حكم اجتماع الأضحية والعقيقة
قال الإمام ـ رحمه الله ـ : (( بسم الله الرحمن الرحيم
من محبكم/محمد الصالح العثيمين إلى الأخ المكرم/ ... حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتابكم الكريم وصل، سرنا صحتكم، الحمد لله على ذلك، ونرجو المعذرة عن عدم المبادرة إلى رده، والعذرْ كرام الناس مقبول، وأنتم منهم- إن شاء الله- ولله الحمد، وفقكم الله لمكارم الأخلاق وأحاسن الأعمال.
سؤالكم هل يجوز جعل الضحايا وليمة للعرس. تعيينها؟
الجواب : لا يجوز ذلك؛ لأنه لما عينها للأضحية لها، فلا يجوز صرفها في غيرها، بل ولا إبدالها بغيرها، أن يبدلها بخير منها. وكذلك لو لم يعين الأضحية وأراد أن يجمع في شاة واحدة أضحية ووليمة فلا يجوز ذلك،
وإن كان قياس كلام ابن القيم جواز ذلك، حيث أجاز- رحمه الله- الجمع بين نية الأضحية والعقيقة في شاة واحدة، وفي كلامه نظر، لاختلاف الحكم بين الأضحية والعقيقة، واختلاف السبب أيضا، فالصحيح عدم الجواز في الجمع بين نية الأضحية والعقيقة، وكذلك بين نية الأضحية والوليمة ، وهذا الكلام كله فيما إذا كان الأضحية من عنده، أما إذا كانت وصية فمعلوم أنه لا يجوز من باب أولى .
هذا ما لزم وشرفونا بما يلزم، بلغوا سلامنا كل عزيز لديكم، والله يحفظكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته / حرر في 18/10/1390هـ. )) ([1])
قلت (بشير) : مما جاء عن الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في هذه المسألة أنه قال : (( الجمع بين العقيقة والأضحية عرفنا أن هذا لا يجوز لأنه فريضة لا تقوم عن فريضة ، هذا السؤال إن كان مقصود أن نجمع بين نيتين في عملية واحدة في فريضة ؟
الجواب : لا ، أما إذا كان المقصود ، وهذا هو الغالب في مثل هذا السؤال ، مثلا رجل دخل المسجد ، وكان توضأ ، فهنا يشرع في حقه سنة الوضوء ، وعندنا سنة الوقت ، سنة الظهر مثلا ، وعندنا كذلك تحية المسجد ، فممكن الإنسان يصلي ركعتين وينوي في هذه الركعتين ثِلث نوايا ، هي : تحية المسجد ، هي سنة الوضوء ، هي سنة الوقت ، نقول نعم يمكن هذا ، ولكن الأفضل أن يعطي كل نية عملها ، لماذا ؟
لأن هذا الذي صلى ركعتين بثلاث نيات ، فأقل الأجر كما جاء في الحديث الصحيح ، يقول الله عز وجل لملائكته :" إذا هم عبدي بحسنة ، فعملها ، فاكتبوها له عشر حسنات "، فهذا الذي صلى ركعتين أقل الشيء يكتب له عشر حسنات ، ربما يكتب له مئة ، ربما يكتب له سبع مئة ، على حسب إتقانه للصلاة ، وخشوعه فيها ونحو ذلك ، فنحن نأخذ الآن كتقريب الموضوع ، أقل ما يكتب لمن أتى بعبادة ، إنما هو عشر حسنات ، فالذي صلى ركعتين بثلاث نيات ، سوف يكتب له عشر حسنات زائد حسنة واحدة مقابل نية ، زائد حسنة ثانية مقابل نيتين ، لأنه صلى ركعتين بثلاث نوايا ، النية الأولى تحية المسجد ، كتب له عشر حسنات ، لأنه نية مقرونة بعمل ركعتين ، كتب له كما قلنا أقل الشيء عشر حسنات ، بقيت نيتين بدون عمل ، كل نية بحسنة لأنه من تمام الحديث السابق :" إذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة "
فإذاً هذا ما عمل بالنيتين وهي نية مثلا الوضوء ونية الوقت ، أما نية التحية فأدى لها ركعتين ، إذاً هذا يكتب له عشر حسنات زائد حسنتين مقابل نيتين ، لكن قلنا آنفا الأفضل كما لا يخفى على الجميع أن يعطي لكل نية عملها ، يصلي ركعتين تحية المسجد ، يصلي ركعتين سنة الوضوء ، يصلي ركعتين سنة الوقت ، حينئذ سوف يكتب له على أقل عشر زائد عشر زائد عشر ، يساوي ثلاثين ))
هذا آخر ما يسر الله لي جمعه وترتيبه في فقه الأضحية وعشر ذي الحجة ، مما جاء عن الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ولنا في أيام قادمة إن شاء الله جمع ما جاء عنه في أحكام العيد وآدابه مما يلحق بهذا الجمع نسأل الله أن يطيل لنا في عمرنا ويرزقنا السداد والتوفيق والصحة لإكمال هذا المشروع
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

([1]) (مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)(25/ 107 ـ 108)