مراعاة المُعَلِم لأحوال الناس

مستفاد من: شرح صحيح البخاري - الدرس 07 | للشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

إن الناس لهم أحوال، أحوال ينشَطون لقلة مشاغلهم أو فراغهم فيكونون مستعدين لتلقي المسائل العلمية وإن كثُرت ، وأحيانا يفتُرون فليس عندهم استعداد لأي شيء لما حدث لهم من حوادث ، عوارض تعرض لهم ، وأحيانا يكونون مستعدين ولكن ليس الاستعداد الكامل فالحاذق من المعلمين الذين يُعلمون الناس لاسيما من يُعلِّم الناس السنة أن يرفُق بحاضريه ومستمعيه حتى لا يمَلوا فإن المستمع إذا مل يصبح لا يستوعب شيئا.

حديث ابن مسعود له قصة وهو أنه كان يعظ أهل الكوفة يوم كان أميرا عليهم كل خميس فقيل له: يا أبا عبد الرحمن ، ألا تزيدنا ؟ قال: " إني كنت أتخولكم كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا كراهة السآمة علينا" ومعنى يتخول أي يتعاهد ويتفقد ويتحسس الأحوال.

حديث أنس الشاهد منه: ((يَسِّرُوا ولَا تُعَسِّرُوا وبَشِّرُوا ولَا تُنَفِّرُوا)) هو كله شاهد، كيف ذلك؟ وجه ذلكم أن من أثقل على سامعيه واستقطب جميع حالتهم فإنهم يملُّون منه ويكون هو معسِّرا عليهم ومنفِّرا لهم ؛ وفي حديث موسى - صلى الله عليه وسلم - وقصته مع الخضِر أن موسى - صلى الله عليه وسلم - وعظ الناس فلما تهيجوا وبكوا أوقف الموعظة ؛ قال أهل العلم: "يُستحب للواعظ أن يدع الناس في حال نشاطهم قبل أن يملُّوا منه ويثقلَ عليهم بالموعظة"

منقول من ميراث الأنبياء
رابط الصفحة من هنا
( http://ar.miraath.net/fawaid/8013 )
__________________