كما أنَّ الواجب على المسلمين أن يتمسَّكوا بدينهم بصدقٍ وإخلاصٍ، ويتقبَّلوا ما يأمرهم به، فيعملوا به، ويطبِّقوه في شئون حياتهم كُلِّها دون تمييزٍ، وليعلموا أنَّهم إن فعلوا ذلك؛ سيسعدون ويفلحون في الدُّنيا والآخرة.

لقد أمرنا الله أنَّ نسأله الهداية إلى الصِّراط المستقيم؛ وهو طريق المنعم عليهم من النَّبيين والصِّديقين والشُّهداء والصَّالحين، الذين علموا فعملوا، وأن يجنِّبنا طريق المغضوب عليهم؛ وهم الذين عرفوا الحقَّ واتَّبعوا أهواءهم، وهم اليهود، ومن على شاكلتهم، وأن يجنِّبنا طريق الضَّالين؛ وهم الذين جهلوا الحقَّ، وهم النَّصارى، ومن على شاكلتهم.

إنَّ التَّفقُّه في الإسلام وما اشتمل عليه من أحكام، يقتضي البحث والاطلاع؛ لمعرفة حكم الله في كُلِّ قضيةٍ تعرض للمسلم في حياته، فلا يتجاوز هذه القضية دون بحثٍ واستقصاءٍ؛ ليصل إلى الحكم بالدَّليل من كتاب الله أو سُنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلم أو الإجماع أو القياس الجلي