إن الوقوف في المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب وقطع خطبته عليه بالإنكار العلني وإحداث فوضى وفتنة في المسجد هو من فعل الثوار الخوارج فقد ذكر الشاطبي في الاعتصام (1/80)عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا يَخْطُبُنَا، فَقَطَعُوا عَلَيْهِ كَلَامَهُ، فَتَرَامَوْا بِالْبَطْحَاءِ، حَتَّى جَعَلْتُ مَا أُبْصِرُ أَدِيمَ السَّمَاءِ.
قَالَ: وَسَمِعْنَا صَوْتًا مِنْ بَعْضِ حُجَرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: هَذَا صَوْتُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ!
قَالَ: فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ: أَلَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ قَدْ بَرِئَ مِمَّنْ فَرَّقَ دِينَهُ وَاحْتَزَبَ، وَتَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159]».
قَالَ الْقَاضِي إِسْمَاعِيلُ: " أَحْسَبُهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ: أُمَّ سَلَمَةَ، وَأَنَّ ذَلِكَ قَدْ ذُكِرَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ.
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ: هُمُ الْخَوَارِجُ. قال عبد السلام بن برجس : ووجدت الزبير بن بكار أسنده ( أي أثر أم سلمة )في الأخبار الموفقيات رقم (399)(ص489)عن سفيان بن عيينة عن

إسرائيل بن موسى أبي موسى البصري عن الحسن قال شهدت المسجد يوم الجمعة فخرج عثمان فقام رجل فقال : أنشد كتاب الله . فقال عثمان :

أما لكتاب الله ناشد غيرك ؟ فجلس ...إلخ بنحوه وليس فيه ذكر كلام أم المؤمنين وإسناده صحيح