حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث)) ضعيف من جميع طرقه، كما نبَّه على ذلك الخطَّابي وغيره، وممَّا يدلُّ على ضعفه، أيضاً: ما ثبت في الصَّحيحين عن عائشة رضي الله عنها (أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصلِّي من الليل وهي معترضة بين يديه) والله وليُّ التَّوفيق.

قد صرَّح أهل العلم رحمهم الله تعالى بأنَّه لا تجوز رواية الحديث الموضوع إلَّا مقروناً ببيان حاله، فإن كان ضعيفاً وليس بموضوع لم يجز الجزم بأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلم قاله، ولكن يُروى بصيغة التَّمريض؛ كيروى عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أو يُذكر ونحو ذلك، وإنَّما قال ذلك أهل العلم؛ حذراً من الكذب على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ورواية ما يخشى أنَّه كذبٌ.

حقيقة التَّقوى: أداء ما أوجبه الله على العبد من الطَّاعة، واجتناب ما حرَّم عليه من المعصية، وأصلها وأساسها: شهادة أن لا الله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله، وليس المراد مجرَّد لفظ الشَّهادة، وإنَّما المراد معناها علماً وعملاً، فيخلص العبد عباداته لله وحده مؤمناً بأنَّ الله ربَّه ومعبوده الحق لا إله غيره ولا رب سواه، ويتبرَّأ من عبادة غير الله ويكفر بها، ويعتقد بطلانها.