بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . و بعد ،،،

السؤال : يسأل عن لغات الجن -سماحة الشيخ-؟
الجواب : الذي يظهر أنهم مثل الإنس لهم لغات متعددة، فيهم الإنجليزي، وفيهم الفرنسي، وفيهم الإمريكي، وفيهم العجمي والعربي، أجناس فيهم، لأن الله قال عنهم: ( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا )[الجن: 11] وهم على طوائف قال -سبحانه- عنهم:( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ) [الجن: 14] فهم أقساط وفرق، فيهم الطيب وفيهم الخبيث وفيهم الجهمي وفيهم السني وفيهم الرافضي وفيهم النصراني وفيهم اليهودي وفيهم غير ذلك، أقسام وفرق شتى: ( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ) [الجن: 11] قوله: دُونَ ذَلِكَ يعم فرق أخرى.
من إجابات الإمام ابن باز
طيَّب الله ثراه
وجزاه عنا وعن الإسلام خير الجزاء
http://www.binbaz.org.sa/mat/10420

فائدة

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لقول ربنا جل و علا ( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا )الجن : 11 ما نصه :
" يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ الْجِنّ أَنَّهُمْ قَالُوا مُخْبِرِينَ عَنْ أَنْفُسهمْ " وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُون ذَلِكَ " أَيْ غَيْر ذَلِكَ " كُنَّا طَرَائِق قِدَدًا " أَيْ طَرَائِق مُتَعَدِّدَة مُخْتَلِفَة وَآرَاء مُتَفَرِّقَة قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد " كُنَّا طَرَائِق قِدَدًا " أَيْ مِنَّا الْمُؤْمِن وَمِنَّا الْكَافِر
وَقَالَ أَحْمَد بْن سُلَيْمَان النِّجَاد فِي أَمَالِيهِ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَسْلَم بْن سَهْل بَحْشَل حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سُلَيْمَان هُوَ أَبُو الشَّعْثَاء الْحَضْرَمِيّ شَيْخ مُسْلِم حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة قَالَ :
سَمِعْت الْأَعْمَش يَقُول : تَرَوَّحَ إِلَيْنَا جِنِّيّ
فَقُلْت لَهُ : مَا أَحَبّ الطَّعَام إِلَيْكُمْ ؟
فَقَالَ : الْأُرْز
قَالَ فَأَتَيْنَاهُمْ بِهِ ، فَجَعَلْت أَرَى اللُّقَم تُرْفَع وَلَا أَرَى أَحَدًا
فَقُلْت : فِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاء الَّتِي فِينَا ؟
قَالَ : نَعَمْ
فَقُلْت : فَمَا الرَّافِضَة فِيكُمْ ؟
قَالَ : شَرّنَا
عَرَضْت هَذَا الْإِسْنَاد عَلَى شَيْخنَا الْحَافِظ أَبِي الْحَجَّاج الْمِزِّيّ فَقَالَ هَذَا إِسْنَاد صَحِيح إِلَى الْأَعْمَش .

ذَكَرَ الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة الْعَبَّاس بْن أَحْمَد الدِّمَشْقِيّ قَالَ سَمِعْت بَعْض الْجِنّ وَأَنَا فِي مَنْزِل لِي بِاللَّيْلِ يَنْشُد :
قُلُوب بَرَاهَا الْحُبّ حَتَّى تَعَلَّقَتْ *** مَذَاهِبهَا فِي كُلّ غَرْب وَشَارِق
تَهِيم بِحُبِّ اللَّه وَاَللَّه رَبّهَا *** مُعَلَّقَة بِاَللَّهِ دُون الْخَلَائِق " اهـ
وفي تفسير القرطبي رحمه الله لهذه الآية : " وَقَالَ الْمُسَيِّب : كُنَّا مُسْلِمِينَ وَيَهُود وَنَصَارَى وَمَجُوس .
وَقَالَ السُّدِّيّ فِي قَوْله تَعَالَى : " طَرَائِق قِدَدًا " قَالَ : فِي الْجِنّ مِثْلكُمْ قَدَرِيَّة , وَمُرْجِئَة , وَخَوَارِج , وَرَافِضَة , وَشِيعَة , وَسُنِّيَّة " اهـ
والحمد لربنا أولاً وآخراً

المصدر