مشاركة هذا الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي
-
مُجَالَسَةِ الْسَّلَفِيِّ لِلْعَوَامِّ لَا تَكُوْنَ لِلمَضَاحِكّةً وَالمَآنِسةً .. جَوَابَ لِلْشَّيْخِ أَبُوْ عُمَرَ الْعُتَيْبِيُّ وَفَّقَهُ الْلَّهُ وَسَدَّدَهُ
مُجَالَسَةِ الْسَّلَفِيِّ لِلْعَوَامِّ لَا تَكُوْنَ لِلمَضَاحِكّةً
وَالمَآنِسةً فَقَطْ إِنَّمَا تَكُوْنُ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ شَرْعِيَّةِ
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
جَوَابَ لِلْشَّيْخِ أَبُوْ عُمَرَ أُسَامَةُ بْنِ عَطَايَا الْعُتَيْبِيُّ حَفِظَهُ الْلَّهُ وَرَعَاهُ
---------------------------------
---------------------------------
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
***********
مَنْ مَجَالِسِ الْتَّعْلِيْقُ عَلَىَ خِطْبَةِ الْسُّلْطَانِ سُلَيْمَانِ الْعُلْوِيِّ الْمَغْرَبِيْ
لَيْلَةِ الْأَحَدِ 02 مِنْ شَعْبَانَ 1432 هِـ / 03 يُوَلْيُوَ 2011 مْ
يَقُوْلُ الْسَّائِلَ مِنَ الْمَغْرِبِ : هَلْ يَجُوْزُ لِلْسِّلَفِيْ أَنْ يُجَالِسَ الْعَوَّامِ وَيَجْعَلْ جَلَّ مَجَالِسُهُ مَعَهُمْ مَعَ الْعِلْمِ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْعَوَامَّ حْلِيَقوّ الْلِّحَى ومُسِبْلَوَ الثِّيَابِ وَالْغِيْبَةِ وَالْقِيَلَ وَالْقَالِ فَحَدِّثْ وَلَا حَرَجَ فَهُوَ يُجَالِسُهُمْ وَيُضَاحِكَهُمْ دُوْنِ الاسْتِنْكَارِ عَلَيْهِمْ ؟
الْجَوَابُ :
هَذَا فَاسِقٌ هَذَا الْشَخّصْ الَّذِيْ يَسْمَعُ لِلْعَوَامِّ مَعَ الْغَيْبَةِ وَالْنَّمِيْمَةِ وَالْقِيَلَ وَالْقَالِ وَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ هُوَ مِثْلُهُمْ هُوَ مَشَارِكَهُمْ فِيْ الْإِثْمِ وَأَوَّلُ مَنْ يَسْتَحِقُّ الْعُقُوْبَةَ هُوَ وَهَذَا مِنْ فِعْلِ الْفَسَقَةِ لَيْسَ مِنْ فِعْلَ الْصَّالِحِيْنَ
أَمَّا مُجَالَسَةِ الْعَوَّامِ الْمَجَالِسِ الَّتِيْ هِيَ مُبَاحَةٌ لِلْكَلَامِ الْمُبَاحِ فَلَا بَأْسَ لَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يَنْصَحُهُمْ وَأَنْ يَكُوْنَ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ مَجَالِسٍ الْعَامَّةِ وَمَجَالِسَ طَالِبٍ الْعِلْمِ وَهُوَ مُّسْتَقِيْمٍ .
