رد: منزلة إصلاح ذات البين في الإسلام/ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم جزى الله خيرا فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي على ما تبذله من جهود للإصلاح بين السلفيين فما علمناك إلا مجاهدا بحق داعيا إلى الألفة بين أهل السنة فأسأل الله تعالى أن يبارك في جهودكم ، وأن يكتب لكم ما أعده الله لمن يعمل ذلك ابتغاء مرضاة الله ، وأن يرفع ذكركم في عليين وأن يختم لنا ولكم بالحسنى . وتتمة للفائدة في فضل الإصلاح بين الناس: قال القرطبي رحمه الله: تفسير القرطبي (ج 5/385 ): وقوله تعالى : { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء }.قال البغوي وقوله تعالى :{ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ }وبسنده عن أم الدرداء - رضي الله عنها- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - r- : << ألا أخبرُكم بأفضلَ من درجة الصيام والصدقة والصلاة >> قال: قلنا بلى، قال: << إصلاحُ ذاتِ البين. وفساد ذات البين هي الحالقة >> .(1) .وقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ أَيْ: هَذِهِ الْأَشْيَاءَ الَّتِي ذَكَرَهَا، ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ، أَيْ: طَلَبَ رِضَاهُ، فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ، فِي الْآخِرَةِ، أَجْراً عَظِيماً . تفسير البغوي (1/:701)وبوب البخاري رحمه الله . باب فضل الإصلاح بين الناس والعدل بينهم .وبسنده إلى أبي هريرة قال : قال رسول الله e :<<كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الناس صدقة >> .قال ابن المنير : ترجم على الإصلاح والعدل ولم يورد في هذا الحديث إلا العدل ، ولكن لما خاطب الناس كلهم بالعدل وقد علم أن فيهم الحكام وغيرهم كان عدل الحاكم إذا حكم ، وعدل غيره إذا أصلح .وقال الحافظ ابن حجر : وقال غيره : الإصلاح نوع من العدل ، فعطف العدل عليه من عطف العام على الخاص . فتح الباري (ج13 / 69).وَمِنْهَا: أَنْ يُصْلِحَ ذَاتَ الْبَيْنِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مَهْمَا وَجَدَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، قَالَ - r-: << أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ >>. صحيح لغيره أنظر الصحيحة (2639)وصحيح الترغيب والترهيب (2817).َفِي الْحَدِيثِ: << لَيْسَ بِكَذَّابٍ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَقَالَ خَيْرًا >> وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ لِأَنَّ تَرْكَ الْكَذِبِ وَاجِبٌ، وَلَا يَسْقُطُ الْوَاجِبُ إِلَّا بِوَاجِبٍ آكَدَ مِنْهُ.المهم أيها الأحبة أن الإصلاح كله خير ، والساعي في الإصلاح بين الناس ، أفضل من القانت بالصلاة ، والصيام ، والصدقة ، قال رسول الله - r- :<< ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة ، والصيام والصدقة ؟قالوا: بلى . قال: إصلاح ذات البين . قال : وفساد ذات البين هي الحالقة >> .رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وهو في صحيح الترمذي [ح 2037] .بل إن الإصلاح بين الناس في الخصومات أي كانت دينية أو دنيوية هي مما يرضاه الله ورسوله ، فكيف إذا كان بين طائفتين مؤمنتين سنيتين سلفيتين فإنه يحصل الخير الكثير بالصلح بينهما فلا شك أن هذا من الأعمال التي يحبها الله ورسوله ويرضاها الله ورسوله ، ألا تحبون ما يحبه الله ورسوله ؟؟عن أبي أيوب - رضي الله عنه- قال : قال لي رسول الله - r- :<< يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَاأَدُلُّكَ عَلَى عَمِلٍ يَرْضَاهُ اللهُ وَرَسُولُهُ؟>>.قَالَ : بَلَى. قَالَ:<< تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَاتَفَاسَدُوا،وَتُقَارِبُ بَيْنَهُمْ إِذَاتَبَاعَدُوا >>.(2)الهامش :---------------1 - أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص (118)، وأبو داود في الأدب، باب في إصلاح ذات البين: (7 / 25) والترمذي في صفة القيامة، باب سوء ذات البين: ( 7/212 ) وقال: هذا حديث صحيح ، وأحمد في المسند:(6 / 444 ، 445) والمصنف في شرح السنة :( 13 / 116).2 - قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح الترغيب والترهيب (3/46)(2820 ) ( حسن لغيره ).وهو في السلسلة الصحيحة برقم (2644)بلفظ آخر .