مشاركة هذا الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي
-
دعاة الثورات والديموقراطية سبب الفتنة والبلية ..
http://ar.miraath.net/sites/default/files/audio/duat_ath_thawrati_wad_deemoqratiyah_0.mp3
دعاة الثورات والديموقراطية سبب الفتنة والبلية ..
فضيلة الشيخ الدكتور:
محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
موقع : ميراث ألانبياء
أيها الإخوة الأحبة، أيها الأبناء الكرام:
أنتم ترون ما يعجُّ به العالم من حولنا، وتسمعون، ومن لم ير سمع ما نزل بالمسلمين شرقًا وغربًا، وما مَنَّ الله به علينا نحن أهل هذه البلاد من النِّعم التي لا تعدُّ ولا تحصى، وأفضلها على الإطلاق نعمة الإيمان، التي لا توازيها نعمة، إذ الدِّين في هذه البلاد -ولله الحمد- قائم، والشَّريعة ظاهرة، والمساجد مُشرَعة، والطرق إليها آمنة، والأقاليم قارَّة، والأمن فيها مستتب، والأرزاق دارَّة، والنَّاس إليها ساعون، لا يخافون إلا الله جلَّ وعز فهذه من أعظم النِّعم، التي حرمها كثيرٌ من مَن هم بجوارنا، لا يتمتعون بشيءٍ منها، أو إن تمتعوا ببعضها، لم يذوقوا حلاوة فقدهم للبعض الآخر، واقرءوا إن شئتم من قول الله – جلَّ وعلا- في سورةٍ من قصار المفصل:
{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}
امتنَّ الله – سبحانه وتعالى- على قريش بهاتين النِّعمتين، وجعلهما من أعظم المنن، وربطهما بحقِّه – جلَّ وعز – إذ نعمة الرِّزق هذه من توحيد الرُّبوبية، ونعمة الأمن أيضًا من توحيد الربوبية؛ لأنَّ الأمر بيد الله – جلَّ وعلا- يقلِّبه كيف شاء، يعطي الملك من يشاء، وينزعه من مَن يشاء، يعز من يشاء، يذل من يشاء، يرفع من يشاء، يخفض من يشاء – تعالى- فهو القادر – جلَّ وعز- على تصريف ذلك، كله لا يعترض عليه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فذكَّرهم بتوحيد الرُّبوبية الذي يستلزم توحيد الألوهية في قوله: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ}.
فما مَنَّ الله- جلَّ وعز- عليك بهذا الأمن، ومَنَّ عليك بهذه النِّعمة، نعمة الرِّزق إلا ليراك أتشكر، أم تكفر؟ {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40] كما قال جلَّ وعلا.
أقول: المُتأمِّل في أحوال العالَم حولنا، يرى هذه النِّعم التي فقدوها، فعليه أن يَحمد الله- جلَّ وعلا- ويسعى في استتباب النِّعمة التي هو فيها، ونعمة الأمن معشر الأحبة، لا توازيها بعد الإيمان نعمة، إذ بها تعمُر البلاد في شتَّى جوانبها، بالأمن تقوم العبادات وتُعمر المساجد، بالأمن يُحجُّ إلى بيت الله الحرام، ويُقصد، ويُعتمر هذا البيت، بالأمن تقوم الأسواق، وتدرُّ الأرزاق، بالأمن يتمتَّع النَّاس بتنفيذ الأحكام، فيقْوى الضَّعيف حتى يُؤخذ الحقُّ له، ويُضْعف القوي، المتبختِر العاتي حتى يُؤْخذ الحق منه، ويُنتصف للمظلوم من الظَّالم، ويُحمى الظَّالم من المظلوم، فلا يبغي له الغوائل، وينصب له الحبائل، فتعمُر البلاد، ويعيش العباد.
أنتم الآن تَروْن ولله الحمد ما نحن فيه، وتَرون ما نزل بغيرنا من الفتن، والمشاكل، والبلايا التي حلَّت بهم:
· وهذا أولًا: ابتلاءٌ من الله تبارك وتعالى لا شكَّ في ذلك.
· وثانيًا: ما هو إلا بسبب الذُّنوب، وقبل الذُّنوب البدع، وهي من الذُّنوب، لكن البدع أشدّ من المعاصي، وبدعة الثَّورات على الحُكام التي هي منهج الخوارج، الذي ارتضوه، ومن جاء من بعدهم، وارتكبوه، هذه الفتن، والقلاقل ما حلَّت بالمسلمين إلا بسببها، وهذه البدعة الآن مُركَّبة من مذهبين، خبيثين، فاجرين: مذهب القديم، ومذهب الحديث.
· أمّا المذهب القديم: فهو مذهب الخوارج وتعرفونه، الذين يُكفِّرون حكَّام المسلمين بالمعاصي، بل ويتلمَّسون المعاصي، ويجعلونه في أعين النَّاس الأخطاء التي لا تُقصد، أو لم تُقصد يجعلونها مقصودة، ثم يضخمونها، ويبالغون فيها، ثم يحكمون على نيَّات أصحابها، ثم يُنزلون بعد ذلك الحكم عليهم بالكفر، هذه البدعة القديمة الخبيثة، بدعة الخروج، ومذهب الخوارج، ورأي الخوارج الذي بسببه جُرِّد السَّيف على أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- فزلزلوا المسلمين منذ القِدم، ومُصيبتهم عدم فهمهم لكتاب الله- تبارك وتعالى- هذا أولًا.
وثانيًا: عدم اعتدادهم بفهم أصحاب رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فلا هم فهموا، ولا هم رضوا بأن يُفَهَّمُوا، فذهبوا إلى تكفير المسلمين، عملًا بقوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].
البدعة الخبيثة الجديدة التي التقت معها بدعة الدِّيمقراطية، التي يُطالب بها، ويُنادى بها، ويُدعى إليها في بلدان المسلمين، وللأسف دعوى إليها تقلب عُروش، ويُثار على حُكَّام، ارحل، ارحل، وما وافق هذا الشِّعار من بقية الشِّعارات، ثم تحصل التَّجمهرات كما هو الحال في بلاد الكفار، فهذه الدِّيمقراطية الخبيثة التي نشأت في بلاد الكفر، بلاد الغرب والشَّرق.
أولًا: حقيقة في الشَّرق قديمًا ما كان هذا، وإنَّما كانت في الغرب، أما الشَّرق فما كان عندهم إلَّا الكبت، والحديد، والنَّار، المذهب الشّيوعي الخبيث، لكن بلاد الغرب، أوربا الغربية، الخط التَّقسيم لبرلين إلى ألاسكا، وشمال كندا، وإلى الفوكلاند في الجنوب، هذه البلاد الغربية نشأت فيها الدِّيمقراطية، وأرادوا أن ينقلوها إلينا، فالتحم هؤلاء وهؤلاء وأصبح الخوارج القدامى، ينادون بالدِّيمقراطية الحديثة، ويدعون إليها، فحصل هذا البلاء الذي نزل ببلاد الإسلام.
العجيب أنك حينما ترى هؤلاء الدُّعاة إلى الدِّيمقراطية، وحُكم الشُّعوب باختيارها، إذا جاءت الأمور على خلاف ما يهوَون، ذهبت الدِّيمقراطية، ولا تجد لها مكانًا، وذهبت حرية التَّعبير كما يقولون، وحريَّة الرَّأي، والرَّأي الآخر، تمامًا كما هو في بُلدان منشأ الدِّيمقراطية، أوربا، وأنتم ترون، يقولون الدِّيمقراطية، الدِّيمقراطية، وحرِّية الإنسان، وحرِّية الرأي، وحرِّية التَّعبير، وحرِّية العبادة، وحرِّية الفِكر، لكن إذا جاء المسلمون في تلك البلدان، رأيتم ماذا يعملون معهم، الحجاب ممنوع، صح وإلا لا؟ والمشاكل طويلة عريضة عليه، بينما هو لا يتعلق بهم، يتعلق بنا نحن المسلمين الذين عشنا عندهم،
أين الحرية الآن؟!! ذهبت.
أين كرامة الإنسان؟!! ذهبت.
أين حرِّية الرَّأي؟!! ذهبت.
الفِكر؟!! ذهبت.
التَّدين؟!! ذهبت.
الشَّاهد: يكتشف العاقل من هذه المواقف، أن هذه المذاهب، وهذه الدِّعايات التي يرفعها أصحابها، سواءً الكفار الأصليون الذين أرادوا لها أن تدخل إلى بلاد المسلمين، أو المسلمون السُّذَّج الذين قبلوها في أوطان المسلمين، أو الخوارج القدامى الذين أرادوا أن يركبوها ليتوصلوا بها إلى مآربهم، فاجتمعوا جميعًا فأحدثوا هذه الشُّرور التي ترونها، ما واجبنا نحن نحو هذا؟
أولًا: نحن نقول إن َّهذا لاشك أنه من ابتلاء الله-جلَّ وعز-: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96] فهذا الذي نزل بالمسلمين بسبب ذنوبهم، لا شك ولا ريب،
لأن الله ـ جلَّ وعز ـ يقول : {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46] {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } [الزخرف: 76]
فالظلم من بني آدم إذا وقع حصل البلاء، وأنتم لا يعزب عنكم حديث النَّبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ الذي رواه ثوبان ـ رضي الله عنه ـ حينما سأله ربه ثلاثًا، فأعطاه اثنتين، ومنعه الثَّالثة، ومنها ألا يسلط على أمته عدوًا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، فلم يعطه الله ـ جلَّ وعلا ـ إياها مطلقًا، لكن بشرط ما استقاموا، فإذا هم لم يستقيموا، عدم الاستقامة هنا هي (( حتَّى يَقْتُلَ بعضُهُم بَعْضًا، ويَسْبِي بَعضُهُم بَعْضًا)) فإذا جاء هذا بين المسلمين فيما بينهم، تسلَّط عليهم عدوهم، والسَّبب في ذلك أنهم يضعفون، ويتركون سبب قوتهم، ألا وهو الاعتصام بحبل الله المتين: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } [آل عمران: 105، 106].
فسَّرها ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بأنها وجوه أهل البدعة, وتبيضّ وجوه أهل السُّنة، فهؤلاء وهؤلاء، لا شك أنهم عدلوا عن الصِّراط السَّوي، والصِّراط المستقيم، وهو الاعتصام بهذا الكتاب الذي ـ جلَّ وعلا ـ ذهبوا يلتمسون الهدى، والنُّور، والأمن، والأمان، وسعة الرزق من غيره، فنزل بهم ما نزل، تشتت، وتفرق، وتحارب، وتناحر، وسيلان دماء، وانتهاك حرمات أعراض، خوف ، جوع الاقتصاد طايح في كثير من بلدان المسلمين بسبب؟ بسبب هذا ولا شك، أن هذا البلاء، كما قلت لكم في هذه الأحداث الأخيرة التي -ولنكن صرحاء-التي يسمونها بالرَّبيع العربي، وهي في الحقيقة الدمار، الربيع
أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكًا مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَلَّما
أما نحن ما رأينا ربيعًا، ما رأينا إلا دماء تسفك، وحرمات تنتهك، وأعراض تنتهك، واقتصاد يدمر، وبلدان تطيح، أين الرَّبيع؟!!
