باسم الله

مناظـــــــــرة جــــــــرت عنــــــد خليفــــــــــة بيـــــــن الأدرمـــــــي وصاحــــب بدعــــــــة
*~~~**~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*
"لم أطلع على ترجمة للأدرمي ومن معه ولا أعلم نوع البدعة المذكورة والمهم أن نعرف مراحل هذه المناظرة
لنكتسب منها طريقاً لكيفية المناظرة بين الخصوم وقد بنى الأدرمي - رحمه الله - مناظرته هذه على مراحل ليعبر من كل مرحلة إلى التي تليها حتى يفحم خصمه‏.‏
المرحلة الأولى‏:‏ ‏"‏العلم‏"‏ فقد سأله الأدرمي هل علم هذه البدعة النبي، صلى الله عليه وسلم ، وخلفاؤه‏؟‏
قال البدعي‏:‏ لم يعلموها‏.‏
وهذا النفي يتضمن انتقاص النبي، صلى الله عليه وسلم ، وخلفائه حيث كانوا جاهلين بما هو من أهم أمور الدين، ومع ذلك فهو حجة على البدعي إذا كانوا لا يعلمونه ولذلك انتقل به الأدرمي إلى‏:‏
المرحلة الثانية‏:‏ إذا كانوا لا يعلمونها فكيف تعلمها أنت‏؟‏ هل يمكن أن يحجب الله عن رسوله، صلى الله عليه وسلم ، وخلفائه الراشدين علم شيء من الشريعة ويفتحه لك‏؟‏
فتراجع البدعي وقال‏:‏ أقول‏:‏ قد علموها فانتقل به إلى‏:‏
المرحلة الثالثة‏:‏ إذا كانوا قد علموها فهل وسعهم أي أمكنهم أن لا يتكلموا بذلك ولا يدعوا الناس إليه أم لم يسعهم‏؟‏
فأجاب البدعي بأنهم وسعهم السكوت وعدم الكلام‏.‏
فقال له الأدرمي‏:‏ فشيء وسع رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، وخلفاءه لا يسعك أنت، فانقطع الرجل وامتنع عن الجواب لأن الباب انسد أمامه‏.‏
~~~*~~~~*~~~*
فصوب الخليفة رأي الأدرمي، ودعا بالضيق على من لم يسعه ما وسع النبي، صلى الله عليه وسلم ، وخلفاءه‏.‏
وهكذا كل صاحب باطل من بدعة أو غيرها فلابد أن يكون مآله الانقطاع عن الجواب‏.‏


المصدر : كتاب لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
لفضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين
ص: 16- 17