شبكة الأمين السلفية - Powered by vBulletin
لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمْدُ، وَهُو عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ  |  لا حول ولا قوة إلا بالله  |  أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ وأتوب إليه
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: التعريف بشخصية الشيخ عبد الحميد بن باديس من موقع الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,499

    افتراضي التعريف بشخصية الشيخ عبد الحميد بن باديس من موقع الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله

    الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله -
    التعريف بشخصية الشيخ عبد الحميد بن باديس
    اسمه: عبد الحميد بن محمّد بن المصطفى بن مكّي ابن باديس.
    مولده: سنة 1308ﻫ/1889م بقسنطينة.
    مكانته العلمية: إمام مصلح مجدّد.
    رحلاته العلمية: التحق بجامع الزيتونة بتونس، ثمّ ارتحل إلى أرض الحجاز مؤديا لفريضة الحج ومن ثَمَّ التقى بجماعة العلماء والمفكِّرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
    من شيوخه:

    - الشيخ "محمّد المَدَّاسي"، حفظ القرآن الكريم على يده.
    - الشيخ "حَمدان لُونيسي"، أخذ عنه مبادئ العربية ومبادئ الإسلام.
    - الشيخ "محمَّد النّخلي القَيْرَوَانِي" والشيخ: "محمَّد الطاهر بن عاشور".
    المناصب التي تولاها:


    - التدريس والخطابة.
    - رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر.
    من مؤلفاته:

    - العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
    - مبادئ الأصول.
    وفاته: 8 ربيع الأوّل 1359 ﻫ / 16 أفريل 1940م ودفن بقسنطينة.


    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,499

    افتراضي رد: التعريف بشخصية الشيخ عبد الحميد بن باديس من موقع الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله

    نبذة عن حيـاة
    الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله -
    هو الإمام المصلح المجدِّد الشيخ عبد الحميد بن محمَّد بن المصطفى بن المكِّي ابن باديس القسنطيني الجزائري، رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، ورائد النهضة الفكرية والإصلاحية والقدوة الروحية لحرب التحرير الجزائرية.
    وُلد بقسنطينة سنة (1308ﻫ) وسط أسرة من أكبر الأسر القسنطينية، مشهورة بالعلم والفضل والثراء والجاه، عريقة في التاريخ، يمتدُّ نسبُها إلى المعزّ بن باديس الصنهاجي، فهو في مقابل اعتزازه بالعروبة والإسلام لم يُخْفِ أصله الأمازيغي، بل كان يُبدِيه ويُعلِنُه، ولعلَّ من دواعي الافتخار به قيام سلفه بما يحفظ الدين ويصون الشريعة، فقد كان جدُّه الأوَّل يناضل الإسماعيلية الباطنية، وبدع الشيعة في إفريقية، فصار خلفًا له في مقاومة التقليد والبدع والحوادث، ومحاربة الضلال والشركيّات.
    وقد أتمَّ حفظ القرآن الكريم في أوَّل مراحل تعلُّمه بقسنطينة في السنة الثالثة عشر من عمره على يد الشيخ «محمَّد المَدَّاسي»، وقُدّم لصلاة التراويح بالناس على صغره، وأخذ مبادئ العربية ومبادئ الإسلام على يد شيخه «حَمدان لُونِيسي»، وقد أثَّر فيه القرآن الكريم وهزَّ كيانه، ليكرِّس فيه بعد ذلك ربع قرن من حياته في محاولة إرجاع الأمَّة الجزائريـة إلى هذا المصدر والنبع الربَّاني بما يحمله من حقيقة توحيدية وهداية أخلاقية، وهو طريق الإصلاح والنهوض الحضاري.
    وفي سنة (1327ﻫ) التَحَق الشيخ عبد الحميد بجامع الزيتونة بتونس، فأخذ عن جماعة من كبار علمائها الأجلَّاء، وفي طليعتهم زعيم النهضة الفكرية والإصلاحية في الحاضرة التونسية العلاّمة «محمَّد النخلي القَيْرَوَانِي»، المتوفَّى سنة (1342ﻫ)، والشيخ «محمَّد الطاهر بن عاشور»، المتوفَّى سنة (1393ﻫ)، فضلًا عن مُربِّين آخَرين من المشايخ الذين كان لهم تأثير في نموِّ استعداده، وتعهَّدوه بالتوجيه والتكوين، كالبشير صفر، وسعد العياض السطايفي ومحمَّد بن القاضي وغيرهم، وقد سمحت له هذه الفترة بالاطِّلاع على العلوم الحديثة وعلى ما يجري في البلدان العربية والإسلامية من التغيرات السياسية والتحولات الدينية، مثل حركة «جمال الدين الأفغاني»(١)، و«محمَّد عَبدُه»(٢)، و«محمَّد رشيد رضا»(٣) في مصر، و«شَكِيب أَرسَلان»(٤)، و«الكواكبي»(٥) في الشام وغيرهم، فكان لهذا المحيط العلمي والبيئة الاجتماعية، والملازمات المستمرَّة لرجال العلم والإصلاح الأثرُ البالغ في تكوين شخصيَّته ومنهاجه في الحياة.
    وبعد تخرّجه وتأهيله بشهادة التطويع (سنة 1330ﻫ) عاد من تونس متأهِّبًا بطموح قويٍّ للتفرُّغ للتدريس المتمثِّل في بدايته في عقد حلقات دراسية بالجامع الكبير، غير أنَّ صعوبات واجهته في بداية نشاطه العلمي حالت دون تحقيق طموحه وآماله، وبعد طول تأمُّل رأى أنَّ من المفيد تزامنًا مع موسم الحجِّ أن يؤدِّي الفريضة مغتنمًا الفرصة في رحلته المشرقية للاتِّصال بجماعة العلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، الأمر الذي يسمح له بالاحتكاك المباشر وتبادل الرأي معهم، والتعرُّف على مواقع الإصلاح الديني، فضلًا عن الاطِّلاع على حقيقة الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية السائدة في المشرق العربي. وفي أثناء وجوده بالحجاز حضر دروسَ العلماء من مختلف البلدان الوافدين إلى هذه البقاع المقدَّسة كالشيخ «حسين الهندي» الذي نصحه بالعودة إلى الجزائر لاحتياجها إلى علمه وفكره، وقد قدَّمه بعض الشيوخ لإلقاء دروسٍ بالمسجد النبوي الذين كانوا يعرفون مستواه، وقد تعرَّف على كثيرٍ من شباب العائلات الجزائرية المهاجرة، مثل: «محمَّد البشير الإبراهيمي» (المتوفّى 1382ﻫ). وقد استفاد الشيخ عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله تعالى ـ من مختلف مدارس الإصلاح الديني بالمشرق التي ظهرت في العالم الإسلامي على يد الشيخ «محمَّد بن عبد الوهَّاب»(٦) المتوفَّى سنة (1206ﻫ)، والذين تأثَّروا بدعوته كالأمير الصنعاني المتوفى سنة (1182ﻫ)، وتلميذه الإمام «محمَّد بن عليّ الشوكاني» المتوفَّى سنة (1250ﻫ)، و«محمَّد رشيد رضا»، المتوفّى سنة (1354ﻫ) وغيرهم، وليس التجديد والإصلاح الديني وليد العصر الحديث فحسب، وإنَّما يضرب بجذوره في أغوار الماضي الإسلامي العريق.
    وبعد عودته إلى قسنطينة (سنة 1332ﻫ) أسهم في بلورة الإصلاح الديني ميدانيًّا وتطبيق مناهجه التربوية عمليًّا، وساعده زملاؤه الأفاضل من العلماء الذين شَدُّوا عَضُده وقَوَّوْا زناده، فكان تعاونهم معه في هذه المهمَّة الملقاة على عاتق الدعاة إلى الله تعالى منذ فجر النهضة دافعا قويًّا وعاملًا فعَّالًا في انتشار دعوته وسطوع نجمه، وذيوع صيته، ومن أمثال هؤلاء الذين آزروه وساندوه: الشيخ العربي التبَسِّي، والشيخ محمَّد البشير الإبراهيمي، والشيخ العُقْبِي، والشيخ مبارك الميلي وغيرهم، كـما ساعده أيضًا الواقع الذي كانت تمرُّ به الجزائر بين الحربين العالميتين.
    وقد شرع الإمام ابن باديس ـ رحمه الله تعالى ـ في العمل التربوي، وانتهج في دعوته منهجًا يوافق الإصلاح الديني في البُعد والغاية، وإن كان له طابع خاصٌّ في السلوك والعمل يقوم على ثلاثة محاور أساسية، يظهر أعلاها في إصلاح عقيدة الجزائريِّين بالدرجة الأولى، ببيان التوحيد الذي يمثِّل عمود الدعوة السلفية، وما يضادُّه من الشرك؛ ذلك لأنَّ التوحيد هو غايةُ إيجاد الخلق، وإرسالِ الرسل، ودعوةُ المجدِّدين في كلِّ العصور والأزمان، لذلك كانت دعوته قائمة على أخذ العقيدة من الوحيين وعلى فهم الأوَّلِين، والتحذير من الشرك ومظاهره، ومن بدعة التقليد الأعمى، ومن علم الكلام وجنايته على الأُمَّة؛ ذلك لأنَّ من أهمِّ أسباب ضياع التوحيد ابتعادَ الناس عن الوحي وفُشُوَّ علم الكلام والخوض فيه واتِّباع طرق أهله الضالَّة عن سواء السبيل، ومرض الجمود الفكري والركون إلى التقليد والزعم بأنَّ باب الاجتهاد قد أُغلق في نهاية القرن الرابع حيث قال رحمه الله: «كما أُدخِلَت على مذهب أهل العلم بدعة التقليد العامِّ الجامد التي أماتت الأفكار، وحالت بين طلَّاب العلم وبين السُّنَّة والكتاب، وصيَّرتهما ـ في زعم قوم ـ غير محتاج إليهما من نهاية القرن الرابع إلى قيام الساعة، لا في فقه ولا استنباط ولا تشريع، استغناءً عنهما ـ زعموا ـ بكتب الفروع من المتون والمختصرات، فأعرض الطلَّاب عن التفقُّه في الكتاب والسُّنَّة وكتب الأئمَّة، وصارت معانيها الظاهرة ـ بَلْهَ الخفية ـ مجهولة حتَّى عند كبار المتصدِّرين»(٧)، وقال في معرض ذكر منهاج الخارجين عن منهاج السلف من المتكلِّمين والمتصوِّفة وغيرهم: «قلوبنا معرَّضة لخطرات الوسواس، بل للأوهام والشكوك، فالذي يثبِّتـها ويدفع عنها الاضطراب ويربطها باليـقين هو القرآن العظيم، ولقد ذهب قوم مع تشكيكات الفلاسفة وفروضهم، ومُماحكات المتكلِّمين ومناقضاتهم، فما ازدادوا إلَّا شكًّا، وما ازدادت قلوبهم إلَّا مرضًا، حتَّى رجع كثير منهم في أواخر أيَّامهم إلى عقائد القرآن وأدلَّة القرآن، فشُفُوا بعدما كادوا كإمام الحرمين والفخر الرازي»(٨)، وفي مقام آخر حال ترجمته للعلَّامة محمَّد رشيد رضا يقول ـ رحمه الله تعالى ـ: «دعاه شغفه بكتاب «الإحياء» إلى اقتناء شرحه الجليل للإمام المرتضى الحسيني، فلمَّا طالعه ورأى طريقته الأثرية في تخريج أحاديث «الإحياء» فُتِحَ له باب الاشتغال بعلوم الحديث وكتب السُّنّة، وتخلُّص مِمَّا في كتاب «الإحياء» من الخطإ الضارِّ ـ وهو قليل ـ، ولا سيما عقيدة الجبر والتأويلات الأشعرية والصوفية، والغلوّ في الزهد وبعض العبادات المبتدعة»(٩)، وقال أيضًا: «نحن معشر المسلمين قد كان مِنَّا للقرآن العظيم هجر كثير في الزمان الطويل، وإن كنَّا به مؤمنين، بَسَط القرآن عقائد الإيمان كلّها بأدلّتها العقلية القريبة القاطعة، فهجرناها وقلنا: تلك أدلَّة سمعية لا تحصِّل اليقين، فأخذْنا في الطرائق الكلامية المعقَّدة، وإشكالاتها المتعدِّدة، واصطلاحاتها المحدثة، مِمَّا يصعّب أمرها على الطلبة فضلًا عن العامّة»(١٠).
    لذلك ظهرت عنايته الأكيدة بتربية الجيل على القرآن وتعليم أصول الدين وعقائده من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، إذ كان همُّه تكوين رجال قرآنيِّين يوجِّهون التاريخ ويُغيِّرون الأُمَّة، وقد تجلَّى ذلك في بعض مقالاته حيث يقول رحمه الله: «فإنَّنا والحمد لله نربِّي تلامذتنا على القرآن من أوَّل يوم، ونوجِّه نفوسهم إلى القرآن في كلّ يوم…».
    أمَّا المحور الثاني فيتمثَّل في إصلاح عقلية الجزائريِّين، وذلك بإصلاح العقول بالتربية والتعليم، لتكوين أجيال قائدة في الجزائر، تعمل على بعث نهضة شاملة تخرج بها من حالة الجمود والركود إلى الحيوية والنشاط، وقد كان يرى أنَّ تحقيق هذه النهضة المنشودة يتوقَّف بالدرجة الأولى على إصلاح الفرد الجزائري وتكوينه من الناحية الفكرية والنفسية.
