تحذير السلفي النبيل من تلبيسات أهل الإرجاف والتخذيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد
:

فهذه رسالة جامعة في بيان حال المخذلين والمرجفين وكشف أساليبهم وكلام العلماء في التحذير منهم، وتشتمل على الفهارس التالية:

المقدِّمة
:

- الردُّ على المبطلين والذَّبُّ عن الدِّين من أعظم الجهاد في سبيل الله- أصناف الناس في الموقف من الحق والباطل

المبحث الأول
: المخذِّلون أشدُّ ضرراً من المخالفين الظاهرين
- قعود المخذِّلين خير من قيامهم في نصرة الدِّين-

العدو الداخل المتستِّر أشدُّ على أهل الحق من العدو الخارج الظاهر

-
كلما كانت الطائفة المنحرفة أو الفرد المنحرف أقرب إلى أهل السنة كلما كان أشد فتنة وضرراً
-

أهل التخذيل لا يُسمع لهم صوتٌ إلا في تثبيط أهل الحق
-

الإرجاف سبيل من سبل أهل التخذيل
- العلاقة بين أهل التخذيل والمخالفين الظاهرين

المبحث الثاني:

أساليب أهل التخذيل ونقض العلماء لها

مقدمة الرسالة:
فإنَّ الردَّ على المخالِفِ وكشفَ المبطلين من أعظمِ الأعمالِ التي يتقرب بها أهلُ العلمِ إلى ربهم جلَّ في علاه، وهذا البابُ من العلمِ هو من أفضلِ أبوابِ الدِّين، بل هو من أعظمِ أنواعِ الجهادِ في سبيلِ الله ونصرةِ دينه، ولهذا كان رسلُ اللهِ صلوات ربي وسلامه عليهم سادةً في هذا البابِ وقادةً في هذا الجهادِ، وأهلُ العلمِ تبعٌ لهم، ودرجاتُهم ومراتبُهم بحسب قيامِهم بهذا الواجبِ الشرعيِّ.قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله في [المجموع 4/13-14]: ((لَكِنَّ الْمُوَافَقَةَ الَّتِي فِيهَا قَهْرُ الْمُخَالِفِ وَإِظْهَارُ فَسَادِ قَوْلِهِ هِيَ مِنْ جِنْسِ الْمُجَاهِدِ الْمُنْتَصِرِ، فَالرَّادُّ عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ مُجَاهِدٌ؛ حَتَّى كَانَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى يَقُولُ: "الذَّبُّ عَنْ السُّنَّةِ أَفْضَلُ مِنْ الْجِهَادِ"، وَالْمُجَاهِدُ قَدْ يَكُونُ عَدْلاً فِي سِيَاسَتِهِ، وَقَدْ لَا يَكُونُ، وَقَدْ يَكُونُ فِيهِ فُجُورٌ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ" وَ "بِأَقْوَامِ لَا خَلَاقَ لَهُمْ"، وَلِهَذَا مَضَتْ السُّنَّةُ بِأَنْ يُغْزَى مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا.وَالْجِهَادُ عَمَلٌ مَشْكُورٌ لِصَاحِبِهِ فِي الظَّاهِرِ لَا مَحَالَةَ، وَهُوَ مَعَ النِّيَّةِ الْحَسَنَةِ مَشْكُورٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا، وَوَجْهُ شُكْرِهِ نَصْرُهُ لِلسُّنَّةِ وَالدِّينِ، فَهَكَذَا الْمُنْتَصِرُ لِلْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ يُشْكَرُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)).وقال العلامةُ ابنُ قيِّم الجوزية رحمه الله في [زاد المعاد 3/5]: ((وَأَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَى بِالْجِهَادِ مِنْ حِينِ بَعْثِهِ وَقَالَ: "وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا"، فَهَذِهِ سُورَةٌ مَكّيّةٌ أَمَرَ فِيهَا بِجِهَادِ الْكُفّارِ بِالْحُجّةِ وَالْبَيَانِ وَتَبْلِيغِ الْقُرْآنِ، وَكَذَلِكَ جِهَادُ الْمُنَافِقِينَ إنّمَا هُوَ بِتَبْلِيغِ الْحُجّةِ، وَإِلّا فَهُمْ تَحْتَ قَهْرِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ؛ قَالَ تَعَالَى: "يَا أَيّهَا النّبِيّ جَاهِدِ الْكُفّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ".