عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم وبارك
الســـؤال :
ـ عبارة تكاد تكون قاعدة عند بعض الشباب بأن من عرفوا بردود والجرح والتعديل الشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري والشيخ محمد المدخلي والشيخ عبد الله البخاري ...
يؤخذ منهم العلم ويستفاد بلا ريب ولكن لا يؤخذ منهم الجرح في من توقفوا فيهم المشايخ الأخرين أو أثنوا عليهم ..ونحن جميعا أهل سنة .
ـ نود بيان هذه الشبهة وجزاكم الله خيرا .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
أولا : هذا اعتراف منكم بأن هؤلاء العلماء والأفاضل – حفظهم الله –قد اشتهروا بعلم الجرح والتعديل ، وهم حقا كذلك ، فهم فرسانه في هذا الزمان ، الذين يكشفون عن انحرافات المنحرفين وضلال الزائغين ، فهم إذا على ثغرة كبيرة من ثغور الإسلام يرابطون في سبيل حفظ حدود هذا الدين من الدخيل ، والدفاع عن معالم منهج السلف الصالح ، والتوجيه والتعريف بسبيل المؤمنين الذين يجب علينا وعليكم سلوكه ، وإذا كان الأمر كذلك فكان الواجب عليكم نحوهم أن تشكروا لهم وأن تثنوا عنهم وأن تأخذوا بمن جرحوه ..
ثانيا : أنتم تؤمنون بالاختصاص في علوم الشريعة وهذا ليس وليد الساعة ، فهذا اختصاصهم وهم يتكلمون فيه ، وهم يتبعون القواعد والضوابط التي قعدها علماء الحديث فلم ياتوا بهذا العلم من عند أنفسهم ، ولا يتكلمون بالجهل والظلم ، بل بالحجة والعدل والورع ..
ومن تلك القواعد ((علم الجرح والتعديل ))فقد تخصصوا في هذا العلم العظيم الذي هو صمام الشريعة والحصن الحصين لحدودها من الدخلاء وأهل الأهواء والزيغ والضلال والبدع ، وإذا كان الأمر كذلك فينبغي الرجوع إليهم من باب قول القائل : ((أعطي القوس باريها )) ومن باب قول الحافظ ابن حجر : ((من تكلم في غير فنه أتى بالغرائب والعجائب ))، فهؤلاء يتكلمون في فنهم الذي تخصصوا فيه فالمفروض الرجوع إليهم دون سواهم ممن ليسوا من أهل هذا الشأن أو قصروا عن مراتبه وضبط قواعده .. فيأتون بالغرائب والعجائب والاعتذارت للمجروحين تخالف منهج وقواعد هذا العلم العظيم ...
ثالثا :لو كنتم أهل سنة حقا كما تدعون لسلمتم لهم باعترافكم أنهم أهل علم وفضل ، لأن من قواعد أهل السنة التسليم لأهل العلم والأخذ عنهم فيما كان من اختصاصهم ،وطاعتهم في طاعة الله وخاصة وهم يقومون بذلك من أجل الحق الذي ننشده جميعا ..يا أهل السنة ..
رابعا : لو كنتم حقا من أهل السنة لتركتم التشغيب عليهم والطعن فيهم ، والتنقيص من قدرهم وأنصفتموهم وأعملتم قواعد" الجرح والتعديل " التي قعدها علماء السلف الأوائل كما يفعل هؤلاء العلماء المذكورين في السؤال :
ومنها : " أن من علم حجة على من لم يعلم " وأن الجارح لمّا جرح معه زيادة علم على المعدل إلا إذا اضطلع المعدل على جرح المجرح ورده بالحجة والبرهان وقال الأمر ليس كذلك ، بل الأمر كذا .. والحجة كذا .. والبرهان كذا..
فلا يرده بحجة العاطفة الإسلامية إذا جاءه المجروح يشتكيه فعل الجارح ، ولا يرده للطائفية ولا الجهوية وإنما يرده بالحق والدليل نصحا لدين الله ونصحا للمجروح .
ولا يرده أيضا بالتساهل والتمييع ثم يغلو الراد فيمن جرح بأنه غال ومتشدد والعكس
ولا يرده لكون الجارح من الخصوم المخالفين للمعدل ..
فأهل السنة أتباع السلف الصالح هم أعدل الطوائف وأحقهم بالدليل والاتباع فيذكرون ما لهم وما عليهم ويقبلون الحق ولو كان عليهم فلا حظوظ نفس عندهم ولا انتصار للمشايخ والمحبين والجماعة والحزب فلا طائفية عندهم ولا اتباع هوى بل الحق ديدنهم .. هذا ما فتح الله به فإن أصبت فمن الله وإن أخطات فأرجو ممن اضطلع على خطئي أن يقومني
وبارك الله فيه وفيكم جميعا والسلام عليكم .