    والمحور الثالث يظهر في إصلاح أخلاق الجزائريِّين، ذلك الميدان الذي تدهور كثيرًا نتيجة لفساد العقول وفساد العقيدة الدينية، وقد كانت عنايته به بالغة بتطهير باطن الفرد الذي هو أساس الظاهر، وتهذيب النفوس وتزكيتها وإنارة العقول وتقويم الأعمال، وإصلاح العقيدة حتَّى يعمل الفرد على تغيير ما بنفسه لكي يغيِّر اللهُ ما به من سوء وانحطاط، عملًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].
    هذا، وقد اعتبر الشيخ عبد الحميد بن باديس أنَّ سبيل النجاة والنهوض يكمن في الرجوع إلى فقه الكتاب والسُّنَّة وعلى فهم السلف الصالح، ذلك لأنَّ علماء السلف إن اتَّفقوا فاتِّفاقهم حُجَّة قاطعة، وإن اختلفوا فلا يجوز لأحد أن يخرج عن أقوالهم، وفي هذا المضمون يقول الشيخ ابن باديس رحمه الله: «لا نجاة لنا من هذا التيه الذي نحن فيه، والعذاب المنوَّع الذي نذوقه ونقاسيه، إلَّا بالرجوع إلى القرآن: إلى علمه وهديه، وبناء العقائد والأحكام والآداب عليه، والتفقُّه فيه، وفي السُّنَّة النبوية شرحُه وبيانه، والاستعانةِ على ذلك بإخلاص القصد وصحَّة الفهم والاعتضاد بأنظار العلماء الراسخين والاهتداء بهديهم في الفهم عن ربّ العالمين»(١١).
    وفي نصيحة نافعة ووصيَّة جامعة يقول رحمه الله تعالى: «اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع، وجنَّبكم ذِلَّة الابتداع أنَّ الواجب على كلِّ مسلم في كلِّ مكان وزمان أن يعتقد عقدًا يتشرَّبه قلبه، وتسكن له نفسه، وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنَّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان، إنَّما هو في القرآن والسنَّة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وأنَّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول، ولم يحظ لديها بالقَبول قولًا كان أو عملًا أو عقدًا أو احتمالًا، فإنَّه باطل من أصله، مردود على صاحبه، كائنًا من كان في كلِّ زمان ومكان، فاحفظوها، واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى»(١٢).
    ولَـمَّا رأى رحمه الله تعالى أنَّ الحلقات العلمية في المؤسَّسات التربوية والدروس المسجدية لا تفي بنشر دعوته على نطاق واسع وشامل، ولا تحقِّق غاياتِها الساميةَ المسطَّرة لها، إلَّا بتعزيزها بالعمل الصَّحفيِّ مع توفير شروط نجاحه بتأمين مطبعة خاصَّة له على وجه الامتلاك، أقبل على تطبيق فكرته في سبيل الإصلاح وتجديد الدين بتأسيس أوَّل صحيفة جزائرية بالعربية وُسمت ﺑ «المنتقد» كمرحلة معضدة قصد الدخول في التطبيق العملي لمقاومة المناهج العقدية والسلوكية التي كان ينشرها رجال التصوُّف(١٣) وأرباب الطرقية من الزوايا وأماكن الأضرحة والقبور، وقد تغلغل كثير من تلك الضلالات والمعتقدات الفاسدة في صفوف الدهماء والعوامِّ وعند بعض الأوساط المثقَّفة، وتجسّد شعارها في عبارة «اعتقد ولا تنتقد»، وقد كان اختياره لعنوان صحيفته يهدف إلى القضاء على هذا الشعار أوَّلًا، وتحطيم فحواه كدعوة ثانيًا، أي تحذير الناس مِمَّا يحتويه الشعار من ضلالات ومفاسد مبنًى ومعنًى، وإرادة التغيير مع الالتزام بالنقد الهادف ببيان الحقيقة بنزاهة وصدق وإخلاص. غير أنَّ هذه الصحيفة لم تُعمَّر طويلًا وتوقَّفت بسبب المنع الصادر من قبل الحكومة الفرنسية بإيعاز من خصوم الدعوة والحقِّ.
    لكن هذا التوقُّف لم يَثْنِ عزيمة الشيخ العلَّامة ابن باديس عن السعي إلى إصدار مجلّة «الشهاب» خلفًا «للمنتقد» تعمل على نفس المبدإ والغاية، وتؤدِّي رسالتها النبيلة بكلِّ صمود، مصدَّرة في الغالب بآيات مفسّرة وأحاديث مشروحة إلى غاية سنة (1358ﻫ).
    وقد أخذ الشيخ العلَّامة رحمه الله يكثِّف عمله، ويوسِّع نشاطه، ويعمِّق فكرته، من منبر المسجد والدروس المسجدية إلى منبر المجلَّة إلى دعوة الأوساط السياسية المختلفة إلى الاتحاد والتغيير، مجسِّدًا طموحه بتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريِّين (سنة 1351ﻫ ـ 5 ماي 1932م) برئاسته، فظهر دورها الفعَّال في الإصلاح الديني والاجتماعي على نطاق واسع، وقد تبلور نهجه في الإصلاح بالقضاء على التخلُّف ومظاهره، وتحذير الأُمَّة من الشرك بمختلف أنواعه، وإزالة الجمود الفكري ومحاربة التقاليد والبدع المنكرة، والعادات الشركية المستحكمة، ومقاومة الأباطيل والخرافات المتمكِّنة من المتنكِّرين للتوحيد من الصوفيِّين والقبوريِّين والطرقية وغيرهم، وذلك بتعريف الأُمَّة بدينها الحقِّ، والعمل بتعاليمه وأحكامه، والتحلِّي بفضائله وآدابه، والدعـوة إلى النهضة والحضارة في إطار إصلاح الدين والمجتمع، وذلك بواسطة نشاطات مختلفة.
    كان للنشاط الصحفي دور بارز بصفته وسيلة للسياسة والتهذيب بتكوين القادة وتوجيه الطاقات والجهود مسلَّحةً بالعلم والمعرفة، وبثّ الوعي بين الأوساط الشعبية، فأُسِّست:
    ـ صحيفة أسبوعية «السنة المحمّدية» (8 ذي الحجّة 1351ﻫ)، ثمَّ خلفتها:
    ـ جريدة «الشريعة المطهِّرة» (الصادرة بتاريخ 24 ربيع الأوَّل 1352ﻫ)، ثمَّ تلتها بعد منعها:
    ـ صحيفة «الصراط السوي» (الصادرة بتاريخ 21 جمادى الأولى 1352ﻫ)، وهذه الأخيرة أيضًا منعتها الحكومة الفرنسية أسوة بأخواتها، ولكن جمعية العلماء لم تلبث أن أسَّست جريدة «البصائر» (الصادرة بتاريخ أوَّل شوَّال سنة 1354ﻫ)، حيث بقيت هذه الجريدة لسانَ حال الجمعية مستمرَّة في أداء رسالتها بالموازاة مع مجلَّة «الشهاب» التي ظلَّت ملكًا له ومستقلَّة عن الجمعية، حيث كان ينطق فيها باسمه الشخصي لا بوصفه رئيسًا للجمعية حفاظًا على مصير جمعية العلماء وجريدتها التي استمرَّت بعد وفاته إلى غاية (1376ﻫ)، وإن تخلَّل انقطاع في سلسلتها الأولى عند اقتراب الحرب العالمية الثانية.
    وفي هذه المرحلة اتّخذ الشيخ عبد الحميد بن باديس شعار «الحقّ، والعدل، والمؤاخاة في إعطاء جميع الحقوق للذين قاموا بجميع الواجبات»، رجاء تحقيق مطالب الشعب الجزائري بطريق سلميّ، ولكنَّه بعد عودة وفد المؤتمر من باريس (1355ﻫ) اقتضت طبيعة المرحلة الجديـدة إزاحته واستبداله بشعار آخر وهو: «لنعتمد على أنفسنا، ولنَتَّكِل على الله»، تعبيرًا عن العزم على الكفاح وغلق القلوب على فرنسا إلى الأبد والاستعداد للدخول في معركة ضارية، كما عبَّر عن ذلك بقوله رحمه الله مخاطبًا الشعب الجزائري: «…وإن ضيَّعت فرنسا فرصتها هذه، فإنَّنا نقبض أيدينا ونغلق قلوبنا إلى الأبد… واعلم أنَّ عملك هذا على جلالته ما هو إلَّا خطوة ووثبة، وراءها خطوات ووثبات، وبعدها إمَّا الحياة وإمَّا الممات»، وهذه الحقيقة عبَّر عنها أيضًا في مقال آخر سنة (1356ﻫ) بلفظ «المغامرة والتضحية» وهي طريق الكفاح والحرب للخلاص من فرنسا، وظلَّ ابن بـاديس وفيًّا لهذا المسلك الشمولي في مواجهته للاستعمار خلال كلِّ سنوات نشاطه السياسي المندرج في نشاطه العامِّ، إلى أن توفِّي مساء الثلاثاء 8 ربيع الأوَّل 1359ﻫ الموافق 16 أفريل 1940م، ودفن بقسنطينة. تغمَّده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه.
    هذا، وقد عمل ابن باديس خلال فترات حياته على تقريب القرآن الكريم بين يدي الأُمَّة، مفسِّرًا له تفسيرًا سلفيًّا، سالكًا طريق رُوّاد التفسير بالمأثور، معتمِّدًا على بيان القرآن للقرآن، وبيان السُّنَّة له، آخذًا في الاعتبار أصول البيان العربي، كما كانت عنايته فائقة بالسُّنَّة المطهَّرة وبالعقيدة الصحيحة التي تخدم دعوته الإصلاحية، فوضع كتابه «العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية»، على نهج طريق القرآن في الاستدلال المتلائم مع الفطرة الإنسانية، بعيدًا عن مسلك الفلاسفة ومنهج المتكلِّمين، وحارب البدع والتقليد والشرك ومظاهره والتخلُّف ودعا إلى النهضة والحضارة في إطار إصلاح الدِّين والمجتمع، وقد سانده علماءُ أَفَاضِلُ في دعوته ومهمَّته النبيلة، كما ساعدته خبرته بعلوم العربية آدابِها وقواعدها، لذلك جاء أسلوبه في مختلف كتاباته سهلًا مُمتنعًا، بعيدًا عن التعقيد اللفظي، وكذا شعره الفيَّاض، هذا بغضِّ النظر عمَّا كان عليه من اطِّلاعٍ على المذاهب الفقهية المختلفة كما هو ملموس في فتاويـه المتعدِّدة، فضلًا عن مذهب مالك رحمه الله، ومِن علمٍ بالأصول متمرِّسًا بأسلوبه ومتزوِّدًا بقواعده مع الإدراك الصحيح والفهم التامِّ.
    تلك هي بعض الجوانب من حياته وشخصيته وسيرته مختصرة، فرغم الفترة الزمنية القصيرة نسبيًّا التي عاشها ابن باديس رحمه الله إلَّا أنَّ ما خلَّفه من كتابات هامَّة في الصحف والمجلَّات وكتبٍ قيِّمة، كان له أثر بالغ، لا تزال هذه الكتابات والمقالات تُؤخذ منها دروس وعِظات للمتأمِّل، وهي حاليًّا مصدر اهتمام الباحثين داخل القطر الجزائري وخارجه. كلُّ هذه الآثار أحيت ذِكرَه، وخَلَّدت اسمه، وأكَّدت عظمة شخصيته الفكرية وريادته في النهضة والتجديد والإصلاح(١٤).

