شيخي الفاضل أريد جوابا على هذا السؤال بارك الله فيك .

السؤال : هل من يقول عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أنهم اختلفوا في العقيدة يُعتبر طاعنا فيهم , وجزاك الله خيرا ؟

أولا : يقال له : ماذا تقصد بالاختلاف في العقيدة؟؟
أتقصد بعض الجزئيات أم تقصد أنهم اختلفوا فيها جملة وتفصيلا ، فكانوا متحزبين قد تقطعوا أمرهم بينهم زبرا ، أم كانوا متطاعنين متناحرين متدابرين بسبب اختلافهم المزعزم ... ؟؟
فإن قال في بعض جزئياتها تُعد على رؤوس الأصابع كرؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه يقظة أو بقلبه او مناما، وكالإسراء والمراج يقظة أم مناما ، فيقال له نعم ولكن قد انتهى هذا الخلاف واستقر الأمر بالجمع والتوفيق بين القولين المختلفين وأهل السنة اليوم غير مختلفين في ذلك ، وإن قال الثاني ( أي اختلفوا في أصول العقيدة والتوحيد ) يقال له كذبت ، فإن الصحابة لم يختلفوا في أصول الدين أي في التوحيد والإيمان بما يسمى العقيدة اليوم ، ولمزيد بيان أرجو أن تراجع شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواي للشيخ العباد فقد نقل عن المقريزي في كتابه الخطط أو الأصفهاني أنه تحدى من ياتيه بمثال واحد اختلف فيه الصحابة في التوحيد والإيمان .
ثانيا : الحجة في كلام الله وسنة رسوله ، وقد جاءت الآيات والأحاديث تترا في مدح الصحابة والحث على سلوك سبيلهم ، فلوا كانوا اختلفوا في العقيدة حتى صاروا أحزابا وشيعا لما مدحهم الله ولما رغب إلينا وحثنا على لزوم سبيلهم وحذرنا من اتباع غير سبيلهم فهم القوم لا يشقى بهم المقتدي بهم ، والاختلاف في العقيدة فيه شقاء وشر .. وهو مشاقة لسبيلهم ومشاقتهم مشاقة للرسول ومشاقة الرسول مشاقة لله تعالى .
ثالثا : عقيدتنا أن الصحابة لم يختلفوا في العقيدة ، وعلى فرض التنازل معكم أنهم اختلفوا ، فلا يجوز لمن بعدهم أن يختلفوا وان يجعلوا اختلافهم دليلا للاختلاف لأن الله سبحانه وتعالى نهانا عن التفرق والاختلاف في كثير من الآيات .
رابعا : إذا اختلف الصحابة في العقيدة فهل يعني ذلك عندكم ان نختلف ونفترق ونزيد الطين بلة ، ثم من نتبع منهم إذا اختلفوا على قولين او ثلاثة أوسبعين فهل كل منا يأخذ بما يعجبه وحسب هواه ، فيخالف مراد الله ومراد رسوله فيما أنزل إلينا من وحي ؟؟
يا قوم اتقوا اللهوكنوا مع الصادقين واعملوا بقول الله تعالى :{ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ...}} وبقوله :{{ إن الذين فرقوا دينهم لست منهم فيشيء }}
إن السني السلفي الذي ينتهج منهج الفرقة الناجية الواحدة من بين السبعين فرقة لا يقل مثل هذا الكلام ، وإنما يقوله أهل الأهواء الذين يبررون لأنفسهم الاختلاف والخلاف على الكتاب والسنة على مراد الله ومراد رسوله وفهم السلف الصالح واتباع المتاشبه من الوحي ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله.
نسأل الله تعالى أن يبصرنا بالحق وأن يثبتنا عليه وأن يصلح امر المسلمين ويجمع كلمة أهل الحق منهم انه سميع قريب .

جزاك الله خيرا