هذا الرَّبيع العربي الذي يسمونه، وهذه التَّسمية من الكفار، رياح التَّغيير التي هبَّت على العالم العربي الإسلامي، هذا الرَّبيع الذي يسمونه اتحدَّ فيه هذان السببان والعاملان الخبيثان:
· أما العامل الأول: هو عامل الخوارج فكان وراءه طائفة الإخوان المسلمين، والجماعات الإسلامية المتفرعة عنها،
· وأما البدعة الثَّانية والعامل الثَّاني الحديث: وهو ما سمعتموه، وهو الدعوة إلى الدِّيمقراطية فهذه أربابها العلمانيون، وأذنابهم الذين عاشوا في بلاد الغرب، ثم عادوا إلى بلاد المسلمين، وإن شئت فقل عاشوا في الغرب، ثم عاثوا في العالم الإسلامي، عاشوا هناك ثم عاثوا {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } [الشعراء: 183].
فهذه الطَّائفة من علمانية ومن كان على شاكلتهم، وأخس وأحط اللِّيبراليون، وقل ما شئت من بقية الأسماء التي على هذا المعتقد، وعلى هذه المناهج الفاسدة، فلا هؤلاء، ولا هؤلاء.
هؤلاء الطائفة الأولى طائفة الإخوان المسلمين: والله لا يطبقون الإسلام ولن يطبقوه؛ لأننا قد سمعنا تصريحات كبارهم بأن الإسلام ليس هو القطع، والجلَّد، والرجم، وإلا الآخر الذي يقول إن الجلد، والرجم، أو القطع، والقتل هذا ليس من الشَّريعة،
هؤلاء ماذا يٌنتظر منهم إذا حكموا؟!، ما ينتظر منهم شيء، و إلا الآخر الثَّالث الذي يقول لما قابلته المقابلة الغربية الإسبانية، قالت: أنا تعجبت حينما دخلت إلى تونس، قلت سأجد بعد الثَّورة وقد حكمها الإسلاميون أن تتغير، لكن أنا وجدت -وهي تستغرب- وجدت البارات والحانات مفتوحة، فأجابها المتحدث باسم الإسلاميين، قال هذا عندنا نحن لا نكره النَّاس، ثَم فرق بين إسلام الحكم، وإسلام التَّحكم، فنحن ما نتحكم في النَّاس.
ما شاء الله الحانات زادت، والبارات مفتوحة، طيب وش الفرق بين عهد ابن علي، وعهد هؤلاء، فرق بين الإسلام الحكم، و الإسلام التَّحكم فابن علي يقول لك: الإسلام الحكم، والإسلام التَّحكم، فرق بينهما خلاص، هذا باب إسلام حكم، ما هو موجود إسلام التَّحكم، هذا ليس موجودًا، فهذا كلام ساقط يرده العقلاء، فضلًا عن طلاب العلم، فضلًا عن العلماء، من عرف و أدرك علمًا يسيرًا قليلاً من الشَّرع، يضحك على هؤلاء، ويحمد الله على نعمة العلم، التي منَّ بها عليه.
فهذه الطَّائفة لا تطمع في يوم من الأيام أنَّها تحكم الإسلام أبدًا، ونحن نعرفها بالتَّجربة، وبالقراءة في تاريخها الذي عمره ثمانين سنة، أو أقل، لن يحكموا بالإسلام تمامًا، اغسلوا قلوبكم، أينما تَولَّوا لن يحكموا بالإسلام، وأما أولئك فالأمر فيهم أظهر، وأظهر، فالدِّيمقراطيون العلمانيون، أو اللِّبراليون، أو الحقوقيون، أو الشّيوعيون، أو البعثيون، أو الاشتراكيون، أو الدِّيمقراطيون، قل ما شئت، هؤلاء أصلا هم حرب على الإسلام، ونحن نبرأ إلى الله من هؤلاء، وهؤلاء، نحن ندعو إلى كتاب الله، وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وإلى أن يكون الحاكم هو الإسلام على الوجه الشَّرعي، الصَّحيح.
