سلايمية ؛ وتزييف الحقائق التَّاريخيةالحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عُدوان إلاَّ على الظَّالمين ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُه المُرسل بالآيات البينات ، والمُعجزات الباهرات ، وعلى آله وأصحابه ، المشهود لهم بالخيرية والعدالة ، في الآيات القرآنية والأحاديث النَّبويَّة ، الباذلين نفوسهم ونفيسهم في سبيل إعزاز الدين ، ومنتهى سُؤلهم إعلاء كلمة الله .
أما بعد ؛ فقد أخبر النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ بين يدي السَّاعة سنواتٌ خدَّاعات يُصَدَّق فيها الكاذب ، ويُكذّبُ فيها الصَّادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ، ويُخوَّنُ فيها الأمين ، وينطق فيها الرُّوَيبضة . فقد روى ابن ماجه في "السنن" ( 4042 ) ، و الحاكم في "المستدرك" ( 4 / 465 ، 512 ) ، و أحمد في "المسند" ( 2 / 291 ) ، و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 30 ) ، وصححه الألباني في " الصَّحيحة" (1887) ، و"صحيح ابن ماجه" (4026) ، و"صحيح الجامع" (5963) ؛ من طريق عبد الملك بن قدامة الجُمحي ، عن إسحاق بن أبي الفرات ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : ((سيأتي على النَّاس سنواتٌ خدَّاعاتٌ ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذب ، ويُكذَّبُ فيها الصَّادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ، ويُخوَّن فيها الأمين ، وينطق فيها الرُّويبضة . قيل : و ما الرُّويبضة ؟ قال : الرَّجل التَّافه يتكلم في أمر العامَّة)) .
منهم سلايمية الصَّادق –الذي ليس له من اسمه نصيب- فإنِّي قد اطَّلعت على بعض ما ينشره على صفحته في الفيسبوك ، فوجدته قد حاد عن الصَّواب ، وتكلَّم في بعض أجلاء الصَّحابة تصريحا وإشارة وتلويحا ، وسطَّر ذلك في صفحته بقلم ضاع صوابه وتشنَّجت أعصابه ، فأتى بما لا يصحُّ لمسلم أن يفوه به ، فضلا عن أن يسطره على مدى السِّنين إلاَّ أن يشاء الله ، ولا يصِّح لمسلم أن يُفكر فيما جرى بين الصَّحابة ، ويستنبط بفكره القاصر أمورا ويصفهم بما توجب جَرحهم وعدم نزاهتهم وبراءتهم وسقوطهم مما لا يليق .
والآيات والأحاديث الواردة في فضلهم وعدالتهم وخيرتهم ونزاهتهم وبراءتهم كثيرة .
قال الله تعالى : ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) (الفتح : 29 )
وقال الله تعالى : ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ، وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)) (الحشر: 8 ، 10 ) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله في " منهاج السنة النبوية " 18/2 : ((وهذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار ، وعلى الذي جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبهم غلاً لهم ، تتضمن أن هؤلاء الأصناف هم المستحقون للفيء . ولا ريب أن هؤلاء الرافضة خارجون من الأصناف الثلاثة ، فإنهم لم يستغفروا للسابقين الأولين ، وفي قلوبهم غلّ عليهم . ففي الآيات الثناء على الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم ، وإخراج الرافضة من ذلك ، وهذا نقيض مذهب الرافضة)) .
