بين موقفين!! . (( الحلبيون!! و موقف سفيان الثوري رحمه الله من الحسن بن صالح))
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين أما بعد:
فقد كثرة هذه الأيام مقالات على الحلبي في التباكي من رميه بوحدة الأديان و أنه يبرؤ إلى الله من ذلك, و يدعو و يلعن من رماه بغير ذلك و أتباعه يؤمنون في منتدياته مع أن هذا من الحيدة عن موطن النزاع في هذه القضية مع الحلبي و هذا دون التطرق للقضايا الأخرى , فموطن النزاع معه في هذه المسألة هو ثناؤه الخطير على رسالة عمان التي لازال ثناؤه و ثناء أتباعه يتناقل في المواقع دون إنكار منهم و دون توبة و رجوع,و يبين خطورة هذا الثناء في قول الحلبي بنفسه في ما ظنه عذرا له و هو كما يقال أقبح من ذنب قال الحلبي:(
(رسالة عمّان) أصبحت في بلادِنا مادَّةً علميَّةً (مفروضةً) على طلبةِ المدارس والجامعات والمعاهد والكليّات الأردنيَّة، وأضحَت تُقام لشرحِها وبيانِ مقاصدها الدوراتُ في المساجد، وحِلَق التعليم في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة -وغيرها مِن المرافق العامَّة الكُبرَى - في بلادنا الأردنّ-، بل دُعِيَ إلى ذلك خَلائقُ مِن النَّاس -وعلى مستويات عدَّة- مِن وخارجِ الأُردُنّ -أيضاً-).
فسبحان الله فهل هذا الإنتشار الإغترار بهذه الرسالة يقتضي التحذير و التنفير أو الثناء و غش الناس سبحان الله بأي فقه ينظر إليها هذا الرجل.
و ينقمون على الشيخ ربيع أنه يحذر من ثنائهم هذا و يرفض توبتهم الجافة البعيدة عن موطن النزاع معهم .
فهاكم أيها الحلبيون موقف سفيان الثوري من الحسن ابن صالح و قارنوه بموقف العلامة ربيع من علي الحلبي.
أولا: من هو الحسن بن صالح؟
الثقات لابن حبان:
الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري من أهل الكوفة .
فتح الباري لابن حجر:
وهو الحسن بن صالح بن حي واسم حي حيان كوفي ثقة فقيه عابد من طبقة سفيان الثوري.
هل كان الحسن بن صالح من الخوارج؟
الحسن بن صالح لم يخرج قط في حياته و إنما كان يرى جواز الخروج على الأئمة الظلمة, بل و كان يرى ذلك بشروط قد يستحيل أن تتحقق, جاء في السنة للخلال: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ , قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ آدَمَ أَيَّامَ أَبِي السَّرَايَا يَقُولُ : هَاهُنَا قَوْمٌ يَنْتَحِلُونَ قَوْلَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ قَدْ هَلَكُوا , وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ : لاَ أَخْرَجُ وَإِمَامٌ قَائِمٌ , وَلاَ أَخْرَجُ إِلاَّ فِي فِرْقَةٍ , وَلاَ أَخْرَجُ إِلاَّ فِي جُنْدٍ يُوَازِي عَدُوِّي , لاَ أُلْقِيَ بِيَدِي إِلَى التَّهْلُكَةِ , وَلاَ أَخْرَجُ إِلاَّ مَعَ إِمَامٍ فِيهِ شَرَائِعُ لسُّنَنِ كُلِّهَا , إِنْ كَانَتِ السُّنَنُ مِائَةَ شَرِيعَةٍ , وَكَانَ فِيهِ مِنْهَا تِسْعٌ وَتِسْعُونَ شَرِيعَةً لَمْ أَخْرُجْ مَعَهُ.
