أحسن الله إليكم، وهذا سائل يقول: شيخنا حفظك الله، كثيرًا ما نسمع عبارات فيها التهويل بأهل العلم والعلماء.
الشيخ: تهــويـــل؟.
السائل: التهــويل نعم.
الشيخ: بالنون ولّا باللام؟.
السائل: بالنون، بالنـون.
الشيخ: إيـــه.
السائل: ومن آخر ذلك ما سمعناه من بعض من جاء إلى هذه البلدة أعني: (جدة)، عندما قال: (الإسلام قضية عادلة لكن المحامي فاشل)، فما تعليقكم-حفظكم الله-؟.
الشيخ: الإسلام إيش؟.
السائل: (الإسلام قضية عادلة والمحامي فاشل).
الشيخ: هذا إيش علاقة بالسؤال الأول؟.
السائل: هو يقصد العلماء-أحسن الله إليكم-!.
الشيخ: اسمع يا أخي!، الله-سبحانه وتعالى-يقول: (...وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)(الإسراء/85)، ويقول-جل وعلا-: (...وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)(يوسف/76)، ومن المعلوم أننا نتكلم عن العلم الشرعي، وأما العلوم الأخرى فلأهلها ما لي فيها شغل، أما العلم الشرعي فإذا نظرنا إلى القرآن ونظرنا إلى السنة وجدنا أن القرآن يفسر بعضه بعضًا، وأن السنة يفسر بعضها بعضًا، وأن السنة مفسرة للقرآن فيها يعني: علاقتها من ثلاثة أصناف:
الصنـف الأول: أنها مؤكدة.
والصنـف الثاني: أنها مفسرة.
والصنف الثالث: يعني: يوجد زوائد في الأحاديث لكنها ترجع إلى الشريعة من جهة، يعني: ما تصير إلى دليل معين، لكنها تصير إلى الشريعة تصير إلى القرآن من ناحية أصل....
عندما نأتي إلى القرآن: نجد أن الشخص عندما يريد أن يفهم القرآن يحتاج إلى معرفة الجانب اللغوي، والجانب اللغوي: من ناحية دلالة الألفاظ وضعًا، ودلالة الألفاظ استعمالًا واشتقاقًا وتصريفًا، ودلالة الألفاظ من ناحية فقه اللغة، ودلالة الألفاظ من ناحية يعني: الإعراب والنحو، ودلالة الألفاظ من جهة البلاغة وعلم المعاني وعلم البيان وعلم البديع.
ويحتاج أيضًا: إلى معرفة أصول الفقه، ويحتاج إلى معرفة قواعد التفسير، ويحتاج إلى معرفة علم السنة، ويحتاج إلى معرفة التأريخ خاصة إلى ما يتعلق بالقصص القرآني وما إلى ذلك، ويحتاج إلى معرفة علم العقائد، كذلك علم الفقه وما إلى ذلك.
لكن بعض الإخوان: يكون عنده تسرع، يعني بمعنى: أنه يدرس بعض الشيء ويظن أن الشيء الذي درسه أنه هو العلم، ثم بعد ذلك يتكلم، وقد يتكلم في أمور ما يحسن الكلام فيها.
وأنا أذكر مرة شخصًا قال لي: أريد أن ألقي محاضرة في مسجدي فوافقت وركبت معه وذهبنا إلى المسجد، وفي الطريق قال: أنا مشكل علي ثلاثة مسائل في الفقه، فنظرت إلى الرجل وكونه صغير قلت له: أنت تدرس؟، قال: نعم، قلت له: تدرس في أي شيء، وأين وصلت إليه؟، قال: أنا الآن أحمل شهادة الكفاءة، فيحمل شهادة الكفاءة ولا يتصور أنه مشكل عليه إلا ثلاث مسائل من الفقه!.
الله-سبحانه وتعالى-يقول للرسول-صلى الله عليه وسلم-: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ...)(الإسراء/36)، ويقول: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ...) إلى أن قال: (...وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)(الأعراف/33).
فإذا كان الشخص مؤهلًا تأهيلًا علميًا كافيًا ما في مانع من انه يتكلم في العلم الذي معه، لكن إذا كان أنه غير مؤهل التأهيل العلمي فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
ومما يؤسف له: أنه في كثير الآن من الشباب يغتر إذا مثلًا تخرج من الثانوي، وإذا تخرج من مثلًا أولى كلية ولَّا ثانية وما إلى ذلك، وفي ناس يتكلمون في الشريعة وهم لا يحسنون منها شيئًا أبدًا.
يعني: تجد أنه مثلًا متخصص في الحاسب الآلي، أو في أي علم من علوم الدنيا، لكن عندما يأتي يتكلم في علوم الشريعة يتكلم كأنه متخصص فيها، ويكون مخطئًا في كلامه الذي تكلم به، لكنه هو لا يشعر بذلك، فكلام هذا الشخص قد مثلًا يوجد بالنسبة إلى بعض الأفراد، لكن إعطاء حكم عام على علماء الشريعة هذا حكم لا يجوز له لأنه حكم مبني على الجهل.
ما بني على علم وداخل في قول الله-جل وعلا- (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ...)(الإسراء/36)، وكذلك قوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ...) إلى أن قال: (...وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)(الأعراف/33)، هذا هو الجواب عن السؤال.
لسماع المادة الصوتية:(الإسلام قضية عادلة لكن المحامي فاشل ).(لقاء مفتوح) لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان-رحمه الله-دورة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ بجدة عام:1430).
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأربعاء الموافق: 16/ جمادى الأول/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.


رد مع اقتباس
