السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قال الشيخ الألباني رحمه الله في كتاب "جلباب المرأة المسلمة" ص 169 :
(( وقد أحدث في هذا العصر أجراس متنوعة لأغراض مختلفة نافعة كجرس ساعة المنبه الذي يوقظ من النوم وجرس الهاتف ( التليفون ) ، وجرس دوائر الحكومة والدور ونحو ذلك فهل يدخل هذا في الأحاديث المذكورة وما في معناها؟ وجوابي : لا، وذلك لأنه لا يشبه الناقوس لا في صوته ولا في صورته. والله أعلم.
وهذا بخلاف أجراس بعض الساعات الكبار التي تعلق على الجدران، فإن صوتها يشبه الناقوس تماماً، ولذلك فهذا النوع من الساعات لا ينبغي للمسلم أن يُدخلها إلى داره، ولا سيما أن بعضها تعزف بما يشبه الموسيقى قبيل أن يدق الجرس مثل ساعة لندن التي تسمع إذاعتها المعروفة بإسم ( بك بن ).
ومما يؤسف له أن هذا النوع من الساعات قد أخذ يغزو المسلمين حتى في مساجدهم، بسبب جهلهم بشريعتهم! وكثيرا ما سمعنا الإمام يقرأ في الصلاة بعض الآيات التي تندد بالشرك والتثليث والناقوس يدق من فوق رأسه منادياً ومذكراً بالتثليث! والإمام وجماعته في غفلتهم ساهون .
ولقد كنت كلما دخلت مسجداً فيه هذه الساعة عطلت ناقوسها دون أن أمس آلتها بسوء؛ لأنني ساعاتي ماهر والحمد لله ، وما كنت أفعل ذلك إلا بعد أن ألقي كلمة أشرح فيها وجهة نظر الشرع في مثل هذا الناقوس وأقنعهم بضرورة تطهير المسجد منه ومع ذلك فقد كانوا أحياناً – مع اقتناعهم – لايوافقون على ذلك بحجة أن الشيخ فلان والعالم فلان صلوا في هذا المسجد وما أحد اعترض!
هذا في سورية وما كنت أظن أن مثل هذه الساعة التي تذكر بالشرك تغزو بلاد التوحيد (السعودية)، حتى دخلت مع شقيقي منير مسجد قباء في موسم الحج (سنة 1382 ) فدهشنا حين سمعنا دق الناقوس من ساعتها! فكلمنا بعض القائمين على المسجد، ولعل إمامه كان فيهم، وأقنعناهم بعدم جواز استعمال هذه الساعة و خصوصا في المسجد، وسرعان ما اقتنعوا ولكنا لما طلبنا منهم أن يسمحوا لنا بتعطيل ناقوسها أبوا، وقالوا :هذا ليس من اختصاصنا، وسنرفع المسألة إلى أولي الأمر! فقلنا: شتان بين الأمس و اليوم.
و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلّم: "ما من عام إلا الذي بعده شر منه حتى تَلْقَوا ربّكم". الصحيحة (1218). وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.)).اهـ




رد مع اقتباس