مشاركة هذا الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي
-
رد: على المستقيم أن يقيم لسانه
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة وبارك فيك ..
واستسمحك على هذه المداخلة تتمة للفائدة ، فلو يتأمل العاقل الذي يريد النجاة لنفسه يوم القيامة في الأحاديث الكثيرة التي جاءت في خطر وضرر هذا الجرم الصغير (( اللسان )) على الإنسان يوم يلقى ربه لكان عليه أن يحسبه ويقطع جرمه العظيم الذي يؤديه إلى المهالك ، واذكر منها حديثا أو حديثين أو ثلاث فقط ، ليعلم العبد أنه بكلمة واحدة لا يلقي لها بالا حين إخراجها تكون سببا ليكتب الله عليه سخطه إلى يوم يلقاه فيزج به في نار تلظى .
عَنْ بِلالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، وَمَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، وَمَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيُكْتَبُ بِهَا عَلَيْهِ سَخَطُهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ».
قال البغوي (14/316)هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
وقال صلى الله عليه وسلم ((...وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ».(14/314) هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
لذلك فليعلم العاقل يقينا أن استقامته موكلة بلسانه..
فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه رفعه قال: "إذا أصبحَ ابن آدمَ فإنَّ الأعْضاءَ كلَّها تُكَفِّر اللِّسَانَ فتقولُ: اتَّقِ الله فينا، فإنَّما نحنُ بِكَ، فإنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنا، وإنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا". رواه أحمد والترمذي وغيرهما وحكم عليه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2871) وصحيح الجامع (351) بالحسن، وكذلك الأرتئوط في تحقيق المسند 11908.
قال البغوي في شرح السنة (14/316) قَوْلُهُ: تُكَفِّرُ، أَيْ: تَذِلُّ وَتَخْضَعُ. قال السندي : قوله: "إذا أصبح ابن آدم فإن أعضاءه تكفر للسان": من التكفير، بمعنى الخضوع، أي: إن الأعضاء كلها تطلب منه الاستقامة طلب من يخضع لغيره ليفيض عليه بالمطلوب بواسطة الخضوع لديه، والمراد بالأعضاء الظاهرة، وهذا لا ينافي أن يكون المدار على صلاح القلب، وأن يكون استقامة اللسان به، كما جاء: "في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله". تحقيق المسند(18/403).
ولا يوجد لاستقامة اللسان مثل أمرين عظيمين ولكنهما سهلين على من سهلهما الله عليه . 1 – الصمت كما قال صلى الله عليه وسلم (( وَمَنْ كَانَ يؤمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».ففي ذلك النجاة كما جاء في حديث معاذ وعقبة بن عامر الجهني رضي الله عنهما .
والأمر الثاني : ذكر الله ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (( ...فلا يزال لسان رطبا بذكر الله)) فإنه الحصين ، الحصين ، والسبب العظيم لاستقامة اللسان الذي لا تستقيم جميع الجوارح إلا باستقامته.
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لتأديب ألسنتنا وقطع فسادها . بالصمت والذكر وتطهيرها، مما يكتب علينا سخط الله تعالى إنه ربي سميع قريب .
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 24-Apr-2015, 12:48 AM
-
بواسطة أم محمد محمود المصرية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 04-Nov-2014, 10:55 PM
-
بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 28-Aug-2013, 10:53 PM
-
بواسطة ابو حذيفة النائلي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-Mar-2013, 11:39 PM
-
بواسطة هالة السلفية المصرية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 13-Jun-2012, 03:21 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى