أهمية الدعوة في المساجد و خطورة إنشاء الجمعيات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبهأجمعين، وبعد ؛
إن الله جل جلاله أحبّ لنا الاجتماع و كرهلنا الفرقة و الاختلاف فقال سبحانه:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚوَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَقُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَاحُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُلَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران: 103]
قال ابنكثير في تفسيرها (2/ 89):
قال رسول الله صلىالله عليه وسلم " كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماءإلى الأرض " . وروى ابن مردويه من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبيالأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم إن هذا القرآن هو حبل الله المتين وهو النور المبين وهو الشفاءالنافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه
وقوله: " ولا تفرقوا " أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة . وقدوردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف كما في صحيحمسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكمأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوامن ولاه الله أمركم ويسخط لكم ثلاثا : قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعةالمال.
ويعلق ابن كثير على الحديث بقوله:
وقد ضُمنت لهم العصمة عند اتفاقهم من الخطأ كما وردت بذلك الأحاديث المتعددةأيضا . وخيف عليهم الافتراق والاختلاف.ا ه
وعن النعمان بن بشير رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجماعه رحمه والفرقهعذاب. رواه احمد وابن ابى عاصم فى السنه وحسنه الالبانى فىالصحيحة.
والإجتماع في المسجد يقوي الصلة بين المسلمين،وإشاعة مفاهيم الإخاء والبذل والعطاء قال الله تعالى في كتابه العزيز قال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَااسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْتِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءالزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُلِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِوَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [النور:36-38]
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : من غدا إلى المسجد أو راح، أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أوراح. رواه البخاري ومسلم.
إنه أجر ما بعده أجر نزلمقيم في جنات النعيم
عَنْ أَبِىهُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِىبَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُبَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُوَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ. رواه مسلم
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (لقاءات البابالمفتوح):الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب اللهويتدارسونه فيما بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهمالملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده) هل لو اجتمع قومٌ في غير بيت من بيوتالله ويتدارسون في كتب الفقه والعقيدة والتفسير والحديث وغير ذلك فهل ينالون مثلهذا الفضل من الله سبحانه وتعالى ، أم أنهم أقل درجة من أولئك؟فأجاب رحمةالله تعالى:
"إذا دل الكتاب والسنة على ثوابٍمعين بصفةٍ معينة فإننا لا نتعداه ، الرسول عليه الصلاة والسلام قال : (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله) وبيوت الله هي المساجد ،فإذا اجتمع قومٌ في غير المساجد فإنه لا يكتب لهم هذا الأجر ، لكنهم في اجتماعهمعلى خير ولا شك ، أما الأجر الخاص الذي رتب على هذا العمل الخاص فإنه لا يحصل إلابالأوصاف التي اعتبرها الشارع. انتهى .
للمسجد أهمية عظيمةفي نشر الدعوة السلفية وعلى هذا النهج سار سلف الأمة في إعطاء المسجد أهمية من حيثنشر الدعوة علماً وعبادة، وعملاً وأخلاقاً وسلوكاً.
أخيالسلفي،،،
للأسف الكثير من الناس تركواالدعوة في المساجد و انشغلوا بفتح الجمعيات
نقول من أرادأن يدعوا أو يلقي دروس أو ينظم دورات علمية فعليه بالمسجد المساجد لأن الجمعياتتفرق و لا تجمع و تهدم،لا وتبني و أنها من أكبر الأسباب للتحزب،و الوقوع فيالابتداع و زرع الفرقة والانشقاق بين السلفيين
قال تعالىوَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَاتَفَرَّقُوا [سورة آل عمران:103].
وقال الله سبحانهوَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍمُسْتَقِيمٍ{ [سورة آل عمران:101].
وقال سبحانه:وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُواالسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْتَتَّقُونَ [سورة الأنعام:153] .
أنه لمن المؤسف أن نرى التفرق الحاصل بين الشبابالسلفيوأنا أنصح الشباب السلفيأن يردوا هذه المسائل إلا العلماء و أن يبتعدوا عن هذه الجمعيات و أنصحهم ألايتجاوزوا وألا يتكلموا فى هذه القضايا الكبيرة فلا ينبغى أن تكون إلا للعلماءالربانينقال تعالىوَإِذَا جَاءَهُمْأَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَىالرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَيَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُلَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا[سورةالنساء:83]
وأنا موقفي واضح في إنشاء الجمعيات أنها تفرق ولا تجمع و تهدم،لا وتبني و أنها من أكبر الأسباب للتحزب،و الوقوع في الابتداع و زرعالفرقة والانشقاق بين السلفيين
وعلماؤنا بينوا وفصلواوقالوبتحريمها و كلامهم واضح في هذه المسألة وأدلتهم قويةفلماذاالتمادي في الباطلهل هو حبُّ السًّلطة و التَّصدر لأن المصاب بمرض حب السلطة يحاولبشتى الوسائل والأساليب المحافظة على منصبه ومقامه أم الاستكبار و الإباء عن قبولالحقِّو الامتناع عن الانقياد لأمرالله و أمر رسوله صلى الله عليهو سلم علم أخي الحبيب الجمعياتفرقت شمل المسلمين و السلفيين واعلم أنالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل
قالالشيخ ربيع حفظه الله تعالى:
أنا أرى أنَّالجمعيات تُفَرِّق السلفيين ، وأنها من أسباب التحزُّب ، ونصيحتي لهم بأن يبتعدواعن الجمعيات ، وأن يطلبوا العلم في المساجد ، وأن يتركوا الجمعيات ، ولا أرى أنيدخلوا في الجمعيات .
وإذا لم يستطيعوا إلقاء الدروس فيالمساجد ، فعليهم بتعلُّم العلم في بيوتهم انتهى جوابه حفظه الله تعالى .
وقال أيضاحفظه الله تعالى
فنسأل الله تعالى لإخواننافي تونس أن يُهَيَّأَ أمرُ رشدٍ وصلاح ، وأن يُوَفِّقهم للأخذ بكلام العلماء ،فإنَّ فيه الخير والنور والهداية والسداد .
قالشيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله (منشريط: الغارة الشديدة على الجمعية الجديدة، سجلت ليلة العاشر من صفر1420هـ):
السؤال:لو قال قائل: إنالجمعياتالدعوية قام مقتضاها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولميقم مانع يمنعها، فإن فعلها بعد النبي صلى الله عليه وسلم من المحدثات، فما صحة هذاالقول؟الجواب:
الحمد للهوصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، وأشهد أن لا إله إلا اللهوحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد .
السؤال الذي قدم سؤال وجيه ،ومن أجل هذا نحنمن زمن قديم نقول : إن ترك الجمعياتخير من وجودها ,لأن النبي صلى الله عليه وسلموأصحابه ، كانوا أحوج إلى المال منا، بل كانوا أشد حاجة منا، ومع هذا لم ينشئواجمعية، وعلى هذا فتركها خير من وجودها، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليهوسلم.
دع عنك أنهاجمعيات تكون سببا للحزبية ، ومن كان معنا ساعدناه ومن لم يكن معنا لم نساعده ،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير : مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوتداعى له سائر جسده بالسهر والحمى» وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي موسىالأشعري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : المؤمنللمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
هذه الجمعياتفرقت شمل المسلمين ، بعض المغفلين يقول : مقبللا يفرق بين الجماعات والجمعيات ، وهذه الجمعياتلابد أن تكون خاضعة لشؤون الاجتماعية وخاضعةللقوا نين الدولة والعمل الذي يتعلق بالدولة تكون بركته قليلة، إن لم يكن منزوعالبركة ، بل الحكومات يعجبهم العمل الميت فيما يتعلق بالإسلام ، وأما ما يتعلقبالتطور والتقدم إلى غير ذلك ، فإذاعتهم تنعى ، وعلى ننصح بترك هذهالجمعياتالتي تكون سببالضياع حق الفقراء ، وذاك الفقير ربما لا يصل إليه شيء كما قيل، ونؤخذ باسمه الدنياجميعا ، وما من ذلك شيء في يديه ، الذي ينبغي للتجار ننصحهم أن يتولوا توزيعزكواتهم على المحاويج فإنها قد أصبحت سببا للحزبية في كثير من البلاد الإسلامية ،والله المستعان.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينناعلى طاعته، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، ونسأله أن يوفقنا لتبليغدينه تعالى، وأن يهدينا ويهدي بنا، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىنبينا محمد وآله وصحبه تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
كتبه أبو إسلام سليم سليم بن عليبن عبد الرحمن الجزائري
المصدر http://www.abouislam.com/vb/showthread.php?t=879