مشاركة هذا الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي
-
أمور فقهية حول المسح على الخفين الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
أمور فقهية حول المسح على الخفين |
محتوى الشريط |
|
المادة الصوتية |
| ....فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى أتقوا الله الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً اتقوا الله عز وجل طهروا قلوبكم من الشرك والنفاق في عبادة الله وطهروها من الحقد وإرادة السوء في معاملة عباد الله فإن الطهور شطر الإيمان وطهروا أبدانكم وثيابكم ومواضع صلاتكم من النجاسات.... |
|
|
استماع المادة
|
تحميل المادة
|
المصدر : 
|
حجم الملف : 3.70 MB
|
تاريخ التحديث : Jun 21, 2004
|
|
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ وسلم تسليماً. أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى أتقوا الله الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً اتقوا الله عز وجل طهروا قلوبكم من الشرك والنفاق في عبادة الله وطهروها من الحقد وإرادة السوء في معاملة عباد الله فإن الطهور شطر الإيمان وطهروا أبدانكم وثيابكم ومواضع صلاتكم من النجاسات والأقذار استنزهوا من البول والغائط بالإستنجاء بالماء أو الإستجمار بالأحجار حتى يبقى المحل بثلاثة مسحات فأكثر إن عدم التنزه من البول من أسباب عذاب القبر ففي الصحيحين من حديث إبن عباسٍ رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال (إنهما ليعذبان) وبيّن سبب تعذيبهما فقال (أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) وإن من الخطأ الذي يؤسف له أن بعض الناس يبول ثم يقوم من بوله لا يبالي بما أصابه منه ولا يستنزه منه بماءٍ ولا أحجار ثم يذهب يصلي وهو متلوثٌ بالنجاسة وهذا من كبائر الذنوب ولا تصح الصلاة على هذه الحال فتطهروا أيها المسلمون وإحترزوا من الوساوس فإن بعض الناس يدخله الشك في أنه خرج منه بول أو خرجت منه ريح ثم لا يزال في قلق حتى يذهب ويتوضأ وهذا داءٌ ومرض بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدواء منه والشفاء بدواءه فأمر صلى الله عليه وسلم من أشكل أحصل منه ريحٌ أو نحوها أمره أن لا يخرج من صلاته حتى يتيقن ذلك إما بالريح أو بالصوت فلا تتبعوا الوسواس فتقلقوا وتضطرب نفوسكم ويعلب بكم الشيطان لا تخرجوا من الصلاة بالوساوس ولا تتوضوا إلا من يقين حتى لا يتدرج بكم الوسواس إلى حالٍ لا ترضونها وتطهروا أيها المسلمون من الحدث الأصغر بإسبقاء الوضوء كما أمركم الله به وكما جاءت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سموا عند الوضوء وأغسلوا أكفكم ثلاثة مرات ثم تمضمضوا وأستنشقوا وأستنثروا ثلاثة مراتٍ بثلاثة غرفات ثم أغسلوا وجهوكم ثلاثة مرات من الأذن إلى الأذن عرضاً ومن منحنى الجبهة نحو الرأس إلى أسفل اللحية ثم أغسلوا اليد اليمنى ثلاثة مرات من أطراف الأصابع إلى المرفق وهو مفصل الذراع من العضد ثم اليد اليسرى مثل ذلك والمرفق داخلٌ في الغسل وهنا أقف لأنبه على مسألةٍ خطيرةٍ يسهو أو يغفل عنها بعض الناس وهوأن بعض الناس إذا غسل يديه بعد وجهه غسل الذراعين فقط دون الكف وهذا لا يجزي ولا يصح به الوضوء بل لا بد من غسل اليد كاملةً بعد غسل الوجه من أطراف الأصابع إلى المرفق ثم أمسحوا جميع رؤوسكم من منحى الجبهة مما يلي الوجه إلى منابت الشعر من القفا والأذنان من الرأس فيجب مسحهما يدخل المتوضي سبابتيه في صماغيهما ويمسح بإبهاميه ظاهرهما ثم أغسلوا الرجل اليد اليمنى ثلاثة مرات من أطراف أصابعها إلى الكعبين وهما العظمان البارزان في أسفل الساق ثم أغسلوا الرجل اليسرى مثل ذلك والكعبان داخلان في الغسل وإذا كان على الرأس عمامة أو كبٌ يشق نزعه فأمسحوا عليه بدلاً عن مسح الرأس وأمسحوا على الأذنين إن خرجتا وإذا كان