مَا الْفَرْقُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ ؟ حْلِيَقوّ الْلِّحَى ومُسِبْلَوَ الثِّيَابِ إِذَا كُنْتَ أَنْتَ مَعَهُمْ فِيْ الْكَلَامِ الْمُبَاحِ وَالْضَّحْكُ وَالْلَّهْوِ الْمُبَاحِ بِدُوْنِ مَا يَكُوْنُ لَكَ أَثَرٌ مَتَىَ يَجْلِسُوْنَ . هَذِهِ الْمَجَالِسِ تُمِيْتُ الْقَلْبَ تُضْعِفُ الْإِيْمَانِ . رُبَّمَا صِرْتُ مُنْبَسِطَا مَعَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ تُحَلِّقُ لِحْيَتِكَ وَتُسَبِّلُ ثِيَابِكِ تُصْبِحُ تُشَاهِدَ الْأَشْيَاءَ الْخَلِيْعَةِ وَتَفْسِقُ وَهَذَا حَالُ كَثِيْرٍ مِنَ الْشَّبَابِ الَّذِيْنَ يَنْشَغِلُونَ بِالْلَّهِوَ وَالْلَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىْ مَدَحَ عِبَادُ الْرَّحْمَنِ ، قَالَ تَعَالَىْ : " وَعِبَادُ الْرَّحْمَنِ الَّذِيْنَ يَمْشُوْنَ عَلَىَ الْأَرْضِ هَوْنَا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُوْنَ قَالُوْا سَلَاما * وَالَّذِينَ يَبِيْتُوْنَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدَا وَقِيَامَا " [ الْفُرْقَانَ : 63 - 64 ]
الْمُهْمِ ذِكْرِ الْلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ عُبَّادَ الْرَّحْمَنِ أَنَّهُمْ لَا يَشْهَدُوْنَ الْزُّوْرَ وَإِذَا مَرُّوْا بِالْلَّغْوِ مَرُّوْا كِرَامُا .
وَقَالَ الْلَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىْ عَنْ الْمُؤْمِنِيْنَ الْمُفْلِحِيْنَ : " وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ الْلَّغْوِ مُعْرِضُوْنَ " [الْمُؤْمِنُوْنَ : 3]
وَقَالْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىْ " وَإِذَا سَمِعُوْا الْلَّغْوَ أَعْرَضُوْا عَنْهُ وَقَالُوْا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِيَ الْجَاهِلِيَنَ " [الْقَصَصَ : 55]
فَلَغْوٌ الْكَلَامَ وَالْكَلَامِ الَّذِيْ لَا فَائِدَةَ مِنْهُ يَتَجَنّبَهُ أَهْلَ الْإِيْمَانَ أَمَّا الْكَلَامُ الْبَاطِلِ فَيَجِبُ تَجَنَّبَهُ .إِذَا كَانَ الْمُبَاحُ قَدْ يُؤَدِّيَ إِلَىَ الْبَاطِلِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيْهِ ذِكْرُ الْلَّهِ وَالْطَّاعَةِ وَالْحِرْصَ عَلَىَ الْعِبَادَةِ فَإِنَّهُ قَدْ يُؤَدِّيَ إِلَىَ الْغَفْلَةِ وَإِلَىَ ظَلَمَ الْنَفَسِ لَا سِيَّمَا مَعَ الْفَسَقَةِ وَ يَجِبُ عَلَيْكَ إِلَّا تُجَالِسُ الْفَسَقَةِ إِلَا لِلْمُنَاصَحَةِ أَوْ صِلَةً الْرَّحِمِ مَعَ الْمُنَاصَحَةٍ ، لِأَنَّ الْفَسَقَةِ يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَهْجُرُوا كَالْمُبْتَدْعَةً لَكِنْ الْمُبْتَدِعَةِ أَشَدُّ لِأَنَّ الْنَبِيَّ عَلَيْهِ الْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ أَمَرَ بِهَجْرِ ثَلَاثَةَ مِنْ الْصَّحَابَةِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُمْ مِنْ خِيَرَةِ الْصَّحَابَةِ لِأَنَّهُمْ فَعَلُوْا أَمْرا مُحَرَّما وَهُوَ بِأَنْ خُلِّفُوْا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوْكَ وَمَعَ ذَلِكَ أَمَرَ بِهَجْرِهِمْ خَمْسِيْنَ لَيْلَةً وَالْهَجْرِ لِأَجْلِ لِمَصْلَحَةِ الْدِّيْنِ وَهَذَا الْحَدِيْثِ أَصْلِ فِيْ الْبَابِ ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ مَعَ إِجْلَالِ الْصَّحَابَةِ وَذَكِّرْهُمْ بِالْجَمِيْلِ لَكِنْ هَذِهِ أَحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ تُبْنَى عَلَىَ أَفْعَالِ الْرَّسُوْلِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْوَالِهِ وَتَقْرِيْرَاتِهِ .
