن الجمعيات كجمعية الحكمة والإحسان شبهة وليست حزبية فما تقولون؟
الجواب: هذا إما أن يكون صاحب هوى، وإما أن يكون جاهلاً، فإن كان جاهلاً فننصحه أن يتعلم، وإن كان صاحب هوى فليعتبر بغيره الذين ضاعوا وماعوا بعد هذه الجمعيات، وأنصحه باستماع شريط "التحذير من الحزبية"، والحمد لله فالعجائز عندنا يعرفن أن جمعية الحكمة حزبية وكذلك أصحاب جمعية الإحسان، وانظروا إلى الإخلاص، فقد قرّبوا الإفطار في حضرموت في رمضان، وجاءوا بالمصور، فقال الإخوان: نحن لا نتصور، قالوا: لا بأس تأخروا ونصوّر الطعام. وهناك مبنًى في السدة بنتْه جمعية الحكمة ولم يبق معها طالب واحد، وطلبة العلم طلبة أخينا علي العروقي أهل السنة لا يجدون أين ينْزلون، وفي نشرة مجلة (الفرقة) لعمار السفيه قال: إن جمعية الحكمة عندها ملايين . وأنا أتساءل: هل أتى فاعل الخير بهذا المال ليخزن في البنوك أم لينفق على طلبة العلم؟ وهم يكذبون وعندي إثباتات محتفظ بها يزعمون أنّهم يدعمون طلبة العلم بمعبر، وبمأرب، و بدماج، وربما لا يجد أحدهم ثمن الصابون ليغسل ثيابه، ولا يجد أحدهم ما يرجع به إلى بلده، ثم يذهبون ويخزنونها في البنوك، وهذه المجلة عندي، فلماذا لا تنفق هذه الملايين على طلبة العلم بمعبر، وبمأرب، و بدماج، وفي مفرق حبيش، وفي عدن، وحضرموت، يقولون: لا، لا بدّ أن يبايعونا إذا أرادوا أن نعطيهم، أما أن نعطيهم لله عز وجل، فلا يعطون لله عز وجل، وراجعوا المجلة.
المرجع : تحفة المجيب ص (117)
وفي ليلة الخميس 17من شهر محرم1421هجرية في دار الحديث بدماج –صعدة قدم سؤال للشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
قال السائل:لقد جاء إلينا قبل تسعة أشهر تقريبا أناس من دولة الإمارات وعندهم من أموال يريدون أن يتصدقوا بها ويعملوا بها مشاريع خيرية من بناء مساجد وغيرها وكان في القرية جمعية القائمون عليها اشتراكيون فطلب أصحاب تلك الجمعية أن تسلم إليهم تلك الأموال ولكن فاعلي الخير رفضوا دلك ولم يثقوا إلا بالشباب السلفي الملتزمين بالكتاب والسنة الدين نحسبهم كذلك والله حسيبهم فقام المغتربون والشباب بتأسيس جمعية سموها دار البر الخيرية ودلك حسب الشروط التالية
الشرط الأول هي تأسيس جمعية أهلية ليس علاقة بحزب ولا بقبيلة ولا بعصبية ولا بدولة وليس فيها انتخابات ولا بطائق عضوية ولا بيعة ترسل الأموال إلى تاجر أمين ولا توضع في البنك مشاريع الجمعية لا تقتصر على أهل القرية وإنما قد تتعدى إلى القرى المجاورة ,لا يقبل أي مشروع فيه شبهة أو مخالفة وإذا أشكل أمر نرجع فيه إلى علماء أهل السنة والجماعة عدد أعضاء الجمعية سبعة عشرة عضوا فيها عضو كان في الحزب الاشتراكي ليس له أي تأثير فيها وإنما وضعه هؤلاء المغتربون من أجل إرسال الأموال من أقاربه الدين في الخارج إلى يد الشباب في هده الجمعية وقد وضع هؤلاء المغتربون للجمعية رئيسا فخريا منهم وهو رجل عامي عنده أموال يحب الخير وهو مغترب في دولة الإمارات هدا هو السؤال فما حكم هده الجمعية ؟
الجواب :
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن ولاه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ,فان الله عز وجل يقول في كتابه الكريم (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (وفي الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في أمرنا هدا ما ليس منه فهو رد . الجمعيات لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أتتنا من قبل أعداء الإسلام ثم قلدهم المسلمون في دلك وكثير من الجمعيات فيها مخالفات والذي ننصح به الأخوة أن يقيموا في بلدهم مركزا علميا يقوم به العلماء الأفاضل سواء أكانوا من أهل البلد أم من غيره هذا والذي ينبغي فان الله عز وجل يقول في كتابه الكريم ( وإذا جاءهم أمر من الأمن الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )ويقول سبحانه وتعالى في شأن أصحاب قارون عند أن خرج في زينته وفتن به الناس قال الذين أوتوا العلم ويلكم تواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون) هذا المركز يستفيد منه أهل البلد وغيرهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)) . ويقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات وفي صحيح مسلم عن عمر رضي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين (المركز هو الذي سيقضي بإذن الله تعالى على الحزبي وعلى الاشتراكي وعلى الصوفي ويقضي على أهل الشر كلهم وبحمد الله قد انتفع المسلمون بهذه المراكز من فضل الله فلئن تتعلم أنت خير لك وللإسلام والمسلمين من أن تكيل للناس بالزنبيل ذهبا ,تكون مرجعا إن شاء الله في بلدك وربما تكون مجددا لهذا الدين,فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول [يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها. ] فالحمد لله قد انتفع بهده المراكز ,ماذا نريد بمسجد وليس له إمام يحفظ كتاب الله وليس له إمام مبرز في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ,واللغة العربية نريد أن تكون المساجد باذن الله انفع للإسلام والمسلمين من الكليات والجامعات ,نحن لانحرم على الناس شيء أحله الله لهم ولكن يخشى أن تحصل فيه مكيدة كيف ذاك تتعبون وتجمعون الناس ثم بعد ذلكم يثب عليها الإخوان المسلمون أو يثب عليها الصوفية أو يثب عليها طرف آخر لاسيما والذين قائمون على هذه الجمعية ليسو بعلماء ,فاعلوا الخير ينبغي أن يوجهوا إلى ما ينفع الإسلام المسلمين ,النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم). تخرج الدعاة إلى الله على بصيرة (قل هده سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)) داعي يقول نجمع الناس سلفيا و اخوانيا وغير دلك لا نريد أن نفرق الشباب يا هذا ,البركة من الله سبحانه وتعالى ألا تنظر إلى دعوة الإخوان المسلمين كم لها ,نحو ستين سنة فأين النتيجة.ويعجبني المثال الذي ذكره الشيخ الألباني رحمه الله يقول مثل دعوة الإخوان المسلمين كمثل التعليم العسكري سر مكانك وهو مكانه ,المسألة مسألة دنيا يكفي الإخوان المسلمون مايأخدونه من أمريكا ومن قطر ومن أرض الحرمين ونجد ومن الكويت ومن أرض شتى فالذي أرى أن يخرج الأخ صالح ويقيم مركزا في بلده والتجار يحيلون المساعدات إليه لطلبة العلم ولمصلحة المركز وللدعوة إلى الله
هذا الذي ينبغي وان فضل شيء فلبناء المساجد. التعليم أقدم بإخواننا ,ولا نحتاج إلى رئيس فخري والرئيس هو أحسن واحد في وينبغي أن يقدم أهل العلم إذا كنا آمنين وواثقين بهم أن لا يخونوا في الأموال ينبغي أن يقدموا على غيرهم وانني أحمد الله سبحانه وتعالى ,ففي المجتمع الشيخ صالح اليافعي رجل أمين وهكذا الشيخ عبد القوي حفظه الله تعالى رجل أمين من حيث الأمانة وصالح البكري مبرز في العلم فهذه نصيحتي لأبنائنا وإخواننا بني بكر وكذلك نصيحتي للأخوة فاعلي الخير ,من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والجمعيات هذه يا إخوان هي وسيلة وكذا الصندوق الطريق إلى الحزبية يأتي الجاهلون ويقولون لابد أن تكونوا مرنين وتقبلون من أتاكم لكن ما أفلحتم يأيها الحزبيون ما أفلحتم أصبحت مراكزكم التي بنيتموها مأوى للغنم بعد أن كان فيها طلبة علم يطلبون العلم عند أن كنتم سنيين ثم ملتم إلى الدنيا أصبحت مأوى للغنم والله المستعان ,ثم بعد ذلك الذي ننصح به الأخوة بني بكر وغيرهم أن يبتعدوا عن التعاون مع الأخوان المفلسين حتى لو قالوا لكم نبغي نغير هذا المنكر إن كنتم تستطيعون يا أهل السنة تغيرونه فعلتم وإن لم تستطيعوا فا لأخوان المسلمين سيورطونكم . انتهى
فتاوى العلامة الإمام ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
سئل ـ حفظه الله ـ : زعم بعضهم أن الدعوة السلفية لا يكتب لها الانتشار إلا عن طريق الجمعيات , وعارض آخرون ومن جملة شواهدهم على ذلك ما يحصل بسببها من التفرق بين السلفيين ما تعليقكم على مثل هذه العبارة ؟.الجواب : والله نقول :