وقال الزبير بن بكار : ثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة اللخمي عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن أبيه قال : ((جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما ، ثم ابتدأوا في عثمان فقال لهم : أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )) (الحشر: 8) . قالوا : لا ، قال : فأنتم من الذين : ((وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)) (الحشر: 9) . قالوا : لا ، فقال لهم : أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء ، وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالة الذين قال الله عز وجل فيهم : ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا)) (الحشر: 10) ، فقوموا عنِّي لا بارك الله فيكم ولا قرب دوركم ، أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهله . أنظر : البداية والنهاية 122/9 .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى 471/4 : (( أمة ليس لها عقل صريح ولا نقل صحيح ، ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة بل هم من أعظم الطوائف كذباً وجهلاً ، ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد كما دخل في النصيرية والإسماعيلية وغيرهما .فإنهم يعمدون إلى خيار الأمة يعادونهم وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم ، ويعمدون الى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه ، والى الكذب المختلق الذي يُعلَم فسادَه يقيمونه؛ فهم كما قال فيهم الشعبي - وكان من أعلم الناس بهم - لو كانوا من البهائم لكانوا حُمراً ، ولو كانوا من الطير لكانو رخماً ، ولهذا كانوا أبهت الناس وأشَّدهم فرية مثل ما يذكرون عن معاوية ، فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمره النَّبي صلَّى الله عليه وسلم كما أمر غيره وجاهد معه وكان أميناً عنده يكتب الوحي ؛ وما اتَّهمه النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم في كتابة الوحي ، وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال ، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ولم يتهمه في ولايته )) .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى كما في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح 196 : ( والرافضة الذين هم بحبائل الشيطان متمسكون ، ومن حبل الله منقطعون ، وعلى مسبة أصحاب رسول الله عاكفون ، وللسنة وأهلها محاربون ، ولكل عدو لله ورسوله ودينه مسالمون ، وكل هؤلاء عن ربهم محجوبون وعن بابه مطردون ، أؤلئك أصحاب الضلال وشيعة اللَّعين ،وأعداء الرسول وحزبه )) .
وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله كما في شرح الطحاوية 470 : (( فمن أضل ممن يكون في قلبه غلٌّ على خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيين ؟ بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة، قيل لليهود : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب موسى ، وقيل للنصارى : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب عيسى ، وقيل للرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ قالوا أصحاب محمد !! لم يستشنوا منهم الا القليل، وفيمن سبُّوهم من هو خير ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة )).
وقال الشوكاني رحمه الله كما في فتح القدير : ((وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة أو صاحب من أعداء خير الأمة الذي تلاعب بهم الشيطان وزين لهم الأكاذيب المختلفة والأقاصيص المفتراة والخرافات الموضوعة ، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المنقولة إلينا بروايات الأئمة الأكابر في كل عصر من العصور ، فاشتروا الضلالة بالهدى ، واستبدلوا الربح الوافر بالخسران العظيم ، وما زال الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة الى منزلة ، ومن رتبة الى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين ، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين ، وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي ورموا الدين وأهله بكل حجر ومدر ، والله من ورائهم محيط )) .
وقال تعالى : ((لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (الحديد : 10) ، ورضي الله عنهم من فوق سبع سماوات في قوله ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) (الفتح : 18 ) . وفي قوله : ((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة : 100) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في " الصارم المسلول 574 : ((والرضى من الله صفة قديمة فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضى . ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً...فكل من أخبر الله عنه أنه رضي الله عنه فإنه من أهل الجنة ، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح ؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له ، فلو علم أنه يتعقب ذلك بما يسخط الرب لم يكن من أهل ذلك )) .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى كما في تفسيره 376/2 : ((فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، فيا ويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم ، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضى الله تعالى عنه ، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم ، عياذاً بالله من ذلك ؛ وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة ، وقلوبهم منكوسة ، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله تعالى عنهم ، وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله ، ويوالون من يوالي الله ، ويعادون من يعادي الله ، وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون ، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون)) .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في منهاج السنة 49/2 : ((وفي الجملة كل ما في القرآن من خطاب المؤمنين والمتقين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم ، فهم - أي الصحابة - أول من دخل في ذلك من هذه الأمة ، وأفضل من دخل في ذلك من هذه الأمة )) .
وروى البخاري (3673) ومسلم (2541) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ((لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ )).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كما في منهاج السنة 226/2 : (( وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلة أهله ، وكثرة الصوارف عنه ، وضعف الدَّواعي إليه لا يمكن لأحد أن يحصل له مثله من بعدهم . وهذا يعرف بعضه من ذاق الأمر ، وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للنَّاس ، وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة .وهذا مما يعرف به أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه لن يكون أحد مثله ، فإن اليقين والإيمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحد .
قال أبو بكر بن عياش : ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وقر في قلبه . وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول ، مؤمنين به مجاهدين معه ، ايمان ويقين لم يشركهم فيهى من بعدهم)) .
وقال الامام الآجري كما في الشريعة 543/3 : (( ومن سبهم فقد سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن سب رسول الله استحق اللعنة من الله عز وجل ومن الملائكة ومن الناس أجمعين)) .