    ١- هو جمال الدين محمَّد بن صفدر بن عليِّ بن محمَّد الحسينيُّ الشيعيُّ الأفغانيُّ، كان واسع الاطِّلاع في العلوم العقلية والنقلية، له رحلاتٌ طويلةٌ، نُصِّب عضوًا في مجلس المعارف، نفته الحكومة المصرية، ورُمي بالانحراف في الدين وتسخيره لخدمة أعداء الإسلام ومؤاخذاتٍ أخرى، حيث كان رئيسًا لمحفل «كوكب الشرق» الماسوني، وفي باريس أنشأ مع رفيقه محمَّد عبده المصري مجلَّة «العروة الوثقى»: اتَّسمت مقالاتها بتقريب الإسلام إلى الحضارة الغربية والتفكير الغربي الحديث ولم تعمِّر طويلاً، من آثاره «تاريخ الأفغان»، تُوفِّي سنة 1314ﻫ.
    انظر ترجمته في: «مشاهير الشرق» لزيدان (2/ 52)، «أعيان الشيعة» للعاملي (16/ 336)، «أعلام الشيعة» لآغا بزرك (1/ 310)، «معجم المؤلِّفين» لكحالة (1/ 502، 3/ 360)، «الاتِّجاهات الوطنية في الأدب المعاصر» لمحمَّد حسين (1/ 153، 328).