وكل خير في اتباع من سلف ................. وكل شر في ابتداع من خلف
فإن السلف نشروا هذا الدين , وفتحوا الدنيا بالتعاون على البر والتقوى فكانوا يتعاونون في الجهاد بأموالهم وأنفسهم , لكن لا على الطريقة المنظمة المأخوذة عن الغرب , وإنما أنت تقدم نفسك ومالك وهو يقدم نفسه وماله , فالتقى جهدي مع جهدك فتعاونَّا على البر والتقوى , ودفعنا بكلمة الله إلى الأمام , وفتحنا هذا البلد وذلك البلد , وطبعا العلماء بعدهم لما فتح الله هذه الدنيا , فالعلماء رفعوا راية هذا العلم , ونشروه في العالم , هذا يدرس في مسجد , وهذا يدرس في مسجد , وتلتقي الجهود , وينشأ طالب فلان وطالب فلان على منهج واحد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فتكون النتيجة والآثار و الثمار أفضل من هذه الجمعيات التي عجزت عن تخريج طلاب علم , فضلًا عن علماء وأضرب لكم مثلًا : الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ يعني كان يرفض الجمعيات , ورفض هذه الأساليب , وأنشأ له مركزًا وعلَّم طلابًا , بل خرج منهم علماء وكل واحد راح إلى بلده , وأنشأ مدرسة في بلده , وأخرجوا جيلًا جديدًا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , بينما هذه الجمعيات الآن في مشارق الأرض ومغاربها أخبرني بثمارها كم عالمًا خرجوا , لا شيء بينما هذا الرجل الضعيف الذي لا يملك مالًا ولا و لا ... بإخلاصه وجده , والله أوجد ما عجزت عنه كل هذه الجمعيات , وما عجزت عن عشر معشاره , فإنهم ما استطاعوا أن يخرجوا علماء , ثم غلب عليهم التحزب والولاء والبراء على جمعياتهم وحصل التفرق وكانت من أسباب تمزيق السلفيين في عدد من البلدان , هات لي جمعية الآن ـ إلا جمعية البر إلى الآن هذه الجمعية نسأل الله أن يحفظها , وننصحها أن تجتنب مسالك الجمعيات التي سبقتها ـ فإنها والله أرهقت الإسلام وأرهقت المنهج السلفي , ومزقت أهله وصارت بجبايتها الأموال من جيوب المسلمين تستعين بها على ضرب السلفية هنا وهناك في السودان والصومال في ارتيريا في الباكستان في الهند في
أفغانستان ... تجمع هذه الأموال وتضرب بها المنهج السلفي بطرق غاية في المكر , هم يجيدون يضربون , لكن يجيدون كيف يُعلِّمون على منهج السلف الصالح هذا ما فشلوا فيه وعجزت عن النهوض به هذه الجمعيات , فنحن ننصح أن من علمه الله علما أن يأخذ مسجدا ويجمع حوله ناسا من الطيبين الذين يراهم ويعلمهم , أنا أرى لو أني أنا خرجت في المسجد عشرة علماء وأنت خرجت عشرة وهذا عشرة في بلد واحد , خرَّجنا أربعين , خمسينا عالما , والله خير من آلاف الجمعيات ومن آلا ف المعاهد التي تُنشأ هذه الجمعيات . إهـ . ( من شريط : سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني , شبة والرد عليها
وسئل العلامة الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله أيضا:
قال السائل شيخنا مقبل رحمه الله تعالى أصل الدعوة السلفية في اليمن على العفة، وقد ألف لهم رسالة «ذم المسألة»، السؤال: بعض الدعاة ربما يسأل الناس أموالهم من أجل الدعوة، فما ضابط سؤال الناس من أجل الدعوة؟
فأجاب حفظه الله:على كل حال رحم الله الشيخ مقبل ونسأل الله أن يخلفه بخير في اليمن وفي غيرها، فإن هذا الرجل ذكرنا بزهد السلف، وبورعهم، وبعزتهم، وبشرفهم، وبإبائهم، وبشجاعتهم في قول الحق رحمه الله، وجلل مصاب الدعوة السلفية في اليمن جبرهم فيه وخلف عليهم بخير، نسأل الله أن يبارك في تلاميذه، وأن يجعل منهم من أمثاله الكثير، فإنه والله كان مثلًا في الزهد والورع، والاستهانة للدنيا، ولقد كان رجلًا بصيرًا حين كان يرفض المال ويحذر من السؤال، حتى إني أتذكر أنه شن الغارة على من يجمع المال باسمه، فما أنزهه وبارك الله فيه. وليس بالضروري أن يتصدى الناس للسؤال باسم الدعوة فلم يفعل السلف مثل هذا، وأحمد بن حنبل رحمه الله هل كان يمد يده للأموال من أجل الدعوة؟! كان يرفض الأموال، ولقد ضرب أروع الأمثلة في الشرف والإباء حين شد الرحال إلى
عبد الرزاق شد الرحال من العراق إلى صنعاء، ثم في طريقه هو ورفيقه يحيى بن معين حَجَّا، فوجدا عبد الرزاق في مكة المكرمة، فقال ابن معين لأحمد: هذا
عبد الرزاق قد ساقه الله إلينا فلا نرحل، قال أحمد: لقد نويت الرحلة إلى صنعاء فلا أرجع، ثم سافر إلى صنعاء ونفد ماله رحمه الله، وعرف هذا أصدقاؤه، فقاموا يعرضون عليه المساعدة بالمال؛ فيرفضها ويحمل؛ جعل نفسه حمالًا يحمل الأثقال على ظهره لأهل الإبل البدو المساكين وهو إمام رحمه الله، رأى أن الحمل والعمل والأكل من ذات اليد أفضل آلاف المرات من أن يأخذ من الناس، لأن اليد العليا هي المعطية، واليد السفلى هي الآخذة، وأحمد لا يريد أن تكون يده سفلى رضي الله عنه، فأنا أنصح العلماء وطلاب العلم أن يعيدوا لنا سيرة شرف السلف، ويدركوا أن التهالك على المال من أخطر الأخطار على الدعوة السلفية، وبرهان ذلك أن الفتنة الآن تشتعل بسبب المال حينما –بارك الله فيكم- مد بعض الناس يده إلى هذه الجمعية وإلى تلك، فنعوذ بالله من فتنة المال، إنها والله فتنة؛ والله لعدد قليل من الطلاب يتخرجون من مسجد وهم أعفاء نبلاء شرفاء خير من ملايين الملايين من طلاب المال والمتهالكين على الدنيا، فنحن نوصي الشباب السلفي والعلماء منهم أن يعيدوا لنا سيرة السلف، كما رفعوا راية السنة فليرفعوا أيضًا راية العزة والشرف والزهد والورع والتنزه عن الركض وراء الدنيا، ووالله ما آذى الدعوة السلفية في اليمن إلا إفشاء المال واللهث وراءه فأدى إلى هذه الفتنة الآن، وكان للمال إسهامًا شديدًا في تأجيج نيران الفتن، ألا فليتوبوا إلى الله، وليعودوا إلى الله، وليتآخوا، نوصيهم بالتواصي بالحق، والتواصي بالصبر على كل مشاكل الحياة ﴿ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين﴾ ووالله إن السلف ما أوصلوا هذه الدعوة إلينا غضة طرية بالأموال والمراكب، وإنما أوصلوها بزهدهم وورعهم ونزاهتهم رضوان الله عليهم، فنوصي السلفيين في كل مكان وفي اليمن خاصة اليمن الذي رفع الله فيها راية السنة: أن يحافظوا على هذه الدعوة ولو جاءهم المال ليفسد بينهم فعليهم أن يركلوه بأرجلهم، ويمضوا في طريقهم أعزاء شرفاء ينشرون دعوة الله شريفة نظيفة. اهـ من شريط أسئلة شباب عدن في فتنة أبي الحسن.
انتهى ما أردنا جمعه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ( شبكة سحاب )
أسئلة منهجية أجاب عنها فضيلة الشيخ عبدالرحمن العدني حفظه الله في مركزالسنة بالفيوش في 7/3/1430هـ ليلة الأربعاء قدمها أخواننا الزائرون من البريقة
- أحسن الله إليكم يشاع في منطقة البريقة من قبل البعض بصورة غريبة أن لكم ياشيخ ارتباط بأصحاب جمعية الإحسان فمارد كم على هؤلاء ؟