وقال أيضا 550/3: (( لقد خاب وخسر من سب أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ؛ لأنه خالف الله ورسوله ولحقته اللعنة من الله عز وجل ومن رسوله ومن الملائكة ومن جميع المؤمنين ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، لا فريضة ولا تطوعا ، وهو ذليل في الدنيا ، وضيع القدر ، كثّر الله بهم القبور ، واخلى منهم الدور )) .
وروى مسلم في صحيحه (2531) عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَهُ الْعِشَاءَ - قَالَ - فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ « مَا زِلْتُمْ هَا هُنَا ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّىَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ « أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ ». قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِى فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِى مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِى أَمَنَةٌ لأُمَّتِى فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِى أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ».
قال العلامة ابن القيم رحمه الله كما في إعلام الموقعين 137/4: ((جعل نسبة أصحابه لمن بعدهم كنسبته إلى أصحابه وكنسبة النجوم إلى السماء ومن المعلوم أن هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم ونظير اهتداء أهل الأرض بالنجوم ،وايضا فانه جعل بقائهم بين الأمة أمنة لهم وحرزا من الشر وأسبابه )) .
إِنَّهُ مِنَ المُؤْسِفِ حَقًّا أَنْ يَقُومَ رَافِضِيٌّ أَحْمَق فَيُطْلِق لِقَلَمِهِ العَنَانَ لِيَسْطُرَ مَا يَشَاءُ لَهُ هَوَاهُ، مِنْ غَيْرِ تَمْحِيصٍ وَلاَ روِيَّةٍ ، وَلاَ رُجُوعٍ إِلَى مَصَادِرِ التَّارِيخِ الإِسْلاَمِيِّ المُعْتَبَرَةِ ، يَقْصِدُ إِلَى سَادَاتِ الأُمَّةِ الَّذِينَ أَثْنَى اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَضِيَ عَنْهُمْ بِالانْتِقَادِ ، المَبْنِيِّ عَلَى غَيْرِ إِسْنَادٍ ، وَيَصِفُهُمْ بِمَا لاَ يَتَّفِقُ مَعَ مَا لَهُم مَعَ عَظِيمِ السَّابِقَةِ في الإِسْلاَمِ مِمَّا يُوجِبُ جَرْحَهُمْ ، وَيُجَافِي نَزَاهَتَهُمْ وَعَدَالَتِهِمْ ، بَلْ حَسْبُهُ أَنْ يَعْثُرَ عَلَى رِوَايَةٍ وَاهِيَةٍ ، أَوْ فَهْمٍ سقيم لِنُصُوصِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَبْدُو لَه ، يَثِبُ عَلَى تِلْكَ الشَّمَائِلِ الطَّاهِرَةِ الَّتِي تَرَبَّت بَيْنَ أَحْضَانِ النُّبُوَّةِ وَاسْتَمَدَّت مِنْ مِشْكَاةِ الوَحْيِ أَخْلاَقًا تَقْصُرُ عَنْ حَمْلِهَا الجِبَالُ رَزَانَةً وَعِلْمًا وَحِلْمًا وَوَقَارًا ، يُمَزِّقُهَا كَمَا تَشَاؤُهُ لَهُ الأَغْرَاضُ الفَاسِدَةُ ، وَرِوَايَاتُ أَهْلِ الأَهْوَاءِ البَاطِلَةِ ، زَاعِمًا أَنَّ ذَلِكَ هُوَ التَّارِيخُ الحُر.