    ٢- هو محمَّد عبده بن خير الله المصري من آل التركماني، فقيهٌ متكلِّمٌ كاتبٌ صحفيٌّ سياسيٌّ، له رحلاتٌ وأنشأ مجلَّة «العروة الوثقى» مع جمال الدين الأفغاني، عُيِّن قاضيًا ثمَّ مفتيًا للديار المصرية، وأُوخذ بانتهاجه -في نشاطه الدعوي- منهجَ التوفيق والتقارب بين الإسلام والحضارة الغربية وغيرها من المؤاخذات، من آثاره: رسالةٌ في وحدة الوجود، و«فلسلفة الاجتماع والتاريخ»، و«شرح نهج البلاغة»، و«شرح البصائر النصيرية»، تُوفِّي سنة 1323ﻫ.
    انظر ترجمته في: «مشاهير الشرق» لزيدان (1/ 281)، «كنز الجوهر في تاريخ الأزهر» للزيَّاتي (164)، «الأعلام» للزركلي (7/ 131)، «معجم المؤلِّفين» لكحالة (3/ 474)، «الاتِّجاهات الوطنية في الأدب المعاصر» لمحمَّد حسين (328).

    ٣- هو محمَّد رشيد بن علي رضا بن محمَّد القلموني، البغدادي الأصل، جمع علومًا كثيرةً منها: التفسير والحديث والتاريخ والأدب وغيرها، لحق بمحمَّد عبده بمصر وأنشأ مجلَّة «المنار»، وجعل موضوعها الأوَّلي الإصلاحَ الديني، وقد انتشرت مجلَّته في العالم الإسلامي، كما أسَّس مدرسة الدعوة والإرشاد، له رحلاتٌ عديدةٌ استقر آخرها بمصر، وانتُخب عضوًا بالمجمع العلمي العربي بدمشق، ورغم مكانته العلمية له -مع الأسف- جملةٌ من المؤاخذات منها: تشكيكه في أحاديث الدجال، وتشكيكه في رفع عيسى بروحه وجسده، وطعنُه في معجزة انشقاق القمر، وطعنه في كعب الأحبار، وتأييده لشيخه محمَّد عبده في جملة مخالفاته ومواقفه.
    لمحمَّد رشيد رضا تصانيف منها: تفسير القرآن الكريم لم يكمله، «الوحي المحمَّدي»، «الخلافة والإمامة الكبرى»، توفِّي بالقاهرة فجأةً سنة 1354ﻫ.
    انظر ترجمته في: «الأعلام» للزركلي (6/ 361)، «المجدِّدون في الإسلام» للصعيدي (539)، «معجم المؤلِّفين» لكحالة (3/ 293)، «خزائن الكتب العربية» للطرازي (1/ 346)، «الأدب العصري» لمحمَّد سليمان (126).

    ٤- هو الأمير شكيب بن حمُّود بن الحسن أرسلان اللبناني، كان أديبًا شاعرًا ومؤرِّخًا سياسيًا، أتقن عدَّة لغاتٍ أجنبيةً، وانتُخب عضوًا بالمجمع العلمي العربي بدمشق، له رحلاتٌ كثيرةٌ تعرَّف خلالها على قياداتٍ سياسيةٍ وشخصياتٍ وطنيةٍ ودينيةٍ، ألَّف عدَّة مصنَّفاتٍ منها: «لماذا تأخَّر المسلمون؟»، و«حاضر العالم الإسلامي»، و«الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية» و«القول الفصل في ردِّ العامِّيِّ إلى الأصل» و«اتِّسامات اللطاف في خاطر الحاجِّ إلى أقدس مطاف» و«ديوان شعر»، توفِّي ببيروت سنة 1366ﻫ.
    انظر ترجمته في: «الأعلام» للزركلي (3/ 251)، «نزهة الألباب» للعامري (215)، «معجم المؤلِّفين» لكحالة (1/ 818)، «روَّاد النهضة الحديثة» لعبُّود (110).

    ٥- هو عبد الرحمن بن أحمد البهائي بن مسعود بن عبد الرحمن آل الموقت، المشهور بالكواكبي، نسبةً إلى الكواكبية مدرسة أجداده، وهو من أبرز رجال الدين والسياسة في زمانه، كان يلقَّب بالسيِّد الفراتي، تولَّى في شبابه تحرير جريدة «الفرات»، فكان هو المحرِّر العربي والمترجم التركي، وفي خلال خمس سنوات من حياتها أصدر جريدة «الشهباء» ثمَّ جريدة «الاعتدال» مُنعتا حكوميًّا، تولَّى منصب القضاء كما أُسندت إليه وظائفُ حكوميةٌ وإداريةٌ مختلفةٌ، نشر في جريدة «المؤيّد» مقالاته في الاستبداد، له مصنَّفاتٌ منها: «أمُّ القرى»، «طبائع الاستبداد»، «صحائف قريش»، و«العظمة لله»، توفِّي بمصر سنة 1320ﻫ.
    انظر ترجمته في: «معجم المؤلِّفين» لكحالة (2/ 72)، «مشاهير الشرق» لزيدان (1/ 322)، «روَّاد النهضة الحديثة» لعبُّود (201)، «الاتِّجاهات الوطنية في الأدب المعاصر» لمحمَّد حسين (250)، «إيضاح المكنون» للبغدادي (2/ 77).

