ظُهُورُ الفَسَادِصَرْخَاتٌ مُدَوِّيَةٌ ، وَآلَامٌ كَاوِيَةٌ ، وَهُمُومٌ وَغُمُومٌ وَحُزْنٌ وَاكْتِئَاب ، وَفَجَائِعُ خُسْرَانٍ ، وَمَصَائِبُ فُقْدَانٍ ، وَخَوْفٌ وَقَلَقٌ وَاضْطِرَاب ، وَأَحْلَامٌ ضَائِعَةٌ ، وَجُهُودٌ مُبَدَّدَةٌ ، وَرُعُودٌ وَغُيُومٌ وَدُخَانٌ وَضَبَاب ، وَفَظَائِعُ إِنْسَانٍ ، وَمَكَائِدُ عُدْوَانٍ ، وَغِلٌّ وَحِقْدٌ وَحَنَقٌ وَخَرَاب ، أَشْلَاءٌ مُتَنَاثِرَةٌ ، وَجُثَثٌ مُبَعْثَرَةٌ ، وَخُرُوجٌ وَفُجُورٌ وَخُوَّانُ أَحْزَاب ، وَدِمَاءٌ مُرَاقَةٌ ، وَأَعْرَاضٌ مُنْتَهَكَةٌ ، وَتَقْتِيلٌ وَتَفْجِيرٌ وَتَلْغِيمٌ وَعَذَابٌ ، وَخِيَانَةُ أَوْطَانٍ ، وَتِجَارَةُ أَدْيَانٍ ، وَإِلْحَادٌ وَكُفْرٌ وَشَكٌّ وَارْتِيَاب.......قَالَ تَعَالَى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ".وَلَا زَالَ أَكْثَرُ المُسْلِمِينَ ، وَأَكْثُرُ الدُّعَاةِ يَجْهَلُونَ أَوْ يَتَجَاهَلُونَ الأَسْبَاب الَّتِي أَدَّتْ بِهِمْ إِلَى انْفِصَامِ شَخْصِيَّاتِهِمْ ، وَعَيْشِهِمْ فِي جَلَابِبِ غَيْرِهِمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، وَعَجْزِهِمْ عَنِ اسْتِرْدَادِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ لُصُوصِهَا ، لِيَقُومُوا بِهَا عَلَى الأَعْتَابوَكَثِيرٌ أَيْضًا يَعْلَمُونَ تِلْكَ الأَسْبَابَ ، لَكِنَّهُمْ يَتَكَاسَلُونَ عَنْ مُبَاشَرَتِهَا دُونَ أَيَّةِ مُبَرِّرَاتٍ أَوْ دَوَافِعَ أَوْ مُسَوِّغَاتٍ ، بَلْ مِنْ أَجْلِ أَطْمَاعٍ زَائِدَة ، وَأَحْلَامٍ بِأَحَادِيثِ النَّفْسِ عَائِدَة ، وَمِنْ أَجْلِ تُرَابِ مِنْ تُرَابٍ ، وَلِتُرَابٍ فِي تُرَابٍ نِهَايَتُهُ لِلتُّرَابوَلَئِنِ اسْتَمَرَّتْ بِهِمُ الحَالُ عَلَى ذَاتِ المِنْوَالِ فَلْيَأْذَنُوا بِمَزِيدٍ مِنَ الفَوْضَى ، وَمَزِيدٍ مِنَ الضَّوْضَاءِ العَاصِفَةِ بِالقُلُوبِ وَالأَنْفُسِ وَالأَرْوَاحِ قَبْلَ عَصْفِهَا بِالأَسْمَاعِ ، وَلْيَأْذَنُوا بِمَزِيدٍ مِنَ الخَرَابِ ، فَتِلْكَ عَوَاقِبُ مَنْ لَمْ يَحْسِبْ لِلْأَشْيَاءِ قَبْلَ وُقُوعِهَا وَمُبَاشَرَتِهَا ، أَوْ تَرْكِهَا وَهُجْرَانِهَا أَلْفَ حِسَابٍ وَحِسَابفَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".قَالَهُ لِأَصْحَابِ نَبِيِّهِ الأَبْرَارِ الأَطْهَارِ الأَخْيَارِ ، فَمَابَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنَ العُقُوبَة؟! ، وَمَا بَالُكُمْ عَنِ الأَسْبَابِ المُفْضِيَةِ إِلَى مَا أَفْضَتْ إِلَيْهِ بِكُمْ تَتَعَامُونَ ، وَتَرْجُونَ المَثُوبَة؟! ، وَمَا بَالُكُمْ مَا زِلْتُمْ تَبْحَثُونَ عَنْ مَاءَ الحَيَاةِ فِي أَلْمَاعِ السَّرَاب؟!وَقَالَ أَيْضًا: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ".إِنَّ لِلرَّبِّ القَدِيرِ فِي كَوْنِهِ سُنَنا ، لَا تُحَابِي وَلَا تُجَامِلُ أَحَدا وَإِنَّ لِلْمَعْبُودِ بِحَقٍّ فِي الأَرْضِ سَنَنا ، لِمَنْ أَرَادَ النَّجَاةَ بِحَقٍّ فِي دُنْيَاهُ ، وَفِي أُخْرَاهُ أَبَداوَلَكِنْ خَاضَ النَّاسُ ، إِلَّا قَلَيلٌ مِنْهُمْ لَمْ يَخُوضُوا ، لُجَجَ الفِتَنِ وَأَمْوَاجَ الإِحَنِ بِمَرَاكِبِ المِحَنِ تَمْخُرُ فِي العُبَابوَقَدْ أَخْطَؤُوا السَّنَنَ الحَقَّ ، فَجَرَتْ عَلَيْهِمْ سُنَنُ الحَقِّ ، فَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ ، وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ دُونَ مَتَابعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ". أَخَرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَفَلَا أَرَانِي وَأَرَاكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ تُضْمِرُونَ اعْتِرَضًا ، أَوْ تَلَفَّظُونَ العِتَاب ، بَلْ يَتأَكَّدُ وَيَتَوَجَّبُ ضَرُورَةً أَنْ أَرَانِي وَاَرَاكُمُ دَوْمًا فِي الجِوَارِ مُلَازِمِينَ الطَّرْقَ عَلَى الأَبْوَاب.وَأَبْشِرُوا بِالفَتْحِ وَالِانْفِتَاحِ ، لَكِنْ صَبْرًا عَلَى الطَّرْقِ وَإِنْ طَالَ يَا أُولِي الأَلْبَابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَكَتَبَ
صَلَاحُ عَبْدُ الوَهَّابِ أَمِينُ عَبْدُ الخَالِقِ
أَبُو عَبْدِ اللهِ قُرَّةِ العَيْنِ(أَخُوكُمْ)


رد مع اقتباس