حكم لبس السراويل القصيرة (با نتاكور)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم :
يقول السائل - وفقه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا:
هل لبس السراويل القصيرة (با نتاكور) المستوردة من بلاد الكفار يعتبر من التشبه بهم أم يجوز لبسها إذا توفرت فيها باقي الشروط (الإشكال بقي في ضابط التشبه) ؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
وبعد : إذا كانت السراويلات هذه لا تحمل شعارا خاصا بهم ، ولا على وجه خاص بهم من موضة عبدة الشياطين ، ولا تحمل صورة ذات روح ، وليست حازقة ضيقة تحجم العورة ، ولا شفافة تصف ما تحتها ، ولا نازلة إلى الحقوين مما ابتلينا به في هذا الزمان من الموضة التي تكشف عن شيء من الدبر والعانة والتي جاءتنا من أولئك المذكورين وغيرهم ممن لا خلاق لهم ولا أدنى نصيب من الأخلاق وعلى رأسها الحياء والحشمة ، وليست باسم أحد الكفار من المعروفين بهذا الاختراع لهذه الموضة ، وليست من لباس المرأة ، وكانت ساترة إلى أسفل الركبتين فلا حرج في لبسها ولا تعد من التشبه في شيء لأن السراويلات أصلها كان موجودا على عهده صلى الله عليه وسلم وإن لم يلبسها هو ..
والدليل على ذلك ما بوب به البخاري رحمه الله :باب السراويل. حديث رقم ( 5804) قال : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ.وقد أخرجه في عدة أماكن من صحيحه وبوب عليه - رحمه الله - أيضا : باب مَا لاَ يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ. تحت رقم ( 1542) قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :<< لاَ يَلْبَسُ الْقُمُصَ ، وَلاَ الْعَمَائِمَ ، وَلاَ السَّرَاوِيلاَتِ ، وَلاَ الْبَرَانِسَ ، وَلاَ الْخِفَافَ إِلاَّ أَحَدٌ لاَ يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ ، وَلاَ تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ ، أَوْ وَرْسٌ >> . وأخرجه مالك في الموطأ برقم (707 ) ومسلم برقم (1177) وأحمد (2/29)وغيرهم .وهي أيضا مما عمت به البلوى واشترك فيه الكافر والمسلم ، فإذا توفرت فيها الشروط المذكورة ، وانتفت الموانع ، ولم يكن قصد اللابس لها التشبه وإنما قصده أن يلبس لباس الصيف أو ربما يلبس لباسا يوافق السنة لأن الكثير من الناس أصبح يلبسها لأنه يجدها مقطوعة إلى نصف الساقين فتوافق السنة بذلك فلا بأس من لبسها حيئذ ..
أما حديث :<< اتخذوا السراويلات فإنها من أستر ثيابكم و حصنوا بها نساءكم إذا خرجن >> ( عق عد البيهقي في الأدب ) عن علي . الجامع الصغير ( 1105).قال الشيخ الألباني : ( موضوع ) انظر حديث رقم :( 92 )في ضعيف الجامع والسلسلة الضعيفة برقم ( 601 ).تنبيه : ترى بعض الناس سامحهم الله إذا قلت له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتثاقل في الاستجابة والامتثال ويستحيي من الناس أن يقصر ثوبه ، او يرخي لحيته ، أما إذا جاءت الموضة ونادى بها أهلها من الكفار والمقلدة من أبنائنا سارع إلى ذلك وربما افتخر بها وهذا مشاهد وموجود ومن ذلك هذه المسألة ؛ مسألة السرويلات المقطوعة انتشرت بشكل واسع في المسلمين والشباب ، وحتى الشيوخ الكبار بحكم أنها هي الموضة ، أما أنهم يستجيبون لشيخ عالم يدعوهم لتقصير ثيابهم فهنا تشمئز النفس منه وتنفر ويثقل عليها ذلك ، ويوصف الداعي لذلك بأنه متشدد ومتنطع وهو الرجعي ، وغير ذلك من الألقاب التي ينفر أحدهم أن يلقب بها .. والخلاصة أنه يجوز لبسها بهذه الشروط .وضدها الموانع ..1
1- لا تحمل شعارا خاصا بهم ..
2- وأن لا يكون مخيطا على وجه مخصوص من أوجه الموضة يرمز في خياطته إلى أشياء دقيقة لا يتفطن لها المسلمون ..أو تنافي الأخلاق الإسلامية ..
3- أن لا يحمل صورة ذات روح ، أو لونا من ألوان النساء الزاهية الخاصة بهن كالحرير ..
4- أن لا يكون حازقا ضيقا يحجم العورة ويفصلها فإن هذا لا تصح الصلاة فيه
5- أن لا يكون شفافا يصف ما تحته من البشرة ، فهذا لا يكون ساترا وتبطل الصلاة فيه ..
6- أن لا يكون من لباس النساء الخاص بهن ، من قماشه ولونه وتفصيله وصفته وطريقة لبسه ..
7- أن يكون ساترا من السرة إلى الركبة ، ولا يكون من سرويلات الموضة النازلة إلى الحقوين والتي تظهر شيئا من الدبر ، وشيئا من العانة ، وتحمل أسماء مخترعيها..التي تخل بالحياء .
8- وأن لا يكون قصده التشبه بأولئك القوم الذي غزونا بتلك الموضة وقلدهم أبناؤنا بل نراهم يتنافسون على تقليدهم وللأسف الشديد .نسأل الله أن يبصر المسلمين بمكائد الكفار وأن يردهم إلى دينهم ردا جميلا ، وأن يوفقهم لكل خير
والسلام عليكم
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك صالح المسماري