    ٦- هو محمَّد بن عبد الوهَّاب بن سليمان بن عليٍّ التميمي النجدي، الإمام المصلح والعلاَّمة المجدِّد، رائد النهضة العقدية في العصر الحديث، نصر السنَّة وقمع البدعة ودعا إلى التوحيد وتركِ مظاهر الشرك والوثنية التي أصابت حياة المسلمين العقدية، له مصنَّفاتٌ منها: «كتاب التوحيد»، «أصول الإيمان»، «ثلاثة الأصول»، و«مختصر السيرة النبوية»، و«كشف الشبهات»، توفِّي -رحمه الله- سنة 1206ﻫ.
    انظر ترجمته في: «المجد في تاريخ نجد» لابن بشر (1/ 89)، «علماء نجد» للبسَّام (1/ 25)، «عقيدة الشيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب السلفية» للعبُّود (65)، «منهج الإمام محمَّد بن عبد الوهَّاب في مسألة التكفير» للعقل (14)، «تعريف الخلف بمنهج السلف» للبريكان (301).

    ٧- «الآثار» (5/ 38).

    ٨- «مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير» (257).

    ٩- «الآثار» (3/ 85).

    ١٠- «مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير» (250).

    ١١- المصدر السابق (252).

    ١٢- «الآثار» (3/ 222).

    ١٣- قد كان أوائل الصوفية ملتزمين بالكتاب والسُّنة، غير أنَّ كثيرًا منهم حادوا عن الطريق السويّ وغلوا في البدع والمنكرات والانحرافات في الفكر والسلوك. [انظر: «تلبيس إبليس» لابن الجوزي (211) وما بعدها، «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (11/ 18)، «مدارج السالكين» لابن القيّم (1/ 138).

    ١٤- انظر ترجمته في: «مجلّة اللغة العربية» (21/ 140)، سنة (1966)، «مذكّرات توفيق المدني» (2/ 11)، «مجالس التذكير» و«آثار الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى»، «الشيخ عبد الحميد بن باديس والحركة الإصلاحية السلفية في الجزائر» للدكتور تركي رابح، «الشيخ عبد الحميد بن باديس شيخ المربِّين والمصلحين في الجزائر في العصر الحديث» للدكتور رابح تركي، «الأعلام» للزركلي (4/ 60)، «ابن باديس حيـاته وآثاره» للدكتور عمَّار طالبي (1/ 72)، «معجم أعلام الجزائر» (82)، «معجم المفسّرين» (1/ 259) كلاهما للنويهض، «ابن باديس وعروبة الجزائر» للميلي (9) وما بعدها.



    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,499

    افتراضي رد: التعريف بشخصية الشيخ عبد الحميد بن باديس من موقع الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله

    ٣١- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإثبات والتنزيه (9)
    ...وَنُثْبِتُ الاِسْتِوَاءَ وَالنُّزُولَ وَنَحْوَهُمَا، وَنُؤْمِنُ بِحَقِيقَتِهِمَا عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ تَعَالَى بِلاَ كَيْفٍ، وَبِأَنَّ ظَاهِرَهَا المُتَعَارَفَ -فِي حَقِّنَا- غَيْرُ مُرَادٍ...
    ٣٠- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإثبات والتنزيه (8)
    ... وَمِنْ صِفَاتِهِ تَعَالَى: الْكَلامُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَى جَمِيعِ المَعْلُومَاتِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾...
    ٢٩- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإثبات والتنزيه (7)
    ...وَمِنْ صِفَاتِهِ تَعَالَى: الْبَصَرُ الَّذِي تَنْكَشِفُ بِهِ جَمِيعُ الْمُبْصَرَاتِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾، ﴿قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ﴾، وَلِحَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:...
    ٢٨- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإثبات والتنزيه (6)
    وَمِنْ صِفَاتِهِ تَعَالَى: العِلْمُ الَّذِي تَنْكَشِفُ لَهُ جَمِيعُ المَعْلُومَاتِ مِنَ الوَاجِبَاتِ وَالجَائِزَاتِ وَالمُسْتَحِيلاَتِ، فَيَعْلَمُهَا عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنَ الحَالاَتِ، وَتَسْتَوِي عِنْدَهُ الجَلِيَّاتُ وَالخَفِيَّاتُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾...
    ٢٧- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإثبات والتنزيه (5)
    وَمِنْ صِفَاتِهِ تَعَالَى: الإِرَادَةُ وَالمَشِيئَةُ المُطْلَقَةُ فِي جَمِيعِ المُمْكِنَاتِ فَيُخَصِّصُ مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ﴾...
    ٢٦- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإثبات والتنزيه (4)
    وَمِنْ صِفَاتِهِ تَعَالَى: القُدْرَةُ عَلَى إِيجَادِ كُلِّ مُمْكِنٍ وَإِعْدَامِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، ﴿وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا﴾، ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾...
    ٢٥- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإثبات والتنزيه (3)
    الحياة صفة ذاتية لله عز وجل ثابتة بالآيات القرآنية التي استدل بها المصنف – رحمه الله – وبالسنة الصحيحة كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: «اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ، أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ» [أخرجه البخاري في «التوحيد» (13/368)، باب قول الله تعالى: ﴿وهو العزيز الحكيم﴾، ومسلم في «الذكر والدعاء والتوبة» (17/38)، باب الأدعية]، وحديث أسماء بن يزيد رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ...
    ٢٤- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإثبات والتنزيه (2)
    التَّاسِعُ وَالثَّلاَثُونَ: وَلاَ تُحِيطُ العُقُولُ بِذَاتِهِ وَلاَ بِصِفَاتِهِ وَلاَ بِأَسْمَائِهِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ﴾، وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»، وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَاءِ الكَرْبِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلاَءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي وَغَمِّي»...
    ٢٣- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإثبات والتنزيه (1)
    الثَّامِنُ وَالثَّلاَثُونَ: نُثْبِتُ لَهُ تَعَالَى مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ، عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ، مِنْ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ، وَأَسْمَائِهِ، وَأَفْعَالِهِ، وَنَنْتَهِي عِنْدَ ذَلِكَ وَلاَ نَزِيدُ عَلَيْهِ، وَنُنَزِّهُهُ فِي ذَلِكَ عَنْ مُمَاثَلَةِ أَوْ مُشَابَهَةِ شَيْءٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ﴾، ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾، وَلِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةً، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ قَالَ:...
    ٢٢- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإيمان بالله (2)
    السابِعُ وَالثَّلاَثُونَ: فَهُوَ الغَنِيُّ بِذَاتِهِ عَنِ جمَيِعِ المَوْجُودَاتِ، وَهِيَ المُفْتَقِرَةُ كُلُّهَا -ابِتِدَاءً وَدَوْمًا- إِلَيْهِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ﴾، ﴿قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا﴾، ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ، فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾، ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ﴾...
    ٢١- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: عقيدة الإيمان بالله (1)
    الخَامِسُ وَالثَّلاَثُونَ: هُوَ المَوْجُودُ الحَقُّ لِذَاتِهِ، الَّذِي لاَ يَقْبَلُ وُجُودُهُ العَدَمَ، فَهُوَ القَدِيمُ الَّذِي لاَ بِدَايَةَ لِوُجُودِهِ، وَهُوَ البَاقِي الَّذِي لاَ نِهَايَةَ لِوُجُودِهِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ، وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾،...
    ٢٠- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية:بيان معنى الإحسان
    الرَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ: الإِحْسَانُ فِي اللُّغَةِ: الإِتْيَانُ بِمَا هُوَ حَسَنٌ، وَالإِحْسَانُ فِي الشَّرْعِ: هُوَ الإِتْيَانُ بِالحَسَنَاتِ، وَالحَسَنَاتُ هِيَ: فِعْلُ الوَاجِبَاتِ وَالمُسْتَحَبَّاتِ، وَتَرْكُ المُحَرَّمَاتِ وَالمَكْرُوهَاتِ، وَفِعْلُ أَوْ تَرْكُ المُبَاحَاتِ لأَنَّهَا مُبَاحَاتٌ، مَعَ التَّصْدِيقِ بِذَلِكَ للهِ تَعَالَى وَالإِخْلاَصُ لَهُ فِيهِ، وَمَعَ اسْتِحْضَارِ رُؤْيَةِ اللهِ تَعَالَى لَهُ وَاطِّلاَعِهِ عَلَى...
    ١٩- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإيمان (9)
    الثَّالِثُ وَالثَّلاَثُونَ: مَنِ ارْتَكَبَ المَعَاصِي سُمِّيَ فَاسِقًا حَتَّى يَتُوبَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
    ١٨- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإيمان (8)
    الثَّانِي وَالثَّلاَثُونَ: مَنْ ضَيَّعَ الأَعْمَالَ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ دَائِرَةِ الإِيمَانِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا الْتَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِي النَّارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ». رواه مسلم.
    ١٧- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإيمان (7)
    الثَّلاَثُونَ: مَنْ عُدِمَ مِنْهُ النُّطْقُ إِبَايَةً وَعِنَادًا لَمْ يَكُنْ مِنَ المُؤْمِنِينَ، وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾.
    الحَادِي وَالثَّلاَثُونَ: مَنْ لَمْ يُخْضِعْ قَلْبَهُ لِمَا عَرَفَهُ مِنْ عَقَائِدِ الإِسْلاَمِ لَمْ تُفِدْهُ تِلْكَ المَعْرِفَةُ، وَلَمْ يَكُنْ بِهَا مِنَ المُسْلِمِينَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾...
    ١٦- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإيمان (6)
    التَّاسِعُ وَالعِشْرُونَ: مَنْ عُدِمَ مِنْ إِيمَانِهِ اليَقِينُ خَرَجَ مِنْ دَائِرَةِ المُؤْمِنِينَ، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ الكَافِرِينَ، وَلَوْ نَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَعَمِلَ أَعْمَالَ المُؤْمِنِينَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا﴾، ...
    ١٥- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإيمان (5)
    وَيَضْعُفُ بِضِدِّ ذَلِكَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَـٰوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾، وَلِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَنْ مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتِ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ...
    ١٤- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإيمان (4)
    الثَّامِنُ وَالعِشْرُونَ: التَّصْدِيقُ الَّذِي هُوَ الجُزْءُ الأَصْلِيُّ فِي الإِيمَانِ يَقْوَى وَيَضْعُفُ، يَقْوَى بِالنَّظَرِ فِي الآيَاتِ الكَوْنِيَّةِ، وَالتَّدَبُّرِ فِي الآيَاتِ السَّمْعِيَّةِ، وَالتَّقَرُّبِ بِالعِبَادَاتِ الشَّرْعِيَّةِ....
    ١٣- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإيمان (3)
    السَّابِعُ وَالعِشْرُونَ: الإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، يَزِيدُ بِزِيَادَةِ الأَعْمَالِ وَيَنْقُصُ بِنُقْصِهَا، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾، وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ...
    ١٢- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإيمان (2)
    الثَّالِثُ وَالعِشْرُونَ: وَيَجِيءُ فِي لِسَانِ الشَّرْعِ أَيْضًا مُرَادًا بِهِ الأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ المَبْنِيَّةِ عَلَى التَّصْدِيقِ وَاليَقِينِ لِحَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «أَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالإِيمَانِ بِاللهِ وَحْدَهُ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللهِ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسًا مِنَ المَغْنَمِ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
    الرَّابِعُ وَالعِشْرُونَ: قَدْ تَوَارَدَ لَفْظُ الإِسْلاَمِ وَلَفْظُ الإِيمَانِ عَلَى اعْتِقَادِ القَلْبِ الجَازِمِ، وَالأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ مِنْ...
    ١١- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإيمان (1)
    العِشْرُونَ: الإِيمَانُ فِي اللُّغَةِ: التَّصْدِيقُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾.
    الحَادِي وَالعِشْرُونَ: مَحَلُّ الإِيمَانِ بِمَعْنَى التَّصْدِيقُ الجَازِمُ هُوَ القَلْبُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾، ﴿إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾.
    وَلِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي(٧) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ...
    ١٠- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان معنى الإسلام
    الخَامِس عَشَرَ: يَجِيءُ لَفْظُ الإِسْلاَمِ فِي لِسَانِ الشَّرْعِ مُرَادًا بِهِ الدِّينُ كُلُّهُ الَّذِي جَاءَ بِهِ مَحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنَ العَقَائِدِ وَالأَعْمَالِ وَالأَحْكَامِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾، وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ…» الحديث.
    السَّادِس عَشَرَ: الإِسْلاَمُ الَّذِي سُمِّيَ بِهِ الدِّينُ مَعْنَاهُ الاِنْقِيَادُ للهِ تَعَالَى ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَالإِخْلاَصُ لَهُ فِيهِمَا..
    ٩- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان قواعد الإسلام الخمس (5)
    الثَّانِي عَشَرَ: النَّظَرُ الوَاجِبُ عَلَى المُكَلَّفِ هُوَ: النَّظَرُ عَلَى الطَّرِيقَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا القُرْآنُ، كَمَا فِي الآيَاتِ المُتَقَدِّمَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَه. الثَالِثُ عَشَرَ: مَنْ عَرَضَتْ لَهُ شُبْهَةٌ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُبَادِرَ إِلَى إِزَالَتِهَا بِالنَّظَرِ بِنَفْسِهِ، أَوْ بِسُؤَالِ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ...
    ٨- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان قواعد الإسلام الخمس (4)
    تاسِعًا: وَلاَ يَكْفِي النُّطْقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَفَهْمُ مَعْنَاهُمَا إِلاَّ مَعَ التَّصْدِيقِ التَّامِّ وَالاِعْتِقَادِ الجَازِمِ بِهِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ﴾، وَلِقَوْلِه تَعَالَى: ﴿إِذَا جَاءكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ واللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾. عَاشِرًا: مَنْ حَصَلَ لَهُ اليَقِينُ بِإِخْبَارِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَفَاهُ ذَلِكَ اليَقِينُ لِحَدِيثِ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ أَنَسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:..
    ٧- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان قواعد الإسلام الخمس (3)
    سَادِسًا: أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى المُكَلَّفِ مِنْ مُسْلِمٍ بَلَغَ، أَوْ كَافِرٍ يُرِيدُ الدُّخُولَ فِي الإِسْلاَمِ: أَنْ يَعْلَمَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، لِحَدِيثِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ المُتَقَدِّمِ، وَلِحَدِيثِ وَفَاةِ أَبِي طَالِبٍ: «لََمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ، جَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمِّ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أُمَيَّة: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ؟! فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، وَيُعِيدَانِ عَلَيْه تِلْكَ المَقَالَةَ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ"..
    ٦- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان قواعد الإسلام الخمس (2)
    ثَالِثًا: وَمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ هُوَ الإِسْلاَمُ الَّذِي لاَنَجَاةَ لِأَحَدٍ إِلاَّ بِالدُّخُولِ فِيهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ ، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾. رَابِعًا: لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ الإِسْلاَمَ إِلاَّ بِالِإيمَانِ بِالنَّبِيِّ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ..
    ٥- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: بيان قواعد الإسلام الخمس (1)
    الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْه وَنَسْتَغْفِرُهُ، [وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا] مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٍ [وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّار]. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ...
    ٤- إرشـــــــاد واستنهاض
    قد ربط الله بين الأسباب و مسبّباتها خلقا و قدرا بمشيئته وحكمته، لنهتدي بالأسباب إلى مسبّباتها، و نجتنبها باجتناب أسبابها. و قد عرّفنا في الآيات المتقدّمة بأسباب الهلاك و العذاب لنتّقي تلك الأسباب فنسلم، أو نقلع عنها فننجو، فإنّ بطلان السبب يقتضي بطلان المسبّب. و قد ذكر لنا في كتابه أمّة أقلعت عن سبب العذاب فارتفع عنها بعد ما كاد ينزل بها، ليؤكّد لنا أنّ الإقلاع عن السّبب ينجي من...
    ٣- في نصيحة نافعة ووصية جامعة
    اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع، وجنبكم ذلة الابتداع، أنّ الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنّما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأنّ كلّ ما خرج عن هذه الأصول، ولم يحظ...
    ٢- أســاس الإصلاح صلاح التعليم
    قد ذكرنا في المقال السابق ما كان عليه التعليم الديني في عهد السلف الصالح، من التفقه في الدين بالتفقه في القرآن والأحاديث النبوية. وذكرنا الحالة التي انتهى إليها في عصرنا من هجر القرآن والسنة والاقتصار على الفروع العلمية المنتشرة دون استدلال ولا تعليل، واستشهدنا على ذلك بحالتنا نحن أنفسنا لمّا أخذنا شهادة العالمية من جامع الزيتونة عمره الله بدوام ذكره. ونزيد أن نذكر اليوم أنّ هذا الإعراض عن ربط الفروع بأصولها ومعرفة مآخذها هو داء قديم في ..

