بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين ، أما بعد:
فقد أخبرني الشيخ عبد الله بن مهاوش الزوبعي أنه التقى الشيخ العلاّمة الوالد ربيع بن هادي المدخلي إمام الجرح والتعديل في هذا الزمان وذلك في بيته في المدينة النبوية مساء اليوم الجمعة الخامس من رجب من عام 1436 وعرض عليه رسالة (براءة الدعوة السلفية من أصول وسلوك المميّعة وقواعد وغلو الحدّاية) فأيدها وانتقد بشدة من انتقدها
وأن الشيخ ربيع - سدده الله - قرأ الفقرة التالية بنفسه وأيدها بقوة وهي :
"وقد دلَّ كلام العلماء على عدة أمور منها:


أولًا: حتى يكون الحكم على الشخص من باب الخبر؛ فلابد أن يصدر من عالم صادق أمين عارف بأسباب الجرح والتعديل، «وخصوصًا في المسائل الخفية»، وأما المسائل الواضحة الظاهرة «كالرفض مثلًا» فهذه للعلماء ومن دونَهم كطلبة العلم . وإذا تخلفت هذه الشروط ، فلا ينطبق عليه هذا التأصيل كأن تتخلف عنه العدالة، أو الضبط، أو العلم بأسباب الجرح والتعديل، وذلك حتى لا نقع من جهة أخرى بمشابهة الحدَّادية فنجرِّح من لا يستحق التجريح، أو نُبَدع من ليس بمبتدع، بناءً على حكم أي ثقة؛ لأن منهج أئمة النقد المتقدمين ومنهم ابن أبي حاتم الذي نقله السخاوي، والعلماء المعاصرين والمتمثل بكلام الشيخ بن باز، والشيخ ربيع، والشيخ عبيد، مقيد بأحكام العلماء الأمناء العالمين بأسباب الجرح والتعديل مع معرفتهم بالرجال، وأقوالهم، ومقالاتهم، وخبرتهم الطويلة بأصولهم المعوجة وخطورتها وخطورة لوازمها."

ولا يلزم من كلامي هنا أن الجرح والتعديل خاص بالعلماء فقط! فهذا ليس محور الرسالة، وهذا الموضوع له بحث خاص، وتكلم فيه العلماء كثيرًا، وفرقوا بين البدع الظاهرة الواضحة وبين البدع الخفية. وتأكيدًا على هذا الكلام؛ فقد أخبرني الشيخ عبد الله بن مهاوش أنَّه سأل فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - سدده الله - في (23 صفر عام 1435) بعد أذان المغرب في مكة المكرمة.حول هذا الموضوع: السؤال التالي: (هل حكم الثقة كخبره) يختص بالعلماء. أو: هو لكل ثقة وإن لم يكن عالمًا كطلبة العلم مثلًا ؟ قال الشيخ ربيع – حفظه الله - الجواب: «هذا السؤال أفصل فيه، فإن كان الأمر ظاهرًا كالرافضة فنعم لطلبة العلم... وأما المسائل المُشكلة والتي تحتاج بحث فهذه خاصة بالعلماء»

وقد التقيتُ أنا حسن أبو معاذ بشيخنا العلاّمة – الشيخ عبيد الجابري يوم الثلاثاء 2/ رجب 1436 – وذكرتُ له أنَّ بعض الأشخاص فهم من رسالة ( البراءة ) أنّ فيها تقرير وتمرير لقواعد الحلبي بثوب جديد ، فتعجب الشيخ من هذا الفهم القاصر ، وأكد أن الرسالة ( سليمة سليمة) وكان ذلك في جلسة خاصة جمعتني بالشيخ في المدينة النبوية بحضور بعض الأخوة طلبة العلم ، بعد انتهاء درسه في شرح كتاب الإمارة من مختصر صحيح مسلم وفصل الشيخ في هذه المسألة تفصيلاً رائعاً ، ولم أخرج عنه في رسالتي السابقة ولله الحمد.

فأسأل الله العظيم أن يتقبل منَّا، ويجعل ذلك في ميزان حسناتنا، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلال بعد الهدى، ومن الغي بعد الرشد، وأن يجمع كلمة أهل السنة على الحق والهدى وأن يعيذنا وإيَّاهم من نزغات الشيطان.

كتبه حسن أبو معاذ العراقي







حمل من هنا
أو من هنا