الجواب: أن هذا غير صحيح أن لنا إرتباط بجمعية الإحسان , هذا غير صحيح الحمد لله ليس لنا أي صلة بهذه الجمعية ونحن نعتبر هذه الجمعية , جمعية حزبية وهذه من الجمعيات التي حذر منها علماء السنة على رأسهم شيخنا الإمام العلامة مقبل بن هادي الوادعي , ومن سار على هذه الدعوة المباركة ولم يغير ولم يبدل لايزال يعتقد أن جمعية الحكمة والإحسان يعتبرأصحابها حزبيين فهذه الجمعية حزبية اتخذت من العمل الخيري ستارا للوصول إلى هذه الأفكار التي يتبنونها وأما وجود علاقة فكما تقد م أنه بحمد الله لاتوجد أي علاقة بيننا وبين هؤلاء بل الحمد لله نحن نحذ ر منهم في حدود الاستطاعة على ما تقتضيه المصلحة وأيضا الشئ بالشئ يذكر ليس لنا علا قة بجمعية إحياء التراث التي بالكويت والذي نعتقده أنها جمعية حزبية فرقت بين المسلمين فرقت أهل السنة في كثير من بلاد المسلمين فرقتهم في اليمن وأيضا في مصروفي السودان وأيضا في أندنوسيا وأيضا في مناطق شتى وقد لقينا بعض الإخوة الفضلاء من طلاب العلم من أهل الكويت فيذكرون أمورا سيئة عن هذه الجمعية وأنهم يتخذون سياسة ناشئة عن خبرة طويلة لهم كيف يتعاملون مع أهل السنة هم قد يمدون أهل السنة بالمساعدات أوبعض أهل السنة بالمساعدات في مناطق كثيرة بدون قيد ولا شرط يأتون إلى منطقة , ويقولون نريد بناء المساجد لكم أو نريد كفالة طلاب العلم , نريد أعانة الأرامل واليتامى والمساكين بغير قيد ولا شرط فيغتر بعض أهل السنة وينظر بعضهم إلى بعض ويقولون هؤلاء ما اشترطوا علينا شرطا سيبنون لنا مسجدا بدون قيد ولا شرط نحن في أمس الحاجة إلى مسجد فيقبلون هذا العرض بعض الذين ينخدعون ولايعرفون بحيل الحزبيين هذه الخطوة الأولى أنهم يبنون لك مسجدا ثم بعد ذلك يقولون نأتيك بمكتبة وبعد ذلك يقولون نحن مستعدون لكفالة الإمام أنتم عينوا الإمام من عندكم والحمد لله عندنا من أهل الخير من يكفل هذا الإمام براتب شهري وينظر بعضهم إلى بعض فيقولون لا بأس بغير قيد ولا شرط ومع الأيام ما يشعر هذا الإمام إلا وهو قريب جدا من أصحاب هذه الجمعية لإنهم يمدونه بالمال شهريا أو سنويا وأي حاجة يطلبها من كتب أومن مساعدات أو من أقامة دورات هم مستعدون لدعم مثل هذه الأشياء ما يشعر بعد فترة قصيرة أو طويلة إلا وحصلت فرقة بين الشباب السلفي لكن بدهاء ومكر وحيلة فلهذا بارك الله فيكم الذي ينصح به علماء السنة ومشايخ السنة هو عدم التعامل مع هذه الجمعيات مطلقا ولو أرادوا أن يدعموك من غير قيد ولاشرط لإن هذه الجمعيات صارت بعد ما افتضحت تتخذ حيلا وتستخدم أسلوب المكر والخداع لتفريق الشباب السلفي مستعينين بهذه الأموال التي تأتي إليهم من قبل أهل الخير وكان العلامة الألباني رحمه الله كثيرا ما يتمثل بقول الشاعر مبيننا حال هذه الجمعيات
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم*** فطلما أستعبد الإنسان أحسان
يعني أن الإحسان يقصم الظهر إذا أعطوه الأموال الشهرية بكل سخاء وجود لاشك أنه يضعف في الإنكار عليهم , والحمد لله إخوانكم براء من أي تعامل مع هذه الجمعيات كلها بدون استثناء لا جمعية إحياء التراث ولا جمعية الحكمة ولا جمعية الإحسان والحمد لله يعرف الإخوة المتواجدون حولنا أننا نمر بمشاريع لو أننا طلبنا منهم لانهالت الملايين علينا لكن نبني غرفة ونجلس الأشهر الطويلة لأجل إكمالها إلى أن ييسر الله بإخواننا من أهل السنة هذا يدعم بإلف وهذا بإلفين وهذا بكذا وهذا بكذا يعني ولازالت المشاريع يعني نحن بحاجة إليها والحمد لله تمشي ببط ء أبط ء من كثير من الأماكن من القرى النائية ومن المساجد في المدن وهذا من فضل الله علينا أن التهم كثيرة وأن العمل يمشي ببطء ويعرف الجميع حاجتنا إلى كثير من هذه المشاريع والحمد لله يعني العمل بتقدير الله تبارك وتعالى يمشي ببط ء لحكمة فيما أظن يريدها الله عز وجل بخلاف إذا ما صارت العمائر وحصلت إنشاءات في مدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر يمكن يزعزعون بعض الطيبين يقولون لهم من أين لهم هذه الملايين خلال ثلاثة أشهر بنوا هذه المباني الضخمة لكن لنا في المنطقة يمكن قدر ثلاث سنوات ويعلم الإخوة الذين حولنا أن في بناء غرفة أو شئ يسير نظل الأشهر الطويلة يعني نريد أن نبني ولا نستطيع أن نبني وهذا من فضل الله هذه نصيحة للجميع بعدم التعامل مع هذه الجمعيات وعدم تغير المسار وعدم إحسان الظن بهؤلاء وعدم قبول أي مساعدة من هذه الجمعيات الحزبية ولو ادعوا أنهم يساعدون من غير قيد ولا شرط فإن لهم أهدافا ولهم برامج ولو على المدى البعيد جلسنا مع الشيخ الفاضل صاحب كتاب إجماع العلماء على هجر أهل البدع والأهواء خالد الظفيري الكويتي مدير شبكة سحاب السلفية خرجنا في رحلة دعوية إلى أندنوسيا والتقينا هناك فجاء مجموعة من الدعاة إلى الله في أرض أندنوسيا وجاء أيضا آخرون ممن كنا نعرفهم من طلاب العلم في دماج وصاروا يتعاملون مع جمعية إحياء التراث الكويتية وتغيروا مع الإيام بعضهم أعرفهم قديما في دماج وجاءوا إلى المجلس ولسان حالهم يقول ماهو الذي تنكرونه على جمعية إحياء التراث الكويتيه فإنهم دعمونا من غير قيد ولاشرط فما شاء الله وفق الله الشيخ خالد الظفيري حفظه الله في طرح ا لمؤاخذات على هذه الجمعية وبيان حيلهم وبيان مكرهم بإهل السنة في كثير من الأماكن بالطريقة التي ذكرت قبل قليل أنهم يتعاملون مع الجميع من غير قيد ولا شرط تريد أن تبني مسجدا خذ تريد كفالة داعية خذ تريد أقامة دورة خذ ولكن مع الأيام يكسبون كثيرا من الشباب لا سيما في الأماكن التي يعم فيها الفقر والحاجة فتجد بعضهم إذا وجد من يدعمه دعما شهريا فظل سنوات يبحث عن لقمة العيش فإنه يميل إليهم ويدافع عنهم وهذا الذي وقع في كثير من الأماكن في اليمن وفي السودان وفي مصر وفي أندنوسيا وغيرها من البلاد التي لانعرفها الشاهد أن هذا الشيخ السلفي الذي هو من أهل الكويت بين المؤاخذات وبين الأمور التي عليها هذه الجمعية الحزبية جمعية أحياء التراث نعم بارك الله فيكم)) انتهى ( شبكة البينة )
قوله ص 17 ـ 18 (ولو أن تلك الهيئة التي اقترحتها أسست لكان للدعوة جمعية وطنية تتبعها فروع في المستويات المحلية, ولا تجنبنا بذلك كثيرا مما حصل في هذه الفتنة التي ضربتنا, وأورثت مجتمعنا شروخا يعسر أن تندمل, ومن آثار خلو الساحة من المرجعية هذا الانقسام والتعصب للأفراد, وما ترتب على العمل المرتجل من التضارب والاختلاف, وما أفضى إليه الغلو في التجريح بعد أن مارسه كل من هب ودب, وما أكثر الأوقات التي أنفقت فيما أحيط بالتزكية من المغالاة في اشتراطها, وقصرها على فلان وفلان, وقد جرد سلاح الجرح في وجه كثير من العاملين في حقل الدعوة, ينتقضون ويحذر منهم, ويُصطفى لهم من أوصاف النبز ونغوت القدح ما يتلقف ليملأ به الفراغ, وتغطى به البطالة, ويكون حصائد للألسنة الحادة بالسوء, فاجتمعت على بعض الدعاة المحاصرة من أكثر من جهة, ووجود هيئة للدعوة ولو مع الاختلاف داخلها, فإن ذلك خير من الاختلاف بدونها, وآثار هذا الخلاف بادية ألحظها في أوساط الشباب
كلما زرت ولاية من الولايات, وجلست إلى بعض فئاتهم, وقد نشأ عن ذلك فرقة وجدال وخصام, ومن الضار للدعوة أن يقع الارتباط بين المتبوعين والأتباع بما يشين من التعصب, فيؤدي ذلك إلى أن يحسب أحدنا الحساب الدقيق لكل مايصدر عن متبوعه حتى لا يخرج عما يريده, وقد يبلغ الحرص على استبقاء النفوذ مترلة الحرص على ترك قول الحق الذي فيه خلاف ما ذهب إليه الشيخ !!, وهذا تعصب اقتربنا به تعصب المتصوبة لشيوخهم, ومن أسس منهجنا مقاومة التعصب لغير المعصوم, مع التزام أدب الخلاف, ورعاية مقام العلماء, والصواب أن التقليد ممنوع من طالب العلم بعد تبين الحق له فضلا عن العالم, وهذا الذي ذكرته كان من أكبر الدوافع لي على تدوين كتابي المخرج من تحريف المنهج, فإن الأقربين أولى بالمعروف, والمنكر ينهى عنه كائنا من كان مرتكبه, وقد قلت فيه: " وحسبك تنفيرا من الاشتغال به أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم نهى أن يفضل على يونس وموسى بن عمران عليهما الصلاة والسلام, بل نهى عن المفاضلة بين الأنبياء على العموم, قطعا لدابر الجدال
حيث قال(لاتفضلوا بين الأنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السموات ومن في الأرض, إلا من شاء الله, ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث, فإذا موسى آخذ بالعرش, فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور, أم بعث قلبي؟, ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى) , وإذا حصل مثل هذا التعصب فخير منه بكثير التعصب لمذاهب الأئمة المتبوعين الذين أطبقت الامة على فضلهم وعلمهم, وإن كان التعصب كله مذموما, لا شك أن وجود جمعية للدعوة سيزيل كثيرا من هذا الانحراف, ولكنني أعتقد أن ميلاد مثل هذه الجمعية اليوم عسير, وأخشى أن ينطبق علينا المثل العربي :" الصيف ضيعت اللبن":
أمرتهم أمري.بمنعرج اللوى .**** فلم يستبينوا النصح إلا الضحى الغد.)