وأعجب من ذلك من تسمعونهم ينعقون عندكم في هذه البلاد، الآن انتهينا من الطَّائفتين برى، أعجب من ذلك كله، من ينعق عندنا هنا، هؤلاء النَّاعقون، أنا أسميهم بالنَّاعقين وهم المغردون، كما يقولون عن أنفسهم، الذين توتروا في التَّويتر، هؤلاء النَّاعقون الذين ينعقون تعجب منهم، أن يصفقوا، ويطبلوا لهؤلاء الذين مرَّ ذكرهم، المسمَّين بالإسلاميين، ويرون هذا هو أول فتح للمسلمين، وكأن الآن بداية حكم الإسلام، ولا يرون ما هم فيه من الخير، والحكم الشَّرعي، المحاكم الشَّرعية قائمة، وهذا أحد القضاة بجانبي، هل بيوم من الأيام حكموا بالمادة كذا من الدستور الفلاني؟ ما هو موجود، الحكم بكتاب الله وبسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-؟ والمرء يُحاكِم، ويحاكَم، ويرافع بنفسه، ويوكل من يرافع عنه، والمحاكم مشرعة، والأبواب مفتوحة، وهذا يتجاهلونه كله، المطر عليهم ليلًا ونهارًا لا يرونه، والنُّقطة تنزل في أرض جدباء يرونها هي العام والخصب، يا لله العجب!!!
تعجب لا تعجب لأن هؤلاء يربطهم جميعًا رابط الدَّعوة هذه، الدعوة الإخوانية، هناك إخوان ببنطلون، وهنا إخوان بشماغ وبشت، والدَّعوة واحدة، والمنهج واحد،
أَبْنَــاءُ جِلْدَتِنــا وَ غَــرْسُ رُبُــوعِنــا لكِنُّــهم فِي دِيْـنِـنـا دُخـَــلاءُ
هم صح، ما يعطل أسماء الله وصفاته، ولا ينكر ذلك، ولا هو في توحيد الألوهية مشرك، ولا مخرِّف، لكن يبقى عنده مذهب الخوارج، وأنا أسأل هؤلاء جميعًا الخوارج الأولى هل كان عندهم شيء من هذا!!
ما عندهم إلا الخروج، فسموا خوارج، القدرية الأولى كانت هذه البدع عندها !! ما عندها إلا بدعة القدر، فصارت فرقة، طائفة مستقلة، واشتهرت بهذا وسميت به.
الدعوة الإخوانية، هناك إخوان ببنطلون، وهنا إخوان بشماغ وبشت، والدَّعوة واحدة، والمنهج واحد
أَبْنَــاءُ جِلْدَتِنــا وَ غَــرْسُ رُبُــوعِنــا لكِنُّــهم فِي دِيْـنِـنـا دُخـَــلاءُ
هم صح، ما يعطل أسماء الله وصفاته، ولا ينكر ذلك، ولا هو في توحيد الألوهية مشرك، ولا مخرِّف، لكن يبقى عنده مذهب الخوارج، وأنا أسأل هؤلاء جميعًا الخوارج الأولى هل كان عندهم شيء من هذا!!
ما عندهم إلا الخروج، فسموا خوارج، القدرية الأولى كانت هذه البدع عندها !! ما عندها إلا بدعة القدر، فصارت فرقة، طائفة مستقلة، واشتهرت بهذا وسميت به.
فليس شرطًا أن يجتمع في هؤلاء البدع كلها، أو أكثرها حتى يقال عنهم إنهم مبتدعة، أبدًا، لكن مع مرور الزَّمن تلاقحت الأفكار في هذه الطوائف فغذَّى بعضها بعضًا، فصار الخوارج معتزلة، وصار الخوارج صوفية، وهكذا المعتزلة صاروا خوارج، وصار عندهم ما عندهم من التَّصوف مع مرور الدَّهر، وصار الرَّوافض معتزلة، لـمَّا دخله أبو هشام وقل ما شئت في هذا.
لكن أصول البدع، ما خرجت إلا ببدعة واحدة عن طريق السَّلف، هؤلاء الخوارج عندهم الخروج، هؤلاء القدرية عندهم القدر، هؤلاء المرجئة عندهم الإرجاء، وبقية العقيدة سليمة، لكن ضلوا في باب من الأبواب، فصاروا من أهل الأهواء والبدع، نسأل الله العافية والسَّلامة.
