خطر التعصب المقيت لغير الحق للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
السؤال الخامس والعشرون :
نرجو منكم أن تبينوا لنا خطر التعصب خاصة ، أن بعض الطلاب في هذه الأيام يتعصب لبعض الأشخاص ؛ يوالي ويعادي عليه , نرجو أن توجه كلمة لعل الله أن ينفع بها.
الجواب :
التعصب مذموم , بل طريقة الكفار !
التعصب واتّباع الهوى من طرق أهل الجاهلية .
ومن طرق التتار كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ,
المؤمن يحاول أن يعرف الحق ويتمسك به
ولو خالف هذا الحق من خالف ,
ولا يتعصب أبدا لخطأ فلان أو فلان أو رأي فلان وفلان ,
إنما يتمسك بكتاب الله وسنة الرسول - عليه الصلاة والسلام - ويوالي ويعادي على ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - بعد أن يعرف أن محمدا جاء به ، وليس بالأوهام ؛ عرف أن هذه القضية جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام ؛ دلّ عليها كتاب الله ودل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودان بها السلف .
ابن القيم يرى أنك إذا عرفت النص وفقهته ؛ يعني وما عرفت قائلا قال به ، فعليك أن تتمسك به ؛ إن عرفت قائلين قالوا به ازددت قوة ويقينا , وإذا ما وجدت أحدا فلا يشترط , المهم أن يكون مدار المسلم على قال الله , قال رسول الله :
العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
أما يأتي رجل جاهل وينصب نفسه إماما ، ويخوض في الأباطيل والضلالات تتعصب له فهذا من أعمال الجاهلية ,
بل لو كان إماما وأخطأ
لو تعصبت له ففيك جاهلية
{إنا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }
فهذا التعصب من شؤون الجاهليين ومن أعمالهم , أما المسلم الصادق فعليه أن يتنـزه عن التعصب وعن المخالفات لما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - .
التعصب ذميم !
ولا يتعصب إلا عصبي أو ذميم ؛
العصبي يعني مجنون مصاب بداء الأعصاب أو غبي ,
لا يتعصب إلا غبي أو عصبي , فالمسلم يجب أن يتنـزه ، فلا يكون غبيا ولا مجنونا ؛ عصبيا ,
يكون عاقلا يطلب الحق ,
وإذا عرف الحق أخذ به
ولو خالفه من في الأرض جميعا
ولا يتعصب لا لإمام ولا لمأموم
ولا لصادق ولا لكاذب
وإنما يتمسك بالحق .
***************************
المصدر : فتاوى في العقيدة والمنهج لفضيلة الشيخ العلامة ربيع