قال ابن بطة العكبري(رحمه الله) في أهل الأهواء والبدع مقدمة كتابهِ (الإبانة )
(وهو يعني أهل زمانه)

" أما بعد: يا إخواني , عصمنا الله وإياكم من غلبة الأهواء ومشاحنة الآراء,

وأعاذنا وإياكم من نصرة الخطأ وشماتة الأعداء , وأجارنا وإياكم من غِير الزمان وزخارف الشيطان , فقد كثر المغترون بتمويهاتها , وتباهى الزائغون والجاهلون بلبسة حلتها , فأصبحنا

وقد أصابنا ما أصاب الأمم قبلنا, وحل الذي حذرناه نبينا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم من : الفرقة والاختلاف , وترك الجماعة والائتلاف , وواقع أكثرنا الذي عنه نُهينا , وترك الجمهور

منا ما به أُمرنا , فخُلعت لبسة الإسلام , ونُزعت حلية الإيمان , وانكشف الغطا , وبرح الخفا , فعُبدت الأهواء ,واستُعملت الآراء , وقامت سوق الفتنة وانتشرت أعلامها , وظهرت

الردة وانكشف قناعها , وقدحت زناد الزندقة فاضطرمت نيرانُها , وخلف مُحمَّد صلى الله عليه وسلم بأقبح الخلف , وعظمت البلية , واشتدت الرزية , وظهر المبتدعون ,وتنطع

المتنطعون , وانتشرت البدع ,ومات الورع ,وهتكت سجف المشاينة , وشهر سيف المحاشة , بعد أن كان أمرهم هيناً ,وحدهم ليٍّناً.[1]




* الإمام أبو عبدالله محمد بن عبدالله الأندلسي الشهير بابن أبي الزمنين _ رحمه الله_ ( ت387ه)