الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده

نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم لم يأذن للمرأة بالمشاركة بالقتال والجهاد في سبيل الله تعالى مع العدو في معيته وعصره المبارك أعني حمل السلاح وخوض المعركة لا السقاية وغيرها من خدمة المجاهدين وحينما سألته عائشة رضي الله عنها هل على المرأة من جهاد أجابها عليه الصلاة والسلام بقوله: (المرأة عليها جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة).

بل إن دين الإسلام حرم على قيادات الجهاد الإسلامي قتل المرأة فكيف تجند وتفخخ لتفجير المنشآت وقتل الآمنين وترويع البشرية وكيف تجند للمظاهرات والاعتصامات ؟

ذكر صاحب مذكرة التنظيم السري العالمي بين التخطيط والتطبيق في سياق التركيز على المرأة في المحاضن الحزبية قوله: لقد بدأ الحزبيون يركزون على النساء في السنوات الأخيرة فظهرت الرسائل والكتيبات الخاصة بهن والتي هي من تأليف قادة الصحوة وغيرهم ممن يسيرون في فلكهم، كبداية في تثقيفهن وجذبهن للمشاركة والاندماج في تيار الصحوة الذي يسير تحت قيادة التنظيم السري، وإلى جانب ذلك خصصوا لهن محاضرات كثيرة لتوجيههن التوجيه المباشر ولرفع مكانتهم لديهن وسجلت المحاضرات وانتشرت عن طريق الشريط إلى النساء في عقر دارهن فظهرت مجموعة أشرطة لقادة الصحوة فلا يكاد يخلو شريط من أشرطتهم أو بعضها إلاّ وفيه توجيه أو دعوة للمشاركة بل وحتى دعوة إلى التهييج والإثارة. جاء في شريط أحدهم قوله: (وهذا يبرز مسؤولية القادرات من اخواتنا وبناتنا بوجوب وجود قيادات نسائية معروفة على كافة المستويات فلا بد في ان يوجد في المدرسة قيادة، وفي نطاق التعليم قيادة، وعلى مستوى البلد قيادات، بل وعلى مستوى الاقليم قيادات، وهذا وان كان واجباً في كل بلاد الإسلام إلاّ أنه في هذا البلد أسهل وأيسر فلا يزال الميدان مكشوفاً).

هنا تأكيد على ضرورة وجود امرأة قيادية وتحت أي مسمى داعية أو ناشطة حقوقية أو غيرها من المسميات التي يستحدثها التنظيم ويباركها قياديو الفكر وهو ما تحقق في بعض مجتمعاتنا العربية والخليجية مع الجهود المبذولة وعلى جميع الأصعدة من قبل مريدي هذا الشيخ في تحقيق هذا التنظير.

طبق هذا التوجيه غاية التطبيق وظهرت هذه القيادات على كافة المستويات والمجالات التي تتعلق بالمرأة في المدرسة وفي مجال التعليم بصفة عامة وفي حلقات تحفيظ القرآن الكريم وجمعيات البر والدور النسائية وفي المحاضرات النسوية التي تعقد في الجمعيات وغيرها وبعض المشايخ الذين تصدروا للتيارات الحزبية لديهم من المعلومات والأدلة ما يكفي.

تساؤلي هنا ما الحاجة إلى المرأة القيادية؟ وهل نحن نخطط للخوض في معركة كبيرة جداً للمرأة دورها الهام فيها ولابد من قيادية لتتولى التوجيه لبنات جنسها حذراً من الاختلاط الممنوع في شريعتنا أم ماذا؟

الآن وفي خضم الثورات العربية وإخراج المرأة من بيتها وحصنها وعفتها وكرامتها للشارع ومخالطة الرجال بل مزاحمتهم وممزاحتهم والتنكيت معهم والظهور في وسائل الإعلام العالمية ملوحة بالإحتجاجات ومنادية بالحرية ومطالبة برحيل القيادات وصناع القرارات وبقيادة وتحت إشراف الإسلاميين سقطت ورقة التوت وانكشفت النوايا والخبايا التي خطط لها الإسلاميون للزج بالمرأة في القضايا السياسية واقحامها في المظاهرات ونزع حجابها وعفتها التي طالما اسثمرها مخالفوهم متهمين لهم بتحرير المرأة وإخراجها من بيتها وثبت بما لا يقبل الشك والريب أن الإسلاميين فعلا يخططون لخوض معركة كبيرة وفاصلة في بعض أقطارنا سيما التي لم يصلها ربيعهم والمرأة هي بطلة وفارسة هذه المعركة والإعلام الإسلاموي والحزبي الصحوي مهيأ تماما لنقل المعركة عالميا وبأقوى إمكانيات مستعينين بعملائهم من الأعداء لوطننا العربي وأمتنا المسلمة للتضخيم والتهويل واتهام السلطات بالقمع والعنف ومع عناصر نسائية َ!

فشل الإسلاميون - أعني الإخوان المسلمون وهم من رضي لأنفسهم بمسمى الإسلاميين - برجالهم وشبابهم في تحقيق مآربهم ومطامعهم الثورية في بعض الدول العربية التي لم يصلها ربيعهم المشئوم فلجئوا لفكرة خطيرة حيث خططوا لإقحام المرأة وإخراجها في مسيرات حاشدة وكبيرة جدا مع بنات جنسها مغفلين حجابها وسترها وعفتها للتستر بها وإحراج السلطات لأنهم يعلمون حساسية التعامل مع المرأة في بعض دولنا العربية والخليجية ويعلمون مدى حرص قيادات هذه الدول على حصانة المرأة وحمايتها والبعد عن أذيتها بأي نوع وبالتالي فالزج بها لتحقيق أهدافهم السياسية للوصول للكرسي واستلام السلطة وسيلة مباحة ومشروعة في دينهم ومعتقدهم المنحرف لأن الغاية لديهم تبرر الوسيلة والمحرم بالأمس عندهم من إخراج المرأة من بيتها وعفتها وتحررها ومخالطتها للرجال أصبح اليوم عندهم أيضا مباحا مشروعا مهما للغاية فأي إسلام هذا ؟ وأين منهج وثوابت لهؤلاء ؟

وأختم بسؤال لرموز الإسلام العصري هل قدوتكم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ إذا كانت الإجابة نعم فهل تملكون دليلا من فعله يشرع لكم ما تنادون به وتقررونه وتؤكدون عليه ؟ أما إن كان قدوتكم مؤسسي الجماعة وكبار منظريها فشريعتنا تحرم ما تنادون به والمحاكم الشرعية هي الفيصل وقضاؤنا يحكم بما أنزل الله تعالى لا بما قرره وقننه حسن البنا وسيد قطب وأمثالهم .

والله من وراء القصد ،،،
منقول