فإذا كان هؤلاء درسوا التَّوحيد، فواجهوا ما واجهوا فيه، وطبقوه كله إلا مسألة السَّمع والطاعة للحكَّام وتكفير المسلمين، يبقون أهل سنة؟!!
لا والله ما هم بأهل سنة، ولو كانوا دارسين عندنا، هؤلاء أهل بدع، ولهذا أنتم رأيتم في هذه الأيام، مقالات هؤلاء أو أكثر هؤلاء، وسمعتم نعيقهم الذي يسمونه تغريدًا، فالتغريد هو الصَّوت الحسن، الذي تسمعه فيُشنِّف سمعك وأذنك، أما هذا فهو أخس من نعيق الغربان أصوات قبيحة، ودعوات أقبح، ومذاهب منحرفة.
فالواجب علينا جميعًا معشر الإخوة:
أن يقوم كل واحد منا بما يجب لله عليه في هذا الباب، وذلك لأن العامة الآن منفتحون على هذه القنوات، هذا أمر حقيق لابد من ذكره، منفتحون على هذه القنوات، ويسمعون، ويبصرون ما يجري في العالم الإسلامي، من الأحداث، فلا تدعوهم للأحداث، الصغار الذين لم يتلقوا العلم عن أهله، ولم يتأصَّلوا فيه على مذهب أهل السُّنة، فيُضلونهم،
ولاسيما إذا كان هذا الحدَث له مكانة في النَّاس، كإمامة مسجد مثلًا، فقد يُضل النَّاس إذا كان على هذا الفكر، فلا تَدَعوا النَّاس لهذا، وصححوا لهم وبينوا لهم، مَن كان ممَّن رزقه الله العلم، فليقم بذلك، ومَن كان دون ذلك، فلينشر كلام أهل العلم، وعلماء أهل السُّنة المعتمدين، المعتبرين، المعروفين ببيان الحق في هذه الفتن التي نزلت بالخلق، وتحذير العلماء منها، وحثِّهم على ما يُصلح أمور دينهم، ودنياهم.
انشروا هذا بين النَّاس، ولأن النَّاس تَبَعٌ معشر الإخوة، والأحبة، تَبَعٌ للإعلام، والإعلام الآن قد غطَّى هذه القنوات، هذه الأخبار، فعليكم أن تصحِّحوا للنَّاس، وتبينوا لهم المنهج الحقَّ في هذا .
الله الله معشر الأحبة، في القيام بهذا الشأن، وبيانه، وتجليته للعامة، غاية البيان وغاية التجلية، فإنكم بإذن الله -تبارك وتعالى -مأجورون، ما العلم الذي طلبناه وتعلمناه إلا لأجل هذه المواقف، ولهذه الأوقات، فثمرته الآن تبرز وتظهر، هذه الثَّمرة التي طالما انتظرها النَّاس منا.
أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يَرُدَّنا إليه رداً جميلا، وأن ينزل الخير، والأمن، والأمان، والاستقرار، والرِّزق، والسَّعة في بلدان المسلمين، وأن يصرف عنا، وعن بلدنا، وعن جميع بلدان المسلمين، الشرور والفتن، ما ظهر منها، وما بطن، وأن يولِّي علينا، وعليهم الخِيار، وأن يصرف عنا الفُجار والأشرار، وأن يُمَكِنَ لهذا الدِّين، وأن يُعليَ شأنه، وأن يقمع البدعة وأهلها، وأذناب الغرب، وأحزابهم إنه جوادٌ كريم، وصلّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة عزالدين بن سالم أبوزخار في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 30-Sep-2016, 02:31 AM
-
بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 16-May-2015, 07:03 AM
-
بواسطة أبوصهيب طارق بن حسين في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 21-Nov-2014, 10:08 PM
-
بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-Jul-2013, 06:33 PM
-
بواسطة أبو عمر عادل البدويهى في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 20-Jun-2013, 12:56 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى