السؤال: ما مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف؟
الجواب: أهل السنة والجماعة يقولون: يجب الرجاء والخوف، والعبد يسير إلى الله بين الرجاء والخوف كالجناحين للطائر، يخاف الله ويرجوه، يصلي ويصوم ويتصدق ويحج ويجاهد وهو مع ذلك يخاف الله ويرجوه، كما قال تعالى عن الرسل وأتباعهم يقول سبحانه: (..إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا.. ) (90) سورة الأنبياء، فرغباً يعني رجاء، ورهباً يعني خوفاً، ..وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ، وقال سبحانه: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ..) (57) سورة الإسراء، فالمؤمن يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه، ويتقيه دائماً، فلا يقنط ولا يأمن، قال تعالى: (..إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (87) سورة يوسف، وقال: (..لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ.. ) (53) سورة الزمر، وقال عز وجل: ( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) (99) سورة الأعراف، فالواجب الخوف والرجاء لا أمن ولا قنوط، يرجو ربه ولا ييأس ولا يقنط، ولكن يخاف لا يأمن أيضاً، يخاف عقوبته، يخاف الذنوب وشرها، هكذا المؤمن، وهذا قول أهل السنة والجماعة قاطبة، يجب على المؤمن أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء حتى يلقى ربه. وقال بعض أهل العلم: ينبغي له أن يغلب الرجاء في حال المرض، والخوف في حال الصحة، حتى ينشط في العمل الصالح، وحتى يحذر محارم الله، ولكن المعتمد في هذا أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء، دَائماً دائماً.
الشيخ عبدالعزيز بن باز – فتاوى نور على الدرب
السؤال: ما هو الخوف من الله؟
الجواب: المؤمن يخاف الله في كل شيء، لا يكن آمناً، الله يقول سبحانه: ( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) (99) سورة الأعراف، ويقول: (..فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (175) سورة آل عمران، ويقول: (..فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ..) (44) سورة المائدة، ويقول عن عباده الصالحين: (..إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) (90) سورة الأنبياء، ويقول سبحانه: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ..) (57) سورة الإسراء، ويقول: (..فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (175) سورة آل عمران، فالواجب خوف الله مع فعل ما أوجب الله وترك ما حرم الله، يكون خوفاًَ يحمل على فعل الأسباب، يخاف الله خوفا حقيقيا يحمله على أداء الواجب وعلى ترك المحرم، كما يرجوه أنه يدخله الجنة وينجيه من النار إذا أدى حقه، فهو يخاف الله فيعمل ما أوجب الله ويدع ما حرم الله، وهو يرجو الله ويحسن الظن بالله مع قيامه بحق الله وتركه ما حرم الله، فهو يرجو ويخاف لكن مع العمل مع أداء الواجبات وترك المحارم، هذا هو الصادق الذي يخاف الله ويرجوه هو الذي يخاف ويرجوه مع العمل، مع أداء الفرائض وترك المحارم والوقوف عند حدود الله يرجو ثوابه ويخشى عقابه، سبحانه وتعالى هكذا جاءت الرسل وهكذا جاء القرآن الكريم.
http://www.binbaz.org.sa/mat/10291الشيخ عبدالعزيز بن باز – فتاوى نور على الدرب
السؤال: كيف يكون المؤمن بين الرجاء والخوف وإذا كان عند الإنسان خوف كثير وأنا تقول أعلم بأن فضل الله عز وجل على عباده كبير وأن رحمته سبقت غضبه فأنا دائما خائفة جدا لتقصيري وأسأل الله عز وجل أن يمن علينا وعليكم بعفوه وفضله وجهونا في ضوء هذا السؤال؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. المؤمن يجب أن يسير إلى الله تبارك وتعالى بين الخوف والرجاء كجناحي طائر قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه فالإنسان إذا رأى ذنوبه، وما حصل منه من التقصير في حقوق الله عز وجل وحقوق العباد خاف، وإذا تأمل فضل الله تعالى وسعة رحمته وعفوه طمع ورجع، وعليه فينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحدا؛ لأنه إن غلب عليه الرجاء يخشى عليه من الأمن من مكر الله، وإن غلب عليه الخوف خشي عليه أن يقنط من رحمة الله وكلاهما محظور، وقد قال الله تعالى عن أوليائه وأنبيائه ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين )، ومن العلماء من قال إن فعل الطاعات فليغلب جانب الرجاء والقبول، وأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا وإن خاف من فعل المحرمات غلب الخوف وخاف أن تناله سيئاته بعقوبات حاضرة ومستقبلة.
وقال آخرون من أهل العلم: ينبغي في حال الصحة أن يغلب جانب الخوف ليحمله ذلك على فعل الواجبات وترك المحرمات وفي حال المرض المدنف الذي يخشى أن يلاقي ربه به؟ يغلب جانب الرجاء من أجل أن يموت وهو يحسن الظن بالله عز وجل وعلى كل حال يجب على الإنسان أن لا يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله أو الرجاء حتى يأمن من مكر الله وليكن سائرا إلى ربه بين هذا وهذا.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين – فتاوى نور على الدرب
نقلها لكم اخوكم ابو عبد الله المغربي




رد مع اقتباس
