بسم الله الرّحمن الرّحيم


أمّا بعد :


فلقد نقل مشهور حسن - أصلحه الله - في ( تسويده ) هذا = " القول المُبين في أخطاء المُصلّين : 372 " قولَ العزّ بن عبد السّلام [ الأشعريّ ] عن الخطبة :


(( و لا ينبغي أن يُذكر فيها الخلفاء و لا الملوك و لا الأمراء )) ؛


ثمّ علّق مشهورٌ - أصلحه الله - - في الحاشية - ؛ بقوله :


(( نقلَ القُرطبيُّ في " تفسيره " : ( 18 / 107 ) ؛ عن ( الزّمخشريّ ) قوله :


(( فإنْ قُلتَ : كيفَ يُفسّر ذكر الله بالخطبة ؛ و فيها غير ذلك !!


قُلتُ : ما كان من ذكر رسول الله - عليه و على آله الصّلاةُ و السّلام - ، و الثّناء عليه ، و على خُلفائه الرّاشدين ، و أتقياء المؤمنين ، و الموعظة و التّذكير ؛ فهو في حكم ذكر الله .


فأمّا ما عدا ذلك من ذكر الظّلمة و ألقابهم ، و الثّناء عليهم ، و الدّعاء لهم - و هم أحقّاء بعكس ذلك - ؛ فهو من ذكر الشّيطان ؛ و هو من ذكر الله على مراحل )) ا.هـ


فهل بمثل كلامِ الزّمخشريّ المعتزليّ تُقرّر ( السّنّة ) ؟!.


و هل الملوك و الأمراء ( الظّلمة ) أحقّاء بالدّعاء عليهم ؟!.


ليس ذلك - فقط - ؛ بل مِن على منابر الجمعات - أيضًا - !!!!!


و هل عقلَ من نقلَ هذا كلامَ الإمام أحمد و البربهاريّ - رحمهما الله - و غيرهما من أهل السّنّة انتهاءًا بالألبانيّ و ابن بازٍ و ابن عثيمين - رحمهم الله - في هذا الباب ؟!.



هذا ؛


و لمشهور حسن - أصلحه الله - - مع شديد الحسرة و الأسف - من جنس هذا الكلام غيره كثيرٌ - جدًّا - ؛ كالّذي في ( تسويده ) = " شكوى القرطبيّ من أهل زمانه " ؛ نقلاً عن ( الزّمخشريّ ) - أيضًا - ؛ النّاقل عن ( شيخ القدريّة المعتزلة ) عمرو بن عبيد .


و كالّذي في كلامه عن العمليّات ( الانتحاريّة ) الّتي يسمّيها ( استشهاديّة !!! ) في تحقيقه لـ " الموافقات " ، و في " السّلفيّون و قضيّة فلسطين " ، و " مجلّة الأصالة " ، و غير ذلك .


و كتحمّسه الشّديد لـ ( فكرة ) الاغتيالات ؛ في بعض حواراته المسجّلة مع إمامنا الألبانيّ - رحمه الله - .


و غير ذلك .



اللّهمّ إنّي سائلُك أن تشرح صدره لمعرفة عقيدتنا السّلفيّة النّقيّة في معاملة الحُكّام ( الظّلمة ) ، و أن تُيسّر له سبيل الرّجوع عن ( قواعده ) المخالفة لذلك ، و أن توفّقه لـ ( الصّدع ) بالحقّ و التّوبة النّصوح الصّادقة .



و الله المستعان .


و الحمدُ للهِ ربّ العالمين .




منقول