إنَّ عِلْمَ التَّارِيخِ عِلْمٌ جَلِيلُ الأَثَرِ ، عَظِيمُ العِبَرِ ، يَحْمِلُ بَيْنَ دَفَّتَيْهِ أَخْبَارَ الماضِينَ ، مِمَّا فِيهِ تَبْصِرَة لِلْحَاضِريِنَ . غَيْرَ أَنَّهُ يَتَوَقَّفُ عَلَى تَحْقِيقٍ وَنَقْلٍ ، وَحُسْنِ دِرَايَةٍ وَعَقْلٍ ، وَكَثِيرٌ مِنَ المُؤَرِّخِينَ لاَ يَكْتُبُونَ عَلَى ضَوْءِ الحَقَائِقِ وَلاَ يَتَقَيَّدُونَ في كِتَابَاتِهِم بِالتَّثَبُّتِ وَالاحْتِيَاطِ ، فَلِذَا وَقَعُوا في التَّفْرِيطِ وَالإِفْرَاطِ ، يَهْتِكُونَ الأَعْرَاضَ بِمُقْتَضَى الأَغْرَاضِ ، لاَ يَرْقُبُونَ في اللهِ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ، فَهُم عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ، لِذَا قَالَ الإِمَامُ تَقِيُّ الدِّينِ بنُ دَقِيقِ العِيدِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى كما في "الاقتراح في فن الاصطلاح" ، ص 344 : (( أَعْرَاضُ المسْلِمِينَ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ ، وَقَفَ عَلَى شَفِيرِهَا طَائِفَتَانِ مِنَ النَّاسِ : المحَدِّثُونَ والحُكَّامُ )) . يَسْتَجِيبُونَ لِنَاحِيَةِ التَّعَصُّبِ وَالأَهْوَاءِ ، في بَحْثِ الوَقَائِعِ وَتَحْلِيلِ المَوَاقِفِ وَتَرَاجُمِ النُّبَلاَءِ ، مِمَّا يُكَذِّبُهُ العَيَانُ ، فَقَلَّ مِنْهُم مَنْ يَكْتُبُ لِلْحَقِّ وَبِالحَقِّ ، وَلاَ رَيْبَ أَنَّ تَمْحِيصَ الرِّوَايَاتِ ، وَالجَمْعَ بَيْنَ المُتَنَاقِضَاتِ ، وَالتَّطْبِيقَ عَلَى قَوَاعِدِ الشَّرْعِ ، وَمُرَاعَاة مَقَاصِدِ التَّشْرِيعِ كُلُّ ذَلِكَ يَحْتَاجُ إِلَى سِعَةٍ في الاطِّلاَعِ ، وَغَزَارَةِ في المادَّةِ ، وَإِنْصَافٍ في البَحْثِ ، وَدِقَّةٍ في النَّظَرِ ، وَتَأَمُّلٍ في القَرَائِنِ .
لِذَا كَانَ التَّارِيخُ الإِسْلاَمِيُّ يَحْتَاجُ إِلَى تَشْذِيبٍ وَتَهْذِيبٍ ، وَتَحْقِيقٍ وَتَدْقِيقٍ عَلَى ضَوْءِ قَوَاعِدِ المحَدِّثِينَ النُّقَادِ ، قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابن تَيْمِية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى 247/13 : ((وَهَذَا الْأَصْلُ يَنْبَغِي أَنْ يُعْرَفَ فَإِنَّهُ أَصْلٌ نَافِعٌ فِي الْجَزْمِ بِكَثِيرِ مِنَ الْمَنْقُولَاتِ فِي الْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ وَالْمَغَازِي وَمَا يُنْقَلُ مِنْ أَقْوَالِ النَّاسِ وَأَفْعَالِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ)) .
وَقَالَ العَلاَّمَةُ مُحَمَّد نَاصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى كما في السلسلة الصحيحة 331/5 : ((وَقَدْ يَظُنُّ بَعْضُهُم أَنَّ كُلَّ مَا يُرْوَى في كُتُبِ التَّارِيخِ وَالسِّيرَةِ أَنَّ ذَلِكَ صَارَ جُزْءاً لاَ يَتَجَزَّأُ مِنَ التَّارِيخِ الإِسْلاَمِي لاَ يَجُوزُ إِنْكَارُ شَيْءٍ مِنْهُ ، وَهَذَا جَهْلٌ فَاضِحٌ وَتَنَكُّرٌ بَالِغٌ لِلتَّارِيخِ الإِسْلاَمِي الرَّائِعِ ، الَّذِي تَمَيَّزَ عَنْ تَارِيخِ الأُمَمِ الأُخْرَى بِأَنَّهُ هُوَ وَحْدَهُ الَّذِي يَمْلِكُ الوَسِيلَةَ العِلْمِيَّةَ لِتَمْيِيزِ مَا صَحَّ مِنْهُ مِمَّا لَمْ يَصِحَّ ، وَهِيَ نَفْسُ الوَسِيلَةِ الَّتِي