عرض للطباعة
لقاء مفتوح مع الشيخ محمد بن رمزان الهاجري حفظه الله تقديم الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي حفظه الله
يوم الاحد 29/05/2011
عبر غرفة سبيل السلف الصالح
تم هذا اتصل من الاخوة من مدينة الداخلة مع الشيخ بن رمزان الهاجري والشيخ ابي بكر يوسف لعويسي حفظم الله
على هذا الرابط
http://www.up.noor-alyaqeen.com/uplo...3066928531.mp3
حفظ الله الشيخين محمد بن ربيع وشيخ ابوبكر يوسف العويسي على هذا المجهود الطيب
وبارك الله فيك أخي ابو عبد المصور
على هذا النقل الطيب
جزاك الله خير
بارك الله فيك وحفظ الله الشيخ محمد وبارك فيه
بسم الله الرَّحمان الرَّحيمالشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : مرحباً .
تمهيد
الشيخ يُوسف لعَويسِي : كيف حَالك ؟ طيِّب بِخيْر ؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : مَرْحباً .
الشيخ يُوسف لعَويسِي : حيَّاك الله ، أولاً نشكرُ لكَ ٱستجابَتَكَ بأن قطعت من وقتك العزيز ... لتلتقي بإخوانك الذين يُحبُّونك في الله . حتَّى يَستفيدواْ من علْمكم ؛ ونرجواْ منكم أن تتكرَّمواْ علينا بما فتح الله عليكم في هذا المجلس المُبارك في هذه الأمسيَّة المباركة .
بما يسمح به وقتكم بأن تجيبواْ على بعض أسئلة الإخوة الحاضرين الَّذين يتشوَّفون ويتشوقون لسمَاع صوتكم ، وبارك الله فيكم .
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : حيَّاك الله مَن معِي ؟
الشيخ يُوسف لعَويسي : يُمكن أن أقدم السُّؤال ؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : مَن مُحدِّثي ؟ مَن مَعِي ؟
الشيخ يُوسف لعَويسي : معكَ أبُو بكر يوسف لعويسي من الجزائر .
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : حيَّاك الله .
الشيخ يُوسف لعَويسي : الله يحيِّيك .
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : هذا الإتِّصال ما هو من « المغرِب » ؟!
الشيخ يُوسف لعَويسي : من المغرب و الجزائر أيضاً .« المغرِب »« المغرِب »
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : طيِّب ، خيرٌ -إن شاء الله- جزاك الله كل خير .
الشيخ يُوسف لعَويسي : يُمكن أن نقدِّم إليك بعضَ الأسئلة ؟؟؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : تفضَّل الذي نعرف جوابه ، سنجيب عليه .
الشيخ يُوسف لعَويسي : طيِّب .
طرحُ الأسئلة :السُّؤال الأوَّل : يقول هناك من يقول في زماننا هذا أنه يجب علينا أن نبيِّن للنَّاس التَّوحيد فقط ولا نهتمَّ ببيان البدع والمحدثات في الدِّين ، ولا نهتم بالرُّدود على أهل البدع ، فما جواب هذه الشُّبهة حفظكم الله وبارك فيكم ؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : فهذه دعوة محمد صلَّى الله عليه وسلم ، وكان يقول يا قوم قولواْ : « لا إله إلا الله تفلحواْ » وفي كلِّ خطبة جمعة : « إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمَّد صلَّى الله عليه وسلم ، وكلُّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكلُّ ضلالة في النَّار »(١) .
فدعوته كاملةً قائمةّ على الدَّعوة التَّوحيد والتَّحذير مِن البِدع .
الشيخ يُوسف لعَويسي : جزاك الله خيراً .
