من آداب السلف الصالح أصحاب الحديث


قال إمام الجرح والتعديل في عصره - يحيى بن معين رحمه الله تعالى -:

"ما رأيتُ على رجلٍ خطأً إلا سترته ، وأحببتُ أن أزين أمره ، وما استقبلتُ رجلاً في وجهه بأمر يكرهه ، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه ، فإن قبل ذلك وإلاَّ تركته ".

سير أعلام النبلاء 11/83



قال الإمام الوادعي - رحمه الله -

فنحن مدافعون عن السنة لا عن أنفسنا ، ونحن نسمع أناساً يسبوننا ، ولا نرد عليهم ، فقد ألف أهل صعدة : ( فصل الخطاب في الرد على المفتري الكذاب ) وهم يعنوني ، فما رددت عليهم ، ويقول شاعرهم

كما أحكي لك عيوبه ذاك لندل ** على الجملة قد وكامل خصاله
ويقولون أيضاً :
ضميره في الزلط (*) ما فيه نكزه ** على الإسلام واشع في ضلاله
* : المال

ونحن لا نرد عليهم بحمد الله حتى مات أهل صعدة ، وليس لدينا وقت للمدافعة عن أنفسنا ، لكن عن السنة لو تعاضضنا بالضروس ، فلا نترك أحداً يتكلم في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء أكان شيعياً ، أو صوفياً ، أم من الإخوان المسلمين ، فنحن فداء للسنة وأعراضنا فداء للسنة .

المصدر : نصائح وفضائح ص 154 - 155

قال العلامة ابن القيم رحمه الله :

إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم،طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم.

إعلام الموقعين ـ 1/308


قال ابن القيم - رحمه الله - :

ومارأيت أحد أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - ، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول :[ وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه ] .
وما رأيته يدعو على أحد منهم قط ، وكان يدعو لهم ، وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له ، فنهرني وتنكر لي واسترجع ، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم ، وقال :[ إني لكم مكانه ، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ] ، - ونحو هذا من الكلام - ، فسروا به ودعوا له وعظموا له هذه الحال منه ، فرحمه الله ورضي عنه .

مدارج السالكين ٢ / ٣٤٥



شكبة الامام الاجري