ما لحق هذه الجماعات من الخزي في الأرض والذل إلا بسبب أخذهم ببعض الكتاب وتركهم للبعض للشيخ الفاضل: (عادل بن منصور-حفظه الله-)

تلقى الواحد ينتسب إلى الإمام في الفقه لكن في العقيدة له مشرب وفي في طريقة التعبد له مشرب وفي طريقة الدعوة له مشرب-سبحان الله العظيم-!!!.

إذاكان هذا يفعلونه مع أئمة!! ثم هكذا يفعلونه مع منهج السلف؟! يأخذون من منهج السلف فقط باب الأسماء والصفات.

يقول لك:

والله الحمد لله الأخ سلفي لكن منهجه خارجي!!.

فلان والله سلفي لكن منهجه إخواني!!.

والله فلان سلفي لكن منهجه تبليغي!!.

فلان صار سلفي لكنه بس جهادي يتبع أسامة[1]!!، سبحان الله العظيم!.

هو السلفية هذه غرف تأخذ منها ما تشاء وتدع منها ما تشاء؟!، هذا دين الله.

يقول لك:

هو صار الأخ سلفي بس فيه حاجة واحدة!، إيش هي؟، يعني: يكفِّر الحكام وقوله في الحكام ما هو طيب!، سبحان الله سبحان الله العظيم، يدعو إلى الخروج على الحكام بالسلاح ويفتي بجواز الخروج...إلى آخره، بس صار هو سلفي!! يثبت الاستواء والعلو والعينين وصفة الساق الحمد لله.

(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا...) ها؟، (...خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)[2]،ما لحق هذه الجماعات من الخزي في الأرض والذل وجلب الذل على الأمة وجلبت عارًا وخزيًا إلَّا من عصمه الله بسبب أنها أخذت ببعض الكتاب وتركت ببعض، أخذت ببعض الدين وتركت بعض.

(...فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ...)[3]،نسوا بمعنى: تركوا.

النسيان: يأتي بمعنى (الذهول عن الشيء بعد العلم به).

ويأتي بمعنى: الترك، وبمعنى: (الترك) يأتي قوله-تعالى-:(...فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ...)[4].

وبمعنى النسيان والذهول، نزه الله نفسه كما قال موسى-عليه السلام-: (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)[5]،النسيان يأتي بمعنى الترك والإهمال، ويأتي بمعنى إيش؟، النسيان.

(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا...)أي: تركتها، (...وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى)[6]،تترك، تهمل.

أمَّا النسيان بمعنى الذهول الله لا يؤاخذ به العبد، قال-تعالى-: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا...)[7]،قال: (...قد فعلت...) كما تقدم في مسلم عن أبي هريرة، رأيت؟.

فهؤلاء أبدًا: يأخذون من الدين ما يشاءون، جلبوا على الأمة الشقاء، بسبب أخذهم ببعض الكتاب وتركهم للبعض هذا آخر، أخذهم ببعض منهج السلف وتركهم البعض الآخر، أخذهم ببعض طرائق الأئمة وتركهم ما لا يهوونه.

وهكذا الذي يأخذ من الفتاوى ما يناسب هواه، فإذا أفتى العالم بغير ما يناسب هواه ولو كان الدليل صحيحًا صريحًا استعمل هذه الفتوى في سلخ العالم وشويه والطعن فيه-عالم السنة-، فنسأل الله العافية والسلامة، نسأل الله العافية، هذه أخلاق سيئة من أخلاق أهل الجاهلية، هذه من أخلاق أهل الجاهلية، فلا يكون الإنسان يؤمن ببعض المنزَّل دون بعض، بل آمن به كله واعمل به كله ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، نعم[8].

لسماع المادة الصوتية:(ما لحق هذه الجماعات من الخزي في الأرض والذل إلا بسبب أخذهم ببعض الكتاب وتركهم للبعض)قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحدادالجمعة الموافق: 1/ ذو الحجة/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.
[1] أسامة بن لادن

[2] (البقرة: 85)

[3] (المائدة: 14)

[4] (الأعراف: 51)

[5] (طه: 52)

[6] (طه: 126)

[7] (البقرة/286)

[8] للشيخ الفاضل: (عادل بن منصور-حفظه الله-)، من محاضرة: (لبس الحق بالباطل)

جزيت خيرا