السُّؤال الثَّانِي : شيخنا إنا نُحبُّكم في الله وسؤالي هل يصحُّ القول عند أهل السُّنَّة والجماعة أن يقال :« أن هناك خلافاً في فروع العقيدة ؛ وأنَّ الصَّحابة ٱختلفواْ في هذه الفروع العقدية - أو يقال - : أن الصَّحابة ٱختلفواْ في العقيدة » . فمَا هو جواب هذه الشُّبهة أَيضاً ؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : على كلِّ هذه شُبهةٌ من الشُّبه أهلُها لا تنتهي إيرادتهم ، والصَّحابة رضي الله عنهم زكَّاهم الله وزكَّى منهاجهم وزكَّاهم رسولُ الله وزكَّى منهاجهم فعقيدتهم واحدةٌ ، وأمرهم واحدٌ في كلِّ شيء ، وأما المسألة التي ٱختلفواْ فيها رؤية الرَّسول لله وأمرها معلومٌ وهو ما ذكره النَّبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « نُورٌ أنَّى أراه »(٢) .هذا هو ٱعتقادنا ، فَالصَّحابة لم يختلفواْ فِي العقِيدة .
والَّذين يُشنشنون بهذه الكليمات !! فقوم سوءٍ ، فالصَّحابة عقيدتهم واحدةٌ وأمَّا خلافهم في الفقه ، فالنَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أرسل الصَّحابة إلى بني قُريظة ، وقال : « لا تصلوا العصر إلا في بني قُريظة »(٣) ، فمِنهم من فهم التَّعجيلُ ومِنهم من فَهم وُصول المَكان ، وحَصَل ما حَصَل في فَهم هذا النَّص والنَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مَا أنكر علَى هذا... وَلا هذا ... ؛ فالإختلاف في فهم النَّص فِي مسائل الفقه قد حَصل في زمن النَّبي صلَّى الله علَيه وسلَّم ، وأمَّا مسائل العقيدة فهي واحدة .
السُّؤال الثالث : شيخنا يقول السَّائل -حفظكم الله- عندنا إمام يقرأ بعد صلاة الفجر والمغرب ما يُسمَّى بالبردة للبُصيْري ، مع العلم أنَّ فيها كُفريَّاتٌ وشِركيَّات والإمام دكتورٌ في الشَّريعة وعنده علم يُخوِّله فهم البُردَة . فهل الصَّلاة وراءه جائزةٌ ؟
علماً أنني ذهبتُ عنده فقلت له هل تعتقدُ ما فيها ؟! قال لي : أنَّ الحكومة تفرضها علينا ممَّا دفعني للسُّؤال هو أنَّ أحد الإخوة بعد أن يُصلِّي معه يعيدُ الصَّلاة ، وبعد الإستفسار منه قال أن أهل العلم أفتواْ ببُطلان الصَّلاة وراء التِّيجاني ، فمَا صحَّة هذا القول ؟ وهل تصحُّ الصَّلاة وراءه ؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : على كلِّ حال من النَّاس من هو دكتور! ومنهُم مَن هُو ديكُور! وهذا السؤال إسئلواْ فيه سماحة المُفتي ، لأنها مسألة عيان وهامَّة و مسائل العيان ٱسئلواْ فيها علماء العامَّة والشيخ عالم عامَّة يستفتيه النَّاس ويُفتيهم في أمُور عامَّة أي في شؤون النَّاس ، أمَّا في المَسائل الخاصَّة فنَتكلَّم
أمَّا هذا حكمٌ عام فيُحال فيه السُّؤال إلى صاحب الفضيلة .
الشيخ يُوسف لعَويسي : طيِّب ، جزاكم الله خيراً .
السُّؤال الرَّابع : يقول السائل : حفظكم الله هل هجر المُبتدعة وأهل الأهواء في هذا الزَّمان لا يصْلُح ؟!
وليس وقته ! وهل صحيح أنَّ الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- لا يرى الهجر في هذا الزمان مُطلقاً ؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : على كلٍّ فتاوي الشيخ ناصر معروفةٌ ، والَّذين هجروه ! . أمَّا هو فداعيَة سُنَّة
يدعواْ الجميع ويُبيِّن الحقْ ، وأمَّا الهجر فمعروفٌ فيه تفصيلُ أهل العلم .