فَجِهَادُ الْمُنَافِقِينَ أَصْعَبُ مِنْ جِهَادِ الْكُفّارِ؛ وَهُوَ جِهَادُ خَوَاصّ الْأُمّةِ وَوَرَثَةُ الرّسُلِ، وَالْقَائِمُونَ بِهِ أَفْرَادٌ فِي الْعَالَمِ، وَالْمُشَارِكُونَ فِيهِ وَالْمُعَاوِنُونَ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانُوا هُمْ الْأَقَلِّينَ عَدَدًا فَهُمْ الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللّهِ قَدْرًا. وَلَمّا كَانَ مِنْ أَفْضَلِ الْجِهَادِ قَوْلُ الْحَقّ مَعَ شِدّةِ الْمُعَارِضِ؛ مِثْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِهِ عِنْدَ مَنْ تَخَافُ سَطْوَتَهُ وَأَذَاهُ كَانَ لِلرّسُلِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ مِنْ ذَلِكَ الْحَظّ الْأَوْفَرِ، وَكَانَ لِنَبِيِّنَا صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ أَكْمَلُ الْجِهَادِ وَأَتَمُّهُ)).وقال رحمه الله في كتابِه [الفروسية ص157]: ((لما كان أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم أكملَ الخلق في الفروسيتين: فتحوا القلوبَ بالحجةِ والبرهانِ، والبلادَ بالسيفِ والسِّنَان، وما الناسُ إلا هؤلاء الفريقان، ومن عداهما فإنْ لم يكن رِدءاً وعوناً لهما فهو كَلٌّ على نوعِ الإنسان.وقد أمر اللهُ سبحانه وتعالى رسولَه بجدالِ الكفارِ والمنافقين، وجَلَاد أعدائِه المشاقين والمحاربين، فَعِلْمُ الجِدالِ والجَلادِ من أهمِّ العلومِ وأنفعِها للعبادِ في المعاشِ والمعادِ، ولا يعدلُ مدادَ العلماءِ إلا دمُ الشهداءِ، والرفعةُ وعلوُّ المنزلةِ في الدارين إنما هي لهاتين الطائفتين، وسائرُ الناسِ رعيةٌ لهما منقادون لرؤسائِهما)).وقال رحمه الله في كتابه [التبيان في أقسام القرآن ص131]: ((القلم الثاني عشر: القلمُ الجامع؛ وهو قلمُ الردِّ على المبطلين، ورفعِ سنَّةِ المحقين، وكشفِ أباطيل المبطلين على اختلافِ أنواعِها وأجناسِها، وبيانِ تناقضِهم وتهافتِهم وخروجِهم عن الحقَّ ودخولِهم في الباطل، وهذا القلمُ في الأقلام نظيرُ الملوكِ في الأنامِ، وأصحابُه أهلُ الحجةِ الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم، وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمن خرج عن سبيله بأنواعِ الجدال، وأصحابُ هذا القلمِ حَربٌ لكلِّ مبطلٍ، وعدوٌ لكلِّ مخالِفٍ للرسلِ، فهم في شأنٍ وغيرُهم من أصحابِ الأقلامِ في شأن)).وقال في رده على أهل التأويلاتِ الباطلة كما في [الصواعق المرسلة 1/298-303]: ((فلا إله إلا الله، والله أكبر؛ كم هُدِّمت بهذه المعاول من معاقل الإيمان، وثُلِّمت بها حصون حقائق السنة والقرآن؟ وكم أطلقت في نصوص الوحي من لسان كل جاهل أخرق ومنافق أرعن، وطرقت لأعداء الدين الطريق وفتحت الباب لكل مبتدع وزنديق؟.ومَنْ نظر في التأويلات المخالفة لحقائق النصوص رأى من ذلك ما يضحك عجباً ويبكي حزناً ويثير حمية للنصوص وغضباً؛ قد أعادت عذبَ النصوصِ ملحاً أُجاجاً، وخرَّجت الناسَ من الهدى والعلم أفواجاً، فتحيزت كلُّ طائفة إلى طاغوتها، وتصادمت تصادم النصارى في شأن ناسوتها ولاهوتها.ثم تمالئ الكلُّ على غزو جند الرحمن ومعاداة حزب السنة والقرآن، فتداعوا إلى حربهم تداعي الأكلة إلى قصعتها، وقالوا: نحن وإنْ كنا مختلفين فإنا على محاربة هذا الجند متفقون، فميلوا بنا عليهم ميلةً واحدةً حتى تعود دعوتهم باطلةً وكلمتهم خامدةً، وغرَّ المخدوعين كثرتهم التي ما زادتهم عند الله ورسوله وحزبه إلا قلة، وقواعدهم التي ما زادتهم إلا ضلالاً وبعداً عن الملة، وظنوا أنهم بجموعهم المعلولة يملأون قلوبَ أهلِ السنة إرهاباً منهم وتعظيماً، "ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً". وأنت إذا تأملتَ تأويلات القرامطة والملاحدة والفلاسفة والرافضة والقدرية والجهمية ومَنْ سلك سبيل هؤلاء من المقلِّدين لهم في الحكم والدليل ترى الإخبار بمضمونها عن الله ورسوله لا يقصر عن الإخبار عنه بالأحاديث الموضوعة المصنوعة التي هي مما عملته أيدي الوضَّاعين وصاغته ألسنة الكذابين، فهؤلاء اختلقوا عليه ألفاظاً وضعوها، وهؤلاء اختلقوا في كلامه معاني ابتدعوها، فيا محنة الكتاب والسنة بين الفريقين، وما نزلت نازلة بالإسلام إلا من الطائفتين، فهما عدوان للإسلام كائدان، وعن الصراط المستقيم ناكبان، وعن قصد السبيل جائران.فلو رأيتَ ما يصرف إليه المحرفون أحسن الكلام وأبينه وأفصحه وأحقه بكل هدى وبيان وعلم من المعاني الباطلة والتأويلات الفاسدة لكدت تقضى من ذلك عجباً وتتخذ في بطن الأرض سرباً، فتارة تعجب، وتارة تغضب، وتارة تبكي، وتارة تضحك، وتارة تتوجع؛ لِما نزل بالإسلام وحلَّ بساحة الوحي ممن هم أضل من الأنعام. فكشفُ عوراتِ هؤلاء وبيانُ فضائِحهم وفسادِ قواعدهم من أفضل الجهاد في سبيل الله، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لحسَّان بن ثابت: "إنَّ روح القدس معك ما دمت تنافح عن رسوله"، وقال: "أُهجهم أو هاجهم وجبريل معك"، وقال: "اللهم أيده بروح القدس ما دام ينافح عن رسولك"، وقال عن هجائه لهم: "والذي نفسي بيده لهو أشد فيهم من النبل".وكيف لا يكون بيان ذلك من الجهاد في سبيل الله؟! وأكثر هذه التأويلات المخالفة للسلف الصالح من الصحابة والتابعين وأهل الحديث قاطبة وأئمه الإسلام الذين لهم في الأمة لسان صدق يتضمن من عبث المتكلِّم بالنصوص وسوء الظن بها من جنس ما تضمنه طعن الذين يلمزون الرسول ودينه وأهل النفاق والإلحاد، لما فيه من دعوى أنَّ ظاهر كلامه إفك ومحال وكفر وضلال وتشبيه وتمثيل أو تخييل، ثم صرفها إلى معان يعلم أنَّ إرادتها بتلك الألفاظ من نوع الأحاجي والألغاز، لا يصدر ممن قصده نصح وبيان.فالمدافعةُ عن كلام الله ورسوله والذبُّ عنه من أفضلِ الأعمالِ وأحبها إلى الله وأنفعها للعبد، ومن رزقه الله بصيرة نافذة عَلِمَ سخافة عقول هؤلاء المحرفين، وأنهم من أهل الضلال المبين، وأنهم إخوان الذين ذمهم الله بأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، الذين لا يفقهون ولا يتدبرون القول، وشبههم بالحمر المستنفرة تارة، وبالحمار الذي يحمل أسفاراً تارة، ومن قبل التأويلات المفتراة على الله ورسوله التي هي تحريف لكلام الله ورسوله عن مواضعه)).وبعض الناس لا يقوى على هذا الجهاد والقيام بهذا الواجب لأسباب عدة، منها ضعف شجاعة القلب، فهو لا يقدر على مقاومة الباطل وأهله ولا يحتمل أذاهم وعدوانهم وطعوناتهم وبخاصة إذا حمي الوطيس واشتد البلاء وعظمت الفتنة، ولهذا يتخلَّف مع الخوالف ويقعد مع القاعدين ويتعذَّر بشتى المعاذير.قال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في [مفتاح دار السعادة 2/57]: ((فهذه مجامع جيوش النفاة قد وافتك بعُددها وعديدها، وأقبلت إليك بحدها وحديدها، فإنْ كنتَ من أبناءِ الطعن والضرب: فقد التقى الزحفان وتقابل الصفَّان، وإنْ كنتَ من أصحاب التلول فالزم مقامك ولا تدن من الوطيس؛ فإنه قد حمي، وإنْ كنتَ من أهل الأسراب الذين يسألون عن الأنباء ولا يثبتون عند اللقاء:
فدعْ الحروبَ لأقوامٍ لها خُلِقوا ... وما لها مِن سوى أجسامِهم جُنَنُولا تلمهم على ما فيك من جُبنٍ ... فبئست الحُلَّتانِ: اللؤمُ والجُبنُ)).
والبعض يقف موقف المتردد بين الصفَّين كالشاة العائرة بين الفريقين، لا يصدع بالحق فيكون مع أهله، ولا يُظهر ما فيه قلبه من موافقة للباطل فيُلحق بأهله.قال العلامة ابن القيم رحمه الله في [الصواعق المرسلة 3/1147]: ((فاقتتل الفريقان وطال بينهم الخصام والجدال وانتشر القيل والقال، وشهد آخرون الوقعةَ: فوقفوا بين هؤلاء وهؤلاء، وخَذَلوا الفريقين، ولم يتحيزوا إلى واحدة من الطائفتين)).
أصناف الناس في الموقف من الحق والباطل
والناس في نصرة الحق ورد الباطل أصنافٌ عدة بحسب مقاصدهم وتوجهاتهم وسلوكياتهم ونفسياتهم:- فمنهم العارف الراسخ والمجاهد الشجاع، الناطق بالحق بلا خوف ولا وجل ولا غش ولا خداع، فهؤلاء هم ورثة الأنبياء من الخلق، والطائفة المنصورة الظاهرين على الحق.- ومنهم الضعيف في الإرادة والعلم أو الخائف الجبان الذي إذا دُعيَ إلى جهاد المبطلين وكشف المنحرفين تعذَّر بشتى المعاذير الواهية، وحقيقة حاله أنه يضعف عند المواجهة، ولم يُعوِّد نفسه على الصدع بالحق، لأنه يخشى أذى المبطلين ويراعي لومة اللائمين.- ومنهم مَنْ يلهث وراء دنيا فانية وتجارة طاغية فيُعرض عن معرفة هذه الأمور ولا يتتبع الردود ولا يشارك فيها، وليس له همٌ يشغله إلا الدينار والدرهم وبناء الدور وتحصيل الأملاك وإسعاد نفسه وأهله في هذه الدنيا.- ومنهم مَنْ يتولَّى عن هذا الجهاد وهو قادر عليه مع حاجة الناس إليه بدعوى الإنشغال بغيره من علوم شرعية وتعليم ودعوة ودروس ودورات أو عبادة وسلوك وعلاقات.وهذه الأصناف الثلاثة هم الخاذِلون.- ومنهم الذي يهوِّل من الباطل وظهوره وكثرته ويُعظِّم من شوكة المخالفين وسطوتهم في نفوس أهل الحق، ويُصوِّر أهل الحق بأنهم ضفعاءٌ أذلاء مقهورون لا قدرة لهم على مواجهة الباطل وأهله، فلابد من المداهنة والسكوت عنهم، ولا بد من الرضى بالأمر الواقع، وهؤلاء هم المرجفون.- ومنهم الذين يحاولون تكميم أفواه أهل الحق المجاهدين وتكسير أقلامهم وخمد أصواتهم؛ وهؤلاء هم المخذِّلون. - ومنهم مَنْ يتكلَّم في المسائل العلمية بلا تأصيل صحيح ولا ضبط منهجي ولا يميز بين المشروع والممنوع ولا يفرِّق بين القواعد الباطلة وبين الأصول السلفية، فهؤلاء هم المخلِّطون المتخبِّطون. - ومنهم الذين يُبدون للسلفيين ما لا يخفون، ويقولون ما لا يعملون، ولهم وجهان ولسانان، إذا لقوا أهل الحق قالوا: نحن معكم، وإذا خلوا مع أهل الباطل قالوا: نحن معكم إنما نحن بأولئك مستهزؤن، فهؤلاء هم المنافقون ومَنْ سلك طريقهم من المداهنين واللعَّابين والمتذبذبين.- ومنهم مَنْ يتأثَّر بكلام هؤلاء وأرخى سمعه لكلِّ مبطلٍ أو مخذِّلٍ؛ فلا يستقيم حاله ولا تثبت مواقفه؛ وهؤلاء هم السمَّاعون.- ومنهم مَنْ يصدع بالباطل من قواعد وأصول ومناهج، ويعلن الحرب على أهل الحق ودعوتهم، وقد باع دينه ودعوته من أجل أموال حزبية ومطامع دنيوية وأغراض شخصية ومصلحية، ويتولى المنحرفين ويجالسهم، ويدافع عنهم ويجادل، ويعتذر لهم وينتصر، فهؤلاء هم أعداء السنة المخالفين الظاهرين.فهذه هي أصناف الناس عند المحن وموقفهم من الصراع الدائر بين الحق والباطل، فلينظر أحدُنا من أي الأصناف هو؟! والله يهدي مَنْ يشاء إلى سواء السبيل.انظر بقية هذه الرسالة على هذا الرابط:https://docs.google....p=sharing&pli=1[مدونة التصفية والتربية/ رائد آل طاهر]
منقول من سحاب