1ـ أن الملاحظ على العابدين أنه ما يرتاح له البال ولا يهنأ و سوق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القائم ومن ذلك التحذير من البدع وأهلها وحث على مباعدتهم وهجر مجالسهم ، وقد جن جنونه في التزهيد في هذا الأصل الأصيل والركن الوثيق في جمع من مؤلفاته يعيد ويكرر هذا ما يمل ولا يضجر ولا يسأم من ذكره فيا له من الصبر والجلد على تقرير الباطل يا ليته استعمله في نصرة الحق لكان خير له
وقد أوضحت خبط وخلط بن حنفية لهذا الأصل في كتاب مستقل المسمى بـ ( القول الواضح في كشف زيف المقال الفاضح ) فليرجع إليه يجد القارئ بغيته وقد توسعت شيء ما في بيان تلبيساته وتشغيبه لهذا الأصل ، وكما قلت هنالك : فهو يمشى على طريقة المأربي وعلي حسن الحلبي وأنهم خريجي مدرسة واحدة على يد رجل واحد موصي بتقليده حتى في ألفاظه ما يخرجون عنه قدر أنملة
2ـ أما قوله (خلو الساحة من المرجعية ) فهذا من مكابرته واستقلالته عن أهل العلم والتزهيد فيهم، فمرجعية الأمة ولله الحمد والمنة لا تزال موجودة قائمة بحقها وواجبها من النصح والبيان والتوجيه والإرشاد لا تخلو الأرض من الطائفة المنصورة مادمت السماوات والأرض فليطمئن العابدين ويريح باله ، فشباب الأمة لهم ثقة التامة بعلمائهم فهم لا يتقدمون عليهم ويعرفون قدرهم ومنزلتهم التي أنزلها الله إياهم من غير الإفراط ولا التفريط ومن غير التعصب ولا التقليد ومن غير الغلو ولا الجفاء
ونقول لك ( أثبت العرش ثم أنقش) فيما رمت إليه من الأحكام الظالمة،المتعسفة،الجائرة والعشوائية على الشباب السلفي من أنهم غلاة التجريح وبأنهم مقلدة ومتعصبة لغير المعصوم، وإن هذا ليذكرنا حقاً بالمثل العربي القائل: (رمتني بدائها وانسلّت) وصدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حيث يقول(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) قال الشيخ الألباني رحمه الله في (إرواء الغليل ج 8 / ص 432) صحيح :أخرجه البخارى ( 2/379 , 4/140 ) و كذا أبو داود ( 4797 ) و ابن ماجه ( 4183)،وأحمد( 4/121 , 122 , 5/273 ) عن منصور عن ربعى بن حراش حدثنا أبو مسعود به .
3ــ وما ذنب الشباب السلفي عند العابدين إلا أنهم سألوا العلماء عن ضلالاته ، وما يبثوه بين صفوف الشباب من شبهات وباطل من القول قال الشيخ الفاضل أبو عمر أحمد بازمول الكندي حفظه الله في״ صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات الحلبي الحلقة العاشرة״((ثم الشباب السلفي طبقوا المنهج السلفي الصحيح في مثل هذه المسائل، وقد جاءت أدلة كثيرة تدل على سؤال الشباب وطلاب العلم العلماء عن ما أشكل وعن ما ظهر من أهل الريب والفتن والأهواء وإليكم البيان
فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال:״ لَمَّا قال عبد اللَّهِ بن أُبَيٍّ لَا تُنْفِقُوا على من عِنْدَ رسول اللَّهِ وقال أَيْضًا لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ أَخْبَرْتُ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم فَلَامَنِي الْأَنْصَارُ وَحَلَفَ عبد اللَّهِ بن أُبَيٍّ ما قال ذلك فَرَجَعْتُ إلى الْمَنْزِلِ فَنِمْتُ فَدَعَانِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ فقال إِنَّ اللَّهَ قد صَدَّقَكَ وَنَزَلَ {هُمْ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا } الْآيَةَ ". أخرجه البخاري في الصحيح 4/1860رقم4619 ومسلم في الصحيح 4/2140رقم2772
قال النووي في شرح مسلم 17/120 : " في حديث زيد بن أرقم هذا أنه ينبغي لمن سمع أمرا يتعلق بالإمام أو نحوه من كبار ولاة الأمور ويخاف ضرره على المسلمين أن يبلغه إياه ليحترز منه وفيه منقبة لزيد " .
وقال الحافظ في فتح الباري8/646 : " فيه جواز تبليغ ما لا يجوز للمقول فيه ولا يعد نميمة مذمومة إلا إن قصد بذلك الإفساد المطلق وأما إذا كانت فيه مصلحة ترجح على المفسدة فلا" .
وعن يحيى بن يَعْمَرَ قال كان أَوَّلَ من قال في الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَانْطَلَقْتُ أنا وَحُمَيْدُ بن عبد الرحمن الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أو مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لو لَقِينَا أَحَدًا من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يقول هَؤُلَاءِ في الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لنا عبد اللَّهِ بن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أنا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عن يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عن شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إلي فقلت أَبَا عبد الرحمن إنه قد ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يقرؤون الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ وَذَكَرَ من شَأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ قال فإذا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي برئ منهم وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عبد اللَّهِ بن عُمَرَ لو أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ ما قَبِلَ الله منه حتى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ..." أخرجه مسلم في الصحيح 1/36رقم8.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحداً أحب إلى الشيطان هلاكاً مني ! فقيل وكيف ؟فقال : والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب فيحملها الرجل إليَّ فإذا انتهت إليَّ قمعتها بالسنة فترد عليه"أخرجه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة 1/55رقم12 ومن طريقه ابن الجوزي في تلبيس إبليس 11
وقال أبو جعفر محمد بن الحسن بن بدينا سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقلت : يا أبا عبد الله ، أنا رجل من أهل الموصل ، الغالب على أهل بلدنا الجهمية ، وفيهم أهل سنة نفر يسير محبوك ، وقد وقعت مسألة الكرابيسي فأفتنتهم ، قول الكرابيسي : لفظي بالقرآن مخلوق ، فقال لي أبو عبد الله : « إياك! إياك! إياك! إياك! وهذا الكرابيسي ، لا تكلمه ، ولا تكلم من يكلمه ، أربعاً مراراً ، قلت : يا أبا عبد الله فهذا القول عندك ما يتشعب منه يرجع إلى قول جهم ؟ قال : هذا كله قول جهم . أخرجه الحربي في رسالة في أن القرآن غير مخلوق 36رقم3 وابن بطة في الإبانة 1/329رقم129-الجهمية والخطيب في تاريخ بغداد 8/65 وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1/288، وأخرجه ابن عدي في الكامل من وجه آخر 2/365.
وقد سئل الشيخ زيد المدخلي - حفظه الله تعالى - كما في العقد المنضد الجديد في الإجابة على مسائل الفقه والمناهج والتوحيد: 1/154 : هل لطلبة العلم بيان حال المنحرفين إذااقتضى الحال البيان أم هو مختص بالعلماء ؟
فأجاب حفظه الله تعالى :״ من عرف الحق وجب عليه بيانه عند اقتضاء الحال لذلك وعند لزوم الأمر وعند التقيد بمنهج الدعوة الصحيح، ومن عرف الباطل كذلك وجب عليه بيانه ولكن بالضوابط الشرعية وبآداب الدعوة السلفية .
والعلماء هم الذين يحسنون الدعوة في هذا الباب ويحسنون معالجة هذه الأمور , فلا يستعجل طالب العلم المبتدئ أو المتوسط ولا يحمله الحماس على ترشيحه لنفسه في تخطئة الناس أو الحكم عليهم بالضلال أو البدعة, حتى يتأكد ويدع الحكم لغيره ومناقشة هذا الأمر لغيره وهو يكون من خير الأعوان على نشر الخير وقمعاً للبدعة , ولكن يجب أن يكون منضبطاً ويجب أن يكون متأنياً حتى لا يصدر الأحكام مجازفة بدون علم وبدون فهم في الأمور والحقائق فيقع فيما يضر ولا ينفع" .
فهل يلام الشباب المتأسي بالسلف الصالح بسؤال العلماء عن ما أشكل عليهم أو ما علموا ضلاله بنقله للعلماء ليقمعوها بالسنة فهؤلاء يرجى أن يكون سعيهم مشكوراً.
ولكن كان ينبغي للحلبي-وأخدان الحلبي ومنهم العابدين- أن يوجه كلامه لصنف من الناس ممن يسعى جاداً لضرب كلام العلماء بعضه ببعض! وزرع الشكوك والفوضى في أوساط الشباب السلفي كما رام إلى هذا بعض أعضاء منتدى كل السلفيين وبعض أتباع الحلبي في فلسطين الذين حاولوا التفرقة بين الولد وأبيه والأخ وأخيه والعالم وتلميذه ممن يثير الفتن والقلاقل والبلابل والنميمة بين الناس سعياً في الفتنة)انتهى
4ــ أقول الشباب السلفي بحمد الله تعالى لم يتصدروا في الفتن، ولم يعتبروا أنفسهم متأهلين، بدليل رجوعهم إلى العلماء، وسؤالهم إياهم.
ووقوع هذا الأمر الذي ينكره العابدين وأتباع العابدين من بعض الناس فهو إن صدر يصدر ممن نقص حظه من العلم والعمل فلا يعبر عن منهج العلماء السلفيين وطلابهم ولا عن المنهج السلفي ،بل قد يصدر منك وممن نهج منهجا مخالفا للسلف كالحدادية فما ذنب الشباب السلفي بكم وبهم
ولكن أنت أيها العابدين وأمثالك ممن لم يتأهل أصحاب هذه المشاكل والفتن والمحن، وإشاعة الاختلاف والتفرق بين الشباب السلفي، وأنتم الدخلاء في هذه المسائل التي لم تفقهوها أو فقهتموها ولكن حرفتموها لأهوائكم وأغراضكم الشخصية.