على الرجلين خفٌ أو جوربٌ أو نحوهما والجورب هو الذي تسمونه الشراب إذا كان على الرجلين شيءٍ من ذلك سواءٌ كان من القطن أو الصوف أو الجلود أو غيرها مما يجوز لبسه وسواءٌ كان صفيقاً أو رقيقاً فامسحوا عليه بدلاً عن غسل الرجل بثلاثة شروط الأول أن تلبسوا ذلك على طهارة فإن لبستم على غير طهارةٍ لم يجز المسح لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه حين أراد أن ينزع خفي النبي صلى الله علي وسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم (دعهما فإني أبقيتهما طاهرتين) الشرط الثاني أن يكون ذلك في الحدث الأصغر فإن أصابته نجاسةٌ لم يجوز المسح على الخفين ولا على الشراب ووجب خلعهما وغسل الرجلين الشرط الثالث أن يكون في المدة المحدودة وهو يومٌ وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر قال صفوان بن عسان رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليها إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم وقال عليٍّ أبي طالبٍ رضي الله عنه جعل النبي صلى الله عليه ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوماً وليلةً للمقيم ، يعني في المسح على الخفين وتبتدي هذه المدة من أول مرةٍ مسح بعد الحدث فلا يقصد من المدة ما كان قبل المسح وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت المسح ولا يكون المسح إلا بحقيقة فعله فإذا تطهر الرجل لصلاة الفجر مثلاً ولبس خفيه ولم ينقض وضوءه إلا عند صلاة العصر ثم مسح عند صلاة العصر فإنما قبل هذا لا يحتسب من المدة وتبتدي المدة من عند المسح من عند صلاة العصر حتى تتم يوماً وليلةً للمقيم وثلاثة أيامٍ بلياليها للمسافر إلا إذا أصاب الإنسان جنابةٌ فإنه يخلعهما ويغسل رجليه مع سائر جسده وإذا تمت المدة وأنت على طهارة لم تنتقض طهارتك بذلك حتى يحصل ناقضٌ للوضوء من بولٍ أو غيره وعلى هذا فلو تمت المدة قبل أذان الظهر مثلاً وأنت على طهارة وبقيت على طهارتك إلى الليل فإن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء صلاةٌ صحيحة لأنك لم تزل على طهارتك والنبي صلى الله عليه وسلم إنما وقّت المسح بيوم وليلة ولم يوقت الطهارة وفرقٌ بين توقيت المسح وتوقيت الطهارة لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقّت الطهارة بيومٍ وليلة لقلنا إذا تمت المدة بطلت الطهارة ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم وقّت المسح بيومٍ وليلة فإذا تمت المدة فلا مسح أما الطهارة فإنها باقية ولا دليل على القول بأنها تنتقض وينبغي أن تعلموا بارك الله فيكم قاعدةً مهمة نافعةً في هذا الباب وغيره وهو أنه ما ثبت بدليلٍ شرعي لا يمكن رفعه إلا بدليلٍ شرعي هذه القاعدة تنفعك في هذا وفي غيره من مسائل العلم كلما ثبت بمقتضى دليلٍ شرعي فإنه لا يمكن أن يرفع إلا بدليلٍ شرعي ولذلك نقول من مسح على شيءٍ ثم خلعه فطهارته باقيةٌ لا تنتقض بذلك لو مسحت على الشُرّاب مثلاً ثم أحتررت ونزعتها وأنت على طهارة فإن طهارتك باقية ولا تنتقض بالنزع لأنه لا دليل على النقض بنزع الخفين أو غيرهما مما يمسح وهذا مبنيٌّ على القاعدة التي ذكرناها أنما ثبت بمقتضى دليلٍ شرعي لا يمكن أن يرفع إلا بدليلٍ شرعي فنقول لمن قال إنه إذا خلعها بعد المسح إنتقض وضوءه نقول له هات الدليل على ما قلت فإن لم يأت بدليل فإن الأصل بقاء الطهارة التي ثبتت بمقتضى الدليل الشرعي ولكن إذا أراد أن يلبسه مرةً أخرى بعد خلعه من بعد المسح فإنه لا يلبسه حتى يتوضأ ويغسل رجليه أيها المسلمون لو سألنا سائل قال إن علي ّجوارب فهل الأفضل أن أخلعها عند الوضوء لأجل أن أغسل رجلي أو الأفضل أن أمسح؟ قلنا إن الأفضل أن تمسح إذا كانت الشروط تامة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمغيرة بن شعبة لما أراد أن يخلع خفيه قال (دعهما فإني أبقيتهما طاهرتين) وليس في قلوبنا شيءٌ من المسح على الخفين أبداً كما قال الإمام أحمد رحمه الله ليس في قلبي من المسح شيء فيه أربعون حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا عد أهل العلم المسح على الخفين عدوا الأحاديث الواردة فيه من الأحاديث المتواترة فيا أيها المسلمون أسبقوا الوضوء على الوجه المطلوب منكم فقد صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيسبق الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم أجعلني من التوابين وأجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) وعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره) رواه مسلم وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إسباق الوضوء في المكاره واعمار الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلاً) فهذه ثلاثة أحاديث عن ثلاثة خلفاء من الراشدين رضي الله عنهم كلها تدل على فضل الوضوء وتطهروا أيها المسلمون من الجنابة وبادروا بالطهارة منها وأعلموا أن الجنابة تحصل بواحدٍ من أمرين إما بالإنزال أعني إنزال المني بشهوة سواءٌ كان هذا الإنزال عن مباشرة أو عن تقبيل أو عن تفكير أو عن عبثٍ بالذكر أو بغير ذلك كلما نزل المني بشهوة فإنه يوجب الغسل أما الأمر الثاني فهو الجماع فإذا جامع الإنسان زوجته وجب عليه وعليها الغسل سواءٌ حصل منهما إنزالٌ أم لم يحصل وهذه المسألة أعني الغسل من الجنابة بالجماع بدون إنزال تخفى على كثيرٍ من الناس ويقع عنه السؤال كثيراً لأن بعض الناس يظن أن الجماع بدون إنزالٍ لا غسل فيه ولكن هذا ظنٌ ليس بصحيح فإذا جامع الرجل زوجته ولو لم ينزل ولو لم تنزل هي وجب على كل منهما الغسل لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل وإن لم ينزل) وبادروا أيها المسلمون بالغسل من الجنابة بادروا بالغسل من الجنابة فإنه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تقرب الملائكة جنباً إلا أن يتوضأ ولا تناموا على جنابة فإن تيسرلكم الاغتسال قبل النوم فهو أفضل وإن لم يتيسر فتوضؤا كما تتوضئون للصلاة ثم ناموا واغتسلوا إذا قمتم) والواجب في الغسل أن يعم بدنه بالماء مرةً واحدة لكن الأفضل أن يغسل أولاً كتفيه ثلاثاً ثم يغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءا ً كاملاً ثم يغسل رأسه فيخلل أصول شعره بالماء حتى يظهر ثم يفيض عليه ثلاثة مرات ثم يغسل سائر جسده ولا يحتاج إلى إعادة الوضوء بعد الغسل لأن الغسل كافٍ عن الوضوء لقوله تعالى ) وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا )(المائدة: من الآية6) ولم يذكر وضوءً ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى رجلاً ماءً وكان هذا الرجل عليه جنابة فقال خذ هذا فأفرغه على نفسك ولم يذكر له الوضوء فدل هذا على أن الغسل كافٍ عن الوضوء لكن لا بد من المضمضة والاستنشاق ومن كان في أعضاء طهارته جرحٌ لا يضره ماء وجب عليه غسله فإن كان يضره الغسل دون المسح وجب عليه مسحه وإن كان يضره حتى المسح تيمم عنه وإذا كان على أعضاء طهارته كيسٌ مغلفٌ على كسر أو لزقةٍ مشدودة على جرح أو ألم مسح عليه حتى يبرأ سواءٌ في الحدث الأصغر أم الجنابة ولا يلزمه أن يتمم مع المسح والمريض الذي يتعذر عليه استعمال الماء لعجزه عنه أو تضرره باستعماله يجوز له أن يتيمم حتى يزول عذره والمسافر الذي ليس معه زائدٌ عن حاجته يجوز له أن يتيمم حتى يجد الماء لقول الله تعالى ) وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْمِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(المائدة: من الآية6) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجلٌ من أمتي أدركته الصلاة فليصل) اللهم لك الحمد على هذه النعمة والتيسير ومن تيمم لصلاة وبقي على طهارته إلى الصلاة الأخرى فهو على طهارته ولا