جزاكم الله خيرا ..
والصواب أنه لا أدنى حرج من إطلاق لفظ المطر على الماء النازل من السماء ، لأن المطر اسم جنس يجمع تحته أنواع المطر الخفيف والقليل والثقيل والكثير وأوله وأشده وكل هذه لها أسماء يجمعها اسم المطر ..
ونفس الآيات التي استدل بها المانع لكلمة مطر فيها الجواز فالقوم قالوا :(( هذا عارض ممطرنا )) يعني السحب التي تحمل لهم المطر لما ظهر لهم على عادتهم من علامات نزول المطر ولم يكونوا يتوقعون أنه العذاب أو أن في ذلك هالكهم ..
وهناك أحاديث كثيرة ذكر فيها اسم المطر فلا عبرة بذلك المنع أو التحذير ومنها
:
ما في مسند أبي داود الطيالسي وغيره
682- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا عَنْ عَمَّارٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ» .
وفيه : 2709 - حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ سُمَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: «لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي لَأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَلَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ»
وفي البخاري باب بنيان المسجد وقال أبو سعيد: «كان سقف المسجد من جريد النخل» وأمر عمر ببناء المسجد وقال: «أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس»
وقال أنس: «يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا».
وقال ابن عباس: «لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى
»
وفي البخاري باب الرخصة في المطر والعلة أن يصلي في رحله 666 - حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن نافع، أن ابن عمر، أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح، ثم قال:ألا صلوا في الرحال، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة ذات برد ومطر، يقول: «ألا صلوا في الرحال»
وفيه باب: هل يصلي الإمام بمن حضر؟ وهل يخطب يوم الجمعة في المطر؟
(ح669 )عن أبي سلمة، قال: سألت أبا سعيد الخدري، فقال: جاءت سحابة، فمطرت حتى سال السقف، وكان من جريد النخل، فأقيمت الصلاة، «فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته»
وفيه (933):عن أنس بن مالك، قال: أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة قام أعرابي، فقال يا رسول الله: هلك المال وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده، ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد وبعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعة الأخرى... وغيرها من الأحاديث كثير . والله أعلى وأعلم .