عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

( ما صدق نبي [من الأنبياء] ما صُدِّقتُ ، إن من الأنبياء من لم يصدقْه مِن أمتِه

‎إلا رجلٌ واحد )


‎[أخرجه مسلم في صحيحه (1/130) ، وخرجه الألباني في الصحيحة برقم (397) ].

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :

‎وفي الحديث دليل واضح على أن كثرة الأتباع ، وقلتهم ليست معيارا لمعرفة كون الداعية على حق

أو باطل ؛ فهؤلاء الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ، مع كون دعوتهم واحدة ، ودينهم واحدا ؛ فقد

اختلفوا من حيث عدد أتباعهم قلة وكثرة ، حتى كان فيهم من لم يصدقه إلا رجل واحد ، بل ومن

ليس معه أحد !

‎ففي ذلك عبرة بالغة للداعية وةالمدعوين في هذا العصر ؛ فالداعية عليه أن يتذكر هذه الحقيقة ،

ويمضي قدما في سبيل الدعوة إلى الله تعالى ، ولا يبالي بقلة المستجيبين له ؛ لأنه ليس عليه إلا

البلاغ المبين ، وله أسوة حسنة بالأنبياء السابقين الذين لم يكن مع أحدهم إلا الرجل والرجلان !

‎والمدعو عليه أن لا يستوحش من قلة المستجيبين للداعية ، ويتخذ ذلك سببا للشك في الدعوة الحق

وترك الإيمان بها ، فضلا عن أن يتخذ ذلك على بطلان دعوته ؛ بحجة أنه لم يتبعه أحد ، أو إنما

اتبعه الأقلون ! ولو كانت دعوته صادقة ؛ لا تبعه جماهير الناس !

والله عز وجل يقول : { وَمَا أكْثَرَ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } .

‎السلسلة الصحيحة ج1 / 2