والتَّفصيل ليس تفصيلاً جديداً ! بل هو قديم ، فالنبيُّ صلَّى الله عليه وسلم هجر الصَّحابة وزجر .
وجاء في بعض الأشخاص وبعض الأماكن وبعد الأمور التي تفصل بين النَّاس ، والصحابة -رضي الله عنهم- مارسواْ ذلك مع مخالف السُّنَّة كما فعل ابن عمر وكما فعل عمر مع صَبيغ والهجر أحياناً يكون من مصلحة الشَّخص وأحياناً من مصلحة الإنسان لنفسه وأحياناً أخرى لمصلحةِ النَّاس وهذه المسائل فيها والقول فيها ليس واحداً . نعم .
الشيخ يُوسف لعَويسي : جزاكم الله خيراً وحفظكم الله .
السُّؤال الخامس : يقول السائل قرأت في بعض الكُتب السَّلفيّة النَّافعة الَّتي تردُّ على غلاة التَّكفير والتَّفجير ، في معرض ردِّهم علَى شبهة من ٱسْتدلَّ بقوله تعَالى :﴿ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للهِ ﴾ [يوسف:04]. أنه ليس كل من نازع الله تعالى فيما ٱنفرد الله تعالى به كُفرٌ وٱستشهدواْ بأقوال أهل العلم في حديث المُصوِّر والمتكبِّر ، إلا أنَّ غلاة التَّكفير يردُّون على أن التصوير والخلق قد أثبته الله تعالى لعباده ؛ بخلاف التَّشريع لم يُثبته الله تعالى لهم . السُّؤال : فما ردُّكم حفظكم الله على هذه الشبهة ؟ وماصحَّة هذه المقولة :(( من نازع الرَّبَّ فِي خاصِّيةٍ من خصائصه التي ٱنفرد بها ونفاها عن البشر فقد كفر )) ؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : على كلٍّ كُل ما في الأمر هذا كلام من لا يعي ما يقول ! بدليل أنَّ النَّصَّ ورد « قَاضِ فِي ٱلْجَنَّةِ وَقَاضِيَانِ فِي النَّارِ »(٤) والقاضي حاكم يحكم في المسائل الَّتي يُصدر فيها الحكمَ ، ومع ذلك لا أحد يقول أنَّه في النَّار أبد الآبدين كما هو مُتوعَّد لأنَّه علم الحكم وحكَم بغيره ، هذا نصٌّ .
ولست بصَدَدِ التَّفصيل عمَّا ورد فيه من ألفاظه ... الألفاظ : « مَنْ أَتَى زَوْجَتَهُ فِي دُبُرِهَا فَقَدْ كَفَرْ »(٥) من فعل كذا... فقد كفر ، على كلٍّ مسألتهم أنَّهم ينُصُّون على أنَّ هذا متعلِّقٌ بالتَّشريع هذا قول بَاطل !
بدليل أنَّ القاضي ورد فيه نصٌّ وأنَّه يحكُم ، فيحكم ويَعلمُ أنَّ هذا ليس حكم الله ولكن حكم فيه بهواه .
والَّذين يُفرِّقون بين مسألة الحكم في مسألة أو مسألتين أو ثلاث أو أكثر ... المسألة الواحدة وغيرها من المسائل الأمر فيها سيان ، فكيف نُخصِّص ! فلا نُخصِّص لأنَّ النَّص عام .
لأنَّه حكم بما يعلَم أنه غير حكم الله ، إمَّا لشبهة وإمَّا لهوىً وهكذا ... أمَّا من يرى أنَّ هذا الحكم خيرٌ من حُكم الله ! أو كحُكم الله ! أو مساوي له ! أو أفضل منه ! أو لا يَصلح لعصرنا هذا !