هل كان الحسن بن صالح متساهلا مع أهل الأهواء في عصره؟
روى الخطيب في الكفاية بسنده إلى : "شاذان الأسود بن عامر _ قال : سمعت الحسن بن صالح يقول : كنا إذا أردنا أن نكتب عن الرجل سألنا عنه حتى يقال لنا : أتريدون أن تزوجوة؟ "[ الكفاية في علم الرواية ص 93]
هل كان الحسن بن صالح محرفا للنقل عن أهل العلم ,و هل شهد عليه علماء عصره بذلك,و هل كان مضطربا في مسائل الإيمان؟
في الجرح و التعديل للرازي: حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسن قال سمعت احمد ابن حنبل يقول: الحسن بن صالح بن صالح صحيح الرواية يتفقه صائن لنفسه في الحديث والورع.
حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن احمد ابن حنبل فيما كتب إلى قال سمعت ابى يقول: الحسن بن صالح اثبت في الحديث من شريك.
حدثنا عبد الرحمن انا ابن ابى خيثمة فيما كتب إلى قال سمعت يحيى بن معين يقول: الحسن بن صالح بن حى الهمداني ثقة.
سمعت ابى يقول: الحسن بن صالح ثقة متقن حافظ.
حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن الحسن بن صالح قال: اجتمع فيه اتقان وفقه وعبادة وزهد.انتهى
و مع هذا كله أخي القارئ أنكر عليه الإمام سفيان الثوري هذا الإنكار الشديد ,قَال زكريا بن يحيى الساجي ، عن أحمد بن محمد البغدادي - أظنة أبا بكر الأثرم : سمعت أبا نعيم يقول : دخل الثوري يوم الجمعة من الباب القبلي ، فإذا الحسن بن صالح يصلي ، قال : نعوذ بالله من خشوع النفاق ، وأخذ نعليه ، فتحول إلى سارية أخرى. [الكامل لابن عدي : 1 / الورقة 252]
فما الذي ينقمه سفيان الثوري على الحسن بن صالح؟
جاء في الضعفاء الكبير للعقيلي: حدثنا الهيثم بن خلف قال : حدثنا محمود بن غيلان قال : حدثنا أبو نعيم قال : ذكر الحسن بن صالح عند الثوري فقال : ذاك رجل يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
و بيت القصيد من موضوعنا هذا
هو أن الحسن ابن صالح أظهر التوبة مما ينقمه سفيان الثوري عليه و أرسل إلى سفيان بذلك فماذا قال سفيان؟
جاء في سير اعلام النبلاء: قَالَ العَلاَءُ بنُ عَمْرٍو الحَنَفِيُّ، عَنْ زَافِرِ بنِ سُلَيْمَانَ:
أَرَدْتُ الحجَّ، فَقَالَ لِيَ الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ: إِنْ لَقِيْتَ أَبَا عَبْدِ اللهِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ بِمَكَّةَ، فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلاَمَ، وَقُلْ: أَنَا عَلَى الأَمْرِ الأَوَّلِ.
فَلَقِيْتُ سُفْيَانَ فِي الطَّوَافِ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَخَاكَ الحَسَنَ بنَ صَالِحٍ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَقُوْلُ: أَنَا عَلَى الأَمْرِ الأَوَّلِ.
قَالَ: فَمَا بَالُ الجُمُعَةِ.
فهل غير سفيان رأيه اتجاه الحسن استنادا لهذه التوبة المجملة من القول بجواز الخروج, مع اصرار التائب على ترك الجمعة خلف الأئمة الظلمة و هذا من عقيدة القعدة من الخوارج.
فماذا ينقمون من الشيخ ربيع إن قال لهم: فما بال الثناء و التبجيل لرسالة تقرر وحدة الأديان ؟
هذا والله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
كتبه: ابو اسحاق بن الطيب المغربي.
رد: بين موقفين!! . (( الحلبيون!! و موقف سفيان الثوري رحمه الله من الحسن بن صالح))
بارك الله فيك .
نفع الله بك أخي ابو اسحاق.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) رواه الترمذي وقال حديث حسن .
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من نصر أخاه بالغيب نصره الله في الدنيا والآخرة) رواه البيهقي في الشعب.
وعن معاذ بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من حمى مؤمنا من منافق أراه قال بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن رمى مسلما بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال) رواه أبو داود.
نسأل الله السلامة و أن ييجنبنا سبل البدع .
مشكور و مأجور إن شاء الله على جهودك .