بسم الله الرحمن الرحيم

باب من سب الدهر فقد آذى الله

أ – وقول الله تعالى: (وقالوا ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلأا الدهر) [الجاثية:24].
ب – وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهرر أقلب الليل والنهار).
وفي رواية: (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر).


شرح العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله:

أ – أراد المؤلف بهذه الترجمة بيان أن سب الدهر وغيره من المعاصي من جملة الأشياء التي تناقض التوحيد وتضعفه وتنافي كماله فالواجب الحذر من الأسباب التي تضعف الإيمان من المعاصي وسب الدهر وسب الريح وسب ما لا يستحق السب وما يغضب الله.
لأن الدهر مخلوق مدبر ليس في يده تصرف فهو مدبر من الله تعالى وهو الليل والنهار فسبه إيذاء لله، والله لا يضره شيء ولكن المعاصي تؤذي الله لأنها تغضبه كما قال تعالى: (إن الذين يؤذون الله وورسوله).
وسب الدهر هو سب الزمان وهو الليل والنهار كأن يقول: قاتل الله هذه الساعة ةلعن الله هذه الساعة وهذا اليوم ولا بارك الله في هذا اليوم وما أشبه ذلك فسب الدهر هو شتمه أو لعنه أو الدعاء عليه، أما وصفه بالشدة فليس من السب كأن يقول: هذا يوم شديد وعسر ونحس أو بارد أو حار.

ب – وفي الصحيح عن أبي هريرة مرفوعا: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر...).
فبين هنا معنى الدهر وأنه الليل والنهار وهو الذي يقلبه فسبه سب للذي خلقه وقلبه فلا يجوز ذلك، وقد غلط من قال إن الدهر من أسماء الله (كابن حزم) والمقصود أنه خالق الدهر ومكون الكائنات في الدهر.
ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الريح) وهكذا سب الإبل والغنم والبقر وسب كل من لا يستحق السب فسب هذه نقص في إيمانه وتوحيده.