فهذه من مسائل التَّفصيل ، التي يبيِّنُ فيها أهل العلم الحكم أنَّ هذا رجلٌ قال بمقالة كُفريَّةٍ ، حتَّى وأنَّه لم يحكُم . بمجرَّد هذا الإعتقاد ! هذا ٱعتقادٌ باطل . فهل جوابي ٱتَّضح ؟
الشيخ يُوسف لعَويسي : جزاكم الله خيراً وبارك في علمكم وعُمُركم .
السُّؤال السادس : الآن هل تسمح في طرح بعض الأسئلة عن الرِّجال في علم الجرح والتَّعديل يعني في الدُّعاة وبعض طلبة العلم ؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : ٱسئلواْ المشايخ مثل الشَّيخ ربيع وغيره من المشايخ الَّذين يعرِفون الناس ... أنا لا أعرف كثيراً منهم ، وليس هذا هروباً من الإجابة (...) .
الشيخ يُوسف لعَويسي : جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم ، طيب .
السُّؤال السابع : يقول السَّائل : مَا حُكم العَمل في الدَّعوة إلى الله تحت جمعيَّة حزبيَّة ؟ وهل يكون الدَّاعي
إلَى الله مُضطَرّاً لذلك ، أم عليه أن يجتنب هذه الجمعيَّات الحزبيَّة وهل يكتفي بالدَّعوة الفرديَّة في حدود ٱستطاعته وقُدرته ؟
الشَّيخ محمَّد الهَاجرِي : الآن عندنا وقتُ إقامة صلاة العشاء ، والجمعيات يجب أن لا تتعاون مع الحزبيِّين
﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَى وَلاَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانْ ﴾ [المائدة:2] ، حيَّاكم الله .
الشيخ يُوسف لعَويسي : الله يحيِّيك ويبيِّيك ، جزاكم الله خيراً وجعل ذلك في ميزان حسناتكم ، وشكر الله لكم سعيكم ؛ وجعل ذلك في ميزان حسناتكم ، وبارك الله فيكم على صبركم وحلمكم وٱتِّساع صدركم .
خاتمة :كلمة فضيلة الشَّيخ محمد بن رمزان الهَاجري حفظه الله :
أنتم يَا أبو بكر في الجزائر عندكم الشَّيخ فركوس
الشيخ يُوسُف لعَويسِي : نعم الشَّيخ فَركُوس حفظه الله نعم عندنا في الجزائر .
الشيخ مُحمَّد الهَاجرِي : سلِّم لِي على نفسك وعلى الشِّيخ وعلى الإخوة من طلبة العلم السَّلفيِّين .
الشيخ يُوسُف لعَويسِي : جزاكم الله خيراً .
الشيخ مُحمَّد الهَاجرِي : وأنت يا مغربي بلِّغ إخوانك السَّلام .
الشيخ مُحمَّد الهَاجرِي : والإخوة المستمعين خارج الجزائر بلِّغهم سَلامي .
الشيخ يُوسُف لعَويسِي : إن شاء الله .
الشيخ مُحمَّد الهَاجرِي : السَّلام عليكم .
الشيخ يُوسُف لعَويسِي : وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته .اهـ
فرَّغه/
أبوشعبة محمد المغربي
الأربعاء 7 شعبان 1433 هجرية .
____________________
(١) ـ هذه من خطبة الحاجة التي كان يعلِّمها النبي صلَّى الله عليه وسلم أصحابه ، وقد أخرج هذا القسم منها أبوداود في السُّنن كتاب النِّكاح (٢/٤٠٨ ) ، والتِّرمذي في الجامع أبواب النِّكاح ، باب ما جاء في خطبة النِّكاح (٢/٣٩٨) ، والنسائي في السُّنن ( مع حاشية السيوطي ) كتاب الجمعة ، باب كيفية الخطبة (٣/١١٦)
، وابن ماجة في السنن كتاب النكاح ، باب خطبة النكاح (٣/٣٣٦ ) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وقد أفردها الإمام الألباني في رسالة صغيرة ماتعة ، فلتراجع .