يُمَيَّزُ بِهَا الحَدِيثُ الصَّحِيحُ مِنَ الضَّعِيفِ ، أَلاَ وَهِيَ الإِسْنَادُ الَّذِي قَالَ فِيهِ بَعْضُ السَّلَفِ : لَوْلاَ الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ ، وَلِذَلِكَ لَمَّا فَقَدَت هَذِهِ الأُمَّةُ هَذِهِ الوَسِيلَةَ العُظْمَى امْتَلَأَ تَارِيخُهَا بِالسَّخَافَاتِ وَالْخُرَافَاتِ . وَلاَ نَذْهَبُ بِالْقُرَّاءِ بَعِيدًا ، فَهَذِهِ كُتُبُهُمْ الَّتِي يُسَمُّونَهَا بِالْكُتُبِ المُقَدَّسَةِ ، اخْتَلَطَ فِيهَا الحَابِلُ بِالنَّابِلِ ، فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَمْيِيزَ الصَّحِيحِ مِنَ الضَّعِيفِ مِمَّا فِيهَا مِنَ الشَّرَائِعِ المُنَزَّلَةِ عَلَى أَنْبِيَائِهِم ، وَلاَ مَعْرِفَةِ شَيْءٍ مِنْ تَارِيخِ حَيَاتِهِم ، أبَدَ الدَّهْرِ ، فَهُمْ لاَ يَزَالُونَ في ضَلاَلِهِم يَعْمَهُونَ ، وَفي دَيَاجِيرِ الظَّلاَمِ يَتِيهُونَ! فَهَل يُريدُ مِنَّا أُولَئِكَ النَّاسُ أَن نَسْتَسْلِمَ لِكُلِّ مَا يُقَالُ إِنَّهُ مِنَ التَّارِيخِ الإِسْلاَمِي . وَلَوْ أَنْكَرَهُ العُلَمَاءُ ، وَلَوْ لَمْ يَرِد لَهُ ذِكْرٌ إِلاَّ في كُتُبِ العَجَائِزِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء ؟! وَأَن نَكْفُرَ بِهَذِهِ المَزِيَّةِ الَّتِي هِيَ مِنْ أَعْلَى وَأَغْلَى مَا تَمَيَّزَ بِهِ تَارِيخُ الإِسْلاَم ؟! وَأَنَا أَعْتَقِدُ أَنَّ بَعْضَهُم لاَ تَخْفَى عَلَيْهِ المَزِيَّة وَلاَ يُمْكِنُهُ أَن يَكُونَ طَالِبَ عِلْمٍ بَلْهَ عَالِمًا دُونَهَا ، وَلَكِنَّهُ يَتَجَاهَلُهَا وَيَغُضُّ النَّظَرَ عَنْهَا سِتْرًا لِجَهْلِهِ بِمَا لَمْ يَصِحَّ مِنْهُ ، فَيَتَظَاهَرُ بِالغِيرَةِ عَلَى التَّارِيخِ الإِسْلاَمِي ، وَيُبَالِغُ في الإِنْكَارِ عَلَى مَنْ يُعَرِّفُ المُسْلِمِينَ بِبَعْضِ مَا لَمْ يَصِحَ مِنْهُ ، بَطَرًا لِلْحَقِّ ، وَغَمْطًا لِلنَّاسِ . وَاللهُ المُسْتَعَانُ)) .
إنَّ التَّاريخَ لِسَانُ حَقٍّ وشاهدُ صِدقٍ يُسَجِّلُ حوادث الأُمم ويحفظ حسنات المحسنين تقديرًا لهم ، وينشرُ سيِّئَاتِ المُسِيئِينَ تَحذيرًا منهم فالعاقلُ من اتَّعظ بغيره، والجاهلُ من لَم يعتبر بذلك ((إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)) [الرعد ؛ الآية : 19] ، والإنصافُ في المُؤَرِّخِينَ قَليلٌ، ولذا قال المحققون إنَّ كُتب المؤرخين تجمع الغَثَّ والسَّمين فعلى النَّاظر فيها أن يتثبَّت في نقله ، وأن يأخذ العلم من أهله لئلا يخبط خبط عشواء ويركب متن عمياء ، ولا شكَّ أنَّ السُّمَ في الدَّسَم . قال العلامة المفتي محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" 37/5 :((الغَالِبُ عَلَى الإِخبارِيِّين والسِّيَريين عدمُ الاعتناء بالرِّوايات، وفي ذلك يقول الحافظ العراقي في ((ألفية السيرة)) :وليعلم الطَّالبُ أنَّ السِّيَرا**** تجمعُ ما صَحَّ وما قد أنكراوقال ذهبي العصر العلاَّمة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله تعالى كما في علم الرجال وأهميته ص24 :((على أنَّ حاجة التَّاريخ إلى معرفة أحوال ناقلي الوقائع التَّاريخية أشد من حاجة الحديث إلى ذلك ؛ فإنَّ الكذب والتَّساهل في التَّاريخ أكثر)) .
