أرجوا التوضيح بشأن موضوع فحيوا بأحسن منها أو ردوها

شيخنا الفاضل حفظكم الله ورعاكم قرأت في ردكم على موضوع ((فحيوا بأحسن منها أو ردوها)) للشيخ المفضال أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي حفظه الله ورعاه ((وعند بعض من ينتسب للسلفية اليوم في رد التحية أنهم لا يردونها فحسب بل يقتصرون على قولهم في ردهم ، سلام ، أو السلام ، حتى تعودت عليها ألسنتهم فأصبحوا لايعرفون إلا ذلك ،....)) وقد قال تعالى في كتابه الكريم عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام (( وهل أتىك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون...)) هم قد بدأوه بقولهم ((سلاما)) وكان رده ((سلام )) رد بمثل ما حيوه
هل لكم شيخنا بارك الله فيك أن تبينوا لنا هذا الأمر وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

أولا : أنا وضحت كلام الشيخ - وفقه الله ،- فقط ، فعلها زلة قلم لم يقصدها الشيخ حتى لا يفهمها من يتصيد في الماء العكر فيقول : الشيخ جمال بن فريحان لم يجز الرد بالمثل في التحية ، مع أن ظاهر الآية واضح جدا في جواز ذلك ، ثم دعمت ذلك بالآحاديث الصحيحة رفعا للبس.
ثانيا : الآية التي استشكلتموها رفعتم الإشكال عنها بقولكم أن نبي الله إبراهيم رد بالمثل ، وهذا الذي قررته في كلامي لو تأملتموه ..
ثالثا : أن رد السلام من الخليل كان أكمل وأفضل من تحية الملائكة الذين سلموا عليه وبيان ذلك فيما نقله شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (4/ 387- 389) عن علماء النحو في توجيه وتفسير الآية الكريمة التي استشكلتموها قال رحمه الله :
ثم ذكر المؤلف رحمه الله آيات من كتاب الله منها: 1 - أن السلام من سنن الرسل والملائكة أيضا، فهؤلاء الملائكة الذين جاءوا إبراهيم عليه الصلاة والسلام إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما ، قال سلامٌ .
ذكر علماء النحو أن إجابة إبراهيم أكمل من سلام الملائكة لأن الملائكة قالوا سلاما بالنصب، وهو مصدر منصوب لفعل محذوف والتقدير نسلم سلاما؟ فالجملة فعلية وهي لا تدل على الدوام والثبوت .
أما رد إبراهيم فقال: سلامٌ أي عليكم سلام ؛ فهي جملة اسمية تدل على الثبوت فرده أكمل {{والأكمل هو الأفضل }}، ولهذا يعتبر رد إبراهيم عليه الصلاة والسلام من الرد الأكمل الذي قال الله عز وجل فيه {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} فتبين من هذا أن السلام من سنن الرسل السابقين وأنه أيضا من عمل الملائكة المقربين.
رابعا : الذي استنكرته على الشباب ومن ينتسب إلى السلفية هو ردهم التحية بتلك الجملة و ليس فيها الرد بالمثل ، فالمُسلمُ عليهم سلم عليهم بقوله: السلام عليكم ، فأنا من سلم على الكثير منهم مرات وكرات ، وايضا سمعته ممن سلم عليهم وكان ردهم في كل مرة بذلك الرد المستنكر ..
والرد بالمثل يكون : وعليكم السلام ، أما أن يردوا بقولهم : سلام ، أو السلام فهذا مخالف للمثلية فلم يردوا التحية بالمثل كما أمر الله تعالى .
خامسا : لم يثبت ذلك الرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام لذلك ينبغي التنبيه عليه وتصحيح الرد ولو بالمثلية عند من ابتلي به ، فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، والخير كل الخير في اتباع السلف .

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل نفعنا الله بكم وبعلمكم