قال الشيخ العلّامة محمد خليل هراس -رحمه الله- في كتابه «شرح نونية ابن القيم» (1/360-361). : " ولا يظنن أحد أننا نتجنى على القوم أو نتهمهم بغير الحق؛ فتلك كتبهم تُخبر عنهم كل من ينظر فيها، وتشهد عليهم شهادة صدقها، فليقرأها من شاء؛ ليتأكد من صحة ما نسبناه إليهم، لكنا مع ذلك ننصح كل أحد أن لا يقرأ هذه الكتب؛ حتى لا يقع في حبائلها، ويغره ما فيها من تزويق المنطق وتنميق الأفكار؛ لاسيما إذا لم يكن ممن رسخ في علوم الكتاب والسنة قدمه، ولا تمكن منهما فهمه، فهذا لا يلبث أن يقع أسير شباكها، تبكيه نائحة الدوح على غصنها، وهو يجتهد في طلب الخلاص؛ فلا يستطيع، والذنب ذنبه هو، حيث ترك أطيب الثمرات على أغصانها العالية حلوة المجتنى طيبة المأكل، وهبط إلى المزابل وأمكنة القذارة يتقمم الفضلات؛ كما تفعل الديدان والحشرات ".