ذكر ابن رجب الحنبلي في اللطائف .

خرج الإمام أحمد من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد ، و إن من السعادة أن يطول عمر العبد و يرزقه الله الإنابة . فتمني الموت يقع على وجوه : منها : تمنيه لضر دنيوي ينزل بالعبد فينهى حينئذ عن تمني الموت ، و في الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد فاعلاً فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي و توفني إذا كانت الوفاة خيراً لي . و وجه كراهيته في هذا الحال أن المتمني للموت لضر نزل به إنما يتمناه تعجيلاً للإستراحة من ضره و هو لا يدري إلى ما يصير بعد الموت فلعله يصير إلى ضر أعظم من ضره فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار .... فلهذا لا ينبغي له أن يدعو بالموت إلا أن يشترط أن يكون خيراً له عند الله عز و جل.