يحتاج إلى إعادة التيمم لأن القول الراجح أن التيمم لا يبطل بخروج الوقت لأن التيمم طهارة كما قال الله تعالى ) مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ )(المائدة: من الآية6) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا) فإذا كان التيمم طهارة وتيمم الإنسان به على الوجه المشروع فإن طهارته باقية ومن قال إنها تنتقض بخروج الوقت فإن عليه الدليل على ذلك لأن الأصل أنما ثبت بمقتضى دليلٍ شرعي لن يرتفع إلا بدليلٍ شرعي ولا تنتقض طهارة التيمم إلا بالنواقض المعروفة أو بوجود الماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذي كان تيمم عن جنابة لعدم الماء أمره حين وجد الماء أن يفرغه على نفسه وهذا دليلٌ على أن طهارة التيمم مؤقتة لوجود الماء فاتقوا الله أيها المسلمون واشكروا الله على نعمه وتوسيله وقوموا بما أوجب الله عليكم من الطهارة من غير غلوٍ ولا تقصير فإن الله يقول )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) (لأنفال:20) )وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (لأنفال:21) )إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (لأنفال:22) )وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (لأنفال:23)وكونوا ممن قال الله فيهم ) فَبَشِّرْ عِبَادِ)(الزمر: من الآية17) )الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18)اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا يا ذا الجلال والإكرام أن تجعلنا من عبادك الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئ الأخلاق والأعمال لا يصرفها عنها سيئها إلا أنت اللهم صلي على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.. الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم إهتدى وسلم تسليماً.. أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله تعالى وأعلموا أنكم في ضرورةٍ إلى رحمة ربكم فتعرضوا لهذه الرحمة تعرضوا لرحمة الله عز وجل بالقيام بطاعته وطاعة رسوله وبالقيام بأداء حقوق العباد فإن الله عز وجل يقول )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96) )أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ) (لأعراف:97) )أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (لأعراف:98) )أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99)اللهم إنا نعوذ بك أن نأمن مكرك اللهم اجعلنا ممن يخافك ويتقيك عباد الله أدوا حقوق الله وحقوق عباده أدوا زكاة أموالكم تفقدوا أنفسكم أدوا الزكاة فإن الزكاة أمرها عظيم وخطرها جسيم إن الإنسان إذا منع زكاته فإنها سحتٌ تكون في ماله تسحت بركته وتوجب لصاحبها عذاب يوم القيامة يقول الله عز وجل )وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (آل عمران:180)ويقول الله عز وجل ) وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)(التوبة: من الآية34) )يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة:35)إنه عذاب بدنٍ وعذاب قلب إنهم يعذبون بكيهم في نار جنهم ويعذبون بالتوبيخ والتنديم يقال لهم ) هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)(التوبة: من الآية35) فيزدادون حسرةً إلى حسرتهم يتمنون أنهم يرجعون إلى الدنيا ليؤدوا زكاة أموالهم ولكن أنى لهم ذلك وقد كانوا في دار الجزاء بعد أمهلوا في دار الأعمال وفي صحيح مسلمٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما من صاحب ذهبٍ ولا فضة لا يؤدي منها زكاتها أو لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جنهم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يؤتى بين العباد ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) أيها المسكين الباخل بالزكاة هل تستطيع أن تصبر على شرارٍ من نار هذه الدنيا لحظةً واحدة هل تستطيع أن تصبر على ما فوقها ساعةً واحدة إنك لا تستطيع ذلك وإن نار الآخرة فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءا إنها مثلها سبعين مرة ومع ذلك فإن هذا لا يكون في لحظةٍ أو في ساعة لا يكون عذابك بالنار في لحظة أو ساعة إنه يكون في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة فاتق الله يا أخي المسلم أدي الزكاة وإنما أقول لكم ذلك لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما منع قومٌ زكاة أموالهم إلا منعوا قطرة من السماء ولو لا البهائم لم يمطروا فاتقوا الله يا عباد الله فكروا في أنفسكم أدوا المظالم إلى أهلها لا تماطلوا بأهل الحقوق أدوهم حقوقهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (مطل الغني ظلم) لا تعلوا على من جعله الله تحت أيديكم من النساء والبنين والبنات لا تعلو عليهن واذكروا قول الله عز وجل ) فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)(النساء: من الآية34) لقد بلغني أن من الناس من يعتو ويجور على زوجته حتى يجعلها أرذل من الخادم عنده يضربها يوبخها يسبها يسب والديها وربما يتعدى الأمر إلى أن يسب دينها إذا كانت امرأةً ملتزمة فاتقوا الله يا عباد الله اتقوا الله في نسائكم فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله اتقوا الله عز وجل إنكم اليوم لكم السيطرة ولكن يوم القيامة السيطرة للعدل والقسط ربما تأخذ هذه المرأة الضعيفة اليوم ربما تأخذ يوم القيامة من أعمالك من أعمالك الصالحة فإن لم يبقى منها شيء أخذ من سيئاتها فطرحت عليك ثم طرحت في النار فاتقوا الله أيها المسلمون أدوا المظالم إلى أهلها لا تتهاون بهذا الأمر فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة اللهم إنا نسألك أن تنصرنا بدينك وأن تنصر دينك بنا اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأزل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم أجعل ولاية المسلمين فيمن هم أهلٌ للولاية اللهم أجعل ولاية المسلمين فيمن هم أهلٌ للولاية اللهم أجعل ولاية المسلمين فيمن من هم أهلٌ للولاية اللهم من تولى على المسلمين وهو ليس أهلاً للولاية فعجل بإزالته عن ولايته يا رب العالمين إنك على كل شيءٍ قدير اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان الذين يجاهدون بالعلم والبيان ويجاهدون بالسلاح والسنان يا رب العالمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين صغيرهم وكبيرهم اللهم من كان من ولاتهم مستقيماً على أمرك ناصحاً لعبادك مخلصاً لهم بتمشيهم على الشرع فثبته على ذلك وأيده ومن كان على خلاف ذلك فأهده إلى الحق أو أبدله بخيرٍ منه يا رب العالمين اللهم أصلح لولاة أمور المسلمين بطانتهم اللهم أبعدهم عنهم كل بطانة سوءٍ يا رب العالمين اللهم هيئ لهم بطانةً صالحة تدلهم على الخير وترغبهم فيه وتبين لهم الشر وتحذرهم منه... |
من موقع الشيخ
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot...icle_494.shtml
هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
حمل من هنا
http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة أبو العز الكوني الليبي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 25-Jan-2020, 07:12 PM
-
بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 01-Dec-2017, 09:33 AM
-
بواسطة مجدي أبوبكر عبدالكريم العوامي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 27-Dec-2012, 06:37 PM
-
بواسطة أبو هنيدة ياسين الطارفي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 26-Feb-2012, 06:22 PM
-
بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 21-Nov-2011, 02:25 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى