هذان الرجلان من قريش هما الذين قال فيهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن وجدتما فلانًا وفلانًا فأحرقوهما بالنار)، على الهامش قليلاً، ما السبب في ذلك؟ لابد وأن يكون ثمة نكاية برسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
بلغوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأذية مبلغًا، جاء في بيان طُرُقِ هذا الحديث -بيان السبب- وذلك أن هبّار بن الأسْوَد ونافع بن عبد قيس كانا قد تعرَّضا لابنته - صلى الله عليه وسلم – زينب - رضي الله عنها - زوج العاص بن الربيع أبى أُمامة العاص بن الربيع، وذلك حينما أُسِر في أسارى بدر، وجيء به إلى المدينة، فأرسلت - رضي الله عنها - قلادتها التي أمهرها إياها حينما تزوج بها، فلمّا رأى - صلى الله عليه وسلم- قلادتها في فكاك زوجها رقَّ لحالها وبكى - صلوات الله وسلامه عليه-، فقال:(إن شئتم أن تهبوا لها زوجها فعلتم) فوهبوه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأطلق بشرط أن يجهِّز له زينب ويرسلها إلى المدينة فتلحق بأبيها، فوفى - رضي الله عنه -، لمّا عاد إلى مكة جهَّزها وحملها على بعير، فلمّا خرجت من مكة لحقها هبّار بن الأسود ومعه نافع بن عبد قيس فنخس بعيرها، فأسقطت - رضي الله عنها - كانت حامل ومرضت، فقدمت على أبيها - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهي شاكية، فلمّا حصل البعث هذا قال لهم النبي - صلى الله عيه وسلم - ذلك، وجاء أيضاً فنخس هبّار بن الأسود في بعض طُرُق هذا الحديث ولم يُذْكَرنافع بن عبد قيس.
للشيخ: محمد بن هادي المدخلي


رد مع اقتباس