فإن كنت صادقاً تريد إزالة هذه الفتن فلن يكون ذلك إلا بالرجوع للعلماء الكبار واحترامهم وتقديرهم وقبول الحق الذي يدعون إليه وعدم معارضتهم بأهوائكم وتحريفاتكم، فإن كنت جاهلاً فبثني الركب بين أيديهم وتلقي العلم عنهم ،لا تزهيدا فيهم
5ـ أما وصفه السلفيين بأنهم غلاة في التجريح فهذه بضاعة الحزبية في هذا الزمن يتناقلها الصغير منهم عن الكبير ولها سوق تروج فيه من حين إلى حين وقد ردها علمائنا وبينوا زيفها وغبشها ولله الحمد والمنة ومن أولئك الأفاضل شيخنا ووالدنا العلامة الإمام بقية السلف الأبرار المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله سئل فضيلته (( ظهرت طريقة جديدة للتنفير من أهل العلم ألا وهي تقسيم العلماء إلى متشددين ومتساهلين ولربما قالوا علماء بلدة كذا متشددون وعلماء بلدة كذا متساهلون فما توجيهكم؟
فأجاب حفظه الله :
هذه من أساليب أعداء المنهج السلفي ، السلف كان يوجد فيهم المتشدد ويوجد فيهم المتسامح وما كان يحمل بعضهم على بعض بل كانوا يقدرون ويحترمون من يتشدد على أهل الباطل ، عندك حماد بن سلمة يثني عليه الإمام أحمد ثناء عاطرا ويتهم من يتكلم فيه في دينه إذا تكلم أحد في حماد بن سلمة فاتهمه في الدين ؛ لأنه كان شديدا على أهل البدع الشدة على أهل الباطل منقبة كانت عند السلف ، لكن الآن لما جاءنا أهل البدع والضلال وسيطروا على عقول كثير من الشباب أصبحت الشدة على أهل الباطل مذمة ومنقصة وأصبح الاسترخاء والميوعة ميزة ومكرمة مع الأسف الشديد ، تمسكوا بالمنهج السلفي وقفوا من أهل البدع الموقف السلفي ولا مانع أنك تدعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فإذا استجابوا فالحمد لله ما استجابوا فلا مانع من الشدة عليهم و.....، والسلف اشتدوا عليهم وأمروا بقتل بعضهم .....منهم وألفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة ما نقول فيهم ؟ ، اقرأ الشريعة للآجري اقرأ السنة لعبد الله بن أحمد اقرأ السنة للخلال هؤلاء ما قرؤوا هذه الكتب ، ما قرؤوا هذه الكتب ورأوا مواقف السلف من أهل البدع والضلال ، كيف نقف مع الجهمية كيف نقف من الروافض كيف نقف من أذنابهم ؟ كثير من المنتمين إلى المنهج السلفي تأثروا بهذه التيارات وأصبحوا متميعين ويحاربون دعاة الحق ودعاة السنة بأنهم متشددون ، أنا كتبت أنا أشد واحد ، كتبت في أيام بن باز في أيام الألباني في أيام العثيمين رديت على الإخوان المسلمين وعلى التبليغ وعلى أهل البدع جميعا وهم يؤيدون هذه الكتب ويؤيدون ربيع ولم يعارضه أحد ولم يقل فيه أحد ، ...قال الألباني كلمة أثنى على ربيع خيرا وقال : هو حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر ، آآه إيش رأيكم ؟ ثم قال إن عنده شيء من الشدة ، فرح بها هؤلاء المميعون وطاروا بها ، اتصلت عليه قلته لماذا يا شيخ ترميني بالشدة قال والله هذا وجهة نظري قلت له يا شيخ هذا يضر الدعوة السلفية ويضرني ، فاعتذر رحمه الله بعد أيام أرسلت له العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم وهو أشد ما كتبت قرأه وأيده لأنه حق وقال قلت حقا فزد يا شيخ ربيع أو كما قال رحمه الله
بن باز لم .....كان يقول رد على أهل البدع بالحكمة والموعظة الحسنة ،ما كان يعارضني أبدا ووالله لقد كتب إلي كتابا قال بلغني أنك رددت على المودودي رحمه الله وأرجو أن ترسل لي نسخة من هذا الرد ما كان يعترض ، كان الشيخ التويجري يرد يرد بشدة على أهل البدع والشيخ بن باز يؤيده ويقرظ كتبه ، آآآه ، لم يقل له في يوم من الأيام ، كان يرد على الألباني بارك الله فيكم ، ..... الشيخ بن باز لم يسكته لم يقل له اسكت ما يقول له إنت متشدد بارك الله فيكم ، الفوزان كان يرد على أهل البدع أيام الشيخ بن باز ما يقول له اسكت بارك الله فيكم بل يؤيده .....كم كتاب قرضه الشيخ من الشيخ التويجري ومدح كتبي وأثنى على منهجي رحمه الله ، كل المشائخ هؤلاء بارك الله فيك كانوا يؤيدون هذا المنهج الذي ضعفنا فيه ، ما بقينا على المستوى الذي كنا في عهدهم بل ضعفنا ومع هذا يقول نحن متشددون بارك الله فيكم ،ويقول بن باز ، والله بن باز كان يحارب أهل البدع ويؤيد من يحاربهم ويثني على من يحاربهم بارك الله فيكم ، هات لي دليل أن الشيخ بن باز سكت أحد من الرادين على أهل البدع ، هل سكت الفوزان ؟ هل سكت التويجري ؟ هل سكت ربيع ؟ هل سكت الألباني ؟ لا أحد كذلك العلماء كانوا كلهم يؤيدون وينصرون من يقول كلمة الحق ويرد على الباطل ، سألوا الشيخ العثيمين قالوا الشيخ ربيع قالوا فيه كذا وكذا قال لأنه بين أحوال رموزهم وأيدني كرات ومرات ، .....بعدما راح بن باز والعثيمين والألباني قالوا هؤلاء متشددون والله كذبوا والله انتهزوها فرصة موت هؤلاء كان فرصة لهم ووثبوا على المنهج السلفي وعلى أهله يمزقونهم ويشدقونهم بقواعد وأصول ومناهج من أفسد القواعد والمناهج ومزقوا الشباب السلفي في العالم وغرسوا في أذهانهم إن الجماعة الفلانية متشددة ، كيف .....العلماء ما أنكروها كيف نقر بمنهج السلف وهم في غاية الشدة على أهل البدع فإما أن نرفض منهج السلف ونتابع أهل البدع وإما أن نقول إننا سلفيون ونسير على نهجهم في المواقف الحاسمة من أهل البدع ، نعم ادع إلى الله بالحجة والبرهان بين إذا أمامك مبتدع رافضي صوفي قبوري أي حاجة ادع إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالحجة والبرهان ، لكن حينما تأت تكتب على عقيدة الروافض فيهم كذب فيهم فجور فيهم غلو ما تذكر هذه الأشياء ، تأت إلى الصوفية فيهم كذب فيهم فجور فيهم غلو ، ما تذكر هذه الأشياء .... إذا ذكرت هذا الكذب والخيانات والفجور قالوا هذه شدة ، صوفي إخواني .....حزبي تحريري عنده مجازي عندو كذب عندو خيانات عندو حاجات بينها الله بين .........انقطاع في البث ) ....فلان كذاب فلان كذا فلان كذا فلان كذا بارك الله فيكم بينوا ، هذه كتب الجرح والتعديل ، هذه كتب العقائد ، ما نستطيع أن نصل إلى المستوى الذي وصلوا إليه في جهاد أهل البدع وأهل الشرك والله ما نستطيع الآن ليه ؟ لأنه انبرى لنا ممن ينتمي للمنهج السلفي من يحارب هذه المقاومات ويصفون هذه المقاومات بالشدة فنسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف بين القلوب وأنصح الشباب وأنا والله لي عشرات بل مئات النصائح للشباب السلفي أن يتآلفوا فيما بينهم وأن يتآخوا فيما بينهم وأن يستخدموا الأخلاق العالية للتعامل معهم بارك اله فيكم يسخدموا وسيلة الصبر والحلم والحكمة ، في دروسي ومحاضراتي وفي الاتصالات التي يتصلون بي من كل مكان والله أحث على التآلف وهؤلاء الذين انبروا لمقاومة هذا المنهج والله مزقوا الشباب السلفي على مستوى العالم ، في الشرق والغرب يمزقونهم ويغرسون في أنفسهم العقائد الباطلة ثم يقذفونا نحن بأننا نحن نفرق والله أنا أؤلف بين الشباب وهذه كتبي وهذه أشرطتي وهي مفرغة تشهد بأنني أؤلف بين الشباب ، في الجزائر في المغرب في اليمن في الشام فلسطين في كل مكان أؤلف بين الشباب الذين أعرف أنهم سلفيين وأؤلف فيما بينهم بقدر ما أستطيع وهم والله يفرقون ويمزقون ولا يرتفع صوت بالفرقة والتمزيق إلا ويؤيدون ذلك الصوت الفاجر يؤيدونه بارك الله فيكم ونبرأ إلى الله مما يقذفونا به هؤلاء وقلت لكم إن الحكمة مطلوبة لكن إذا ما ....في الروافض وأهل البدع نبين حالهم لا تظلمهم لا تكذب عليهم لكن أن تبين حقيقة أمرهم
بعد الآذان قال الشيخ :خلي أكمل السؤال هذا، تكملة للإجابة على السؤال ( الشدة) كان عبد الرحمن زميلي عبد الرحمن عبد الخالق زميلي في الجامعة الإسلامية إلى أن تخرجت منها عام 1384هـ ولبعض الأسباب ذهب إلى الكويت وكان يدعو إلى الله وكنا نشجعه وفرحنا بهذا النشاط الدعوي إلى المنهج السلفي ثم بدأ يتغير يتغير يتغير وكنت أناصحه أكتب له كتابات نصيحة لطيفة ويأت إلى المدينة ينزل هنا عند القبلتين ......وأشيلو معي بسيارتي أوديه الجامعة أوديه بيتي ، أناصحه أناصحه استمرت معه في المناصحة حوالي اثني عشر سنة بارك الله فيكم حتى بلغ السيل الزبى وطعن في المشايخ وسخر منهم وكذ وكذا رددت عليه ، جاء بعدو عدنان عرعور يدعي السلفية ويطعن في المنهج السلفي ويقول المنهج السلفي غير مؤصل والشيخ بن باز ما يؤصل والأصول عند سيد قطب ومن هذا الهراء وهذا الهراء ...أن أكتب في سيد قطب ، سيد قطب يعني أنا كنت أحسن به الظن وأقف على بعض الأخطاء لكن تجاوزت عنها والله بعض الأخطاء توقفت فيها عشرين سنة مقتنع بأنها باطل ولكن أبغى الأدلة الكافية بعد ما اقتنعت بالرد عليه كتبت مطاعن سيد قطب أصحاب في رسول الله ، انتشر هذا الكتاب طبع وانتشر راح عدنان عرعور إلى الشيخ الألباني وسألوا عن جملة مبهمة في الكتاب ..سيد قطب في رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام طعنه في الصحابة وعلى رأسهم عثمان ومعاوية وعمر بن العاص طعنه في الأمة كلها وتكفير لها ، تعطيل للصفات القول بأزلية الروح القول بالاشتراكية ، ضلالات لا أول لها ولا آخر بينتها في هذا الكتاب في أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب ، أخذ هذا الكتاب وراح يركض إلى الشيخ الألباني وراح يسأله عن جملة وأجابه بما يوافق هواه ، الشيخ ما اطلع ، شوف من مكره أنا بدأت بطعنه في نبي الله موسى ما أخبره بهذا ، ثنيت بعده بطعن في الصحابة وعلى رأسهم عثمان ، تحطمت أسس الإسلام في عهده ، تحطمت روح الإسلام في عهده ، أيد الحركات ضده من السبئية وغيرهم فضلها على منهجه رضي الله عنه بارك الله فيكم ، كل هذه الأشياء ما ذكرها ذكر جملة فأجابه الألباني بما يوافق هواه ، ....... راح ينشر هذا الشريط وتحرك حركة من أكبر ما يكون ،......صبرت عليه وفي عام زارني في مجموعة من الناس قلت له لابد تعتذر وكان يلف ويدور قلت له لابد تعتذر الحاضرين قالوا له لابد تعتذر فوعد بالعذر بارك الله فيكم ، وعد بالعذر ....ما فاجئني إلا بثلاثة كتب الصراع ...والكتاب الفلاني والكتاب الفلاني كلها تدور على أصول سيد قطب ومدح وثناء لسيد قطب هذا عذره ، شوف لما وصل لهذه المرحلة بارك الله فيك ، زاد على هذا إنو راح عقد ندوة فتكلم فيها عن الجرح والتعديل هو وبعض ....وما أبغى أسميهم الآن وحمل علي حملة شعواء فبدأت أرد عليه كم هذا بعد سنوات وبعد صبر طويل وانتظار طويل والله أعتقد ما أحد يصبر صبري ، جاء بعده أبو الحسن من أول جلسة التقيت به ......يدافع عن أهل البدع وعلى رأسهم سيد قطب والتبليغ والإخوان ويدافع عنهم ....(انقطاع في البث)....كل هذه الجرائم أعامله بلطف وأرسل له جواب والله سرا بيني وبينه من فكسي إلى فكسو ولم أخبر أحد بهذا ثم بارك الله فيكم استمر في الحركات والفتن والمشاكل حتى مات المشايخ ، مات الشيخ بن باز والشيخ العثيمين ومات الألباني وبدأ يحارب ويعلنها فرقة ويطعن في السلفيين وأقزام وأراذل وكذا وكذا ويمدح في أهل الباطل بارك الله فيكم كتبت لو نصيحتين تنبيه أبي الحسن ....كتبت النصيحة الثانية بيني وبينه يأخذ النصيحة ويقوم يعلن الحرب علانية عليّ شوفو فهمتم وإلا لا ؟ فهمتهم هذا ؟ آآآه ما أحد يصبر هذا الصبر ولا يحلم هذا الحلم والله كله لأجل المنهج السلفي ولأجل جمع الكلمة لكن هم مدسوسون للتفريق والتمزيق خلاص أبو الحسن كون لو فرقة كون لو فرقة هنا في المدينة ، كون لو فرقة في اليمن ، كون لو فرقة ليبيا في المغرب في كل مكان بارك الله فيكم ، على منهجه أصل حوالي عشرين أصل رديت على هذه الأصول بالحجة والبرهان ، عشرين أصل منها المنهج الواسع والأفيح ، يريد منهجا واسعا أفيح يسع أهل السنة والأمة كلها ، نصحح ولا نهدم ، نصحح ولا نجرح بارك الله فيكم وأصول لا يلزمني أصول لرد الحق أصول لضرب المنهج السلفي بارك الله فيك ، رديت على هذه الأصول الفاسدة بارك الله فيك ومع الأسف انخدع به الناس في كل مكان كان ، في الأول بارك الله فيك أيام المشايخ عدنان لما طلع في حياة الشيخ بن عثيمين ضللوه قام عليه اثنى عشر شيخا ضربوه وبينوا ضلالو وانحرافه أسقطهم جميعا أسقطهم ، بقي معه أبو الحسن وعلي حسن عبد الحميد في الشام يناصرونه ويدافعون عنه ويحكمون بسلفيته إلى يومنا هذا جاء أبو الحسن بهذه الأصول وبهذه الفجور وبهذه الضلالات وموجود في المدينة وفي الشام وفي كل مكان من يناصره ويدافع عنه إلى يومنا هذا ، ثم جاء علي حسن بطوام الطوام التي يناصرهم في كل فتنة جاء بطامة الطوام وربما بلغتكم والذي ما بلغته ستبلغه بارك الله فيكم وإلى الآن هم السلفيون ونحن المتشددون ، يعني يفعلون كل هذه الأفاعيل التي ما ارتكبها أهل البدع من الأصول الفاسدة بارك الله فيك والله ما فعلها أهل البدع ومع ذلك هم السلفيون ونحن متشددون ، انظروا لهذه الأحكام ولهذه المواقف الخطيرة بارك الله فيكم وتنبهوا وسيروا على منهج السلف ومن قال الباطل كائنا من كان أدينوه بباطله ومن قال الحق يجب أن تنصروه ، تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، السلف كانوا ينصرون الحق إلى عهد ابن باز وبن عثيمين وغيرهم كانوا ينصرون الحق ، بعد ما راح هؤلاء ابتلي بعد المشايخ بارك الله فيك كلما رفعوا رؤوسهم بكلمة حق كسروا رؤوسهم ، كلما رفعوا رؤوسهم بكلمة حق أهانوه وهم يؤيدون هؤلاء المنفلتين المنحرفين ويحكمون بأنهم سلفيون ونحن الغلاة يصفنا أبو الحسن بالغلو ليه ؟ لأننا ننتقد سيد قطب وننتقد الإخوان وننتقد التبليغ وننتقد أهل البدع ، يسمينا غلاة والله يحكم للاشتراكيين والبعثيين والناصريين يحكم لهم بأنهم مسلمون ويحكم للتبليغ والإخوان إلى يومنا هذا بأنهم من أهل السنة وهو يعلم أن علماء السنة مطبقين وعلى رأسهم بن باز والألباني أنهم حكموا على هاتين الفرقتين فرقة الإخوان وفرقة التبليغ أنهم ليسوا من أهل السنة وأنهم من أهل البدع وأنهم من الفرق الهالكة وهو يعاند العلماء إلى يومنا هذا ولو كان على رأسهم ابن باز والألباني بارك الله فيكم ويقول إنهم من أهل السنة ويحكم للشعوب الإسلامية كلها بأنها يقول : سواد الأمة كلهم سلفيون فالتبليغ والإخوان أهل سنة، أهل السنة ربيع واللي معاه غلاة غلاة أهل كذا أهل كذا ......وإذا جاء مع الرافضة ما شاء الله يتأدب إذا جاء مع المبتدعة الآخرين الإخوان هكذا وإلى الآن هو السلفي ونحن الغلاة ، افهموا هذه المكايد وهذه الألاعيب وهذه الحيل كم صبرت عليه ؟ صبرت عليه سبع سنوات أو أكثر ثم أداريه في المناقشات بيني وبينوا وهو يهيج ويعلن الحرب أعلن الحرب على علماء اليمن وأسقطهم عن بكرة أبيهم وتبرأ منهم وتبرأ من السلفيين قال فرقة قالوا له تراجع قال أبدا .......بالله يا إخوان الذي عنده إنصاف يحترم هذا الرجل اللي عندو إنصاف وسلفي صادق يحترم هذه ..... ، خلوكم رجال إن كنتم سلفيين ادرسوا منهج السلف من مصادره الأصيلة وتمسكوا به وعضوا عليه بالنواجذ ولا تخشوا في الله لومة لائم ولو انحرف أبوك أو أخوك ، لو كان أقرب الناس إليك بين حقيقة ما عنده هذا النصح لله ، الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ، فين هذه الآيات والأحاديث هذه فين هؤلاء اللي يؤيدون هؤلاء فين هذه النصوص فين منهج السلف ، فين منهج الأئمة ....بن باز وغيره فين فينهم ؟ ، فبارك الله فيكم أنا أعرف أن فيه ترويج للفتن والبدع وتضليل وضحك على الذقون كما يقال ، فلا يضحكن عليكم أحد كائنا من كان والذي يخطئ أخطأ لو أخطأ ابن تيمية ....خطأه لو أخطا بن باز والله نرد خطأه هذا منهجنا والله الذي لا إله إلا هو أنا رحت للشيخ بن باز قال الشيخ بن باز أنا أنصحه رحتلو قلت له بلغني أنك تريد أن تنصحني قال نعم قلت ما هي نصيحتك قال نصيحتي لو أخطأ بن إبراهيم ولا بن باز رد عليهم والله الذي لا إله إلا هو .....بن باز كان في أي محاضرة في أي لقاء يقول إنسان كلمة خطأ يرد عليه وكل الناس يعرفون هذا كل طلاب الجامعة القدامى يعرفون هذا من الشيخ بن باز ما يترك خطأ إلا يرد عليه ، خطأ في صحيفة في جريدة في موقع في أي شيء ابن باز ما يسكت يرد عليه ، بارك الله فيكم ويحث السلفيين على الرد ويؤيدهم ويشجعهم هذا منهج السلف وأسال الله أن يثبتنا وإياكم عليه وأن يرزقنا البصيرة في الدين إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه )) أنتهى( شبكة سحاب)
وجاء عن شيخنا الفاضل عبد الله البخاري حفظه الله كما هو مسجل في شرحه للنخبة
((سؤال: قالَ إن بعض النَّاس يتَحسس من لفظ الجرح، و يصف العلماء المشتغلين بالغلاة نريد إزالة هذه الشبهة؟.
الجواب: عَلى كل حال يَتحسس مِنْ كلمة جَرح! فَالتحذير يَقْبلُ؟ ! يَقْبَل كلمة تَحذير؟ مَا يتحسس من تحذير؟ ! مِنْ بَيان ! مِنْ ذَبٍّ عَن السنة !
إيش هذه التَّحسُّسات!مَا لَها داعي، قبلها أئمة أهل السنة، لا بدَّ أن تَكُون مُسلِّماً، جاء فِي (الحلية) لأبي نعيم عن الإمام سفيان الثوري رحمه الله: يقول لأحد أصحابه: ( إن الرجل إذا أحببته في الله ثم أحدث حدثا فلم تبغضه في الله فإنك لم تحبه في الله).
لأنَّ هذا عنده ولاء و ما عنده براء، ولا يَجوز إلاَّ الجمع بينهما ، فالإسلام ليس ولاء محضاً و لا براءً محضاً، بل يجمع بين الولاء و البراء، فعُلماء (الجرح و التعديل) خرجوا به كعلم و فنٍّ وَ تَقنين لِمَاذا ؟ تَحذيراً للأمة - خلاص لا يتحسس هذا المتحسس- نَعم نقول: هَذا تحذيرٌ للأمة و نصحٌ للأمة.
ثُم الوصف بأنَّ المشتغلين بهذا البيان بأنهم غُلاة؟!
السُّؤال: على أيِّ أساس بنيتَ هذا الحكم؟! إذ الذي عند أئمَّة الحديث مُتشدد و متساهل و معتدلٌ، كلها دائرة تحت أي عنوان؟ (ذكر مَنْ يعتمد قوله في الجرح و التعديل) فلماذا تَطرِّح أنت الذين تعدهم من المتشددين أو الغلاة عَلى تعبيره؟! الغُلو مَرفوضٌ؛ لأني أقول إنّه بَنَى الغُلو على أنَّه مُتشدد – في ظنِّه-، وهذا غلطٌ، ففرقٌ بينهما.
إذا كانَ فِي عهد الأئمَّة الذين كتبوا و بيَّنوا و قننوا يُوجدُ: مُعتدل و يوجدُ مُتشدد و يوجد مُتساهل، ففي هذه القسمة الحادثة لا يوجد إلاَّ مُتشدِّد و مُتَعقِّلٌ- على تعبيراتهم الظالمة المبتدعة-، أوْ قُل معتدل، ما في مُتساهل؟! هَذا الزمن ما في متساهل!
أمَا حَذَّرَكُمْ ابْنُ نَاصر الدِّين في (الرد الوافر)، وَ الحافظ ابن حجر فيْما قرأناه في (النزهة) من التساهل !
إذاً على هذه القسمة مُنْدَفِعٌ وَ مُتَعقل- كما هي تعبيراتُ القوم!!-، أنَا لاَ أقول مُتَساهل، أقولُ يُوجُدُ مُتَسيِّب فِي الأحكامِ!! واضح؟
الأمر الرابع: هذا التَّقسيم لأهل العلم متشدد و معتدل و متساهل قامَ به مَنْ ؟ هل آحاد النَّاس أم العلماء الذين خَبروا و سبروا و نظروا، فهلْ أَنْتَ مِنْهُم؟!
هَذا الْمُقسِّم هل هو منهم؟!
معدودٌ في جملتهم؟! عالِم عارف بأسباب الجرح و التعديل؟!
وَ كيفَ يُصنِّف الحفَّاظ و العلماء في أي طبقة يَكُونون؟! فلهم أقول: ما هَذا بعشك فَادْرُجي! فَارحم نفسك لا تُهلكها.
إذاً الذين تكلموا في هذا الباب عُلماء، و أنتَ لست كذلك فَارحم النفس و لا تهلكها.
عَلى كل حال هَذا الغالي أو المتشدد إذَا قلنا بأنَّه تَشدَّدَ: بناءً على أيِّ أساس، بُنى تشدده؟ أو بَنَيتَ الْحُكم بتشدده؟ كم مسألة غلط فيها في ظنك؟ عشرة؟
تكلَّم في مائة مسألة و حذَّر من مائة شَخصٍ، حذَّر من هذا الجمع، أصابَ فِي ثَمانين؟ و غَلِطَ فِي عِشرين؟ هل قَولُه كُلُّه مُطَرَّح؟! ما يَجوز لك هَذا الاصْطلاح.
ثُمَّ هل سبرت هَذه الأقوال؟ و مَا الَّذي تَشدَّد؟ و مَا الذي لم يُوفَّق إليه؟ ثُمَّ هَلْ الذين وُصفوا بالتَّشدُّدِ -الَّذين بالمقابلِ- أمَا رَجَعُوا إلى قَولِ المتشددينَ بَعْدَ أنْ تَبيَّنَ لَهم!!؟
إذاً الوصفُ بالتشدد هُنَا لا وجَه له، إنَّما هو الغُمُوضُ و الخفاء عنْدَ مَنْ تَساهل ابتداءً.
إذاً حتى هَذا الْمُتَساهل أو الْمُتَعقِّلِ – فِي ظنِّكَ!! – انظر إلى أقوالهِ التي تَعقَّلَ- وهو تعبير خطأ- فيها فِي أيَّها أصابَ الْحقَّ ؟ إنْ كانَ فِي مِائة مسألة أصابَ عَشرة و أخطأَ فِي تِسعين فَلاَ هُو بِمُتَعقِّلٍ وَ لاَ هُو بمتشدِّد و لا هو بِمُتَساهلٍ ، بل لاَ يُعْتَبرُ فِي زُمْرةِ المتكلمينَ في هَذا البابِ!!.
فعلَى كل حالٍ نحن نَنْقَاد للحقّ وَ نَبْحَثُ عنه و نطلبُ بَيِّنَته و بُرْهَانه بارك الله فيكم.
وَصلَّى الله على نبينا مُحمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.)) انتهى( شبكة سحاب)
ــ قوله ص 24 ـ 25 (س 4:هل تأسيس الجمعية من الوسائل المشروعة ؟
ج4:إذا عرفت الغرض المروم من تأسيس الجمعيات وكان تحقيقه متوقفا على إنشاءها لكون الحاكم يمنع ممارسته إلا عن طريقها فاعلم أن حكم الوسيلة يعطى حكم الغاية التي تفضي إليها،وقد يقدم عليها إذا كانت المصلحة المترتبة عليها أرجح من المفسدة الناشئة عنها،واذا كانت الموازنة بين المنفعة والمضرة هي المرجع في حكم الأعيان بحيث يجوز ما كان منها خالص المنفعة أو راجحها ، ويمتنع ما كان متمحض المضرة ، أو غالبها أو مساويا للمنفعة فكيف بالوسيلة غير الممنوعة إلى المصالح الخالصة النفع؟فالوسيلة الى المطلوب مطلوبة فينبغي تحصيلها واعتمادها ومن هذا الباب قول العلماء إن ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ، قال ابن القيم رحمه الله "وبالجملة فالمحرمات قسمان:مفاسد وذرائع موصلة إليها مطلوبة الإعدام كما أن المفاسد مطلوبة الإعدام والقربات نوعان:مصالح للعباد ، وذرائع موصلة إليها ففتح باب الذرائع من النوع الأول كسد باب الذرائع في النوع الثاني كلاهما مناقض لما جاءت به الشريعة ..." ( إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان 1 / 370 )
وقال القرافي :"واعلم أن الذريعة كما يجب سدها يجب فتحها ويندب ويكره ويباح،فإن الذريعة هي الوسيلة فكما أن وسيلة المحرم محرمة فكذلك وسيلة الواجب واجبة، كالسعي الى الجمعة والحج، وموارد الاحكام على قسمين: مقاصد وهي المتضمنة للمصالح والمفاسد في نفسها ووسائل وهي الطرق المفضية إليها وحكمها حكم ما أفضت إليه من تحريم أو تحليل غير أنها أخفض رتبة من المقاصد في حكمها، فالوسيلة الى أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل والى أقبح المقاصد هي أقبح الوسائل والى ما يتوسط متوسطة"
هذا من حيث تأصيل المسألة أما من حيث تطبيقها على الموجود فقد قال بذلك كثير من أهل العلم منهم الشيخ العلامة ابن باديس وسائر أعضاء جمعية العلماء والشيخ العلامة ابن باز والشيخ صالح الفوزان والشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح آل الشيخ لكن كلام بعضهم جاء مطلقا في الجمعيات التي يتوفرفيها ما ينبغي شرعا،وبعضهم في خصوص جمعية بعينها رأوها مستوفية لما ينبغي توفره وساذكر فتوى هيئة كبار العلماء بعد)
أقول في هذا المقطع
1ـ قد بينا في الحلقة الثانية أن الجمعيات الحزبية بدعة ضلالة وأنها ليست من وسائل ومقاصد المشروعة وأنى لها ذلك ، بل هي من وسائل تفرقت الأمة واختلاس الأموال المسلمين عن طريق الحيل الماكرة وأنها من وسائل إفساد المجتمعات الإسلامية وقد ذكرنا مضارها ومفاسدها وما يترتب عليها من النتائج الوخيمة وبيناها أوضح البيان هنالك تغني عن إعادتها
وبهذا يتبين أن ما استدل به بن حنفية هنا من القواعد والأصول وكلام الأئمة لمشرعية إنشاء الجمعيات الحزبية فهو حجة عليه لا له وليس للجمعيات نصيبها وحظها من ذلك شيء ، لأنه بنى استدلاله على قاعدة ( اعتقد ثم استدل) وهذا مبدأ فاسد وما بني على فاسد فهو فاسد، وترتب على هذا الاعتقاد قلب الحقائق والموازين والتلبيس والغش و إظهار الباطل في صورة الحق وهذا بحمله القواعد والأصول المرعية المقررة في مواضعها، وأماكنها، ومواطنها على غير مرادها وهذا منه إما لسوء الفهم أو سوء القصد وأحلاهما مر
سئل فضيلة الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
((فضيلة الشيخ: بالنظر إلى العالم الإسلامي اليوم نجد أن هناك كثيراً من الجماعات التي تدعو إلى الإسلام، وكل منهم يقول: أنا على منهج السلف ، ومعي الكتاب والسنّة، فما هو موقفنا نحو هذه الجماعات، وما حكم إعطاء البيعة لأمير من أمراء هذه الجماعات؟
فأجاب فضيلته:
الحكم في هذه الجماعات التي تدعي كل طائفة منها أنها على الحق سهل جداً، فإنا نسألهم: ما هو الحق؟ الحق ما دل عليه الكتاب والسنة، والرجوع إلى الكتاب والسنة يحسم النزاع لمن كان مؤمناً، أما من اتبع هواه فلا ينفع فيه شيء، قال الله تعالى: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } [النساء:59].
