فتوى الشيخ فركوس حفظه الله
الفتوى رقم: 362
الصنف: فتاوى متنوعة
أكل لحوم الجلالة وشرب ألبانها
السؤال: شيخنا الفاضل أبا عبد المعز حفظه الله تعالى ورعاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فما حكم أكل لحوم الماشية وشرب ألبانها، إذا كان عامة غذائها من كلأ يسقى من المياه النجسة القذرة التي مصدرها قنوات صرف المياه، فهل لها حكم الجلاّلة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل لحومها وشرب ألبانها، أم أنّ الأمر في ذلك يرجع إلى مدى تأثر لحومها وألبانها بما قد يحصل فيها من قذر وتغير رائحة، وحصول ضرر بحيث يقال: إن حصل فيها ذلك وجب الامتناع عن تناولها وإن لم يحصل لم يجب، أجيبونا مأجورين مشكورين وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم.
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ الرأي الثاني هو الظاهر حكما ذلك لأنّ الجلالة تلتقط النجاسات وتتبعها وتأكل العذرة حتى يتغير ريحها، وهي علة النهي عن ركوبها وأكل لحمها وشرب لبنها حتى يتغير ريحها على ما ورد من أحاديث صحيحة تقضي بهذا الحكم، هذا والماشية المذكورة في سؤالكم لا تلتقط عين النجاسة وإنّما تأكل الكلأ الذي سقي بماء نجس ولا يلزم من نموه به أن يكون الكلأ نجسا، ولا يخفى أنّ النجاسة إن كانت مائعة فجفاف الأرض طهورها، أي أنّ الأرض تطهر بالجفاف هي وما يتصل بها قرار، كالشجر والبناء وما إلى ذلك، فضلا عن أنّه لا يحصل لها تغيير واسم الجلالة يقترن به إذ لو حبست الجلالة بعيدة عن النجاسة والعذرة مدة علفت طاهرا فطاب لحمها وذهب عنها اسم الجلالة وحلّت.
والعلم عند الله تعالى؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في9 ذي القعدة 1420 ﻫ
الموافق ﻟ : 15 فبراير 2000م




رد مع اقتباس