(٢) ـ قال الشيخ شمس الدين ابن القيم :
سمعت شيخ الإسلام أحمد بن تيمية يقول في قوله صلى الله عليه وسلم: «نور أنى أراه» معناه:
كان ثم نور، وحال دون رؤيته نور فأنى أراه؟ قال: ويدل عليه أن في بعض ألفاظ الصحيح هل رأيت ربك؟ فقال: «رأيت نورًا».
وقد أعضل أمر هذا الحديث على كثير من الناس، حتى صحفه بعضهم فقال: «نورًا إني أراه» على أنها ياء النسب، والكلمة كلمة واحدة. وهذا خطأ لفظًا ومعنى، وإنما أوجب لهم هذا الإشكال والخطأ أنهم لما اعتقدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه، وكان قوله: «أنى أراه؟» كالإنكار للرؤية، حاروا في الحديث، ورده بعضهم باضطراب لفظه، وكل هذا عدول عن موجب الدليل.
وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب الرد له إجماع الصحابة، على أنه صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ليلة المعراج، وبعضهم استثنى ابن عباس من ذلك، وشيخنا يقول: ليس ذلك بخلاف في الحقيقة، فإن ابن عباس لم يقل رآه بعيني رأسه، وعليه اعتمد أحمد في إحدى الروايتين، حيث قال: إنه رآه، لم يقل: بعيني رأسه.
ولفظ أحمد كلفظ ابن عباس.
ويدل على صحة ما قال شيخنا في معنى حديث أبي ذر: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «حجابه النور» فهذا النور هو والله أعلم النور المذكور في حديث أبي ذر: «رأيتُ نورًا».اهـ
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله / المجلد السادس .
(٣) ـ عن ابن عمررضي الله عنهما، قال: قال النبي ، صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: (( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال: لا نصلي حتَّى نأتيهم، وقال بعضهم: بل نصلّي لم يُرد منا ذلك فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعنِّف واحداً منهم)) [متفقٌ عليه، واللفظ للبخاري] .
قال الحافظ ابن حجرـ رحمه الله ـ : "قال السُّهيلي وغيرُه: في هذا الحديث من الفقه أنه لا يعاب على من أخذ بظاهر حديث أو آية ولا على من استنبط من النَّص معنى يخصِّصُه " . ٱنظر:[الفتح 7/473] .
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : "وقد اجتهد الصَّحابة في زمن النَّبي ، صلى الله عليه وسلم، في كثير من الأحكام ولم يُعنفهم، كمَا أمرهم يوم الأحزاب أن يصلُّوا العصر في بني قريظة، فاجتهد بعضهم وصلاها في الطريق، وقال لم يُرد منَّا التَّأخير، وإنما أراد سرعة النهوض، فنظروا إلى المعنى، وٱجتهد آخرون وأخروها إلى بني قريظة فصلوها ليلاً، نظروا إلى اللفظ ، وهؤلاء سلف أهل الظاهر، وهؤلاء سلف أصحاب المعاني والقياس". ٱنظر [إعلام الموقعين 1/203].
(٤) ـ أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ، ثنا أحمد بن حازم الغفاري ، ثنا أبو غسان ، وعلي بن حكيم ، ثنا شريك ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : " قاضيان في النَّار وقاضٍ في الجنَّة . قاضٍ قضَى بالحقِّ فهو في الجنة ، وقاض قضى بجور فهو في النار ، وقاض قضى بجهله فهو في النار " ، قالوا : فما ذنب هذا الذي يجهل ؟ قال : " ذنبه أن لا يكون قاضيا حتى يعلم " . أبو داود والتِّرمذي وٱبن ماجه والطبراني واللفظ له من حديث ابن بريدة ، عن أبيه به مرفوعا ، والبيهقي عن علي مرفوعاً وصحَّحه والحاكم وغيره .
(٥) ـ من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل. رواه الترمذي عن أبي هريرة. وفي رواية: فقد برىء مما أنزل على محمد. وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ملعون من أتى امرأة في دبرها.
وفي إسنادها مقال ، والكفر هنا كفر دون كفر .
جزاك الله خيرا