فَلِذَلِكَ مُجَالَسَةُ أَهْلِ الْفِسْقِ وَمُجَالَسَةَ أَهْلِ الْبِدَعِ لَا يَجُوْزُ إِلَّا لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ شَرْعِيَّةِ لَا يَسْتَصْحِبَ إِلَّا مُؤْمِنا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ وَإِنَّمَا يَجْلِسُ مَعَ الْعَامَّةِ لنَصِيحَتِهُمْ ، لِتَّأْلِيْفِ قُلُوْبِهِمُ عَلَىَ الْحَقِّ وَالْهُدَىَ .
هَذَا يَكُوْنُ مَقْصُوْدُكَ فِيْ الْجُلُوْسِ حَتَّىَ مَعَ الْيَهُوْدِ وَالْنَّصَارَىَ لِمَنْ كَانَ يَسْكُنُ فِيْ بِلَادِ الْغَرْبِ ، إِذَا جَلَسَ مَعَهُ زَمِيْلٌ الْعَمَلِ أَوْ زَمِيْلٍ جَارِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ لَا يَكُوْنُ مَقْصُوْدُهُ المَضَاحِكّةً وَالمَآنِسةً فَقَطْ هَذَا تَبِعَ وَإِلَّا الْأَصْلِ يَكُوْنُ جُلُوْسِهِ مَعَهُ لِأَجْلِ دَعْوَتِهِ لِلْإِسْلَامِ دَعْوَتِهِ لِلْحَقِّ .
كَذَلِكَ مَعَ الْفَسَقَةِ وَالْمُبْتَدَعَةِ . مَعَ الْفَسَقَةِ تَهْجْرِهُمْ ، لَكِنْ إِذَا جَلَسْتُ مَعَهُمْ تَجْلِسُ مَعَهُمْ لِدَعْوَتِهِمْ وَتَعْلِيْمِهِمْ وَتَكُوْنُ بَشُوْشا مُتَبَسِّمَا فِيْ وُجُوْهِهِمْ لِأَجْلِ الْنَّصِيْحَةُ
كَذَلِكَ الْمُبْتَدَعَ أَنْتَ تَنْصَحَهُ فَإِنْ رَأَيْتَ تُمْسِكُهُ بِالْبِدْعَةِ تَهْجُرُهُ
كَذَلِكَ الْفَاسِقِ إِذَا كَانَ رَأْسا فِيْ الْفِسْقِ وَالْفُجُورِ أَوْ مُصَاحِبَتُهُ أَوْ مُجَالَسَتُهُ كَمَا قَالَ الْرَّسُوْلُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيْسِ الْصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ الْسَّوْءِ ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيَرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيْحا طَيِّبَةً ، وَنَافِخِ الْكِيَرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ [مِنْهُ] رِيْحا خَبِيْثَةً " سِلْسِلَةٍ الْأَحَادِيْثِ الْصَّحِيْحَةِ 3214 .
فَهَذَا الْفَاسِقِ جُلُوْسُكَ مَعَهُ إِمَّا أَنْ يُحْرِقُكَ بِمَعْصِيَتِهِ وَفِسْقِهِ فَتُصْبِحَ مِثْلِهِ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيْحا خَبِيْثَةً بِأَثَرِ الْجُلُوْسِ إِمَّا فِيْ أَخْلَاقَكَ وَإِمَّا فِيْ سَمِعْتُكَ .
وَالْلَّهُ أَعْلَمُ
---------------------------------
--------------------------
تَمَّ الْتَّفْرِيْغِ يَوْمَ الْسَّبْتِ 08 شَعْبَانَ 1432 هِـ / الْمُوَافِقُ لِـ 09 مِنْ يُوَلْيُوَ 2011 مْ
أَخُوْكُمُ عَبْدِ الْحَافِظِ الْجَزَائِرِيِّ عَفَا الْلَّهُ عَنْهُ
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=19684
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى