إسلام البحيري واقتدائه بمذهب أبو العلاء المعري الزنديق
يظهر في هذا المقال اقتداء البحيري بأبي العلاء المعري الشاعر الزنديق ، وسار على هديه وعادى كل علماء الأمة الذين حافظوا على دين الله تعالى نقيا من شوائب الزنادقة
وهذا مذهب المستشرقين أنهم يدرسون مذاهب مثل المعري ليدرسوها الى من يتي اليهم حتى يبثوها في المسلمين كشبهات لزعزعة ثباتهم على دين الله تعالى ، وهذا ما سيظهر في هذا المقال
يقول البحيري :
(وقديما قال «المعرى»: «كل عقل نبى», وقد قصد بذلك أن كل فطرة نبى, كل فطرة تستطيع الفرز والتحقق بالذوق السوى السليم الذى وضعه الخالق فيه.) انتهى كلامه
ومن نظر في كلامه من غير تفكر يلحظ الآتي :
1ـ الرجل يحصر النبوة في العقل ، يعني أنها لا تثبت بالوحي وهذا كلام لا يستحق عناء الرد لأنه محض تخريفات
2ـ الرجل يجعل العقل هو الفطرة ، وأيضا كلام لا يقره منطق ولا عقل وعلم ولا عرف ، إنما هو بمثابة من قال البطيخ هو الطماطم .
3ـ تأثر الرجل بأبي العلاء المعري ، برغم أنه فهم كلامه خطأ أيضا بحسب ما يريد هو فأبي العلاء لم يفسر العقل بالفطرة كما ادعى البحيري
والمعري هو شاعر زنديق تطاول على أصول الديانة وهذا بعض كلامه
قال المعري:
(أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلٍ فاتّبعْهُ ، فكلّ عقلٍ نبي “
يرتجي الناسُ أن يقـومَ إمــامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرســاء
كذب الظنُّ لا إمام سوى العقل مشيرا في صبحه والمســاء
فإذا ما أطعـتــه جلب الرحمة عند المسير والإرســـاء
إنما هذه المذاهب أسبـــاب لجذب الدنيا إلى الرؤسـاء
ولا تصدق بما البرهان يبطله فتستفيد من التصديق تكذيبا
جاءت أحاديثُ إن صــحتْ فإن لها شأنـا ولكن فيها ضعف إسنادِ
فشاور العقل واترك غيره هـــدرا فالعقلُ خيرُ مشيٍر ضمّه النادي ). انتهى كلام المعري
ونلاحظ في كلامه الطعن في الاحاديث وفي الاسانيد كما يعتقد البحيري وتأثر به
ويقول المعري :
(في اللاذقية ضجةٌ ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بمئـذنة يصيح
كل يعظّم ديـنه ياليت شعري ما الصحيح ؟)
وفي هذين البيتين تظهر حيرة أبي العلاء المعري في صحة الدين ، وأنه لا يفرق بين دين النصرانية ودين الاسلام ، في حين أن البحيري خرج من هذه الحيرة باعتبار أن كل الاديان سواء وأنها تتساوى في الايمان وليس ثم في الارض الا مؤمن ، وأما الكافر فلا يوجد لأن كل العباد مفطورون على الايمان ولو اختلفت ظواهرهم فليس في الارض الا مؤمن فقط . وهذا سنفرد له موضوعا
ويقول المعري في السخرية من فريضة الحج وانها عبادة أوثان ولا فرق بينها وبين عبادة الصليب :
(وما حجى إلى أحجار بيت كؤوس الخمر تشرب في زراها
إذا رجع الحكيم إلى حجاه تهاون بالمذاهب وازدراها
ما الركن في قول ناس لست أذكرهم إلا بقية أوثان وأنصاب
أرى عالما يرجون عفو مليكهم بتقبيل ركن واتخاذ صليب.) انتهى كلام المعري
هذا هو قدوة البحيري الذي يأخذ عنه كلامه
ويقول المعري في زندقته :
(وكم من فقيه خابط في ضلالة …. وحجته فيها الكتاب المنزل) انتهى كلامه
لو قارنا بسخرية المعري الزنديق وحطه من الفقهاء وبين كلام البحيري لوجدنا مصدر كلام البحيري هو المعري .
ويقول المعري منكرا الكتب السماوية واعتبارها لا شيء :
(أمور تستخف بها حلوم…وما يدري الفتى لمن الثبور
كتاب محمد وكتاب موسى…وإنجيل إبن مريم والزبور
نهت أممأ فما قبلت وبارت…نصيحتها فكل القوم بور !)
وهذا كلام المعري الصريح في اعتبار الكتب السماوية أباطيل
فيقول :
(دين وكفر وأنباء تقص وفر…..قان وتوراة وأنجيل
في كل جيل أباطيل يدان بها…فهل تفرد يومأ بالهدى جيل؟(
وفي قصيدة الدين والعقل يتكلم البحيري عن ضلال كل دين وأنه لا يجتمع الدين والعقل في شخص واحد فيقول :
(هفت الحنيفة والنصارى ما إهتدت….ويهود حارت والمجوس مضللة
إثنان أهل الأرض ذو عقل بلا….دين وأخر دين : لاعقل له !)
هذا هو المعري قدوة البحيري والذي تأثر به أيضا ، يعني أن الرجل لم يعجبه كل علماء الأمة فعجبه هذا الزنديق !!! سبحان الله الطيور على اشكالها تقع
فدلالة هذا الكلام خطيرة
أولا: البحيري عنده المعري أفضل من الفقهاء والمحدثين والمؤرخين
هذا أبو العلاء المعري فقد تواردت أقوال أهل العلم على ذمه ونسبته إلى الزندقة والتشهير به ، قال ابن كثير في ترجمته : أبو العلاء المعري التنوخي الشاعر المشهور بالزندقة اللغوي…. وقال بعد إيراد بعض شعره : وهذا من قلة عقله وعمى بصيرته …. وقال أيضا : وقد كان ذكيا ولم يكن زكيا وله مصنفات كثيرة أكثرها في الشعر وفي بعض أشعاره ما يدل على زندقته وانحلاله من الدين ، ومن الناس من يعتذرعنه ويقول إنه إنما كان يقول ذلك مجونا ولعبا ويقول بلسانه ما ليس في قلبه وقد كان باطنه مسلما، قال ابن عقيل لما بلغه وما الذي ألجأه أن يقول في دار الإسلام ما يكفره به الناس ، قال والمنافقون مع قلة عقلهم وعملهم أجود سياسة منه لأنهم حافظوا على قبائحهم في الدنيا وستروها ، وهذا أظهر الكفر الذي تسلط عليه به الناس وزندقوه والله يعلم أن ظاهره كباطنه .
وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس ، فيمن لبس عليهم إبليس حتى جحدوا البعث ، وقال أبو العلاء المعري : حياة ثم موت ثم بعث ******* حديث خرافة يا أم عمرو ، وقال في موضع آخر : وأما أبو العلاء المعري فأشعاره ظاهرة الإلحاد وكان يبالغ في عداوة الأنبياء ، وقال في موضع ثالث : ألا ترى إلى أول المعترضين وهو إبليس كيف ناظر فقال : أنا خير منه وقول خليفته وهو أبو العلاء المعري : رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا . وقال ابن القيم في طريق الهجرتين : وممن كان على هذا المذهب أي الامتناع عن أكل الحيوان أعمى البصر والبصيرة كلب معرة النعمان المكنى بأبي العلاء المعري فإنه امتنع من أكل الحيوان زعم لظلمه بالإيلام والذبح .اه
منقول




رد مع اقتباس