فنقول لهذه الجماعات: اجتمعوا ولينزع كل واحد منكم هواه الذي في نفسه، ولينو النية الحسنة أنه سيأخذ بما دلَّ عليه القرآن والسنة مبنياً على التجرد من الهوى، لا مبنياً على التقليد أو التعصب؛ لأن فهم الإنسان للقرآن والسنة على حسب ما عنده من العقيدة والرأي لا يفيده شيئاً؛ لأنه سوف يرجع إلى عقيدته.
ولهذا قال العلماء كلمة طيبة، قالوا: يجب على الإنسان أن يستدل ثم يبني، لا أن يبني ثم يستدل؛ لأن الدليل أصل والحكم فرع، فلا يمكن أن يُقلب الوضع ونجعل الحكم الذي هو الفرع أصلاً، والأصل الذي هو الدليل فرعاً.
ثم إن الإنسان إذا اعتقد قبل أن يستدل ولم تكن عنده النية الحسنة صار يلوي أعناق النصوص من الكتاب والسنة إلى ما يعتقده هو، وحصل بذلك البقاء على هواه، ولم يتبع الهدى.
فنقول لهذه الطوائف التي تدعي كل واحدة منها أنها على الحق: تفضل.
ائت بنية حسنة مجردة عن الهوى والتعصب وهذا كتاب الله وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولا أن فيهما حل النزاع ما أحال الله عليهما، فإن الله لا يحيل على شيء إلا والمصلحة فيه: { فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } [النساء:59] لكن البلاء الذي يحصل من عدم الاتفاق على الكتاب والسنة بسبب -فقط- الشرط الذي في الآية: { إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ } [النساء:59] فإن بعض الناس قد يرجع إلى الكتاب والسنة لا عن إيمان، ولكن عن هوىً وتعصب لا يتزحزح عنه، فهذا ليس فيه فائدة.
ولكن على من هم على الكتاب والسنة، أن يستعينوا بالله عز وجل على هذه الطوائف وسيتبين الحق من الباطل، فقد قال الله عز وجل: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } [الأنبياء:18].)) أنتهى ( لقاء الباب المفتوح : ج 27 / ص 13) المكتبة الشاملة
ــ وسئل الشيخ الفاضل ماهر القحطاني حفظه الله
فضيلة الشيخ:نأمل منكم بارك الله فيكم توضيح هذه القاعدة ( استدل ثم اعتقد ) .
الشيخ: الحمد لله رب العلمين :
لشرح هذه القاعد تأمل قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى حيث قال إن أهل البدع أدلتهم للإعتضاد لا للاعتماد وأهل السنة أدلتهم للاعتماد
فصاحب الهوى يبني مذهبه على هواه وذوقه ثم يروح يستدل له بالشبه الباطلة والتي يستنبطها من القران والسنة بدون النظر في القواعد المحفوظة عن السلف في أصول الاستنباط وإذا عرف منها شيء فيروح يستدل لهواه وترك الاعتماد على ما عرف منها
أما صاحب السنة فيدرس أدلة الكتاب والسنة أولا على فهم السلف فإذا سأل عن مسألة أو اعتقد عقيدة فإنما ذلك بناءا على دراسته الصحيحة السلفية لنصوص الكتاب والسنة على فهم السلف فلا تجد الهوى مؤثرا عليه لأنه استدل أي نظر في الدليل أولا ثم اعتقد وصاحب الهوى اعتقد بناءا على الهوى كتكفير الحاكم بغير ما أنزل الله مطلقا ثم يروح يدعم اعتقاده الذي بناه على هواه بالشبه ولا أقول بالأدلة الصحيحة فكان واجبه أن ينظر في الأدلة من النصوص وفهم السلف ثم يبني عليه اعتقاده كما كانت طريقة السلف خلافا لأهل الأهواء
فإن ابن عباس قال كما في صحيفة ابن أبي طلحة إذا جحد الحاكم حكم الله فهو الكافر وإذا لم يجحد فهو فاسق ظالم
فإن الإستدلا ثم الاعتقاد يقتضي جمع أدلة الباب والتجرد في فهمها على طريقة السلف الصالح فإن الاعتقاد الباطل للمسائل والعقائد قبل النظر في أدلة الكتاب والسنة وفهم السلف يورث انتصارا بالباطل لها أما التجرد بالنظر إلى الأدلة ثم فهمها على طرقة سلف الأمة يورث البناء الصحيح للعلم الذي هو كما قال بن تيمية رحمه الله بحث محقق ونقل مصدق وما سوى ذلك فهذيان مزوق )) أنتهى ( منتديات البيضاء العلمية)
2ــ ومما يوضح الأمر ويظهره ويبينه أوضح البيان كلام شيخ الإسلام ابن قيم رحمه الله الذي استدل به بن حنفية وما أنصفه فيه وذلك بقطع وبتر المقصود منه وهذه هي الأمانة العلمية عند العابدين ، وهذه طريقة أهل الأهواء إذ لا يكتبون إلا ما هو لهم وأما ما هو عليهم من الحجج يتركونها، إذا نقلوا شيئاً من كتاب ورؤوا شيئاً ضده تركوه وأهملوه، أما أهل السنة فيكتبون ما لهم وما عليهم وهذا منهجهم.
ولهذا يجدر بي في هذا المقام أن أنقل كلام الإمام ابن قيم رحمه الله ليطلع عليه القارئ أولا .
وثانيا لما فيه من الفقه والعلم الغزير المحتاج إليه في مسألتنا
قال رحمه الله في ج 1 / ص 615 ط دار ابن الجوزي
(( فصل :وإذا تدبرت الشريعة وجدتها قد أتت بسد الذرائع إلى المحرمات وذلك
عكس باب الحيل الموصلة إليها فالحيل وسائل وأبواب إلى المحرمات وسد الذرائع عكس ذلك فبين البابين أعظم تناقض والشارع حرم الذرائع وإن لم يقصد بها المحرم لإفضائها إليه فكيف إذا قصد بها المحرم نفسه
إلى أن قال رحمه الله في ص 632 ـ 633
وبالجملة فالمحرمات قسمان : مفاسد وذرائع موصلة إليها مطلوبة الإعدام كما أن المفاسد مطلوبة الإعدام
والقربات نوعان : مصالح للعباد وذرائع موصلة إليها ففتح باب الذرائع في النوع الأول كسد باب الذرائع في النوع الثاني وكلاهما مناقض لما جاءت به الشريعة فبين باب الحيل وباب سد الذرائع أعظم تناقض
وكيف يظن بهذه الشريعة العظيمة الكاملة التي جاءت بدفع المفاسد وسد أبوابها وطرقها : أن تجوز فتح باب الحيل وطرق المكر على إسقاط واجباتها واستباحة محرماتها والتذرع إلى حصول المفاسد التي قصدت دفعها
وإذا كان الشيء الذي قد يكون ذريعة إلى الفعل المحرم إما بأن يقصد به ذلك المحرم أو بأن لا يقصد به وإنما يقصد به المباح نفسه لكن قد يكون ذريعة إلى المحرم يحرمه الشارع بحسب الإمكان ما لم يعارض ذلك مصلحة راجحة تقتضى حله فالتذرع إلى المحرمات بالاحتيال عليها أولى أن يكون حراما وأولى بالإبطال والإهدار إذا عرف قصد فاعله وأولى أن لا يعان فاعله عليه وأن يعامل بنقيض قصده وأن يبطل عليه كيده ومكره
وهذا بحمد الله تعالى بين لمن له فقه وفهم في الشرع ومقاصده
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وتجويز الحيل يناقض سد الذرائع مناقضة ظاهرة فإن الشارع يسد الطريق إلى ذلك المحرم بكل ممكن والمحتال يتوسل إليه بكل ممكن ولهذا اعتبر الشارع في البيع والصرف والنكاح وغيرها شروطا سد ببعضها التذرع إلى الربا والزنا وكمل بها مقصود العقود ولم يمكن المحتال الخروج منها في الظاهر ومن يريد الاحتيال على ما منع الشارع منه فيأتي بها مع حيلة أخرى توصله بزعمه إلى نفس ذلك الشيء الذي سد الشارع لذريعة إليه لم يبق لتلك الشروط التي أتى بها فائدة ولا حقيقة بل تبقى بمنزلة العبث واللعب وتطويل الطريق إلى المقصود من غير فائدة)) انتهى
فبالله عليكم يا أهل الإسلام هل الجمعيات الحزبية مصلحة ووسيلة مطلوبة ينبغي تحصيلها واعتمادها أما هي من قسم الحيل التي هي وسائل وأبواب إلى المحرمات والابتداع في دين الله ،وخاصة بعدما عرفنا المفاسد والمضار المترتبة عليها منها
1- أنها ليست من طريقة السلف الصالح
2- مشغلة عن طلب العلم.
3- إهانة النفس بالتسولات.
4- التساهل في المعاملة مع البنوك الربوية.
5- الولاء والبراء من أجلها.
6- التساهل في تصوير ذوات الأرواح.
7- الانتخابات.
8- الخيانة في الدعوة والغش فيها.
9- التخوض في مال الله بغير حق.
10- كثرة التنازلات والاستحسانات في الدعوة.
11- ذريعة إلى تفرق الأمة وتشتيتها وتحزيبها.
12- وهي تعتبر فيروسًا للدعوة السلفية.
وفي الأخير نترك الحكم للقارئ ، ونعوذ بالله من قلب الحقائق ونسأل الله أن يقي المسلمين من هذا الخلق السيئ وعواقبه الوخيمة إن ربنا لسميع الدعاء
....يتبع إن شاء الله