والتَّاريخ الذي دوَّنهُ أئمَّةُ الحديث والسُّنَّة له دور كبير في نقد الأحاديث ومعرفة صحيحها من سقيمها وناسخها من منسوخها، به يظهر تزيبف مُدَّعي اللِّقاء ، وما صدر منه من التَّحريف في الارتقاء، لما تبيَّن أنَّ الشَّيخ الذي جعل روايته عن مقصده، كان قد مات قبل مولده أو كان قد اختلَّ عقلهُ أو اختلط ، أو لم يُجاوز بلدته التي لم يدخلها الطَّالبُ قط . من أجل هذا اهتمَّ العلماء النُّقاد بمعرفة سني وفاة الرواة ، فكانت المُصنَّفات المختلفة في علم الرِّجال تتضمَّنُ ذكر سني الوفيات . لأنَّ الرَّاوي إذا حدَّث عن رجل يَدَّعي سماعه ، وهو لم يدركه حوسب بالسِّنين .
من أجل هذا قال أمير المؤمنين في الحديث سُفيان الثَّوري رحمه الله تعالى: (( لمَّا استعملَ الرُّواةُ الكَذِبَ ، استعملنا لهم التَّاريخ )) . وقال حفص بن غياث : (( إذا اتَّهمتم الشَّيخ فحاسبوه بالسِّنين )) .
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى معلِّقا كما في الكفاية في علم الرواية ص193 : (( يعني احسبوا سِنَّهُ وسِنَّ من كتب عنه ؛ وإذا أخبر الرَّاوي عن نفسه بأمر مستحيل ، سقطت روايته )) ، وانظر علوم الحديث لابن الصَّلاح ص343 .
وعن حسَّان بن زيد قال : ((لم نستعن على الكذَّابين بمثل التَّاريخ ، نقول للشيخ : سنة كم وُلدتَ ؟ فإذا أخبر بمولده عرفنا كذبه من صدقه)) .
قال أبو حسان الزيادي : ((فأخذت في التَّاريخ، فأنا أعمله من ستين سنة)) ؛ قال الخطيب البغدادي معلقا على ذلك كما في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 131/1: ((وضبط أصحاب الحديث صفات العلماء وهيئاتهم وأحوالهم أيضا لهذه العلَّة، وقد افتضح غير واحد من الرواة في مثل ذلك )) .
وقد رأينا كثيرا من أهل عصرنا ومن تقدمنا بقليل سلكوا هذا المسلك -مسلك الطَّعن في الصَّحابة رضي الله عنهم- منهم من قلل ذلك كالخياط ورفيق العظم في كتابيهما ، ومنهم من خاض في ذلك كثيرا كأحمد أمين وطه حسين ، وأحمد صدقي وأبي رية ، والجزائري سلايمية .
مِن أجل ذلك تتبعت بعض أغلاطه ، وقوارص ألفاظه المبنية على فهمه وطيشه ، التي لا يسوغ السكوت عنها نصيحة للمسلمين ، وذبا عن أصحاب رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنهم أجمعين ، أرجو ذخرها في يوم المعاد إن شاء الله تعالى .
وربما يجد القارئ في بعض ألفاضي لهجة شديدة في حق الرجل ، حملني عليها الغيرة على أعراض أولئك السَّادة الذين يجب على كل مسلم المدافعة عنهم ، لما لهم في أعناقنا من المنن .
وكتب أبو مسلم مراد براهيمي
السبت 01 ربيع الثاني 1435 هـ الموافق لِ 01 شباط 2014م
برج بوعريريج/ الجزائر حفظها الله من كل سوء وسائر بلاد المسلمين




رد مع اقتباس