    ١- صلاح التعليم أســاس الإصلاح
    لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم، فإنّما العلماء من الأمّة بمثابة القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كلّه، وصلاح المسلمين إنّما هو بفقههم الإسلام وعملهم به، وإنّما يصل إليهم هذا على يد علمائهم، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون، فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم. ولن يصلح العلماء إلاّ إذا صلح تعليمهم، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في ...

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,499

    افتراضي رد: التعريف بشخصية الشيخ عبد الحميد بن باديس من موقع الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله

    للفائدة

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,499

    افتراضي رد: التعريف بشخصية الشيخ عبد الحميد بن باديس من موقع الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله

    للذكر

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. التعريف بالفرقة الأحمدية وأبرز معتقداتها/ الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله-
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-Jun-2017, 03:56 AM
  2. رد الشيح العلامة عبد الحميد بن باديس على محمد بن يوسف التونسي في مسألة ستر وجه المرأة.
    بواسطة أبو عبد الله بلال الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-Aug-2013, 04:52 AM
  3. [منهجية] في التعريف بالفرقة الأحمدية وأبرز معتقداتها.. الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله-
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر الرد على أهل الفتن والبدع والفكر الإرهابي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-Nov-2012, 10:17 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-Nov-2011, 02:42 PM
  5. تذكير واستنكار على ما يجري في الأمة من حوادث وانتحار - إدارة موقع الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله-
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-Jan-2011, 01:16 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •