يا قوم ! إن الظلم كل الظلم أن تفسحوا المجال للباطل يغزو الحق في عقر داره
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - " حينما كان الهجوم كاسحاً على المنهج السلفي من العقلانيين ، وتلاميذ الكوثري الحاقدين على المنهج السلفي ، وعلى أهله ، لم نسمع صوتاً ، ولم نر مقالة ، ولا كتاباً إلا في أندر النادر ، واستمر الأمر على ذلك سنين وسنين ، فلما هب الغيورون للدفاع عن الحق ولقمع الباطل وأهله ، هبت الأقلام وارتفعت الأصوات تطالب بالعدل والاعتدال والوسطية .
يا قوم ! إن الظلم كل الظلم أن تفسحوا المجال للباطل يغزو الحق في عقر داره ، وفي بلده الذي طهره الله على أيدي الدعاة المخلصين والمجاهدين الصادقين .
فإذا هب الضعفاء المساكين يُحذرون وينذرون خطر البدع وأهلها ، ويكشفون عن عوار مناهجهم وبدعهم رميتموهم بالتشدد والجور والظلم ، رغم عجزهم عن نصرة الحق ، والدفع عنه ، ورغم ضآلة ما قدموه للذياد عن الحق ، وبدل أن ترفعوا راية الحق ، وثبتم مذعورين ترفعون عقيرتكم بالتباكي على أهل البدع ، الذين ظلمهم المتشددون الذين يذكرون بعض بدعهم ، ولا يشيدون بمحاسنهم . فعلى منطلقكم هذا يكون سلفنا الصالح الذين تصدوا لنقد أهل البدع ، فيذكرون بدعهم فقط ، وينفرون ويحذرون منها ، ويأمرون بمقاطعتهم وهجرانهم ، يكون هؤلاء السلف الصالح ، وعلى رأسهم أحمد بن حنبل في زمانه ، وابن تيمية في زمانه ، وابن عبدالوهاب في زمانه ، على منطقكم ، يكون هؤلاء من أظلم الظالمين ، فيا للداهية الدهياء ، ويا للجهل بالإسلام إن كان هؤلاء لم يعرفوا العدل الذي عرفتموه واهتديتم به "
مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي
( 5/ 242 )



رد مع اقتباس