من الأسس والدعائم التي ينبغي أن تبنى عليها الدعوة الإصلاحية وخاصة في هذه الآونة / من نفائس الإمام البشير الإبراهيمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فهذه الكلمات الذهبية والتوجيهات السلفية من الإمام محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ يبين لنا من خلالها الأسس والدعائم التي قامت عليها الدعوة الإصلاحية السلفية في بلاد الجزائر إبان عهد الاحتلال الفرنسي ، فأتت أكلها ، وظهرت ثمارها ، فمن رام الإصلاح فما عليه إلا أن يترسم خطاها ويتبع آثارها ، وما أحوجنا إلى هذه التوجيهات والعمل بها في هذه الآونة ، وتطبيقها في حقل الدعوة .
قال رحمه الله :
(( إن دعوتها ـ أي : الجمعية ـ الإصلاحية التي رسخت في القطر الجزائري وتغلغلت في جميع أوساطه وطبقاته دعوة واضحة المعالم بيّنة الحدود مبنية على البرهان لا على السفسطة، وعلى الإقناع لا على المشادَّة، وعلى التحابب لا على التنافر، وعلى الجمع في الحق لا على التفريق في الباطل. وهي تعمل لغايات شريفة بوسائل شريفة، وفي النهار الضاحي لا في الليل المظلم، ومن مباديها أن لا تنتصر بالباطل ولا تنتصر للباطل، ولا تتكثّر بالمبطلين ولا تتزوّد بالكذب ولا تأمر بالشيء حتى تكون أول فاعل له، ولا تنهى عن الشيء حتى تكون أول تارك له.
وإذا كان أساس عملها كله تطهير المجتمع الإسلامي من العقائد الباطلة والأخلاق السافلة ومحاربة الشرّ من أي طريق جاء، فمحال أن ترضى عن الأشرار أو تقبل بالشرّ.)) (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) (1/ 268)
والحمد لله رب العالمين