تابع الفوائد المستخلصة من سورة البقرة
{ أُوْلئِك على هدىً مِّن رَّبِّهِم و أوْلئِكَ همُ الْمُفلِحونَ}
* أتى بـ " على "في هذا الموضع, الدالة على الاستعلاء, وفي الضلالة يأتي بـ " في "كما في قوله: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ لأن صاحب الهدى مستعل بالهدى, مرتفع به, وصاحب الضلال منغمس فيه محتَقر.
* الفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب.
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿6﴾ خَتَمَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿7﴾}
* حقيقة الكفر هو الجحود لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم، أو جحد بعضه.
* و في الآية قطع لطمع الرسول صلى الله عليه و سلم في إيمان الكفار. و أن لا تذهب نفسه عليهم حسرات.
قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ﴿8﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴿10﴾}
* النفاق هو إظهار الخير و إبطان الشر، و يدخل في هذا التعريف النفاق الإعتقادي و هو مخرج عن الإسلام والنفاق العملي و هذا الأخير كالذي ذكر النبي صلى الله عليه و سلم في قوله " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا اؤتمن خـان " - نعوذ بالله منهم-.
* النفاق الإعتقادي لم يكن موجودا قبل الهجرة و لا بعدها حتى وقعة بدر، فأظهر الله المسلمين و أعزهم و أظهر بعض الذين ذلوا، أظهروا إسلامهم خوفا و مخادعة.
* الإيمان الحقيقي ما تواطأ عليه القلب و اللسان وهذا ما لم ينطبق على المنافقين.
* و المخادعة أن يظهر المخادع لمن يخادعه شيئا، و يبطن خلافه لكي يتمكن من مقصوده.
* المخادع إما أن ينتج خداعه و يحصل له المقصود أو يسلم لا له و لا عليه، و من العجائب أن المنافقين عاد خداعهم على أنفسهم { وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}فصار كيدهم في نحورهم.
* القلب معرض له مرضان يخرجانه عن صحته و اعتداله : مرض الشبهات الباطلة، ومرض الشهوات المردية، فالكفر و النفاق و البدع من مرض الشبهات. و محبة الفواحش و المعاصي و فعلها مِن مرض الشهوات المردية.
* و المعافى - اللهم اجعلنا منهم- من عوفي من هذين المرضين فحصل له اليقين و الإيمان و الصبر عن كل معصية فرفل في أثواب العافية.
* و في قوله تعالى { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين،و أنه بسبب ذنوبهم السابقة يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها.
* من عقوبة المعصية المعصية بعدها ، كما أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها { و يزيد الله الذين اهتدوا هدىً }
يتبع إن شاء الله..