نصيحة من محدث العصر الألباني رحمه الله __ للشباب الذين يطعنون في العلماء الدعوة السلفية

سؤال

هناك بعض الشباب في هولندا وفي غيرها سلفيون لا نشك بعقيدتهم ولكن يتكلمون كلام سيء في بعض العلماء وخاصة علماء الحجاز ويقولون نحن لا نثق بهم لان بعضهم يداهنون الطواغيت هل هذا صحيح يا شيخ ؟


الجواب :


الذي يبدو لي لما اسمع بنفسي مباشرة أو اسمع مما ينقل لي بالواسطة كما قلت أنت آنفا ، إن هؤلاء الذين يتكلمون في حق بعض العلماء ، وينسبونهم إلى أنهم المداهنون للطواغيت ، فهؤلاء الذين يتهمون العلماء في العصر الحاضر هم بلا شك من الشباب ، وهؤلاء الشباب لا نستطيع نحن بدورنا إن نسيء الظن بهم بمقاصدهم لكننا نسيء الظن بعلمهم ، فضحالة علمهم ، وقلة معرفتهم أولا بالفقه الإسلامي الصحيح ، ثم بالأخلاق الاسلامية التي ينبغي أن يكون الشباب المسلم قد ربي ونشئ عليها ،،،
هذا مع الأسف مما حرمه الجيل من الشباب في العصر الحاضر ، صحيح انه يوجد الآن صحوة كما يقولون إسلامية ، لكني أقول أولا : هذه الصحوة في أول مراحلها ما انتصفت في المرحلة فضلا إن تكون في خاتمتها .
وثانيا : هذه الصحوة صحوة فكرية علمية ، لم يقترن معها صحوة أخلاقية ، فلذلك نحن ننصح هؤلاء الشباب بان ينكبّوا على طلب العلم ، وان يخلصوا فيه لله عز وجل أولا ، ثم أن يهذّبوا أنفسهم ويربوّها على الأخلاق الاسلاميه وهم ان فعلوا ذلك امسكوا ألسنتهم عن الخوض في أعراض الناس بعامه ، فضلا عن الخوض في أعراض العلماء خاصة ، لأنهم خاصة الأمة ،،،

سلسلة الهدى والنور وشريط رقم574

رحمه الله الشيخ الباني رحمة واسعة

للرفع

علما الدعوة السلفية
التوجيهات الالبانية!!

]

الحمد الله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد : فإنه قد تبين بوضوح أن لمز العلماء السلفيين والطعن فيهم واتهامهم بأنهم يداهنون الطواغيت ، قد تلقفها أولئك الشباب السلفي - زعموا - من الإخوان المسلمين ، والسروريين القطبيين التكفيريين ، على وجه أخص ، الذين أرادوا أن يدمجوا بين العقيدة السلفية ، وحركة الإخوان ، وهؤلاء هم إخوان الحجاز أو قل إخوان الخليج ، الذين يظهرون للنّاس أن عقيدتهم سلفية ،ومنهجهم منهج عصري حركي متطور ، وأن المهم عندهم هو صحة العقيدة ، أما سلامة المنهج ؛ وفهم الدين كما فهمه الرعيل الأول من الصحابة والتابعين أهل القرون الخيرية فلا ؛ لأنهم يقولون لكل عصر معطياته ومتطلباته ، وأن بعض الفُهوم السلفية التي كان عليها السلف الصالح لا تصلح لهذا الزمان ؛ فينبغي أن تترك أو تأول على أحوال وفهم الحركة الإخوانية السرورية لذلك لابد من شيء من التغيير والمرونة في فهم الدين على متطلبات العصر وما يناسب ذلك ، والمرونة في التعامل مع الشباب ، وأهم شيء عندهم هو الحكم وهو الأصل الأصيل وركن الدين العظيم الذي يجب أن يجاهد من أجله وأن يربى النشء عليه ، ومحاربة الحكام وجاهدهم هو أسمى ما يسعون إليه ، ووسمهم بالطواغيت وتكفيرهم ، ومن ثم طعنوا في كل العلماء الذين يتعاملون مع الحكام ويتعايشون معهم في ظل حكومتهم .
وهكذا لقنوا كثيرا من الشباب هذه الشُبه والأباطيل ؛ بل ربوهم عليها وغرسوها فيهم حتى أصبح كثيرا منهم لا يحترم العلماء ولا يوقرونهم ولا يعترفون لهم بالعلم والفضل ..
ولعل أصحاب هذه الشبه لهم اليد الطولى في تفريق السلفيين اليوم وأنهم من رواء هذه الفرقة وهذه التسميات الصعافقة ، والمصعفقة ، والمدخلية ، والجامية ، كما فرقوا بالأمس القريب السلفيين إلى سلفية حجازية خليجية ، ويمينية ، وشامية ، ومصرية ، وسلفية جهادية ، وسلفية علمية و..و..
وهكذا يسعى المندسون داخل الصف السلفي سعيا حثيثا في تمزيق الصف السلفي لأنهم رأوا أن بضاعتهم مزجاة وأن دعوتهم لفظها النّاس وكادت أن تموت ، وأن الدعوة السلفية في ظهور ومن انتصار إلى انتصار فغاظهم ذلك وشمروا عن ساعد الحقد والحسد واشعال الفتن بافتيل الشبهات ، ولسبوا لباس السلفية حتى لا يكتشف أمرهم ثم سعوا بكل ما أوتوا في نشر الدسائس والمكايد بين السلفيين حتى توصلوا إلى ما نراه من تمزق شديد حل محل الألفة والمودة ، وعداوة عظيمة حلت محل الأخوة واللطف والرحمة التي كان عليها السلفيون .فإلى الله المشتكى ، وهو المستعان وحده ..